19)) تعظيم أنبياء الله في الإسلام وجعلهم قدوة ..
بقلم : أبو حب الله ..
وهنا ....
وقبل أن يقوم الشيخ (محمد) باختيار أحد الحاضرين للسؤال ...
فوجيء بحاكم المدينة مستر (فيليب جونز) وهو يقول له :
أعتقد أنه من حقي أيضا ًأن أسأل في هذه الندوة شيخ (عبد الله) !!.. أليس كذلك ؟؟!!..
وهنا ابتسم الشيخ (عبد الله) وقد انحنى للأمام قليلا ًلينظر لمستر (فيليب) قائلا ً:
بالطبع من حقك ذلك مستر (فيليب) !!!... تفضل ...
وهنا .. نظر مستر (فيليب) لـ (أحد القساوسة الكبار) في الصف الأول برهة ًثم قال :
برغم ما قد يعتقده البعض من (ابتعادي عن أمور الدين) في حياتي .. وذلك باعتباري رجل سياسي :
و(ذو مسئوليات عديدة) كحاكم مدينة : إلا أنهم أخطأوا في ذلك خطأ كبيرا ً!!!!...
ثم التفت مستر (فيليب) للحاضرين وهو يواصل قائلا ً:
فالذي لا يعرفه الكثيرون هنا : هو أنه كانت لي (تربية دينية) في الكنيسة : قضيتها لمدة تزيد عن سبع سنوات !!!...
وللأسف .. كنت في هذه السنوات منذ الصغر : كنت أنظر لجميع (الأنبياء والرسل) في قصص العهد القديم على أنهم : (من أكمل البشر) أخلاقا ً!!!..... وذلك مما كان يُروى لي عنهم !!!..
إلى أن كبرت قليلا ً.. وبدأت أقرأ وأ ُطالع بنفسي : العديد من نصوص العهد القديم ...
فصدمتني ساعتها : الكثير والكثير من النصوص التي أظهرت لي :
أنه حتى هؤلاء (الأنبياء والرسل) : كانوا يقارفون ما يُعرف بـ : (أكابر الذنوب) !!.. حيث جاء في العهد القديم أنهم كانوا : (يزنون) !!.. و(يشربون الخمر) لدرجة الإغماء !!!.. بل وحتى كانوا (يكذبون) و(يخدعون) و(يغشون) !!!!..
مما أثر في .. نفسيتي .. وشخصيتي .. ورؤيتي للدين كثيرا ًفي ذلك الوقت !!!...
لدرجة أني ظللت أسأل عن (أصح تفسير) و(أفضل تأويل) لمثل هذه النصوص لمدة عامين كاملين :
قبل أن أترك دراستي الكنسية لهذا السبب !!!....
وفي كل مرة كنت أتوجه فيها بالسؤال لـ (رئيس الأساقفة) في ذلك الوقت :
كان لا يزيد عن قوله أن الله تعالى :
له (حكمة عظيمة) من أن يُخطيء (الرسل والأنبياء) مثلنا !!!.. بل ومثل (شِرار الناس) أحيانا ً!!!..
ومن تلك الحكم :
أن يضربوا لنا بـ (المثل العملي) أنه : مهما بلغت ذنوب الإنسان : فذلك لا يعني أبدا ً(خلو قلبه من الخير) !!!..
كما يعني أيضا ًأن كل إنسان : يُفتح له باب التوبة .. ويغفر الله له مهما فعل !!..
والحق .. أني لم أسترح كثيرا ًلهذا الرأي في ذلك الوقت ...
إذ أن ذلك : يمكن تقبله في أي أحد ٍغير (الأنبياء والرسل) .. أما هم : فصعب جدا ًأن أتخيل وقوعهم في نفس الذي ينهون الناس عنه !!!!...
ثم نسيت الأمر بأكمله فترة طويلة من الزمن ..
حيث لم أكن أتذكره : إلا كلما اقترفت ذنبا ً!!!... حيث كنت أتذكر ساعتها كلام (رئيس الأساقفة) وأقول في نفسي : لا تهول من الأمر !!!... فإذا كان نبي الله (داود) : قد (زنى) !!!.. ونبي الله (يعقوب) : قد (غش) !!!..
فهل سيعاقبك الله على هذا الذنب الصغير الذي فعلته ؟؟!!!...
ومنذ انتهاء وقت استراحة الندوة : وقد قفزت هذه المسألة فجاة وهذا التساؤل : في ذهني من جديد !!!...
وها أنا أستغل الفرصة الآن قبل فواتها : لأسألك نفس السؤال :
هل هناك حكمة من وقوع مثل هذه (المعاصي الكبار) التي ارتكبها (الأنبياء والرسل) ؟؟..
أم أن الأمر كله : (تحريف) من بين (التحريف) الكثير الذي أخبرتنا عنه في كتبنا ؟؟؟...
وشكرا ً......
وفي هذه اللحظة .. وبرغم اللهجة الصادقة التي سأل بها مستر (فيليب) سؤاله : إلا أن الشيخ (عبد الله) شعر من داخله بأن لهذا السؤال : (علاقة) بشكل أو بآخر : بما حدث من جدال ونقاش حاد أثناء الاستراحة بين مستر (فيليب) و(القساوسة) !!!!..
ولكنه على أي حال : من حقه بالفعل معرفة إجابة هذا السؤال الهام ...
فابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
سؤالك بالفعل : من الأهمية بمكان مستر (فيليب) !!!... بل ويمكننا القول بأنه من ضمن الأشياء التي تميز بها كتاب (الإسلام - القرآن) عن كتب (اليهود) و(النصارى) المحرفة : ألا وهو أنه : الوحيد الذي (رفع من شأن) كل (الأنبياء والرسل) من قبل !!!...
فبالرغم من أن عدد (الأنبياء والرسل) المذكورين في (القرآن) هو (24) : إلا أن الله تعالى أخبر نبيه الخاتم عن باقي (الأنبياء والرسل) من قبل فقال له :
" ولقد أرسلنا رسلا ًمن قبلك : منهم من قصصنا عليك .. ومنهم من لم نقصص عليك " !!!.. غافر – 78 ...
