2)) الرد على شبهة أعين أسماك الكهوف المظلمة ...
وقبل الرد على هذه الشبهة أيضا ً.. يجب أن أنبه إلى استغلال التطوريين الخبثاء لجهل عامة الناس بمعجزات الله تعالى الباهرة في خلقه عز وجل ...!!
فمعظم الناس للأسف : لا يعرفون أن لله تعالى في كل مخلوق ٍخلقه : آيات ٍوآيات !!..
بل حتى الكائنات الوحيدة الخلية والله :
فيها من معجزات الخلق : ما يعجز الإتسان عن تصوره أو حتى مجاراته !!!!..
وهذا ما أثبته علماء البيولوجيا المتخصصون بنفيهم للوصف الدارويني الاعتباطي :
( كائن بدائي ) !!..
فيخبرنا العلماء أنه : ليس هناك ما يمكن أن يوصف بالبدائية !!!..
بل كل مخلوق : هو معقد غاية التعقيد بما يناسب وظائفه في الحياة !!!..
وخلاصة هذه المقدمة هي أن :
لكل كائن حي : معجزات خلقه الخاصة به !!.. والتي وهبها الله تعالى له لتناسب مكانه الذي حدده سبحانه في البيئة : جوا ًوبرا ًوبحرا ً!!!..
ليس هذا فقط ولكن :
نجد الله تعالى يُنوع في مواجهة المشكلة البيئية الواحدة - مثل البرودة القارسة مثلا ً- :
أكثر من آلية لحيوانات تلك المناطق : البرية والبحرية والطائر منها أيضا ً!!!..
وهكذا في كل شيء : ليُثبت لكل أعمى البصر والبصيرة :
طلاقة قدرته سبحانه !!!..
وعدم نفاد تنوع قدرته في الخلق : وإبداعه في قدرات مخلوقاته ..
------
وقبل أن نتحدث عن سمكة الكهوف العمياء وعيونها (( وجسمها )) :
تعالوا نتجول معا ًبين إبداعات الله تعالى فيما وهبه لمخلوقاته من قدرات العيون !!..
أو بمعنى أصح : فيما أبدعه الخالق عز وجل من ( آليات ) فائقة الإعجاز :
تناسب كل كائن حي وظروف بيئته وحياته !!!..
وحتى نعرف :
على مَن يجتريء هؤلاء المفترون دعاة التطور المزعوم : عندما ينسبون له خلق عضو ٍبغير فائدة !!..
ثم نرى الجُهال والسفهاء بعد ذلك : يسيرون في ركاب قولهم !!!..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !!!..
فأترككم مع العجب العجاب قبل التعرض لأسماك الكهوف التي يسمونها بالعمياء !!..
ولنرى بماذا سيُفسر التطوريون كل هذه الإعجازات في السطور القادمة :
وهم الذين انفضح كبيرهم داروين وخلفاؤه إلى اليوم : في تفسير فقط : نشوء وتطور عين الإنسان !
فيا ليت شعري : بماذا سنصف حالهم مع المعلومات المبهرة التالية ؟!!!..
وأترككم تـُسبّحون معي الخالق جل في علاه !!!..
1...
لقد مر بنا في إحدى المشاركات السابقة : إعجاز الله تعالى في عين الإبل (Camel) !!!..
وما حباها به من آليات وتكوين : يحميها من رمال الصحراء وهبوبها العنيف : بحيث تستطيع الرؤية في العواصف الرملية : ولا تضطر لغلق أعينها بالكلية !!!..
فبجانب الصف الثاني لرموشها الطويلة : فهناك جفن ٌشفاف يُغلق عند الحاجة !!..
والآن ...
هل تفكر أحدكم في عين الطيور التي تحلق عاليا ًمثل الحمام الزاجل (Homers) ؟!
فإنه من المعلوم أنه ليس لجفون ذلك الحمام رموش !!!.. إذا ً:
فكيف يتقي سرعة الهواء وما يحمله من ذرات وعوالق في طيرانه السريع ؟!!..
وكيف يستطيع اتقاء النظر إلى الشمس الساطعة ونحن الذين نلبس لها (نظارة شمس) ؟!
