3)) لا تنتقد : ما ليس لك به علم !!..
بداية ً: ليس كل منا عالم ٌبكل شيء من علوم الحياة : بله حقائق الحياة نفسها !
ولذلك : كان التواضع سمة مَن أراد ألا يُحرج نفسه : فلا يتصدر لما لا يعلم :
ولا يستحي أن يقول لا أعلم .. ولا يستحي أن يسأل عما لا يعلم .. فإنما شفاء
العيّ (أي الجهل) : السؤال : وكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ..
ووالله :
ما ازداد عبد ٌتواضعا ًوسكوتا ًعما لا يعلم : إلا رفعه الله في عين ناظريه ومخالطيه !
وأنا هنا : لن أتحدث فقط عن جهل أحدنا بمسألة ٍأو علم ٍما : لا .. وإنما سأتحدث
عمّن تخطى مرحلة الجهل : إلى التصدر للنقد أو الحديث أو الإفتاء في نفس ما يجهله
من العلوم أو المسائل !!..
ولأن هذا الموضوع كثيرة ٌأمثلته (وخصوصا ًفي هذا الزمان حيث صار النت منبر
مَن لا عقل له ولا علم) .. إلا أني اخترت مثالين فقط للتوضيح ..
>>> الأول :
حديث جابر رضي الله عنه قال :
" خرجنا في سفر ٍ: فأصاب رجلا ًمنا حجر ٌ: فشده في رأسه (أي بجرح ٍغائر شج رأسه)
ثم احتلم (والاحتلام يُوجب غسل الجسد بأكمله بما فيه الرأس في الأوضاع العادية) ..
فسأل أصحابه فقال : هل تجدون لي رخصة في التيمم ؟! (أي بالتراب بدلا ًمن الاغتسال
بالماء الذي لو أصاب رأسه ربما آذى جرحه) .. فقالوا : ما نجد لك رخصة : وأنت تقدر
على الماء !!.. (وهكذا أفتوا في حالة جديدة عليهم : في حين الرسول بين ظهرانيهم في
المدينة : فكان الأجدر أن ينتظروا حتى مجيئه وسؤاله) .. فاغتسل فمات (أي متأثرا ً
بجرحه) !!.. فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم أ ُخبر بذلك فقال :
قتلوه قتلهم الله !!.. ألا سألوا إذ لم يعلموا (لأنه حكم ٌجديد عليهم) !!.. فإنما شفاء العيّ :
السؤال " !!..
رواه أبو داود وحسنه الألباني ..
فهؤلاء لم يكتفوا بالجهل بالحالة الجديدة عليهم ولكن : رأوا في أنفسهم أهلية ًللافتاء فيها !
وهنا بيت القصيد الذي أعني !!.. فيا ليت شبابنا يتعلمون !!..
فالمستجدات في الحياة ومواقف البشر : لها علماؤها الذين يعلمون إلى أي جهة ٍتقاس عليها
في الدين !!..
فأما هؤلاء فقاسوا حالة الرجل المجروح على عدم مشروعية التيمم في وجود الماء والقدرة عليه !
وأما النبي صلى الله عليه وسلم فقد لفت النظر إلى رخصة من رخص الله تعالى للمريض لم
ينتبهوا لها أو لم يعلموها بجهلهم !!..
فليس العيب أن تجهل شيئا ًولكن : العيب كل العيب في أن تفتي بجهلك فيما لا تحسنه أو
فيما لا تعلمه !!!.. والله المستعان ..
>>> الثاني :
كلنا يعلم مدى التقصير (المتعمد) الذي أصاب تعليم اللغة العربية في مدارسنا للأسف !!..
ومن هنا ..
فكان حريا ًبالواحد فينا أن يتهم نفسه أولا ًبسوء الفهم : إذا ما استـُشكل عليه شيء ٌ
فيها !!.. وكلامي هنا مُوجه للمسلم ولغير المسلم الطاعن في القرآن والسنة على السواء !!..
فلا زلت أذكر في طفولتي يوما ًقرأت فيه قول الله عز وجل :
" إن تكفروا (أي يا أيها الناس) : فإن الله غني ٌعنكم (أي لا يضره لو كفر كل الناس بحريتهم
شيئا ً) !!.. ولا يرضى لعباده الكفر (سبحان الله : والكافر يرضى الكفر لنفسه !) وإن تشكروا
(أي تؤمنوا : فالإيمان لصيق الشكر) : يرضه لكم " الزمر 7 ..
أقول :
التبس عليّ الفهم في آخر كلمتين وهما : " يرضه لكم " !!!..