وطلب الله تعالى من المسلمين : أن يؤمنوا بكل هؤلاء (الرسل والأنبياء) جميعا ً!!!.. وبألا نفرق بين أحد منهم ... فقال الله عز وجل في قرآنه لنا :
" قولوا آمنا بالله .. وما أ ُنزل إلينا .. وما أ ُنزل إليكم .. وما أ ُنزل إلى : إبراهيم .. وإسماعيل .. وإسحق .. ويعقوب .. والأسباط .. وما أوتي : موسى .. وعيسى .. وما أوتي النبيون من ربهم : لا نفرق بين أحد ٍمنهم .. ونحن له (أي لله تعالى) : مسلمون " .. البقرة – 136 ..
وهكذا ترون أن المسلم : يؤمن بأن كل (الأنبياء والرسل) : أعلى منزلة من الناس جميعا ً!!!.. ويؤمن بأنهم أيضا ً: خير البشر على الإطلاق !!!.....
وذلك لأن الله تعالى : هو الذي (اختارهم) و(اصطفاهم) من بين الناس .. وذلك لحمل (رسالته) وتبليغها .. وتحمل المشاق من أجلها ... وما كان لله تعالى بـ (كمال حكمته) و(كمال خبرته) : أن يُخطيء أبدا ًفي ذاك الاصطفاء والاختيار !!!!..
حيث يخبرنا الله تعالى في قرآنه في أكثر من موقع فيقول :
" إن الله اصطفى : آدم .. ونوحا ً.. وآل إبراهيم .. وآل عمران : على العالمين .. ذرية : بعضها من بعض : والله سميع عليم " .. آل عمران – 33 : 34 ..
ويقول أيضا ً:
" إن الله يصطفي من الملائكة رسلا ً.. ومن الناس : إن الله سميع بصير " .. الحج – 75 ..
وبالرغم من إيماننا بخيرية هؤلاء (الرسل والأنبياء) جميعا ً: إلا أن الله تعالى أخبرنا أيضا ً: بتفضيله لبعضهم على بعض .. وذلك وفق مقدار (المشقة) التي تعرض لها كل منهم مع قومه : لتبليغ رسالته أو تطبيقها فيما بينهم .... فيقول الله تعالى في قرآنه :
" تلك الرسل : فضلنا بعضهم على بعض !!.. منهم من كلم الله .. ورفع بعضهم درجات " .. البقرة – 253 ..
ومن هنا :
يتبين لنا أن مَن يطعن في هؤلاء (الرسل والأنبياء) : فهو في الحقيقة :
يطعن في (اختيار) الله تعالى لهم !!.. بل ويصفه بـ (الجهل) و(سوء الاختيار) !!!.. وكلها صفات و(انتقاصات) : مرفوضة تماما ًفي جانب (الله) الذي عرضت عليكم من قبل : بعض اللمحات عن (كماله المطلق) في كل شيء !!!..
وأما الإنسان الذي يُبرر ما جاء في كتبكم عن (جرائم) لهؤلاء (الأنبياء والرسل) : بأنها لـ (العبرة) !!!..
وانها إثبات منهمم للناس جميعا ًأن البشر : يُخطيء ويتوب :
فهذا التبرير :
(لا أساس له من الصحة) في حق من (اختارهم) الله تعالى من بين جميع البشر : ليحملوا رسالته !!!...
وسوف أضرب لك مثالا ًبسيطا ًعلى ذلك ...
إذا افترضنا مثلا ًمستر (فيليب) : أنك (ضابط) على عدد كبير من (الجنود) الواقفين في ساحة التدريب في انتظام أمامك .. ثم طلبك الجنرال لبعض الوقت ... فأردت أن تترك (أحد الجنود) في مكانك لحين رجوعك .. على أن يعمل هذا (الجندي) على : استمرار نفس الوضع الملتزم الثابت .. واستمرار نفس النظام والسكون لباقي الجنود ...
فمَن ستختار ؟؟؟...
هل ستختار (جنديا ً) : يُـثرثر ويُـدخن ويتحرك كثيرا ًبغير داع ؟؟؟؟!!!!.....
أم ستختار : (أفضل الجنود) عندك .. وأكثرهم أدبا ًوالتزاما بالأوامر ؟؟؟!!!...
ألا ترى معي أن (الجندي الغير ملتزم) الأول : سيُـشجع باقي الجنود على (عدم الالتزام) مثله ؟؟!!..
وأما (الجندي الملتزم الثاني) :
فسيُـبرهن لهم على أن (الإلتزام) : هو شيء في مقدورهم فعله : مثله تماما ً!!!.. وأنه بـ (التزامه) :
سيدفع الجميع بالفعل : لعدم المخالفة بقدر الإمكان !!!....
أليس هذا المنطق مستر (فيليب) : هو الأقرب للصواب ؟؟!!..
فما بالنا إذا علمنا أنك كـ (ضابط) : قد (توعدت) كل مَن يخالف النظام : بعقاب أليم !!!...
ألا يكون من (العبث) ساعتها : أن تضع أمامهم هذا (الجندي الغير ملتزم) للإشراف عليهم نيابة عنك ؟؟!!!..
ألا يكون ذلك من باب (العبث) بهم فعلا ًوأنت تعلم ما سيجرهم ذلك إليه !!!... بل وقد يدل أيضا ًللأسف على (إرادة السوء) بهم وليس (الخير) ؟؟!!!..
وهنا .. سكت الشيخ للحظة وهو يتأمل وجوه الحاضرين ثم قال :
وعلى هذا .. فإنه كان من العجيب :
أنكم قد صدقتم ما قام بتأليفه (المحرفون) و(العابثون) في كتبكم : عن (جرائم أنبيائكم المشينة) !!!..
والتي لو تفكرتم فيها قليلا ًببعض المنطق : لوجدتم أن (الرجل الصالح) في أي مجتمع : لا يفعلها !!!.. فما بالنا بمَن (اختارهم الله) من وسط كل البشر لحمل رسالته وتبليغ دينه للناس ؟؟!!!...