أقول ...
لقد حباه الله تعالى بجفن ( ثاني ) داخلي له تركيب ومميزات عجيبة !!!..
فالحادث أن الطائر لو أغلق جفنه الخارجي السميك : فلن يرى شيئا ً!!!.. أما هذا الجفن الثاني : فهو شفاف لإمكانية الرؤية من خلاله !!!..
ولزج ويحيط بسطح العين بأكمله !!.. (وسبب اللزوجة هو عدم الجفاف والتيبس مع احتكاك الهواء به) !!..
وبه شعيرات دموية في غاية الدقة !!.. وهو يشبه العدسة !!!..
2...
وبعض الديدان التي نراها فوق سطح الماء : تنقسم عينها الواحدة إلى : عدة عيون بحواجز وإلى عدة اتجاهات !!!.. حيث في عينيها أصباغ خاصة :
تعمل على تقسم حدقة العين !!..
بحيث يكون لديها مثلا ًالقدرة على النظر إلى أعلى وأسفل في ذات الوقت !!!..
وذلك مثل بعض الحشرات أيضا ًوالتي ترى ما تحت أرجلها وما فوق رأسها معا ً!!..
وسوف نرى بعد لحظات : صورة لنوع ٍمن الأسماك له نفس الصفة أيضا ً!!!..
3...
بل الأعجب والأعجب : أنه هناك بعض الديدان التي لا تمتلك عيونا ًأصلا ًولكن :
جسمها حساس لكل ما يقع عليها من ظل أو ضوء !!!!..
فتجدها تهرب وتنزوي مع أي حركة واختلاف الضوء بقربها : لحساسية جسمها الشديدة !!..
وهي في ذلك مثل النمل (Ants) !!!..
فعيناه - لمَن لا يعرف - لا ترى الأشياء كما نراها ولكنها تفرق فقط بين الضوء والظلام !
وله حواس قوية جدا ًمثل موجات الراديو : تنقل إليه مظاهر العالم البعيدة والقريبة !!!..
4...
عيون الصقر (Falcon or Hawk) :
وهي أكثر عيون الطيور حدة ًعلى الإطلاق !!!..
حيث يستطيع الصقر أن يلمح فريسته من بُعد يزيد على 2.5 كيلومتر !!.. وترجع قوة الإبصار في عينيه إلى ضخامة مُقلتيه !!..
كما أن سُمك شبكية عينيه (وهي الأنسجة التي تسقط عليها صور المرئيات خلف العين) : يبلغ ضعف سُمك شبكية عين الإنسان على الأقل !!!..
فسبحان الوهاب !!!..
كما أن شبكية عين الصقر تحتوي على ملايين من خلايا الإبصار متناهية الدقة والصغر !!.. وتستطيع عين الصقر أن تقي نفسها وهج الضوء ولمعانه عند تحليقه عاليا ًفي السماء !!..
وذلك لتبطينها بنقاط صغيرة من الزيت : لونها أصفر !!..
وهذه النقاط تؤدي نفس الوظيفة التي قلدوها عنها في مرشح (فلتر) آلة التصوير !!..
مع فارق التشبيه طبعا ًوالتقريب !!!..
5...
قرد التارسير (Tarsier) :
وهذا القرد هو (بحجم السنجاب) .. ويوجد في الغابات المطيرة جنوب شرق آسيا ..
ويتميز بكبر حجم عينيه - كل عين هي أكبر في الوزن من دماغه نفسها ! - .. وعيناه لا تدوران ولكن : رقبته هي التي يمكنها الدوران 180 درجة مثل البومة !!.. وهو من الثدييات المفترسة بالكامل حيث يتغذى على :
الحشرات .. والسحالي .. وحتى يصطاد الطيور في الجو !!!..
ولديه رؤية ليلية رهيبة يعتقد العلماء معها أنه يرى الأشعة فوق البنفسجية !!!..
وذلك لكبر حجم عينيه ...
