الأحد، 2 أكتوبر 2011

18)) المسلمون : لم يتخلفوا أبدا ًوالقرآن بين أيديهم ..

بقلم : أبو حب الله ..


لاحظ في هذه المرة الشيخ (محمد) : انخفاضا ًملحوظا ًلعدد الذين يرفعون أيديهم من الحاضرين ..
فقال للشيخ (عبد الله) مبتسما ً:
يبدو أننا قد اقتربنا على نهاية الندوة أخيرا ًشيخ (عبد الله) ....

ثم رفع الشيخ (محمد) رأسه للدور العلوي من القاعة وقال :
أعتقد أنه يجب علينا أخذ سؤالا ًأو اثنين من أعلى القاعة .... فليتفضل ذلك الأستاذ هناك ..
لا .. لا ليس أنت .. أسف .. الأستاذ الذي بخلفك .. نعم .. تفضل ..

وهنا .. انتقلت الكاميرا للشخص المطلوب ..
والذي بدا كبير السن حقا ًمع اقتراب الكاميرا من وجهه .. حيث بدا وكأنه : قد تعدى الستين بقليل ...

وهنا .. أمسك ذلك الشخص ميكروفون المنضدة : برزانة من اعتاد على التحدث في الميكروفون وهو يقول بهدوء :

أهلا ًبك شيخ (عبد الله) في مدينتنا الليلة .. وبرغم اختلافي في كثير من الآراء مع كل الأديان عموما ً... إلا أني :
لا أستطيع إخفاء إعجابي بقدرتك الكبيرة على (الحوار) .. وعلى استحضار (الأمثلة) وسهولة الشرح !!!...

أنا مستر : (ليستر لاوسون) .. بروفيسور الفلسفة والمنطق بجامعة المدينة ...
ولي باع طويل في دراسة الأديان عموما ً.. ودراسة دينكم الإسلام خصوصا ً...
ولا أنكر احتواء دينكم على الكثير مما يبعث على الاحترام والإعجاب بالفعل ...
ولكنه يشترك مع غيره من الأديان الأخرى في (واعذرني في وجهة نظري) :
(إعاقته لمسيرة البشرية نحو التقدم والرفاهية) !!!!..
حيث يحث أتباعه دوما ًعلى تذكر (الموت) !!!.. ويجعل من هذا العمل لما بعد (الموت) : شماعة يُعلق عليها (المتدينون) أسباب تخلف مجتمعاتكم حضاريا ً!!!....
وليس أدل على ذلك : من حال أمتكم الإسلامية الآن ...
حيث أن معظمها يُعاني بالفعل من : الفقر .. والجهل .. والتخلف !!!..
ولا أقول كلها : وذلك لأن هناك القلة القليلة منكم بالفعل : والتي تخلت عن التمسك بنصوص (القرآن) و(السنة) : لتفسح المجال لـ (الفكر المُبدع) الغير محدود : في كل المجالات !!!...
فبدأت تلحق بالفعل : بركب التقدم والحضارة ...

فهل تستطيع أيها الشيخ المسلم : أن توضح لنا : (سر تمسككم) بكتابكم (القرآن) و(السنة) بهذه الصورة الغريبة : حتى مع وضوح الفارق الحضاري والتكنولوجي : بيننا وبينكم !!!.. والذي أوقعكم فيه :
تمسككم بمثل هذه الكتب ؟؟!!..

فإذا استطعت أن تجيبني على هذا السؤال بـ (أسلوب مُـقنع) :
فتأكد أنك سوف تغير الكثير من (مفاهيمي ومعتقداتي) عن دينكم خصوصا ً!!!.. وعن الأديان عموما ً!!!...
والكلمة لك الآن .... تفضل ..