بل .. وما الذي تتوقعون فعله من الناس مثلا ً: إذا ما قرأوا عن نبيين من أنبياءهم وهما : (نوح) و(لوط) عليهما السلام :
أنهما قد : (شربا الخمر حتى الثمالة) ؟؟؟!!!...
لدرجة أن (نوح) عليه السلام : تنكشف (عورته) وهو لا يدري !!!.. و(لوط) عليه السلام : (تزني) به ابنتاه وهو لا يدري أيضا ً!!!!...
فلا عجب إذا ً: من الإحصائيات الرهيبة عن (مدمني الخمر) في بلادكم !!!... بل والإحصائيات المخيفة أيضا ًعن (زنا المحارم) في مجتمعاتكم !!!!...
ثم ماذا تتوقعون أيضا ًمن الناس عند قراءتهم لـ : غش (يعقوب) لأبيه (إسحق) عليهما السلام !!!.. وذلك عندما (خدع) (يعقوب) أباه و(كذب) عليه : فقط : لينال (عهد النبوة) منه بدلا ًمن (أخيه) المظلوم ؟؟؟!!!...
فهل تتوقعون بعد كل هذه (الجرائم للأنبياء المشينة) في كتبكم : هل تتوقعون أن تسود (الأمانة) في مجتمعاتكم ؟؟؟!!!..
ثم ماذا تتوقعون أيضا ًمن الناس : عندما يقرأون (الفعل الخسيس) الذي فعله (داود) عليه السلام مع (قائد جنوده) الذي وهب نفسه للجهاد والحرب في سبيل الله !!!... وذلك بدءا ًمن :
(زنا) (داود) بامرأة ذلك القائد أثناء غيابه !!!..
وانتهاءً بالتخلص من هذا القائد المؤمن : لكي لا يكتشف (حمل) زوجته من الملك (داود) النبي ؟؟!!...
إنها حقا ً: من (أخبث الأكاذيب) التي ألصقوها بـ (أنبياء الله الكرام ورسله) في كتبكم المحرفة !!!!...
(عشرات المواقف) للأسف : والتي جعلوا فيها (خير البشر) : أبطالا ًفي (الزنا) و(السرقة) و(الغش) و(الخداع) !!..
بل : وحتى نبي الله (سليمان) عليه السلام والموصوف في كتبكم بالحكمة : والذي كان يأتيه الناس من البلاد البعيدة ليستمعوا إلى حكمته : تصفه كتبكم بأن نساؤه : قد أملن رأسه عن التوحيد في أواخر أيامه !!!!..
فهل يُصدق عاقل ٌبأن نبي الله يكون مشركا ً!!.. ومتى ؟.. في أواخر أيامه التي يزهد الإنسان فيها عادة في الدنيا أصلا ًوملذاتها !!.. ويراجع فيها الكافر كفره مع اقتراب موته !!!...
والله شيء عجيب حقا ًمستر (فيليب) !!!..
ناهيكم بالطبع عن عشرات المواقف الأخرى : والتي تمتليء بالألفاظ (الجنسية الفاضحة) :
والتي لا يستطيع أي عاقل إيجاد (ولو سببا ًمعقولا ًواحدا ً) : يدعو الله (الحكيم) لأن يذكرها في كتاب ٍ:
يُـفترض أنه (مُقدس) و(ديني) كما تزعمون !!!!...
عشرات حوادث (الزنا) في العهد القديم !!!.. وليست أي درجة من (الزنا) للأسف : بل أكثرها (اشمئزازا ً) لكل إنسان !!!.. ألا وهو : (زنا المحارم) كما أخبرتكم !!!!.. وللأسف : أبطال هذه الجرائم هم : الأنبياء .. وبناتهم .. وأولا دهم !!!..
البنات : بأبيهم !!!..
والأباء : بزوجات الأبناء !!!..
والأخ : بأخته !!!..
والابن : بزوجات أبيه !!!..
ووالله : لو عرضتم أي (قصة) أو (كتابا ً) : فيه (ولو عُشر) ما في العهد القديم من جرائم وألفاظ مشينة :
على مدير إحدى (المَدرسات المحترمة) في بلادكم : ليقوم بتدريسه للطلبة عنده :
لرفضه كل الرفض بدون تفكير !!!..
إذ أن نتيجة دراسة مثل هذا الفساد أو حتى قراءته وسماعه : معلومة لأي (عاقل) يحترم عقله : ألا وهي :
تأثر الطلاب بما سيقرأونه : حتى ينطبع على أخلاقهم !!!.. فتتشربه سلوكياتهم !!!.. فينتشر الفساد بسببهم !!!...
فلا عجب أن مثل هذه المواضع والفقرات من كتبكم : لا يقرأها عليكم قساوستكم في الكنائس !..
والتي لو لم يصل أحدكم إلى اكتشافها بنفسه : فلن يعرف من رجال دينكم شيئا ًعنها أبدا ً!..
فهذا مستر (فيليب) : هو جوابي على سؤالك باختصار ....
وهو أني على تمام اليقين (كما أراك أمامي الآن) : أن كل هذه القصص (المُشينة) :
هي من باب : (الكذب) و(العبث) و(التحريف) في كتبكم !!!!....
وأما في ديننا الإسلام :
فكما أننا نعترف أن كل البشر : يُخطئون ... إلا أننا نعرف أن الأخطاء : تختلف باختلاف منزلة كل منا ...
فأخطاء الأنبياء مثلا ً:
إذا فعلناها نحن : لكانت في حقنا فضيلة !!!!...
لأن أخطائهم : ليست (عصيانا ًلله) تعالى كما رأيت معي في كتبكم (المُحرفة) !!!....
بل هي أخطاء (إن صح التعبير) : لله تعالى !!!..
فمنها مثلا ً: ما حكاه رسولنا الخاتم (محمد) عن (إبراهيم) عليه السلام في الحديث الصحيح المتفق عليه :
أن (إبراهيم) عليه السلام لم يكذب في حياته إلا (ثلاث كذبات) ...
الأولى : عندما أراد أن يُـحطم أصنام قومه .. فانتظر حتى كان يوم خروجهم من القرية أو البلد للصيد أو الاحتفال : فكذب عليهم وقال : " إني سقيم " .. أي مريض .. وذلك كي يتركوه وحيدا ًفي القرية ..