وهنا ملحوظة هامة ومعلومة جيدة جديدة على الأكثرين وهي أن :
الكائنات التي تكون رؤيتها الليلية حادة (مثل هذا القرد والبوم والقطط) :
تكون قدرتها على تمييز الألوان في النهار ضعيفة ..!
وذلك لكثرة (العصي) في الشبكية : وهي المختصة بتمييز اللونين الأبيض والأسود ..
وذلك على حساب الـ (المخاريط) المختصة بتمييز الألوان ..
ولسبب آخر سأذكره لاحقا ًعند حديثي عن أعين القطط ..
6...
الحرباء (Chameleon) :
وبالطبع تشتهر الحرباء بقدرتها الرهيبة على تغيير لونها كما نعرف ..
ولكن الأغرب أيضا ً: هو عينيها بالفعل !!.. حيث يغطي الجفن مقلة العين بأكملها : باستثناء فتحة صغيرة فقط : هي التي تسمح لها بالرؤية !!.. وأما العجيب فهو أن الحرباء يمكنها توجيه كل عين على حدة : إلى ناحية مختلفة عن الأخرى بشكل مستقل !!!..
وهذا يعني إمكانية أن ترى الحرباء ما يشمل 360 درجة لكل ما حولها !!.. بالإضافة لتمتعها أيضاً بالرؤية ما فوق البنفسجية الليلية ..!!
7...
اليعسوب (Dragonfly) :
وهو أشهر وأمهر الحشرات في الصيد الجوي !!.. وعيناه كما ترون كبيرة جداً لدرجة أنها تكاد تغطي الرأس بالكامل !!.. مما يعطيها شكل أشبه بالخوذة !!.. ولذلك فلديه رؤية تشمل 360 درجة هو الآخر لكل ما حوله تقريبا ً!!..
وتتكون هذه العيون من 30,000 وحدة بصرية تدعى أوميتيديا .. وكل وحدة من هذه الوحدات تحوي : عدسة .. وسلسلة من الخلايا الحساسة للضوء !!..
ولكن حساسيتها للضوء تتعلق برصد كل ما يتحرك فقط من حوله !!!..
وذلك مثل الضفادع وسيأتي الحديث عنها أأيضا ًبعد قليل ..
ومن هنا : فهو لا يمكنه رؤية الألوان ولا الضوء المستقطب !!..
ولكنه ماهر جدا ًفي افتراس ضحاياه من حوله والهرب من أعدائه أيضا ً!!!..
وسبحان الله العظيم !!!..
8...
الوزغ ورقي الذيل (Leaf tailed gecko) :
ويملك هذا الوزغ مقلة عين رأسية !!!.. وعليها ثقوب تتسع في الليل والظلام : لتسمح لهذا النوع الزواحف بالتقاط الضوء بأكبر قدر ممكن !!!.. وتحوي هذه العيون خلايا أكثر حساسية للضوء من العين البشرية .. حيث تمكنهم من الرؤية الليلة .. وكذلك تمكنهم من رؤية الألوان في الليل !!..
9...
الحبار العملاق (Colossal squid) :
وهو أضخم لا فقاري بالمملكة الحيوانية : وهو صاحب ثاني أكبر عينين من بعد الحوت بالمملكة الحيوانية : حيث يمكن أن يصل قطر كل عين إلى 30 سم !!.. وهذه العيون الضخمة تمكن ذلك الحبار من الصيد تحت عمق 2000 متر تحت الماء : حيث يقل الضوء بشكل كبير !!..
وهناك عجيبة أخرى في عينيه .. حيث لديها ما يشبه التلسكوب مما يعطيه قادرة هائلة على تحديد المسافة بينه وبين شيء ما في حلكة الظلام !!!..
10...
السمكة ذات الأربع عيون (Four eyed fish) :
وهي التي أخبرتكم عنها منذ قليل ..
وقد وُجدت في بعض الأماكن في أمريكا الوسطى والشمالية والجنوبية .. وهي تتغذى على الحشرات غالباً ولذلك : فهي تقضي معظم وقتها على سطح الماء لأجل صيد الحشرات ..