كان يبدو بالفعل على بروفيسور (ليستر) : (الأسلوب الأكاديمي) في كلامه وحركاته ..
مما جعل الحاضرين : يتأكدون من تمثيله للجانب (العلماني) البحت في هذه الندوة !!!.. فدفعهم ذلك لمزيد الاهتمام والإنصات : للكلام الذي سيرد به الشيخ (عبد الله) عليه ...
والذي أخذ بالفعل نفسا ًعميقا ًثم قال :

بداية ً: أشكر لك أسلوبك المهذب في الإطراء عليّ بروفيسور (ليستر) ...
وكونك من الدارسين للفلسفة والمنطق .. فذلك سيسهل عليك بالطبع : فهم كلامي القادم .. بل وفهم أيضا ً:
(ما وراء الكلام) إذا صح التعبير !!!...

وأما بداية الرد ...
فهي تنحصر في بيان هام ٍجدا ًلك وللحاضرين .. وهو أن :
المسلمون : لم يتخلفوا أبدا ًو(القرآن) بين أيديهم !!!!!!!...

بل ما أشرت أنت إليه الآن من مظاهر (تخلف) و(فقر) و(جهل) :
هو من نتاج : (تخليهم بالفعل) عن : (كتاب ربهم) !!.. و(سنة نبيهم) !!.. وتركهم الاحتكام إليهما :
بالرغم من احتواءهما على كل شئون الحياة : كما أوضحت لكم في هذه الندوة أكثر من مرة !!!..
ولكي تتأكد من (صحة كلامي) بروفيسور (ليستر) .. ومن أنني لا (أخدعك) أو الحاضرين :
فأرجو أن تقرأوا بتمعن : (التاريخ الإسلامي الصحيح) : منذ القرون الأولى لظهوره لهذا العالم !!!!..
والذي أسمعتكم منذ قليل :
(البشارات العديدة) التي تحدث فيها الله تعالى عن : (نصرة هذا الدين) و(انتشاره) و(ظهوره) على جميع الدول والأديان المحيطة به !!!.. وهو الذي حدث بالفعل : منذ ظهور الإسلام !!!!....

وأما الذي يبالغ (العلمانيون) في إخفائه في بلادكم ويعاونهم في ذلك : بعض (الأتباع) أيضا ًفي بلادنا :
فهو أنه : وبالإضافة إلى نور (الإسلام) .. ونور (التوحيد) الذي نشره المسلمون في أمم الأرض :

فقد شهد العالم أيضا ًعلى أيدي المسلمين :
(أعظم نهضة) و(أعظم قفزة علمية) في تاريخ البشرية إن صح التعبير !!!!..
ليس ذلك فحسب .. بل وقد قام المسلمون أيضا ًبـ (تنقيح) عشرات الآراء والفلسفات التي توارثتها (أوروبا) والعالم عن علماء وفلاسفة (الرومان) و(الإغريق) القدماء !!!!..
فاستفادوا بما فيها من (الصواب) : وزادوا عليه !!!..
وتجنبوا ما فيها من (الضلال والخطأ) : فبينوا وجه الزيغ الذي فيه .. وحذروا الناس منه !!!..
بل ويكفي المسلمين فخرا ً: أنهم هم : المؤسسون الحقيقيون للمناهج العلمية (الاستقرائية) و(التجريبية) :
والتي تعتبر بحق : هي سبب كل الفتح (العلمي) الذي تلى ذلك من العصور : وحتى وقتنا الحاضر !!!!...

ولكي لا أطيل عليكم ..
فسوف أعرض عليكم فقط :
ما ذكرته إحدى (المؤسسات العلمية البريطانية) منذ وقت قريب :
في معرضها العلمي التاريخي للتذكير بـ : (مآثر المسلمين العلمية) التي غيرت وجه العالم (وذلك حسب عنوان صحيفة الإندبندنت) .. حيث لخص الكاتب : (بول فاليلي) تلك الإنجازات العظيمة في :
(عشرين إنجازا ًومُخترِعا ًمُسلما ً) :
والذين لولاهم : لما كان (العالم المُعاصر) على ما هو عليه الآن من (التقدم والحضارة والازدهار) التي ذكرها بروفيسور (ليستر) !!!!..