الثانية : أنه عندما تم له ما أراد وخطط .. وانفرد بالأصنام من دون أن يراه أحد من قومه :
فقام بتحطيمهم جميعا ًبفأسه : إلا أكبرهم .. حيث قام بتعليق الفأس في رقبته !!!.. وعندما رجعوا وشاهدوا ما حدث بأصنامهم .. وسألوه من فعل هذا ؟؟.. قال لهم (استهزاءا ًبهم وبآلهتهم) : " فعله كبيرهم هذا " !!!..
الثالثة : هي قوله على زوجته (سارة) أنها : (أخته) !!.. وذلك عندما طمع فيها أحد جبابرة ملوك (مصر) .. إذ لو علم أنه زوجها : لقتله ليفوز بها .. فقال إنها (أخته) : أي أخته في الإسلام والدين !!!.. ثم دعا الله تعالى أن ينجيها من ذلك الملك الجبار : فأنجاها الله تعالى منه بالفعل .. فأعطاهما الملك بعد ذلك (هاجر) لتخدمها ....
والسؤال الآن :
هل نعتبر مثل هذه (الكذبات الثلاثة) : كذبا ًحقيقيا ً: يُعذب الله تعالى صاحبه ؟؟!!...
إذا كانت إجابتكم بـ : لا : فتكونوا علمتم بالفعل : أنواع (أخطاء الأنبياء) التي حدثتكم عنها !!!...
والتي لن تعدو تلك الأخطاء أن تكون :
>> إما كذبا ً(نافعا ً) : كما رأيتم الآن من (إبراهيم) عليه السلام لله !..
>> وإما سؤال الله تعالى عن ما لا يجوز : مثل سؤال (نوح) عليه السلام لله عن عدم إنقاذ ابنه الكافر مع باقي أهله !..
>> وإما تصرف في شيء : من قبل أن يأذن له به الله : كترك (يونس) عليه السلام لقومه : قبل أن يأذن له الله !..
وكاتخاذ النبي الخاتم (محمد) للأسرى في بداية جهاده للكافرين : من قبل أن يأذن الله له !..
>> وإما عتاب من الله : حفاظا ًعلى النبي : كعتاب الله للنبي الخاتم (محمد) على : كثرة تأسفه على الكافرين من قومه !..
>> وإما خطأ غير مقصود : كما وكز (موسى) عليه السلام أحد المصريين : فقتله بغير قصد !..
فهذه هي بعض الأمثلة : لـ (أخطاء الأنبياء) الحقة مستر (فيليب) !!!...
والتي لو فعلها أحدنا : لوصفناه بأنه (رجل صالح) في مجتمعه ودينه !!!!...
أو على الأقل : لم نصفه بأنه (رجل سيء) !!!..
ولذلك : فهي أخطاء : مغفورة لهم بإذن الله تعالى !!!...
لأن الله تعالى : قد (عصمهم) بالفعل من الوقوع في (أكابر الذنوب) لفرط صلاحهم وقوة وصدق إيمانهم مثل : (الشرك بالله) و(الزنا) و(القتل) و(عقوق الوالدين) و(السحر) و(الهرب من القتال) و(أكل الربا) و(افتراء الأكاذيب والبهتان على الناس وخصوصا ًعلى النساء) و(السرقة) و(الخيانة) و(الغش) .......... إلى آخر ذلك مما لا يليق أبدا ًبمقام خير البشر من (الأنبياء والمرسلين) !!!..
ثم سكت الشيخ (عبد الله) قليلا ًوهو يلتفت لمستر (فيليب) قائلا ً:
أرجو أن أكون قد أجبتك بذلك على استفسارك مستر (فيليب) ....
حيث أن سؤالك بالفعل : يبين للناس : أن أحق الناس بالاتباع وأخذهم قدوة هم :
(أنبياء ورسل) الله عز وجل : لأنهم ببساطة : هم (خير البشر) !!!....
فالله تعالى : لم يرسل لنا (ملائكة) : ليعلموننا : أمور ديننا .. والحلال والحرام .. والصواب والخطأ ...
وإلا لكان المُخطئون تحججوا دوما ًوقالوا :
لو لم يكن هؤلاء (ملائكة) : لكانوا أخطأوا مثلنا : فقتلوا مثلنا !!.. وزنوا مثلنا !!.. وسرقوا مثلنا !!!!.....
ولكن الله تعالى : تعمد أن يجعل الرسل إلينا : هم (بشر مثلنا) ....
لنعلم دوما ًأن ما يطلبه الله تعالى منا : (ليس مستحيلا ً) !!!!... فها هم (الأنبياء والرسل) وهم بشر مثلنا : يفعلونه أيضا ً!!!...
ولذلك :
فإن الله تعالى بعد أن ذكر لنا في قرآنه كلا ًمن : إبراهيم .. وإسحق .. ويعقوب .. ونوح .. وداود .. وسليمان .. وأيوب .. ويوسف .. وموسى .. وهارون .. وزكريا .. ويحيى .. وعيسى .. وإلياس .. وإسماعيل .. واليسع .. ويونس .. ولوط : قال لنا ولنبيه الخاتم (محمد) :
" أولئك الذين هدى الله : فبهداهم اقتده " !!!... الأنعام – 90 ...
وبما أن نبينا الخاتم (محمد) : قد اجتمعت فيه فضائل هؤلاء الأنبياء جميعا ً... فقد أمر الله تعالى كل مؤمن بحق :
أن يتخذ من النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم : قدوة له !!!... فقال :
" لقد كان لكم في رسول الله (أي محمد) : أسوة حسنة : لمن كان يرجو الله واليوم الآخر .. وذكر الله كثيرا ً" ... الأحزاب – 21 ..
وهذه الآية بالفعل :
هي خير ما أهديه إلى كل من أراد (إصلاح نفسه) في هذه الحياة : ليفوز برضا الله تعالى في الدنيا .. وبنعيمه وجنته في الآخرة بإذن الله ...
والآن ..
فليختر لنا الشيخ (محمد) سائلة أخرى ...
