9)) أخطاء في الحكم على الناس ..
في دنيا البشر : نحتاج كثيرا ًلإطلاق أحكاما ًعلى مَن حولنا ممَن نراهم أو نسمعهم
أو نقرأ لهم أو نتعامل معهم من الناس ..
وفي هذه الأحكام : يجب الانتباه لبعض الأخطاء التي يقع فيها الكثيرون مثل :
>>> الأول :
وهو من باب فصل التلازم الذي حدثتكم عنه في النقطة السابقة .. وصورته هنا هي :
جعل العيب الواحد في الشخص : يسحب حُكمك عليه بالسوء في أخلاقه جميعها !!..
مثل : أن يكون إنسانا ًمُدخنا ًمثلا ً..
فهذه صفة قبيحة بلا شك (فصاحبها يتقبل الخبث على نفسه : ويتقبل أن يراه عليه
غيره : وهذه وحدها منقصة) .. أقول :
ومن طريقة وأسلوب هذا المدخن : نستطيع الوقوف على بعض أخلاقه ولكن : ليس
كلها أو بتعميمها كما يفعل البعض للأسف !!..
فمثلا ًلو كان لا يُدخن إلا منفردا ًأو وحيدا ًبعيدا ًعن أعين الناس : فهذا أقلهم سوءا ً
في هذا الباب بل : يدل ذلك على حياء ٍمن الناس .. ومروءة في عدم الإضرار بهم كما
يقول رسولنا الكريم في الحديث الصحيح : " لا ضرر ولا ضرار " !!..
وأما إذا كان يُدخن في الأماكن العامة : فإذا دخل مكانا ًمغلقا ً(مصعدا ًأو سيارة) لا
يستطيع الناس تجنبه فيه : فيُطفيء سيجارته : فهذا أقل سوءا ًمن الأول : وإن كانت
الرائحة الخبيثة العالقة بفمه وثيابه تؤذي لم تزل .. فبقدر ما فيه حسن نية .. بقدر ما
فيه نسبة من عدم اللامبلاة بالآخرين ..
وأما إذا كان لا يهمه التدخين في خاص ولا عام : فهذا أسوأ الثلاثة .. ويمكنك البصم
بالعشرة على أن هناك متلازمات في سلوكه بهذا الفعل .. أقلها هي اللامبالاة .. وقد
تمتزج بسلوكيات أخرى مثل حب الظهور والعُجب بالنفس وتعظيمها والتكبر والغرور !
حسنا ً.. كل هذا جيد وفي محله ولكن :
هل يمنع ذلك من كون الشخص يحمل صفات ٍأو أخلاق ٍأخرى كريمة ؟!!..
لا !!..
إذا ً: فلنراع ذلك في حديثنا عنه : وفي تعاملنا معه : وفي مواقف دعوته بالحسنى أو
دفعه لعمل خير ٍأو اجتناب شر (حتى الكافرين أنفسهم لن يخلوا من صفات خير) !!!..
وقد أ ُتي لرسول الله بشارب خمر يُضرب تعزيرا ً: فلم يمنع ذلك رسول الله أن يشهد له
بأنه يُحب الله ورسوله !!..
بل :
ومَن يتعمد تعميم الحكم السيء على الشخص ببعض عيوبه او ذنوبه : قد يدفعه للغوص
أكثر في وحل المعاصي والأخطاء !!.. وإنما الأفضل من المسلم أن تمد له يدا ًلتساعده على
الخروج مما هو فيه !!.. ولا تدعو عليه فيظفر به الشيطان ولكن : ادعو له !!..
فقد أ ُتيَ النبيُ صلى الله عليه وسلم برجل ٍقد شرب الخمر فقال :
" اضربوه (أي تعزيرا ًعلى شربه للخمر) .. فمنا الضارب بيده .. والضارب بثوبه ..
والضارب بنعله .. ثم قال : بكتوه .. فأقبلوا عليه يقولون : ما اتقيت الله ؟.. ما خشيت
الله ؟.. وما استحييت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!!.. فقال بعض القوم : أخزاك
الله !!.. قال (أي رسول الله) : لا تقولوا هكذا .. لا تعينوا عليه الشيطان .. ولكن قولوا :
اللهم اغفر له !!.. اللهم ارحمه " !!..
رواه أبو داود وصححه الألباني وأصله في البخاري ..
>>> الثاني :
قد يكون بعض الأشخاص في المكان الواحد أو البلدة الواحدة أو المدينة الواحدة سيئين :
فلا تجعل ذلك دافعا ًلك لتعميم الحكم بالسوء على المكان والبلدة والمدينة بأكملها وأهلها !
فحتى البيت الواحد : قد يختلف أفراده بين الحُسن والسوء : والصلاح والفساد : بل :
والكفر والإيمان !!..