وبالرغم من أن ما اختاره الكاتب (بول فالليلي) : لا يُعد شيئا ًبجانب : مآثر وأفضال المسلمين (العلمية) بالفعل على (العالم الحديث) ...
إلا أنها : فرصة جيدة لتلمسوا بها : مدى الجميل الذي (في أعناقكم) لعلماء المسلمين :
عندما كانوا (مُتمسكين) بالفعل بدينهم .. وبالعمل حقا ًبما في كتبهم (القرآن) و(السنة) !!!!...
وليس مجرد اقتنائهما كما هي عليه الآن : معظم البلاد الإسلامية للأسف !!!...

فأصحاب الإنجازات التي سأخبركم عنها الآن : قد عاشوا وماتوا بالفعل منذ (قرون عديدة) :
تزيد عند بعضهم على (الألف عام) مضت !!!!!...

فإليكم هذه الإنجازات والمآثر باختصار (والتي ستلاحظون أنها : اشتملت على جميع مناحي الحياة) :

1)) 
فهل تعلمون أن المسلمين : هم أول من اكتشف (القهوة) وجعلها مشروباً عالميا ً؟!!..
وذلك عندما اكتشفها راعي عربي اسمه (خالد) : يرعى أغنامه في منطقة بـ (جنوب إثيوبيا) !!!..
ثم مع نهاية (القرن الخامس عشر) : وصلت القهوة إلى (مكة) و(تركيا) !!!.. ومن ثم إلى (البندقية) في (إيطاليا) !!.. وفي منتصف (القرن السابع عشر) : وصلت إلى (إنجلترا) بواسطة شخص تركي !!!.. حيث فتح أول محل لبيع القهوة في (شارع لامبارد بلندن) !!!.. ومن ثم : أصبح اسم (القهوة) الإسلامية :
بالتركية : (كهفي) !!.. وبالإيطالية : (كافا) !!.. وبالإنجليزية : (كافي) !!...

2))
وهل تعلمون أن (ابن الهيثم) عالم الرياضيات والفلك والفيزياء : هو مخترع (الكاميرا) : والتي تعتبر بحق : عماد كل الحياة الإعلامية الحديثة !!!..
وقد تم اشتقاق اسم (كاميرا) من كلمة (قمرة) العربية !!!.. والتي تعني :
الغرفة المظلمة أو الخاصة !!!..

3))
هل تعلمون أن العلماء المسلمين : هم أول من استخدم (البارودللأغراض العسكرية بإضافة (البوتاسيوم) له !!!.. وأنهم هم أول من صنع (صاروخا ً) : ينفجر في سفن الأعداء عند إصابتها ؟!!!...
هذا في (الحرب) ... وأما في (السلم) : فهم أول من (صمم الحدائقللتمتع بجمال الطبيعة والاسترخاء !!!..
بينما كان الغربيون يستخدمونها فقط : لزراعة الأعشاب والخضار للطبخ !!.. بل والمسلمون أيضا ً:
هم أول من زرع (الزنبق) و(الفل) الذي يزين أجمل الحدائق الأوروبية الآن !!..

4))
وهل تعلمون أن الفلكي والشاعر والمهندس (عباس بن فرناس) : قد سبق (الأخوين رايت) بألف عام تقريبا ًفي صناعة والتفكير في (آلة للطيران) ؟!!..

5))
وهل تعلمون أن المسلمين أيضا ً:
هم أول مَن طور (الصابون) الذي نستخدمه اليوم و(الشامبو) !!!.. وهم الذين أضافوا له الزيوت النباتية وهيدروكسيد الصوديوم والعطورات كعطر الزعتر .. بينما كانت تفوح من أجساد الصليبيين الذين غزوا الأرض العربية : روائح كريهة للغاية حسبما يقول مسلمو ذلك الوقت ؟!!.. وقد جلب (الشامبو) إلى (إنجلترا) لأول مرة شخص مسلم !!!.. وقد عـُين فيما بعد في بلاط الملكين (جورج) و(ويليام الرابع) لشؤون النظافة والشامبو !!!...