فليتفضل ....
بقلم : أبو حب الله ..
وهنا ....
وقبل أن يقوم الشيخ (محمد) باختيار أحد الحاضرين للسؤال ...
فوجيء بحاكم المدينة مستر (فيليب جونز) وهو يقول له :
أعتقد أنه من حقي أيضا ًأن أسأل في هذه الندوة شيخ (عبد الله) !!.. أليس كذلك ؟؟!!..
وهنا ابتسم الشيخ (عبد الله) وقد انحنى للأمام قليلا ًلينظر لمستر (فيليب) قائلا ً:
بالطبع من حقك ذلك مستر (فيليب) !!!... تفضل ...
وهنا .. نظر مستر (فيليب) لـ (أحد القساوسة الكبار) في الصف الأول برهة ًثم قال :
برغم ما قد يعتقده البعض من (ابتعادي عن أمور الدين) في حياتي .. وذلك باعتباري رجل سياسي :
و(ذو مسئوليات عديدة) كحاكم مدينة : إلا أنهم أخطأوا في ذلك خطأ كبيرا ً!!!!...
ثم التفت مستر (فيليب) للحاضرين وهو يواصل قائلا ً:
فالذي لا يعرفه الكثيرون هنا : هو أنه كانت لي (تربية دينية) في الكنيسة : قضيتها لمدة تزيد عن سبع سنوات !!!...
وللأسف .. كنت في هذه السنوات منذ الصغر : كنت أنظر لجميع (الأنبياء والرسل) في قصص العهد القديم على أنهم : (من أكمل البشر) أخلاقا ً!!!..... وذلك مما كان يُروى لي عنهم !!!..
إلى أن كبرت قليلا ً.. وبدأت أقرأ وأ ُطالع بنفسي : العديد من نصوص العهد القديم ...
فصدمتني ساعتها : الكثير والكثير من النصوص التي أظهرت لي :
أنه حتى هؤلاء (الأنبياء والرسل) : كانوا يقارفون ما يُعرف بـ : (أكابر الذنوب) !!.. حيث جاء في العهد القديم أنهم كانوا : (يزنون) !!.. و(يشربون الخمر) لدرجة الإغماء !!!.. بل وحتى كانوا (يكذبون) و(يخدعون) و(يغشون) !!!!..
مما أثر في .. نفسيتي .. وشخصيتي .. ورؤيتي للدين كثيرا ًفي ذلك الوقت !!!...
لدرجة أني ظللت أسأل عن (أصح تفسير) و(أفضل تأويل) لمثل هذه النصوص لمدة عامين كاملين :
قبل أن أترك دراستي الكنسية لهذا السبب !!!....
وفي كل مرة كنت أتوجه فيها بالسؤال لـ (رئيس الأساقفة) في ذلك الوقت :
كان لا يزيد عن قوله أن الله تعالى :
له (حكمة عظيمة) من أن يُخطيء (الرسل والأنبياء) مثلنا !!!.. بل ومثل (شِرار الناس) أحيانا ً!!!..
ومن تلك الحكم :
أن يضربوا لنا بـ (المثل العملي) أنه : مهما بلغت ذنوب الإنسان : فذلك لا يعني أبدا ً(خلو قلبه من الخير) !!!..
كما يعني أيضا ًأن كل إنسان : يُفتح له باب التوبة .. ويغفر الله له مهما فعل !!..
والحق .. أني لم أسترح كثيرا ًلهذا الرأي في ذلك الوقت ...
إذ أن ذلك : يمكن تقبله في أي أحد ٍغير (الأنبياء والرسل) .. أما هم : فصعب جدا ًأن أتخيل وقوعهم في نفس الذي ينهون الناس عنه !!!!...
ثم نسيت الأمر بأكمله فترة طويلة من الزمن ..
حيث لم أكن أتذكره : إلا كلما اقترفت ذنبا ً!!!... حيث كنت أتذكر ساعتها كلام (رئيس الأساقفة) وأقول في نفسي : لا تهول من الأمر !!!... فإذا كان نبي الله (داود) : قد (زنى) !!!.. ونبي الله (يعقوب) : قد (غش) !!!..
فهل سيعاقبك الله على هذا الذنب الصغير الذي فعلته ؟؟!!!...
ومنذ انتهاء وقت استراحة الندوة : وقد قفزت هذه المسألة فجاة وهذا التساؤل : في ذهني من جديد !!!...
وها أنا أستغل الفرصة الآن قبل فواتها : لأسألك نفس السؤال :
هل هناك حكمة من وقوع مثل هذه (المعاصي الكبار) التي ارتكبها (الأنبياء والرسل) ؟؟..
أم أن الأمر كله : (تحريف) من بين (التحريف) الكثير الذي أخبرتنا عنه في كتبنا ؟؟؟...
وشكرا ً......
وفي هذه اللحظة .. وبرغم اللهجة الصادقة التي سأل بها مستر (فيليب) سؤاله : إلا أن الشيخ (عبد الله) شعر من داخله بأن لهذا السؤال : (علاقة) بشكل أو بآخر : بما حدث من جدال ونقاش حاد أثناء الاستراحة بين مستر (فيليب) و(القساوسة) !!!!..
ولكنه على أي حال : من حقه بالفعل معرفة إجابة هذا السؤال الهام ...
فابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
سؤالك بالفعل : من الأهمية بمكان مستر (فيليب) !!!... بل ويمكننا القول بأنه من ضمن الأشياء التي تميز بها كتاب (الإسلام - القرآن) عن كتب (اليهود) و(النصارى) المحرفة : ألا وهو أنه : الوحيد الذي (رفع من شأن) كل (الأنبياء والرسل) من قبل !!!...
فبالرغم من أن عدد (الأنبياء والرسل) المذكورين في (القرآن) هو (24) : إلا أن الله تعالى أخبر نبيه الخاتم عن باقي (الأنبياء والرسل) من قبل فقال له :
" ولقد أرسلنا رسلا ًمن قبلك : منهم من قصصنا عليك .. ومنهم من لم نقصص عليك " !!!.. غافر – 78 ...