فللأسف الشديد انتشر مثل ذلك التعميم الذميم بين الكثير من الناس :
حتى صار من التندر الذي يتندرون به ويضحكون ويؤلفون عليه النكات !!..
فهذا صعيدي .. وهذا سوداني .. وهذا مصري .. وهذا لبناني .... إلخ
وغفلوا عن التأثير النفسي السيء لذلك على قلب سامعه من هؤلاء : مما يدفعه للرغبة في
مقابلة المثل بالمثل : فينشق صف المسلمين أو حتى أي مجتمع ..!
ولو أن الراغب في التنكيت والتندر قد انتقى الخـُلق المذموم وحده (كالكسل أو البخل
مثلا ً) : وتحدث عنه بالذم أو التنكيت : لكان أسلم وأعدل ..
>>> الثالث :
الحكم على أخلاق إنسان من موقف ٍواحد ٍفقط رأيته فيه ..!
حيث معلوم أن حياة الشخص تتنوع مواقفه فيها : بين الشدة واللين .. وبين الضعف
والقوة .. وبين الحسم والتردد .. إلخ
فلا تكن كالأربعة إخوة الذين أرسلهم أبوهم لإحدى الأشجار الكبيرة : كل واحد فيهم
في موسم من المواسم الأربعة ليصفها : فجاءه كل منهم بوصف مختلف عن الآخر :
وهو يظن أنه وصفها الوحيد !!!..
فللحكم على شخص ٍما ولا سيما أخلاقه : حاول أن تتعهد مراقبته في أكثر من موقف
متنوع .. أو تسأل عليه جارا ًأو زميلا ًأو صديقا ًأو خبيرا ً!!!..
وقد حُكي عن الفاروق عمر رضي الله عنه (ولا أعرف للقصة سندا ً: والمتن من ذاكرتي) :
أن رجلا ًأتى برجل ٍليشهد في قضية .. فسأله عمر عن عدالة هذا الشاهد : وكما أمر الله
ورسوله (أي أن يكون الشاهد في أي قضية هو رجل مشهود له بالصلاح : وليس مثل هذه
الأيام : العشرة شهود ربما بمائة جنيه !) .. فسكت الرجل ولم يرد ..
فقال عمر بفراسته : لعلك تراه في المسجد يتلو .. فقال الرجل : هو ذاك ..
فقال عمر : لا .. بل ائتني بجار ٍله أسأله عنه !!!..
يُـتبع إن شاء الله ..
في دنيا البشر : نحتاج كثيرا ًلإطلاق أحكاما ًعلى مَن حولنا ممَن نراهم أو نسمعهم
أو نقرأ لهم أو نتعامل معهم من الناس ..
وفي هذه الأحكام : يجب الانتباه لبعض الأخطاء التي يقع فيها الكثيرون مثل :
>>> الأول :
وهو من باب فصل التلازم الذي حدثتكم عنه في النقطة السابقة .. وصورته هنا هي :
جعل العيب الواحد في الشخص : يسحب حُكمك عليه بالسوء في أخلاقه جميعها !!..
مثل : أن يكون إنسانا ًمُدخنا ًمثلا ً..
فهذه صفة قبيحة بلا شك (فصاحبها يتقبل الخبث على نفسه : ويتقبل أن يراه عليه
غيره : وهذه وحدها منقصة) .. أقول :
ومن طريقة وأسلوب هذا المدخن : نستطيع الوقوف على بعض أخلاقه ولكن : ليس
كلها أو بتعميمها كما يفعل البعض للأسف !!..
فمثلا ًلو كان لا يُدخن إلا منفردا ًأو وحيدا ًبعيدا ًعن أعين الناس : فهذا أقلهم سوءا ً
في هذا الباب بل : يدل ذلك على حياء ٍمن الناس .. ومروءة في عدم الإضرار بهم كما
يقول رسولنا الكريم في الحديث الصحيح : " لا ضرر ولا ضرار " !!..
وأما إذا كان يُدخن في الأماكن العامة : فإذا دخل مكانا ًمغلقا ً(مصعدا ًأو سيارة) لا
يستطيع الناس تجنبه فيه : فيُطفيء سيجارته : فهذا أقل سوءا ًمن الأول : وإن كانت
الرائحة الخبيثة العالقة بفمه وثيابه تؤذي لم تزل .. فبقدر ما فيه حسن نية .. بقدر ما
فيه نسبة من عدم اللامبلاة بالآخرين ..
وأما إذا كان لا يهمه التدخين في خاص ولا عام : فهذا أسوأ الثلاثة .. ويمكنك البصم
بالعشرة على أن هناك متلازمات في سلوكه بهذا الفعل .. أقلها هي اللامبالاة .. وقد
تمتزج بسلوكيات أخرى مثل حب الظهور والعُجب بالنفس وتعظيمها والتكبر والغرور !