6))
وهل تعلمون أن (جابر بن حيان) : هو مخترع (الكيمياء الحديثة) !!!.. بل وإليه يعود الفضل في صناعة (كل أجهزة التقطير والفلترة والتبخير والتطهير والأكسدة) المستخدمة في معاملنا اليوم ؟؟!!!!...

7))
وهل تعلمون أيضا ًأن الفضل يعود إلى المهندس (الجزاري) في تصميم أهم الاختراعات الميكانيكية في تاريخ الإنسانية !!.. فهو الذي صمم أول (صمامات) عرفها الإنسان !!!.. كما أنه مخترع (الساعات الميكانيكية) أيضا ً!!... بل وهو يعد أبو (علم الآليات) و(التسيير الذاتي) : والذي تقوم عليه الصناعات الحديثة الآن كلها تقريبا ً!!!... وللتذكير أيضا ً: فهو أول من اخترع (القفل الرقمي) الذي نراه الآن مستخدماً في الحقائب والخزائن !!!..

8))
وهل تعلمون أن أول من صنع (المواد العازلة) هم المسلمون !!!.. وهم الذين ابتكروا (الألبسة المحشوة بمواد عازلة) التي كان ومازال يرتديها العسكريون الآن !!!..

9))
وهل تعلمون أن المهندسين المسلمين هم أول من صمم (الأقواس الهندسية المعمارية) والتي أخذها عنهم الغرب فيما بعد في علم هندسة البناء !!!.. وأنه لولا العلوم الهندسية المعمارية الإسلامية : لما شاهدنا الكثير من القلاع والقصور المنيفة والأبراج الهائلة في عالمكم الغربي اليوم !!!...

10))
وهل تعلمون أيضا ًأن كل الأدوات المستخدمة في (الجراحة والتشريح) اليوم : هي نفسها التي اخترعها العالم المسلم (الزهراوي) في القرن العاشر ؟!!!... وأن (المائتي أداة) التي يستعملها الأطباء والجراحون اليوم : هي كلها من تصميم (الزهراوي) ؟!!.. بل هل تعلمون أيضا ًأنه أول من اكتشف (الخيوط) المستخدمة في العمليات الجراحية : والتي تذوب في الجسم بعد العملية بفترة ؟!!!..

11))
بل وهل تعلمون أن الطبيب العالم (ابن النفيس) : هو الذي اكتشف (الدورة الدموية) في القرن الثالث عشر : وذلك قبل العالم (هارفي) بثلاثمائة سنة ؟!!!...

12))
وأيضا ًهل تعلمون أن العلماء المسلمين : هم أول من اخترع : (المخدرات الطبية - البنج) الذي يعطى للمرضى قبل العمليات !!!!... وأنهم أول من مزج (الأفيون بالكحول) للغرض نفسه ؟!!!...

وفي هذه اللحظة : توقف الشيخ (عبد الله) قليلا ًليرى تأثير هذه الحقائق الكثيرة المتتالية على وجوه الحاضرين ... والذين لم يتوقعوا وجود مثل هذه (العظمة) عند المسلمين بالفعل !!!.. وذلك من كثرة ما انطبع في أذهانهم بسبب (الإعلام اليهودي العالمي المُضل) !!!!...
والذي كثيرا ًما كان يصور لهم العرب والمسلمين في (الأفلام) و(البرامج) : في صورة (الهمج) (الشهوانيين) (المتخلفين) : والذين يتعطشون دوما ًللدماء والنساء !!!!...

فابتسم الشيخ (عبد الله) وواصل قائلا ً:

13))
وهل تعلمون أيضا ًأن المسلمين هم أول من اخترع (الطاحونة الهوائية) لطحن الذرة والري ؟!!. والتي لم تنتقل فكرتها إلى (أوروبا) : إلا بعد خمسمائة عام ؟!!!..