وهي لا تملك أربع عيون كما يوحي اسمها وإنما : عينين اثنين فقط ولكن :
تنقسم كل عين منهما لقسمين اثنين !!.. ولكل نصف منهما : مقلة خاصة به !!!..
وذلك يسمح لهذه السمكة العجيبة بالنظر لأعلى بحثاً عن فريسة : وفي نفس الوقت : النظر لأسفل تحت الماء : تحسباً من أعدائها من الأسماك الأخرى !!!..
وقد وهب الله تعالى لكل قسم من عينيها : ما يناسبه من تجهيزات !!!.. حيث يتحمل النصف العلوي من العينين الرؤية في الهواء : في حين يتحمل النصف السفلي الرؤية في الماء !!..
وذلك على الرغم من أن نصفي مقلة العين الواحدة : يستخدمان العدسة نفسها !!.. ولكن هناك اختلاف دقيق في سماكة ومنحنى العدسة بين الأعلى والأسفل !!!..
11...
البومة (Owl) :
إن البومة لديها القدرة على رؤية الأشياء على مقدار من الضوء : يقل مائة مرة عما يحتاج إليه الإنسان للرؤية !!!.. حيث وهب الله تعالى القدرة لعينيها للرؤية في الظلام الحالك !!..
كما يرى البوم أمواج الأشعة الحرارية تحت الحمراء !!!..
وهذا هو سر رصد البوم للفأر مثلا ًفي الظلام الدامس : لأنه في الحقيقة : يرصد الأشعة التحت حمراء التي تصدر من جسم الفأر الدافيء !!!..
وجدير ٌبالذكر أن النحل (Bee) هو الآخر :
يرى الأشعة الفوق البنفسجية : حتى لو غابت الشمس !!!..
12...
الضفدع (Frog) :
وتمتلك عيناه واحدة من أغرب وأعجب آليات البصر وسبحان المبدع الخلاق !!..
فكما أن الله تعالى خلق عين الإنسان لتناسب نشطاته فقط ..
وكذلك كل طير أو سمكة أو حيوان أو حشرة كما رأينا ..
فإن عين الضفادع تناسب نشاطها وحياتها بالضبط !!.. فكيف ذلك ؟!!!..
أعتقد أن الكثيرين لا يعلمون أن الضفدع لا يأكل إلا الحشرات الحية فقط !!!..
وعلى هذا ...
فالعالم الذي تراه عينا الضفدع : لا يظهر فيه إلا كل ما هو متحرك فقط !!!..
أما ما هو ساكن : فلا وجود له في مجال رؤيته وعالمه !!!..
بمعنى آخر :
وكأن عينا الضفدع هما شاشة تلفاز مظلمة .. فإذا تحرك شيء من حولها :
ظهر وومض على الشاشة !!!.. وإلى حين يتوقف عن الحركة مرة أخرى !!..
مثال ...
عندما تقف الذبابة مثلا ًعلى فرع حشيشة : فتهتز صورتها في الحال على مجال (شاشة) عين الضفدع (وهو مجال لسانه الطويل لالتقاط الحشرات) !!..
ولو أننا وضعنا حول الضفدع عشرات الذباب الميت : فلن يلتفت إليه !!!..
------
------------
والآن ....
حان الوقت مع نقلة نوعية وأكثر تفصيلا ًعن العيون ذات القدرة على الرؤية في الظلام !!!..
وحتى نقترب من الحديث أخيرا ًعن سمكتنا التي : يصفونها زورا ًبالعمياء !!!..
13...
في حين شاء الله تعالى ألا يرى الإنسان في الظلام الحالك لكي ينعم بالراحة والسكن بصورة أساسية في الليل ...
فإن هناك كائنات أخرى كثيرة : لا تمثل لها الظلمة الحالكة كبير إشكال !!!!..
وأزيد هنا عما قرأناه في الأمثلة السابقة : بالتالي ...
>>>
هناك الكثير من الأسماك في البحار المظلمة : مزودة بمصابيح كالمرآة في أعينها : تضيء لها ما تريد !!!.. وذلك لتوهج السطح الداخلي المبطن لتلك الأعين بطبقة لامعة تشبه المرآة كما قلنا وتسمى بـ : (الطراز المتألق) !!!..