فظننت أن الهاء تعود على الكفر الذي لم يرضه الله للكافرين : فإن شكروا : ارتضاه لهم (أي
الكفر !!!!!!!!!!!) ..
ولكم أن تضحكوا من هذا الفهم السقيم العجيب الذي أصابني في هذه اللحظة !!..
حيث لـُذت بالصمت للحظات أتأمل الآية يمينا ًوشمالا ً: فلا أفهم منها إلا الذي فهمته بالخطأ !
فقلت في نفسي : لعل هناك خطأ في الكتابة في المصحف !!!..
فقمت وفتحت أكثر من مصحف على نفس الآية : فوجدتها هي هي لا تغيير !!!..
فنمت على السرير مهموما ًأتفكر !!!..
ثم ما هي إلا دقائق حتى فتح الله تعالى عليّ بالفهم الصحيح للآية فجأة !!!..
وهذا مسلم ٌآخر في سن المراهقة .. كنا نجلس في إحدى ليالي رمضان نقرأ القرآن في حلقة :
فلما أتى دوره في قراءة ربع الحزب الذي عليه : فبدلا ًمَن أن يقول عن اليهود :
" إن الذين اتخذوا العجل (أي إلها ًمن دون الله عبدوه) : سينالهم غضبٌ من ربهم وذلة " قال :
" إن الذين اتخذوا العجل : سينا : لهم " !!!..
فقاطعه أحد الرجال الجالسين معنا قائلا ً: " يا أخي حرام عليك !!.. بقى إحنا نحارب من
67 لـ 73 عشان سينا : وانت تيجي تقولي سينا : لهم " ؟!!!.. مازحا ًبالطبع !!..
وغير ذلك الكثير ..
وكل هذا : لا يعنيني في شيء .. فليس من العيب أن يُخطيء أحدنا أو ينقصه علم شيءٍ ما :
ولكن العيب كل العيب هو :
أن يُسارع للفتوى فيما لا يعلم ولا يُحسن بل : وينتقد ويطعن بكل جرأة : وكأنه من أهل
الصنعة !!..
وأختم هنا بهذا المثال من منكري السنة ... وقيسوا عليه العشرات من جهالات منكري السنة
والملاحدة والنصارى والروافض .. إلخ
فهذا اللقيط في محراب اللغة العربية بلا أب ٍولا أم :
يخرج في إحدى تعليقاته في موضوع عن الخمر فيقول (ولسان حاله قد اكتشف اكتشافا ًسيأتي
على أهل الحديث والبخاري ومسلم من القواعد) !!.. إذ يقول :
وجدت (أهل السُـنة) : يروون حديثا ًعن النبي في صحيح مسلم يقول فيه لـ (عائشة) :
" ناوليني الـخَمرة مِن المسجد .. فقالت له : إني حائض ! فقال : تناوليها : فإن حيضتك :
ليست في يدك " !...
فبلغ به الجهل أن قرأ "الخـُمرة " بفتح الهاء كما يسمعها في الأفلام العربية الهابطة هكذا :
"خـَمرة" !!..
فهذا أول خطأ فادح !!!.. ألا وهو : التصدر للحديث بل : للنقد والطعن فيما لا يُحسن !
وأما ثاني خطأ بديهي وقع فيه (وسوف أ ُفرد له نوعا ًمن أنواع الخطأ فيما بعد) :
فهو ظنه أنه هو الجهبز الذي قد وقع على : ما لم يقع عليه صناديد اللغة وأهلها من العرب
والمسلمين : طوال أكثر من 14 قرن ٍمن الزمان !!!.. فبالله عليكم : هل يُعقل هذا !!!....
والصواب :
أن الخـُمرة المقصودة في الحديث هي : شيءٌ أشبه بسجادة الصلاة المعروفة في زمننا اليوم !..
(وإلا : هل من المعقول ان يضع الرسول الخمر في المسجد ؟!.. الله المستعان) !!..
جاء في (سنن ابن ماجه ج 1 / ص 207) بعد روايته لنفس الحديث :
" (الخــُمرة) في النهاية (يقصد كتاب النهاية لابن الأثير) : هي مقدار ما يضع الرجل عليه
وجهه في سجوده مِن حصير أو : نسيجة خوص ونحوه مِن النبات ! ولا تكون خـُمرة : إلا
في هذا المقدار : وسُميت خـُمرة لأن خيوطها : مستورة بسعفها " !!..
وذلك لأن الخمر : هو التغطية .. منه الخمار وهو لباس وحجاب النساء المعروف .. ومنه
سُميت الخمر خمرا ً: لتغطيتها ولسترها للعقل والعياذ بالله !!..