14))
وهل تعلمون أيضا ًأن أول مَن اكتشف (التلقيح) و(التطعيم الطبي) : هم المسلمون !!!.. وليس كما هو مشهور أنه العالم (باستير) الفرنسي !!!.. حيث أخذت فكرته من (المسلمين) إلى (أوروبا) : زوجة السفير البريطاني في (استنبول – تركيا) عام 1724م !!!!..

15))
بل وهل تعلمون أنه حتى (قلم الحبر) الذي يستعمله الآن : كل العالم المتحضر : هل تعلمون أن الفضل في اختراعه يعود إلى أحد السلاطين (المصريين) !!!.. والذي طلب تصنيع (قلم حبر) : لا يتسبب في :
(توسيخ) الأيدي والملابس !!!.. فجاء اختراع (أقلام الحبر الناشف) !!!..

16))
بل وهل تعلمون أن (الأرقام) التي تستخدمونها الأن : هي من وضع العلماء المسلمين ؟؟!!.. حيث أن واضعي (نظام الترقيم) هما العالمان : (الخوارزمي) و(الكندي) ؟!!..
بل وهل تعلمون أن (الخوارزمي) هو واضع (علم الجبر) أيضا ً!!!.. وأن الذي نقل (العلم الحسابي العربي) إلى (أوروبا) : هو العالم الإيطالي (فيبوناتشي) بعد أكثر من ثلاثمائة عام على اكتشافه (عربيا ً) !!!... وأنه للأسف الشديد : ينتشر في الغرب على أن (فيبوناتشي) : (مكتشفه) لا (ناقله) !!!...
بل وللعلم أيضا ً: فإن عالما ًمسلما ً: هو مكتشف (اللوغاريتمات) !!!.. بل وأن أصل علم (المختصرات) : عربي إسلامي بحت !!!....

17))
بل وهل تعلمون أن (علي بن نافي) الملقب بـ (زرياب) : هو الذي وضع (أسس التغذية الحديثة) ؟؟!!!.. بل وهو أيضا ًالذي طور للعالم : (كؤوس الكريستال) التي عمل على اختراعها في البداية العالم الأندلسي المسلم (عباس بن فرناس) !!!..

18))
وهل تعلمون أن المسلمين أيضا ً: هم مَن وضع (علم النسيج والحياكة ) والسجاد تحديدا ً: بينما كانت (أرض المنازل) عندكم هنا في (أوروبا) : من التراب والسطوح البدائية ؟!!!..
ثم انتشرت بعد ذلك السجاجيد فيما بعد : بصورتها الحديثة في كل العالم !!!..

19))
بل وهل تعلمون أن كلمة (شيك) الإنجليزية : أصلها عربي !!!...
وأنها مأخوذة عن كلمة (صك) : أي التعهد بدفع ثمن البضائع عند تسلمها .. وذلك تجنبا ًلتداول العملة في المناطق الخطرة ؟!!!.. لدرجة أنه في القرن التاسع : كان رجال الأعمال المسلمون : يأخذون (الكاش) مقابل (شيكاتهم) في (الصين) : والمسحوبة على حساباتهم في (بغداد – العراق) !!!!.. أي بعبارة أخرى : فالمسلمون هم أول منَ وضع : (أسس الاقتصاد المالي الحديث) أيضا ًللعالم !!!!...

20))
وأخيرا ً:
هل تعلمون أن (ابن حزم) الأندلسي : قد اكتشف أن الأرض : (كوكب يدور) !!!.. وذلك قبل العالم الغربي (جاليليو) بخمسمائة عام تقريبا ً!!!...
وأن الفلكيين العرب : كانوا يحسبون حركة الأفلاك بدقة متناهية !!!...
بل وقد قدّم العالم الإسلامي (الإدريسي) للملك (روجر) في (صقلية الإيطالية) :
نموذجا ًمُجسما ًلـ (الكرة الأرضية) : مرسومٌ عليه : أقاليم وبلدان العالم في القرن الثاني عشر؟!!!...