وطلب الله تعالى من المسلمين : أن يؤمنوا بكل هؤلاء (الرسل والأنبياء) جميعا ً!!!.. وبألا نفرق بين أحد منهم ... فقال الله عز وجل في قرآنه لنا :
" قولوا آمنا بالله .. وما أ ُنزل إلينا .. وما أ ُنزل إليكم .. وما أ ُنزل إلى : إبراهيم .. وإسماعيل .. وإسحق .. ويعقوب .. والأسباط .. وما أوتي : موسى .. وعيسى .. وما أوتي النبيون من ربهم : لا نفرق بين أحد ٍمنهم .. ونحن له (أي لله تعالى) : مسلمون " .. البقرة – 136 ..
وهكذا ترون أن المسلم : يؤمن بأن كل (الأنبياء والرسل) : أعلى منزلة من الناس جميعا ً!!!.. ويؤمن بأنهم أيضا ً: خير البشر على الإطلاق !!!.....
وذلك لأن الله تعالى : هو الذي (اختارهم) و(اصطفاهم) من بين الناس .. وذلك لحمل (رسالته) وتبليغها .. وتحمل المشاق من أجلها ... وما كان لله تعالى بـ (كمال حكمته) و(كمال خبرته) : أن يُخطيء أبدا ًفي ذاك الاصطفاء والاختيار !!!!..
حيث يخبرنا الله تعالى في قرآنه في أكثر من موقع فيقول :
" إن الله اصطفى : آدم .. ونوحا ً.. وآل إبراهيم .. وآل عمران : على العالمين .. ذرية : بعضها من بعض : والله سميع عليم " .. آل عمران – 33 : 34 ..
ويقول أيضا ً:
" إن الله يصطفي من الملائكة رسلا ً.. ومن الناس : إن الله سميع بصير " .. الحج – 75 ..
وبالرغم من إيماننا بخيرية هؤلاء (الرسل والأنبياء) جميعا ً: إلا أن الله تعالى أخبرنا أيضا ً: بتفضيله لبعضهم على بعض .. وذلك وفق مقدار (المشقة) التي تعرض لها كل منهم مع قومه : لتبليغ رسالته أو تطبيقها فيما بينهم .... فيقول الله تعالى في قرآنه :
" تلك الرسل : فضلنا بعضهم على بعض !!.. منهم من كلم الله .. ورفع بعضهم درجات " .. البقرة – 253 ..
ومن هنا :
يتبين لنا أن مَن يطعن في هؤلاء (الرسل والأنبياء) : فهو في الحقيقة :
يطعن في (اختيار) الله تعالى لهم !!.. بل ويصفه بـ (الجهل) و(سوء الاختيار) !!!.. وكلها صفات و(انتقاصات) : مرفوضة تماما ًفي جانب (الله) الذي عرضت عليكم من قبل : بعض اللمحات عن (كماله المطلق) في كل شيء !!!..
وأما الإنسان الذي يُبرر ما جاء في كتبكم عن (جرائم) لهؤلاء (الأنبياء والرسل) : بأنها لـ (العبرة) !!!..
وانها إثبات منهمم للناس جميعا ًأن البشر : يُخطيء ويتوب :
فهذا التبرير :
(لا أساس له من الصحة) في حق من (اختارهم) الله تعالى من بين جميع البشر : ليحملوا رسالته !!!...
وسوف أضرب لك مثالا ًبسيطا ًعلى ذلك ...
إذا افترضنا مثلا ًمستر (فيليب) : أنك (ضابط) على عدد كبير من (الجنود) الواقفين في ساحة التدريب في انتظام أمامك .. ثم طلبك الجنرال لبعض الوقت ... فأردت أن تترك (أحد الجنود) في مكانك لحين رجوعك .. على أن يعمل هذا (الجندي) على : استمرار نفس الوضع الملتزم الثابت .. واستمرار نفس النظام والسكون لباقي الجنود ...
فمَن ستختار ؟؟؟...
هل ستختار (جنديا ً) : يُـثرثر ويُـدخن ويتحرك كثيرا ًبغير داع ؟؟؟؟!!!!.....
أم ستختار : (أفضل الجنود) عندك .. وأكثرهم أدبا ًوالتزاما بالأوامر ؟؟؟!!!...
ألا ترى معي أن (الجندي الغير ملتزم) الأول : سيُـشجع باقي الجنود على (عدم الالتزام) مثله ؟؟!!..
وأما (الجندي الملتزم الثاني) :
فسيُـبرهن لهم على أن (الإلتزام) : هو شيء في مقدورهم فعله : مثله تماما ً!!!.. وأنه بـ (التزامه) :
سيدفع الجميع بالفعل : لعدم المخالفة بقدر الإمكان !!!....
أليس هذا المنطق مستر (فيليب) : هو الأقرب للصواب ؟؟!!..
فما بالنا إذا علمنا أنك كـ (ضابط) : قد (توعدت) كل مَن يخالف النظام : بعقاب أليم !!!...
ألا يكون من (العبث) ساعتها : أن تضع أمامهم هذا (الجندي الغير ملتزم) للإشراف عليهم نيابة عنك ؟؟!!!..
ألا يكون ذلك من باب (العبث) بهم فعلا ًوأنت تعلم ما سيجرهم ذلك إليه !!!... بل وقد يدل أيضا ًللأسف على (إرادة السوء) بهم وليس (الخير) ؟؟!!!..
وهنا .. سكت الشيخ للحظة وهو يتأمل وجوه الحاضرين ثم قال :
وعلى هذا .. فإنه كان من العجيب :
أنكم قد صدقتم ما قام بتأليفه (المحرفون) و(العابثون) في كتبكم : عن (جرائم أنبيائكم المشينة) !!!..
والتي لو تفكرتم فيها قليلا ًببعض المنطق : لوجدتم أن (الرجل الصالح) في أي مجتمع : لا يفعلها !!!.. فما بالنا بمَن (اختارهم الله) من وسط كل البشر لحمل رسالته وتبليغ دينه للناس ؟؟!!!...