ولو قرأ هذا الجاهل باللغة (ومثله الكثير للأسف) لو قرأ كتب الحديث فعلا ًالتي يتقرب إلى
الله زورا ًبالطعن فيها ليل نهار : لكان قرأ أبوابا ًكاملة ًباسم :
" باب الحائض تبسط الخـُمرة " أو " باب الصلاة على الخـُمرة " ... بل : وفي صحيح
البخاري نفسه وفي صحيح مسلم الذي نقل عنه : أحاديث " صلاة النبي على الخـُمرة " !..
بل :
وقد ذهب بعض العلماء لجواز إطلاق وصف الخـُمرة أيضا ًعلى ما زاد على قدر الوجه في
السجود : لا كما ذهب (ابن الأثير) في كتابه : واستدلوا في ذلك بحديث (ابن عباس) رضي
الله عنه في الأدب المفرد للبخاري وغيره بسنده قال :
" جاءت فأرة : فأخذت تجر الفتيلة (أي فتيلة المصباح) : فجاءت بها : فألقتها بين يدي رسول
الله صلى الله عليه وسلم على الخـُمرة التي كان قاعدا ًعليها : فأحرقت منها مثل موضع
الدرهم !.. فقال : إذا نِمتم : فأطفئوا سرجكم (جمع سراج) : فإن الشيطان : يدلُ مِثل هذه :
على هذا : فتحرقكم " .... والشاهد هو تعبير " التي كان قاعدا ًعليها " !
ولهذا :
وصف رسولنا الكريم الفأرة (والوزغ) في بعض الآحاديث بوصف (الفويسقة) : لأنها تضرم
النار في البيوت : ولضررها العديد الآخر : وقد جمعها فيمَن يُقتل في الحِل والحرم :
" العقرب والفويسقة والحِدأة والغراب والكلب العقور " !!.. رواه النسائي وصححه الألباني !
واعذروني في الإسهاب في المثال الأخير : فما فعلته متعمدا ًإلا لغرض ٍواحد ٍفقط وهو :
بيان مدى ثقل مثل هذه العلوم التي يخوض فيها البعض بكل سطحية وجهل ولامبالاة !!!!!..
والله المستعان على مثل هذه الأخطاء !!..
يُـتبع إن شاء الله ..
بداية ً: ليس كل منا عالم ٌبكل شيء من علوم الحياة : بله حقائق الحياة نفسها !
ولذلك : كان التواضع سمة مَن أراد ألا يُحرج نفسه : فلا يتصدر لما لا يعلم :
ولا يستحي أن يقول لا أعلم .. ولا يستحي أن يسأل عما لا يعلم .. فإنما شفاء
العيّ (أي الجهل) : السؤال : وكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ..
ووالله :
ما ازداد عبد ٌتواضعا ًوسكوتا ًعما لا يعلم : إلا رفعه الله في عين ناظريه ومخالطيه !
وأنا هنا : لن أتحدث فقط عن جهل أحدنا بمسألة ٍأو علم ٍما : لا .. وإنما سأتحدث
عمّن تخطى مرحلة الجهل : إلى التصدر للنقد أو الحديث أو الإفتاء في نفس ما يجهله
من العلوم أو المسائل !!..
ولأن هذا الموضوع كثيرة ٌأمثلته (وخصوصا ًفي هذا الزمان حيث صار النت منبر
مَن لا عقل له ولا علم) .. إلا أني اخترت مثالين فقط للتوضيح ..
>>> الأول :
حديث جابر رضي الله عنه قال :
" خرجنا في سفر ٍ: فأصاب رجلا ًمنا حجر ٌ: فشده في رأسه (أي بجرح ٍغائر شج رأسه)
ثم احتلم (والاحتلام يُوجب غسل الجسد بأكمله بما فيه الرأس في الأوضاع العادية) ..
فسأل أصحابه فقال : هل تجدون لي رخصة في التيمم ؟! (أي بالتراب بدلا ًمن الاغتسال
بالماء الذي لو أصاب رأسه ربما آذى جرحه) .. فقالوا : ما نجد لك رخصة : وأنت تقدر
على الماء !!.. (وهكذا أفتوا في حالة جديدة عليهم : في حين الرسول بين ظهرانيهم في
المدينة : فكان الأجدر أن ينتظروا حتى مجيئه وسؤاله) .. فاغتسل فمات (أي متأثرا ً
بجرحه) !!.. فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم أ ُخبر بذلك فقال :
قتلوه قتلهم الله !!.. ألا سألوا إذ لم يعلموا (لأنه حكم ٌجديد عليهم) !!.. فإنما شفاء العيّ :
السؤال " !!..