وكل هذه العشرين إنجازا ً: وكما قلت لكم :
فما هي إلا أقل القليل : بجانب ما خدم به المسلمون بالفعل (البشرية) و(العلم الحديث) !!!..
والذي (وكما لاحظتم) من خلال النقاط العشرين السابقة :
قد تم نسبتها للأسف إلى : مَن نقلوها منا إليكم !!!.. وذلك بعد التجاهل والتعتيم على الأصل !!.. وبعد تجاهل فضل أصحابها الحقيقيين !!!...

فهذا بروفيسور (ليستر) : هو حال المسلمين وقت أن تمسكوا بدينهم الصحيح !!!...
حيث تحولوا في أقل من قرن ٍمن الزمان :
من أمة (همجية) (جاهلة) : لا وزن لها في العالم :
إلى أمة : (سادت) العالم في كل الميادين !!!..
فهل ترى أو تعرف سببا ًلهذا التحول برفيسور :
غير (كتاب ربها) و(سنة نبيها) اللذان تم إلصاق تهمتي (الجهل) و(التخلف) بهما زورا ً؟؟؟؟!!!..

وهنا .. نقلت الشاشة الكبيرة صورة بروفيسور (ليستر) وهو يهز رأسه في تعجب قائلا ً(وبنفس لهجته الهادئة) :
الحق أيها الشيخ المسلم : أنه يبدو أن الكتب التي استقيت منها معلوماتي عن دينكم :
لم تكن (محايدة) أبدا ً!!!.. ولا حتى (نزيهة) !!!..
وأعترف أن هذا خطأ ٌمني : وأني قد وقعت فيه للأسف بالرغم من علمي لهذا (العداء) الذي يكنه بعض مؤلفي الكتب للإسلام !!!!...
ولكني لم أتخيل للحظة واحدة : أن يصل (طمس الحقائق) و(تزييفها) و(تشويهها) أو (إخفاءها بالكلية) :
إلى هذه الدرجة من الكذب والخداع !!!..

ومن هنا :
فأنا أعلن اعتذاري لك .. ولدينك العظيم : أمام كل الحاضرين !!!...
وأعدك أني سأتحرى من الآن : جميع الحقائق بنفسي في المرات القادمة : من المصادر الموثوقة المحايدة :
ثم سأقوم بنشرها على الملأ : مهما كانت الصعوبات والعقبات !!!...

ولكن ائذن لي أيها الشيخ المسلم في استفسار منطقي أخير :
إذا كان دينكم يحمل بالفعل : كل هذا الكمال في أمور (الدنيا) و(الدين) : فلماذا تخلفتم عن ركب الحضارة الآن ؟؟.. لماذا لم تستمروا بنفس هذا المستوى من الإنجازات العظيمة التي ذكرت لنا جانبا ًمنها ؟؟!!.. وشكرا ً.........

وهنا .. فوجيء الجميع بالرد السريع من جانب الشيخ (عبد الله) : والذي بدا وكأنه كان متوقعا ًلهذا السؤال !!!.. حيث قال على الفور :
أنت بنفسك بروفيسور (ليستر) : يمكنك الإجابة عن هذا السؤال بصفتك خبيرا ًفي علوم (الفلسفة والمنطق) التي تحرص وتعمل على نشرها في بلادنا : لإنقاذنا من (الجهل) و(التأخر) على حد قولك !!!...
حيث سأعقد لك مقارنة بسيطة جدا ًبين :
ما أعطيناه لكم نحن المسلمون .. وبين :
ما أعطيتموه لنا كعالم غربي : لم ينهض من رقاده العميق ومن (عصوره المظلمة) : إلا (بفضلنا عليه) كما رأيت الآن !!!!..