بل .. وما الذي تتوقعون فعله من الناس مثلا ً: إذا ما قرأوا عن نبيين من أنبياءهم وهما : (نوح) و(لوط) عليهما السلام :
أنهما قد : (شربا الخمر حتى الثمالة) ؟؟؟!!!...
لدرجة أن (نوح) عليه السلام : تنكشف (عورته) وهو لا يدري !!!.. و(لوط) عليه السلام : (تزني) به ابنتاه وهو لا يدري أيضا ً!!!!...
فلا عجب إذا ً: من الإحصائيات الرهيبة عن (مدمني الخمر) في بلادكم !!!... بل والإحصائيات المخيفة أيضا ًعن (زنا المحارم) في مجتمعاتكم !!!!...
ثم ماذا تتوقعون أيضا ًمن الناس عند قراءتهم لـ : غش (يعقوب) لأبيه (إسحق) عليهما السلام !!!.. وذلك عندما (خدع) (يعقوب) أباه و(كذب) عليه : فقط : لينال (عهد النبوة) منه بدلا ًمن (أخيه) المظلوم ؟؟؟!!!...
فهل تتوقعون بعد كل هذه (الجرائم للأنبياء المشينة) في كتبكم : هل تتوقعون أن تسود (الأمانة) في مجتمعاتكم ؟؟؟!!!..
ثم ماذا تتوقعون أيضا ًمن الناس : عندما يقرأون (الفعل الخسيس) الذي فعله (داود) عليه السلام مع (قائد جنوده) الذي وهب نفسه للجهاد والحرب في سبيل الله !!!... وذلك بدءا ًمن :
(زنا) (داود) بامرأة ذلك القائد أثناء غيابه !!!..
وانتهاءً بالتخلص من هذا القائد المؤمن : لكي لا يكتشف (حمل) زوجته من الملك (داود) النبي ؟؟!!...
إنها حقا ً: من (أخبث الأكاذيب) التي ألصقوها بـ (أنبياء الله الكرام ورسله) في كتبكم المحرفة !!!!...
(عشرات المواقف) للأسف : والتي جعلوا فيها (خير البشر) : أبطالا ًفي (الزنا) و(السرقة) و(الغش) و(الخداع) !!..
بل : وحتى نبي الله (سليمان) عليه السلام والموصوف في كتبكم بالحكمة : والذي كان يأتيه الناس من البلاد البعيدة ليستمعوا إلى حكمته : تصفه كتبكم بأن نساؤه : قد أملن رأسه عن التوحيد في أواخر أيامه !!!!..
فهل يُصدق عاقل ٌبأن نبي الله يكون مشركا ً!!.. ومتى ؟.. في أواخر أيامه التي يزهد الإنسان فيها عادة في الدنيا أصلا ًوملذاتها !!.. ويراجع فيها الكافر كفره مع اقتراب موته !!!...
والله شيء عجيب حقا ًمستر (فيليب) !!!..
ناهيكم بالطبع عن عشرات المواقف الأخرى : والتي تمتليء بالألفاظ (الجنسية الفاضحة) :
والتي لا يستطيع أي عاقل إيجاد (ولو سببا ًمعقولا ًواحدا ً) : يدعو الله (الحكيم) لأن يذكرها في كتاب ٍ:
يُـفترض أنه (مُقدس) و(ديني) كما تزعمون !!!!...
عشرات حوادث (الزنا) في العهد القديم !!!.. وليست أي درجة من (الزنا) للأسف : بل أكثرها (اشمئزازا ً) لكل إنسان !!!.. ألا وهو : (زنا المحارم) كما أخبرتكم !!!!.. وللأسف : أبطال هذه الجرائم هم : الأنبياء .. وبناتهم .. وأولا
البنات : بأبيهم !!!..
والأباء : بزوجات الأبناء !!!..
والأخ : بأخته !!!..
والابن : بزوجات أبيه !!!..
ووالله : لو عرضتم أي (قصة) أو (كتابا ً) : فيه (ولو عُشر) ما في العهد القديم من جرائم وألفاظ مشينة :
على مدير إحدى (المَدرسات المحترمة) في بلادكم : ليقوم بتدريسه للطلبة عنده :
لرفضه كل الرفض بدون تفكير !!!..
إذ أن نتيجة دراسة مثل هذا الفساد أو حتى قراءته وسماعه : معلومة لأي (عاقل) يحترم عقله : ألا وهي :
تأثر الطلاب بما سيقرأونه : حتى ينطبع على أخلاقهم !!!.. فتتشربه سلوكياتهم !!!.. فينتشر الفساد بسببهم !!!...
فلا عجب أن مثل هذه المواضع والفقرات من كتبكم : لا يقرأها عليكم قساوستكم في الكنائس !..
والتي لو لم يصل أحدكم إلى اكتشافها بنفسه : فلن يعرف من رجال دينكم شيئا ًعنها أبدا ً!..
فهذا مستر (فيليب) : هو جوابي على سؤالك باختصار ....
وهو أني على تمام اليقين (كما أراك أمامي الآن) : أن كل هذه القصص (المُشينة) :
هي من باب : (الكذب) و(العبث) و(التحريف) في كتبكم !!!!....
وأما في ديننا الإسلام :
فكما أننا نعترف أن كل البشر : يُخطئون ... إلا أننا نعرف أن الأخطاء : تختلف باختلاف منزلة كل منا ...
فأخطاء الأنبياء مثلا ً:
إذا فعلناها نحن : لكانت في حقنا فضيلة !!!!...
لأن أخطائهم : ليست (عصيانا ًلله) تعالى كما رأيت معي في كتبكم (المُحرفة) !!!....
بل هي أخطاء (إن صح التعبير) : لله تعالى !!!..
فمنها مثلا ً: ما حكاه رسولنا الخاتم (محمد) عن (إبراهيم) عليه السلام في الحديث الصحيح المتفق عليه :
أن (إبراهيم) عليه السلام لم يكذب في حياته إلا (ثلاث كذبات) ...
الأولى : عندما أراد أن يُـحطم أصنام قومه .. فانتظر حتى كان يوم خروجهم من القرية أو البلد للصيد أو الاحتفال : فكذب عليهم وقال : " إني سقيم " .. أي مريض .. وذلك كي يتركوه وحيدا ًفي القرية ..