حسنا ً.. كل هذا جيد وفي محله ولكن :
هل يمنع ذلك من كون الشخص يحمل صفات ٍأو أخلاق ٍأخرى كريمة ؟!!..
لا !!..
إذا ً: فلنراع ذلك في حديثنا عنه : وفي تعاملنا معه : وفي مواقف دعوته بالحسنى أو
دفعه لعمل خير ٍأو اجتناب شر (حتى الكافرين أنفسهم لن يخلوا من صفات خير) !!!..
وقد أ ُتي لرسول الله بشارب خمر يُضرب تعزيرا ً: فلم يمنع ذلك رسول الله أن يشهد له
بأنه يُحب الله ورسوله !!..
بل :
ومَن يتعمد تعميم الحكم السيء على الشخص ببعض عيوبه او ذنوبه : قد يدفعه للغوص
أكثر في وحل المعاصي والأخطاء !!.. وإنما الأفضل من المسلم أن تمد له يدا ًلتساعده على
الخروج مما هو فيه !!.. ولا تدعو عليه فيظفر به الشيطان ولكن : ادعو له !!..
فقد أ ُتيَ النبيُ صلى الله عليه وسلم برجل ٍقد شرب الخمر فقال :
" اضربوه (أي تعزيرا ًعلى شربه للخمر) .. فمنا الضارب بيده .. والضارب بثوبه ..
والضارب بنعله .. ثم قال : بكتوه .. فأقبلوا عليه يقولون : ما اتقيت الله ؟.. ما خشيت
الله ؟.. وما استحييت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!!.. فقال بعض القوم : أخزاك
الله !!.. قال (أي رسول الله) : لا تقولوا هكذا .. لا تعينوا عليه الشيطان .. ولكن قولوا :
اللهم اغفر له !!.. اللهم ارحمه " !!..
رواه أبو داود وصححه الألباني وأصله في البخاري ..
>>> الثاني :
قد يكون بعض الأشخاص في المكان الواحد أو البلدة الواحدة أو المدينة الواحدة سيئين :
فلا تجعل ذلك دافعا ًلك لتعميم الحكم بالسوء على المكان والبلدة والمدينة بأكملها وأهلها !
فحتى البيت الواحد : قد يختلف أفراده بين الحُسن والسوء : والصلاح والفساد : بل :
والكفر والإيمان !!..
فللأسف الشديد انتشر مثل ذلك التعميم الذميم بين الكثير من الناس :
حتى صار من التندر الذي يتندرون به ويضحكون ويؤلفون عليه النكات !!..
فهذا صعيدي .. وهذا سوداني .. وهذا مصري .. وهذا لبناني .... إلخ
وغفلوا عن التأثير النفسي السيء لذلك على قلب سامعه من هؤلاء : مما يدفعه للرغبة في
مقابلة المثل بالمثل : فينشق صف المسلمين أو حتى أي مجتمع ..!
ولو أن الراغب في التنكيت والتندر قد انتقى الخـُلق المذموم وحده (كالكسل أو البخل
مثلا ً) : وتحدث عنه بالذم أو التنكيت : لكان أسلم وأعدل ..
>>> الثالث :
الحكم على أخلاق إنسان من موقف ٍواحد ٍفقط رأيته فيه ..!
حيث معلوم أن حياة الشخص تتنوع مواقفه فيها : بين الشدة واللين .. وبين الضعف
والقوة .. وبين الحسم والتردد .. إلخ
فلا تكن كالأربعة إخوة الذين أرسلهم أبوهم لإحدى الأشجار الكبيرة : كل واحد فيهم
في موسم من المواسم الأربعة ليصفها : فجاءه كل منهم بوصف مختلف عن الآخر :
وهو يظن أنه وصفها الوحيد !!!..
فللحكم على شخص ٍما ولا سيما أخلاقه : حاول أن تتعهد مراقبته في أكثر من موقف
متنوع .. أو تسأل عليه جارا ًأو زميلا ًأو صديقا ًأو خبيرا ً!!!..
وقد حُكي عن الفاروق عمر رضي الله عنه (ولا أعرف للقصة سندا ً: والمتن من ذاكرتي) :
أن رجلا ًأتى برجل ٍليشهد في قضية .. فسأله عمر عن عدالة هذا الشاهد : وكما أمر الله
ورسوله (أي أن يكون الشاهد في أي قضية هو رجل مشهود له بالصلاح : وليس مثل هذه
الأيام : العشرة شهود ربما بمائة جنيه !) .. فسكت الرجل ولم يرد ..
فقال عمر بفراسته : لعلك تراه في المسجد يتلو .. فقال الرجل : هو ذاك ..
فقال عمر : لا .. بل ائتني بجار ٍله أسأله عنه !!!..
يُـتبع إن شاء الله ..