فأما الذي أعطيناه لكم فهو :
(التوحيد الخالص في العبادة لله) .. و(نبذ الخرافات) .. و(النقد والتنقيح لفلسفاتكم القديمة) ... ونقلها من الحكم على الأشياء بالأساليب (العقلية أو الظنية البحتة) إلى الحكم على الأشياء بأساليب (التجربة والاستقراء) : وهما أساس نهضة كل (العلوم الحديثة) كما تعرف ...
كما أعطيناكم أيضا ً: (الأدب) و(النظافة) و(مكارم الأخلاق) وأخلاق (الفروسية) .. و(الطب) و(الهندسة) و(الرياضيات) و(الفلك) و(الجغرافيا) و(البصريات) .... وإلى آخر ذلك مما ذكرته لكم منذ قليل ...

فماذا أعطيتمونا أنتم مقابل كل هذا ؟؟...
لقد (استعمرتم بلادنا) :
لتنشروا فيها (الكفر) و(الشرك) و(الخرافة) و(القتل) و(التدمير) و(إهلاك الثروات ونهبها) وإهلاك (العلم والعلماء) !!!..

فكانت حروبنا لكم : لنشر (الدين .. والعلم .. والخير .. والعدل) !!!..
وكانت حروبكم لنا : لنشر (الكفر .. والشرك .. والجهل .. والدمار .. والتخلف .. والفقر) !!!!...

وما زال هذا هو ديدنكم معنا حتى الآن للأسف !!!!...
حيث ما لبثتم أن أعدتم إلينا : (فلسفاتكم القديمة الفاسدة المغلوطة) : ولكن : في زي مُبهر ٍجديد !!!.. فخدعتم بها الكثيرين للأسف والجُهال !!.. واستطعتم بمساعدة الاستعمار وبمساعدة الخونة من بلادنا : أن تنشروا هذه الفلسفات والأفكار بيننا !!.. وخدعتم المسلمين حتى استبدلوا (كتاب الله) و(سنة رسوله) : بهذه الأفكار والفلسفات القديمة المغلوطة !!!..
بل وزدتم عليها أيضا ً:
جميع الفلسفات الحديثة الفاسدة كـ : (العلمانية) و(الإلحاد) !!!..
والتي صورتم للناس أنهما : قمة هرم التفكير الإنساني : ولا غيرها !!!..
واتخذتم من (نبذكم لدينكم) (المُحرف أصلا ً) : مثالا ًيُحتذى : دفعتم جهال المسلمين لتقليده على عمى ًللأسف !!!..
حيث استطعتم أن تنسوهم فعلا ً: الفارق الشاسع بين (دينكم المحرف الناقص) : وبين (ديننا الخاتم الكامل) :
والذي لم يترك الله تعالى في حياتنا شيئا ً: إلا وذكره فيه قرآنا ًوسنة !!!!...

وأغريتم أيضا ًالكثير من رجال بلادنا الإسلامية : للسفر إلى بلادكم في شكل بعثات : فدسستم في عقولهم الفلسفات (الإلحادية) و(العلمانية) و(الوجودية) وغيرها !!!....
فزاد الوضع في بلادنا للأسف : سوءا ًعلى سوء !!!...
ولكننا ولله الحمد : قد جعل الله تعالى قوتنا في أصل ديننا ...!
ولذلك : فديننا : سيبقى قويا ًمتماسكا ًبفضل الله : حتى ولو كان الذي يحمله هو : بضعة رجال فقط !!!..

فهل رأيت الآن بروفيسور (ليستر) : الفرق الشاسع بين (ما أعطيناكم) : وبين (ما أعطيتمونا) !!!..

وسبحان الله :
لعل من (حكمة) الله تعالى في (ضعف) المسلمين الآن على الصعيد العالمي :
هو أن في ذلك : ردٌ من الله تعالى على من يتهم الإسلام دوما ًأنه : قد انتشر بالسيف !!!..
أو حتى بالرشوة وشراء الذمم والإغراء بالمال !!..
إذ أنه : وبالرغم من (ضعفنا) و(تخلفنا) الآن على حد قولك بروفيسور (ليستر) :
إلا أن الإسلام وكما أخبرتكم : هو (أكثر) و(أسرع) الأديان انتشارا ًالآن : في جميع أنحاء العالم !!!..