رواه أبو داود وحسنه الألباني ..
فهؤلاء لم يكتفوا بالجهل بالحالة الجديدة عليهم ولكن : رأوا في أنفسهم أهلية ًللافتاء فيها !
وهنا بيت القصيد الذي أعني !!.. فيا ليت شبابنا يتعلمون !!..
فالمستجدات في الحياة ومواقف البشر : لها علماؤها الذين يعلمون إلى أي جهة ٍتقاس عليها
في الدين !!..
فأما هؤلاء فقاسوا حالة الرجل المجروح على عدم مشروعية التيمم في وجود الماء والقدرة عليه !
وأما النبي صلى الله عليه وسلم فقد لفت النظر إلى رخصة من رخص الله تعالى للمريض لم
ينتبهوا لها أو لم يعلموها بجهلهم !!..
فليس العيب أن تجهل شيئا ًولكن : العيب كل العيب في أن تفتي بجهلك فيما لا تحسنه أو
فيما لا تعلمه !!!.. والله المستعان ..
>>> الثاني :
كلنا يعلم مدى التقصير (المتعمد) الذي أصاب تعليم اللغة العربية في مدارسنا للأسف !!..
ومن هنا ..
فكان حريا ًبالواحد فينا أن يتهم نفسه أولا ًبسوء الفهم : إذا ما استـُشكل عليه شيء ٌ
فيها !!.. وكلامي هنا مُوجه للمسلم ولغير المسلم الطاعن في القرآن والسنة على السواء !!..
فلا زلت أذكر في طفولتي يوما ًقرأت فيه قول الله عز وجل :
" إن تكفروا (أي يا أيها الناس) : فإن الله غني ٌعنكم (أي لا يضره لو كفر كل الناس بحريتهم
شيئا ً) !!.. ولا يرضى لعباده الكفر (سبحان الله : والكافر يرضى الكفر لنفسه !) وإن تشكروا
(أي تؤمنوا : فالإيمان لصيق الشكر) : يرضه لكم " الزمر 7 ..
أقول :
التبس عليّ الفهم في آخر كلمتين وهما : " يرضه لكم " !!!..
فظننت أن الهاء تعود على الكفر الذي لم يرضه الله للكافرين : فإن شكروا : ارتضاه لهم (أي
الكفر !!!!!!!!!!!) ..
ولكم أن تضحكوا من هذا الفهم السقيم العجيب الذي أصابني في هذه اللحظة !!..
حيث لـُذت بالصمت للحظات أتأمل الآية يمينا ًوشمالا ً: فلا أفهم منها إلا الذي فهمته بالخطأ !
فقلت في نفسي : لعل هناك خطأ في الكتابة في المصحف !!!..
فقمت وفتحت أكثر من مصحف على نفس الآية : فوجدتها هي هي لا تغيير !!!..
فنمت على السرير مهموما ًأتفكر !!!..
ثم ما هي إلا دقائق حتى فتح الله تعالى عليّ بالفهم الصحيح للآية فجأة !!!..
وهذا مسلم ٌآخر في سن المراهقة .. كنا نجلس في إحدى ليالي رمضان نقرأ القرآن في حلقة :
فلما أتى دوره في قراءة ربع الحزب الذي عليه : فبدلا ًمَن أن يقول عن اليهود :
" إن الذين اتخذوا العجل (أي إلها ًمن دون الله عبدوه) : سينالهم غضبٌ من ربهم وذلة " قال :
" إن الذين اتخذوا العجل : سينا : لهم " !!!..
فقاطعه أحد الرجال الجالسين معنا قائلا ً: " يا أخي حرام عليك !!.. بقى إحنا نحارب من
67 لـ 73 عشان سينا : وانت تيجي تقولي سينا : لهم " ؟!!!.. مازحا ًبالطبع !!..
وغير ذلك الكثير ..
وكل هذا : لا يعنيني في شيء .. فليس من العيب أن يُخطيء أحدنا أو ينقصه علم شيءٍ ما :
ولكن العيب كل العيب هو :
أن يُسارع للفتوى فيما لا يعلم ولا يُحسن بل : وينتقد ويطعن بكل جرأة : وكأنه من أهل
الصنعة !!..