الثانية : أنه عندما تم له ما أراد وخطط .. وانفرد بالأصنام من دون أن يراه أحد من قومه :
فقام بتحطيمهم جميعا ًبفأسه : إلا أكبرهم .. حيث قام بتعليق الفأس في رقبته !!!.. وعندما رجعوا وشاهدوا ما حدث بأصنامهم .. وسألوه من فعل هذا ؟؟.. قال لهم (استهزاءا ًبهم وبآلهتهم) : " فعله كبيرهم هذا " !!!..
الثالثة : هي قوله على زوجته (سارة) أنها : (أخته) !!.. وذلك عندما طمع فيها أحد جبابرة ملوك (مصر) .. إذ لو علم أنه زوجها : لقتله ليفوز بها .. فقال إنها (أخته) : أي أخته في الإسلام والدين !!!.. ثم دعا الله تعالى أن ينجيها من ذلك الملك الجبار : فأنجاها الله تعالى منه بالفعل .. فأعطاهما الملك بعد ذلك (هاجر) لتخدمها ....
والسؤال الآن :
هل نعتبر مثل هذه (الكذبات الثلاثة) : كذبا ًحقيقيا ً: يُعذب الله تعالى صاحبه ؟؟!!...
إذا كانت إجابتكم بـ : لا : فتكونوا علمتم بالفعل : أنواع (أخطاء الأنبياء) التي حدثتكم عنها !!!...
والتي لن تعدو تلك الأخطاء أن تكون :
>> إما كذبا ً(نافعا ً) : كما رأيتم الآن من (إبراهيم) عليه السلام لله !..
>> وإما سؤال الله تعالى عن ما لا يجوز : مثل سؤال (نوح) عليه السلام لله عن عدم إنقاذ ابنه الكافر مع باقي أهله !..
>> وإما تصرف في شيء : من قبل أن يأذن له به الله : كترك (يونس) عليه السلام لقومه : قبل أن يأذن له الله !..
وكاتخاذ النبي الخاتم (محمد) للأسرى في بداية جهاده للكافرين : من قبل أن يأذن الله له !..
>> وإما عتاب من الله : حفاظا ًعلى النبي : كعتاب الله للنبي الخاتم (محمد) على : كثرة تأسفه على الكافرين من قومه !..
>> وإما خطأ غير مقصود : كما وكز (موسى) عليه السلام أحد المصريين : فقتله بغير قصد !..
فهذه هي بعض الأمثلة : لـ (أخطاء الأنبياء) الحقة مستر (فيليب) !!!...
والتي لو فعلها أحدنا : لوصفناه بأنه (رجل صالح) في مجتمعه ودينه !!!!...
أو على الأقل : لم نصفه بأنه (رجل سيء) !!!..
ولذلك : فهي أخطاء : مغفورة لهم بإذن الله تعالى !!!...
لأن الله تعالى : قد (عصمهم) بالفعل من الوقوع في (أكابر الذنوب) لفرط صلاحهم وقوة وصدق إيمانهم مثل : (الشرك بالله) و(الزنا) و(القتل) و(عقوق الوالدين) و(السحر) و(الهرب من القتال) و(أكل الربا) و(افتراء الأكاذيب والبهتان على الناس وخصوصا ًعلى النساء) و(السرقة) و(الخيانة) و(الغش) .......... إلى آخر ذلك مما لا يليق أبدا ًبمقام خير البشر من (الأنبياء والمرسلين) !!!..
ثم سكت الشيخ (عبد الله) قليلا ًوهو يلتفت لمستر (فيليب) قائلا ً:
أرجو أن أكون قد أجبتك بذلك على استفسارك مستر (فيليب) ....
حيث أن سؤالك بالفعل : يبين للناس : أن أحق الناس بالاتباع وأخذهم قدوة هم :
(أنبياء ورسل) الله عز وجل : لأنهم ببساطة : هم (خير البشر) !!!....
فالله تعالى : لم يرسل لنا (ملائكة) : ليعلموننا : أمور ديننا .. والحلال والحرام .. والصواب والخطأ ...
وإلا لكان المُخطئون تحججوا دوما ًوقالوا :
لو لم يكن هؤلاء (ملائكة) : لكانوا أخطأوا مثلنا : فقتلوا مثلنا !!.. وزنوا مثلنا !!.. وسرقوا مثلنا !!!!.....
ولكن الله تعالى : تعمد أن يجعل الرسل إلينا : هم (بشر مثلنا) ....
لنعلم دوما ًأن ما يطلبه الله تعالى منا : (ليس مستحيلا ً) !!!!... فها هم (الأنبياء والرسل) وهم بشر مثلنا : يفعلونه أيضا ً!!!...
ولذلك :
فإن الله تعالى بعد أن ذكر لنا في قرآنه كلا ًمن : إبراهيم .. وإسحق .. ويعقوب .. ونوح .. وداود .. وسليمان .. وأيوب .. ويوسف .. وموسى .. وهارون .. وزكريا .. ويحيى .. وعيسى .. وإلياس .. وإسماعيل .. واليسع .. ويونس .. ولوط : قال لنا ولنبيه الخاتم (محمد) :
" أولئك الذين هدى الله : فبهداهم اقتده " !!!... الأنعام – 90 ...
وبما أن نبينا الخاتم (محمد) : قد اجتمعت فيه فضائل هؤلاء الأنبياء جميعا ً... فقد أمر الله تعالى كل مؤمن بحق :
أن يتخذ من النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم : قدوة له !!!... فقال :
" لقد كان لكم في رسول الله (أي محمد) : أسوة حسنة : لمن كان يرجو الله واليوم الآخر .. وذكر الله كثيرا ً" ... الأحزاب – 21 ..
وهذه الآية بالفعل :
هي خير ما أهديه إلى كل من أراد (إصلاح نفسه) في هذه الحياة : ليفوز برضا الله تعالى في الدنيا .. وبنعيمه وجنته في الآخرة بإذن الله ...
والآن ..
فليختر لنا الشيخ (محمد) سائلة أخرى ...
فليتفضل ....