وقبل أن أنهي حديثي معك ...
أود أن أخبرك أن (الدين) و(الدنيا) : كلاهما مطلوبٌ في الإسلام !!!...
ولكن إذا تعارض ذلك مع ذاك : فإننا نقدم (الدين) على (الدنيا) !!!.. ونقدم العمل لما بعد (الموت) : على العمل لهذه (الحياة) الفانية !!!...
وذلك لأن كل مسلم : يعلم أن الحياة الدنيا مهما طالت به : فلا تعتبر شيئا ًقياسا ًبالحياة الأخرى الأبدية !!!..
والتي سيعيشها كواحد من اثنين : لا ثالث لهما :
إما في (نعيم أبدي) !!... وإما في (عذاب أبدي) !!!!...

وأنه لن تنفع أحد ٌ: مكانته في الدنيا (مهما عظمت) : ذلك إذا مات (كافرا ً) مثلا ًأو (مشركا ً) أو (عاصيا ً) لله تعالى !!!..
فـ (العالِم) الفذ الذي قدم للبشرية الكثير برغم كفره بالله :
(الرجل المؤمن العادي) : سيكون أسعد منه حالا ًفي الآخرة !!!..
وذلك بالضبط كالفرق بين (تكريم) (الجندي الصغير) : الأمين على أسرار بلده ...
وبين (تعذيب) (الضابط الكبير) : الذي خان بلده !!!..

فالعبرة هي فقط : بـ (المقياس) الذي حدده الله تعالى !!!... لأنه هو الذي خلقنا .. وهو الذي سيحاسبنا !!!..

وأما (المجتمع) الذي يعيش (بلا دين) كما كنت مخدوعا ًأنت في أمنياتك بروفيسور (ليستر) :
فهو مجتمع ٌ: (بلا أخلاق) !!!.. وعندما تختفي الأخلاق : يأكل الناس بعضهم بعضا ً!!!.. ويأكل القوي الضعيف !!!..
وقد لخص كل تلك الحقائق : أحد كبار قضاة القرن السابع عشر في (أوروبا) ....
وهو القاضي : (ماثيو هالوس) عندما قال :
إن القول بأن الدين خدعة :
هو بمثابة إبطال لجميع المسؤليات التي تقع على عاتقنا لاستقرار النظام الاجتماعي 
" !!!..

فالمجتمع : يستطيع العيش بـ (دين ٍ) بغير (علم) ... حتى ولو واجه بعض المتاعب !!!..
ولكنه أبدا ً: لن يستطيع العيش بـ (علم ٍ) بغير (دين) !!.. وذلك لأن (الدين) هو الذي سيحفظ له : أمنه واستقراره !!..
فمجتمع ٌبدون (دين ٍ) : هو بدون (ضمير ٍ) يحكمه !!!....

فأرجو أن أكون بهذه الخاتمة : أكون قد أوضحت لك الكثير من المعاني التي يقصر وقت الندوة عن توضيحها لك بروفيسور (ليستر) ...
ولكني كما أخبرتك من قبل :
أثق بقدرتك على (فهم الكلام) ... وفهم أيضا ً: (ما وراء الكلام) بحكم دراستك وعملك !!!....

وفي هذه اللحظة : تنهد الشيخ (عبد الله) ثم قال :
ولنأخذ الآن سؤالا ًآخرا ً.. وليكن من امرأة هذه المرة ....
فليتفضل الشيخ (محمد) بالاختيار ...
ويا حبذا من الحاضرين في أقصى القاعة من هذه الجهة ...
حيث لم نختر منهم أحدا ًمن قبل ..
تفضل .........


الزوار