وأختم هنا بهذا المثال من منكري السنة ... وقيسوا عليه العشرات من جهالات منكري السنة
والملاحدة والنصارى والروافض .. إلخ
فهذا اللقيط في محراب اللغة العربية بلا أب ٍولا أم :
يخرج في إحدى تعليقاته في موضوع عن الخمر فيقول (ولسان حاله قد اكتشف اكتشافا ًسيأتي
على أهل الحديث والبخاري ومسلم من القواعد) !!.. إذ يقول :
وجدت (أهل السُـنة) : يروون حديثا ًعن النبي في صحيح مسلم يقول فيه لـ (عائشة) :
" ناوليني الـخَمرة مِن المسجد .. فقالت له : إني حائض ! فقال : تناوليها : فإن حيضتك :
ليست في يدك " !...
فبلغ به الجهل أن قرأ "الخـُمرة " بفتح الهاء كما يسمعها في الأفلام العربية الهابطة هكذا :
"خـَمرة" !!..
فهذا أول خطأ فادح !!!.. ألا وهو : التصدر للحديث بل : للنقد والطعن فيما لا يُحسن !
وأما ثاني خطأ بديهي وقع فيه (وسوف أ ُفرد له نوعا ًمن أنواع الخطأ فيما بعد) :
فهو ظنه أنه هو الجهبز الذي قد وقع على : ما لم يقع عليه صناديد اللغة وأهلها من العرب
والمسلمين : طوال أكثر من 14 قرن ٍمن الزمان !!!.. فبالله عليكم : هل يُعقل هذا !!!....
والصواب :
أن الخـُمرة المقصودة في الحديث هي : شيءٌ أشبه بسجادة الصلاة المعروفة في زمننا اليوم !..
(وإلا : هل من المعقول ان يضع الرسول الخمر في المسجد ؟!.. الله المستعان) !!..
جاء في (سنن ابن ماجه ج 1 / ص 207) بعد روايته لنفس الحديث :
" (الخــُمرة) في النهاية (يقصد كتاب النهاية لابن الأثير) : هي مقدار ما يضع الرجل عليه
وجهه في سجوده مِن حصير أو : نسيجة خوص ونحوه مِن النبات ! ولا تكون خـُمرة : إلا
في هذا المقدار : وسُميت خـُمرة لأن خيوطها : مستورة بسعفها " !!..
وذلك لأن الخمر : هو التغطية .. منه الخمار وهو لباس وحجاب النساء المعروف .. ومنه
سُميت الخمر خمرا ً: لتغطيتها ولسترها للعقل والعياذ بالله !!..
ولو قرأ هذا الجاهل باللغة (ومثله الكثير للأسف) لو قرأ كتب الحديث فعلا ًالتي يتقرب إلى
الله زورا ًبالطعن فيها ليل نهار : لكان قرأ أبوابا ًكاملة ًباسم :
" باب الحائض تبسط الخـُمرة " أو " باب الصلاة على الخـُمرة " ... بل : وفي صحيح
البخاري نفسه وفي صحيح مسلم الذي نقل عنه : أحاديث " صلاة النبي على الخـُمرة " !..
بل :
وقد ذهب بعض العلماء لجواز إطلاق وصف الخـُمرة أيضا ًعلى ما زاد على قدر الوجه في
السجود : لا كما ذهب (ابن الأثير) في كتابه : واستدلوا في ذلك بحديث (ابن عباس) رضي
الله عنه في الأدب المفرد للبخاري وغيره بسنده قال :
" جاءت فأرة : فأخذت تجر الفتيلة (أي فتيلة المصباح) : فجاءت بها : فألقتها بين يدي رسول
الله صلى الله عليه وسلم على الخـُمرة التي كان قاعدا ًعليها : فأحرقت منها مثل موضع
الدرهم !.. فقال : إذا نِمتم : فأطفئوا سرجكم (جمع سراج) : فإن الشيطان : يدلُ مِثل هذه :
على هذا : فتحرقكم " .... والشاهد هو تعبير " التي كان قاعدا ًعليها " !
ولهذا :
وصف رسولنا الكريم الفأرة (والوزغ) في بعض الآحاديث بوصف (الفويسقة) : لأنها تضرم
النار في البيوت : ولضررها العديد الآخر : وقد جمعها فيمَن يُقتل في الحِل والحرم :
" العقرب والفويسقة والحِدأة والغراب والكلب العقور " !!.. رواه النسائي وصححه الألباني !
واعذروني في الإسهاب في المثال الأخير : فما فعلته متعمدا ًإلا لغرض ٍواحد ٍفقط وهو :
بيان مدى ثقل مثل هذه العلوم التي يخوض فيها البعض بكل سطحية وجهل ولامبالاة !!!!!..
والله المستعان على مثل هذه الأخطاء !!..
يُـتبع إن شاء الله ..