ولدى هذه الطبقة القدرة على عكس الضوء الذي يسقط عليها جيدًا بل : ولديها القدرة الفائقة أيضا ًعلى تركيز وتجميع ضوء النجوم الخافت أو القمر أو حتى النيران البعيدة !!!..
>>>
ولهذا السبب أيضا تضيء أعين السنوريات (Cats) ليلا ًكالقطط والنمور !!..
حيث وجود مثل هذه المرآة (وهي عبارة عن نسيج تحت الشبكية يحتوي على تركيز من مادة أسمها الريبوفلافين) : يجعل العين قادرة على الاستخدام التام ولأقصى حد : لأي قدر من الضوء لرؤية الأشياء !!..
وأما في النهار :
فتقل قوة الإبصار لهذه الحيوانات : حيث يضيق بؤبؤ العين لحماية تلك الخلايا الحساسة أيضا ًمن شدة الإضاءة !!!!.. وهذا ما يعطي القطط والنمور إلخ : ذلك الشق الطولي الشهير في عينيها نهارا ً...
>>>
عنكبوت وجه الغول (Orge faced spider) :
من المعروف أن حشرات العنكبوت عموما ًتملك أعينا ًكثيرة (ويختلف ذلك باختلاف نوع العنكبوت حيث تكون عينين أو أربع أو ستة أو ثمانية أعين) ..
فأما العنكبوت غولي الوجه : فيملك 6 أعين ولكن :
يبدو وكأنه يملك اثنتين فقط !!..
وذلك لأن الأعين الأخرى صغيرة جدا ًكما نرى في الصورة ..
وهو يتمتع برؤية ليلية ممتازة : ليس بسبب عينيه الكبيرتين !!.. ولكن :
بسبب تلك الطبقة الحساسة الخفيفة جدا ًمن الخلايا التي تغطي تلك الأعين !!!..
ومن العجيب أن هذه الطبقة ومن فرط حساسيتها الشديدة جداً للضوء :
فهي تتدمر مع الفجر وعند شروق الشمس بسبب قوة الضوء ساعتها :
ثم تبنى واحدة جديدة في بداية كل ليلة !!!..
ويستوي لدى هذه العناكب : دقة رؤيتها في الليل والنهار !!!..
كما أنها لا تملك ذلك البساط الشفاف الذي تملكه العناكب الأخرى والسنوريات مثلا ً!
>>>
سمكة السبوك (Spookfish) :
وهي سمكة مياه عميقة .. ويبدو منظرها كالأشباح !!.. وتملك هذه السمكة هياكل عظمية للعيون هي الأغرب من بين المخلوقات !!.. حيث أن كل عين : لديها طرف يسمى رتج ..
ويتكون هذا الرتج من مرآة من عدة طبقات من جوانين الكريستال !!!..
وهذه المرآة :
ممتازة في جمع الضوء وعكسه على شبكية العين !!!.. وهذا يجعل السمكة ترى ما في الأعلى والأسفل بنفس الوقت !!!.. وكذلك مفيدة في الظلمة حيث :
تجمع الضوء وتسلطه على الشبكية لتضيء عيناها كـالسنوريات !!..
وكل ذلك يمكنها من الرؤية في أعماق البحر حوالي 1000 - 2000 متر !!!..
وتتغذى على القشريات الصغيرة والعوالق .. ورصدها صعبٌ للغاية لعمق وجودها في البحار !
>>>
السرعوف الروبيان (Mantis shrimp) :
وهو من ذوي أغرب وأعجب العيون !!.. ويعد السرعوف الروبيان أحد القشريات الذي يملك أسلحة قوية وعداونية غير طبيعية !!..
ويملك هذا المخلوق عيون مركبة : مكونة من الوحدات البصرية التي تدعى أوميتيديا .. ولكنها أقل مما في السرعوف العادي .. حيث أنها مكونة من 10,000 آلاف أوميتيديا .. ويرى السرعوف الروبيان الألوان : بشكل أفضل بكثير من البشر !!!.. حيث أنه يملك 12 مستقبلا ًللألوان : بينما إناث البشر تملك 3 !!.. والذكور يملكون 2 فقط !!..
ذلك فضلاً عن رؤية عينيه للأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء معا ً: بل وللضوء المستقطب أيضا ً!!!..
وما زال العلماء يكتشفون الغريب والعجيب في عينيه مع الوقت والأبحاث !!!..
-----
------------
-----------------
والآن ......... وأخيرا ً
نأتي لبطلة هذه المشاركة الطويلة بعد كل هذا التقديم !!!!..
إنها سمكة الكهوف العمياء (Blind Cave Fish) !!!..
-----------------
------------
-----
والسؤال هو :
هل كل ما سبق هو فقط الطرق الرئيسية للتغلب على الظلام الحالك :
ولاسيما لدى الأسماك في الماء ؟!!!..
والسؤال بمعنى آخر :
ماذا لو كان الظلام أشد ؟!!!..
بل : ماذا لو كانت حياة السمكة : هي في كهف مظلم : أي :
تقل نسبة الضوء الواصل إليها من خلاله من النجوم أو القمر إلخ إلخ إلخ ؟!!!..
أقول ...
هنا : تظهر لنا آليات أخرى وسبحان العاطي الوهاب !!!!!..
ولن أتحدث بالطبع عن الأسماك التي وهبها الله تعالى قدرة ًعلى توليد الضوء ذاتيا ًفي أعماق المحيطات !
ولكني سأتحدث عن أسماك :
وهبها الله تعالى جسدا ًشفافا ًبشكل كامل أو جزئي - وكما سنرى الآن - :
ذلك الجسد الشفاف نفسه :
هو الذي يعمل على تركيز الضوء من جميع الجهات إلى العين أولا ً!!!!!..
بجانب حساسيته المفرطة لضغط الماء من حوله ثانيا ً!!!!..
< أي يرصد حركة كل الموجودات من حوله عن طريق حساسيته الشديدة لضغط موجات الماء وارتطامها بهذا الجسد الرقيق الشفاف > !!!!..
ولأن جسد هذا السمك شفاف :
فألوانه دوما ًتتراوح بين القرنفلي والأحمر والبني : لظهور الدم من تحتها بل :
ويمكن ملاحظة هيكله العظمي أيضا ًللناظر المدقق !!!!..
ويتراوح طول أنواع هذا السمك في بحيرات الكهوف بين 2 : 12 سم !!..
وتنمو خصائص هذا الجلد الحساس بالتدريج مع ميلاد السمكة ... ولذلك :
فيُشيع التطوريون ومَن ينقل كلامهم بغير تروي :
أن صغار هذا السمك تولد بعينين واضحتين : ثم لا تلبث - ولعدم استخدامهما في الظلام - أن يزحف الجلد عليهما : حتى يغطيهما تماما ًتحته !!!..
ثم تجد بعض الزيادات البلهاء مثل أن حفريات هذه الأسماك كانت لديها أعين في الماضي !
أقول :
ولو صدقنا هذا اللغط بخصوص وجود هذه الحفريات :
فبالله عليكم : كيف سيتميز جلدها الشفاف في تلك المتحجرات أو الحفريات ؟!!..
بل .. وكيف سيتميز إذا كانت العينين تحته أم فوقه حتى !!!!..
ولله في خلقه شئون !!!..
ولنترك تعليقات و(استنتاجات) و(افتراضات) التطوريين جانبا ً...
ولنستعرض معا ًما اعترفت به إحدى دكتوراتهم وهي الدكتورة “ Theresa Burt de Perera” من جامعة اكسفورد : والتي درست سلوك هذه الأسماك في كهوف المكسيك .. حيث اعترفت بأن :
1...
هذا النوع من الأسماك يعتمد على التغيرات الدقيقة في ضغط الماء على جسده :
للكشف عن وجود الأجسام المحيطة به !!!..
2...
تستطيع هذه الأسماك السباحة في جميع الاتجاهات بحرية تامة : دون إحداث ضجيج أو اصطدام بالزجاج أو الحجارة أو غيرها من الأسماك !!!..
3...
كما أنها تسبح بسرعة أكبر عندما تواجه المعالم مثل الصخور : والتي لم تواجهها من قبل !!..
وعند إزالة هذه المعالم : لوحظ أن هذه الأسماك تبتعد من تلك الأماكن : كما لو أنها قد رسمت خريطة ذهنية للمكان !!.. وحفظت الأماكن التي قد تعرضها لخطر الاصطدام !!
أقول :
فنرى هذه الدكتورة بعد كل ذلك تستدل بهذا القدر من المشاهدات :
على أن هذه السمكة : لا تحتاج بالفعل إلى العيون !!!..
http://www.abc.net.au/radionational/...e-fish/3307072
وهذه هي ورقتها البحثية عن قدرة هذه السمكة على تحديد مكانها بكل دقة :
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/arti...f/15475332.pdf
فسبحان الله العظيم !!!..
فقد أعمت أفكار التطور نظرها هي الأخرى عن رؤية إعجاز الخالق عز وجل لجسم هذه الأسماك !!.. والتي تحتاج لتركيز الضوء أكثر من عيون السنوريات والحشرات وغيرها من الأمثلة السابقة : لجمعها بين ظلمة العمق وظلمة الكهف !!!..
حيث حبا الله تعالى الأجساد الرقيقة الشفافة لهذه الأسماك أيضا ً: صفوفا ًمن النتوءات الصغيرة على كل الجسم حتى الرأس : فتزيد بذلك مساحة سطح تركيز أقل ضوء ممكن للاستفادة منه : بالإضافة لزيادة حساسية هذا الجسد لردات فعل ضغط الماء من حوله كما قلنا !!!..
والسؤال الأخير لأختم معكم هذه المشاركة هو :
هل هناك أسماك أخرى تمتلك نفس هذه الآلية للرؤيا في الظلام الحالك ؟!!!..
>> الجسد الشفاف الحساس ...
>> العينين داخل الرأس (أو تحت الجلد الشفاف إن صح التعبير) ...
>> الرؤية الإعجازية ليلا ًوبالتفصيل بقدرة الله عز وجل ؟!!!..
أقول ...
نعم !!!.. إنها سمكة ماكروبيننا (Macropinna) !!!..
وتدعى أيضا ً: باريل آي (Barrel eye) !!!..
ولكن هذه السمكة تمتلك اللحم الشفاف : في منطقة رأسها الكبيرة فقط ...
وتقع العينان بأكملهما تحت الجلد داخل تلك الرأس !!!..
ولاحظوا العينين في الصورة التالية :
هما الكرتان الخضراويتان وليستا فتحتا الأنف فتنبهوا !!!!..
وأول مكتشف لهذه السمكة كان سنة 1939م هو شابمان .. ولكن لم يتم تصويرها وهي حية منذ ذلك الحين بسبب عدم وجود طرق للتصوير في أعماق البحار : حيث تتواجد على عمق ما بين 600 : 800 متر !!!!..
وكانت جمجمتها المملوءة بالسوائل غالبا ًما تتلف عندما يتم إحضارها لسطح الماء !!!..
وكان أول تصوير حي لهذا السمكة عام 2004م مع تطور آليات التحكم عن بعد والتصوير !
فهل لاحظتم عينيها الكريتين الخضراوين داخل رأسها ؟!!!..
فإذا كان صعبٌ عليكم تخيلها : فإليكم الفيديو التالي عنها :
فإذا استوعبتم آلية عمل الجسد الشفاف مع العينين من تحته :
فإليكم هذا الفيديو أيضا ًعن أسماك وقشريات الكهوف المظلمة تحت الماء ومنها بطلتنا :
سمكة الكهوف ((( العمياء ))) كما تظهر في آخر المقطع !!!..
والحمد لله رب العالمين الذي :
" أعطى كل شيء ٍخلقه : ثم هدى " !!!.. والذي :
" خلق كل شيء ٍ: فقدره تقديرا ً" !!!..
ويُـتبع بالحديث عن أجنحة الطيور التي لا تطير إن شاء الله ..