6)) معرفة الغاية : تغني عن خطأ الحكم على التفاصيل !!..
في إحدى المرات .. والولد الصغير يجلس أمام أمه التي تقوم بتنقية الأرز من الشوائب :
تعجب مما تفعله أمه (ولا يفهمه لصغر سنه) : والذي استغرق منها ما يقارب الثلث أو النصف الساعة !!..
وتعهد أنه في المرة القادمة : سوف يساعدها ..
وبعد أيام ..
وعندما جلست الأم لتنقية الأرز .. وقامت بتكويم الأرز في أحد شقي الصينية : تمهيدا ًلتنقيته أثناء نقله
مجموعة مجموعة إلى الشق الآخر :
وقبل أن تبدأ قال لها الولد فرحا ً:
أمي أمي .. دعيني أساعدك !!.. فأنا أعرف كيف أقوم بما تقومين به في وقت ٍومجهود ٍأقل !!..
فابتسمت الأم .. وأعطته الصينية ..
فما كان منه إلا أن نقل كومة الأرز من الشق التي فيه : إلى الشق الآخر مباشرة في ثوان !!!..
وأخبرها أن مثل هذه الطريقة الجديدة : ستوفر عليها كثيرا ًمن الوقت والجهد !!..
فلم تتماسك الأم نفسها من الضحك .....!
---
إن الحكم على تفاصيل عملية ما أو شكل ما أو إجراء ما :
لا ينبغي أبدا ًأن يتم فصله عن الغاية الموضوعة لها ابتداء ً!!.. وإلا : لأتينا بأشياء أو أسئلة مضحكة !!..
ومَن لا يعرف : يسأل ..
فليس من العيب أن يسأل الإنسان عن شيء ٍ: لا يعلمه ..
---
فهذا مدرس الرياضيات : وفي القرن الواحد والعشرين : يُصر على أن يُجري تلاميذه عمليات الضرب
والقسمة القصيرة منها والمُطولة : بأنفسهم : بدون استخدام الآلة الحاسبة !!!..
فعندما ينظر أحدنا إلى هذا التصرف : وبغير أن يسأل هذا المدرس عن غايته من فعله هذا :
فيقينا ًسيصف هذا المدرس بالتخلف والرجعية والجمود عن التطور ومواكبة العصر الحديث و .. و ....
فهل فعلا ًهذا هو الحكم الصائب على هذا المدرس ؟!!..
إن المدرس يُريد قبل أن يعتمد التلاميذ على الآلة الحاسبة في الحساب : أن يُعلمهم (عمليا ً) مباديء وأ ُسس
الرياضيات أولا ً: وكيف يقومون بإجراء عمليات حسابية بأنفسهم وإلا :
فهل من الجيد أو المفيد أو اللائق : أن تجد محاسبا ًفي الثلاثين أو الأربعين من عمره :
وإذا قابلته مسألة حسابية بسيطة : وهو بغير موبايل ولا آلة حاسبة ولا كمبيوتر :
أن تجده أجهل من إنسان الغاب والقبائل البدائية ؟!!..
---
كثير ٌهي الأمثلة من حياتنا التي يتكرر فيها مثل هذا الخطأ عند مَن لا علم له بالغايات من الكثير من الأشياء !
فهلا أعاد كل ٌمنا : النظر في مفاهيمه وأحكامه المنقوصة المغلوطة ؟!!..
وحتى لا أ ُطيل عليكم ..
فسأكتفي هذه المرة بضرب مثال واحد فقط (أو هي عدة أمثلة ولكن في إطار واحد فقط) ألا وهو :
أهم ما في هذه الحياة وهو شرع الله عز وجل وأحكامه ومخلوقاته ..
>>> المثال :
لقد صار من أكثر النوادر التي يلقاها المرء في قراءته للملاحدة واللادينيين :
هو اعتراضاتهم على تفاصيل أشياء لله عز وجل : بعد أن فصلوها تماما ًعن غاياتها !!!..
فجاءت كلماتهم مضحكة مُبكية : وهم لا يشعرون !!!..
فهذا سائل يسأل : لماذا خلق الله المرض ؟!!!.. لماذا خلق الله الفقر ؟!!.. لماذا سمح بالحروب ؟!!!..
فنقول له : وهل جاء في الدين أن الله تعالى قد خلق الدنيا للتنعم ؟!!!..
أم أنه سبحانه : خلقها وهو يعلم بما وضعه فيها من اختبارات كثيرة ومتنوعة لبني البشر على تنوعهم :
لإظهار حقائقهم ؟!!!.. وحقيقة إيمانهم التي يسهل على كل أحد قولها باللسان بغير دليل ؟!!..
يقول عز وجل عن نفسه سبحانه :
" الذي خلق الموت والحياة : ليبلوكم : أيكم أحسن عملا ً" !!.. ويقول :
" أحسبَ الناس أن يُتركوا أن يقولوا أمنا : وهم لا يفتنون ؟!!.. ولقد فتنا الذين من قبلهم : فلنعلمن
الذين صدقوا (أي علما ًتقوم به الحُجة عليهم وإلا : فالله يعلم حقيقتهم) : ولنعلمن الكاذبين " !!..
ويقول سبحانه أيضا ً:
" ولنبلونكم بشيء ٍمن : الخوف .. والجوع .. ونقص ٍمن الأموال .. والأنفس .. والثمرات : وبشر
الصابرين !!.. الذين إذا أصابتهم مصيبة ٌقالوا : إنا لله : وإنا إليه راجعون !!.. أولئك عليهم صلوات ٌ
من ربهم ورحمة : وأولئك هم المهتدون " !!..
إذا ً: فكل ما يعترض عليه الملاحدة واللادينيين (وكأنه يتم بغير إرادة الله وعلمه وتقديره) : هو أصلا ً
مقدور ٌبقدر الله : مُراد ٌبإرادته الكونية سبحانه للابتلاء الذي كتبه بحكمته علينا لإظهار المؤمن من
الكافر إظهارا ً: تقوم به الحُجة على كل فريق ٍفي الجنة أو في النار !!!..
أيضا ً...
ومن غريب أحكامهم التي يتندرون بها هي : لماذا لا ينصر الله تعالى المسلمين والمؤمنين به في كل
وقت ٍوحين !!.. أقول :
وماذا لو نصر الله تعالى كل مسلم ومؤمن في كل وقت ٍوحين ؟!!.. ألن يكون ذلك دافعا ًلدخول
الكفار والمنافقون في الإسلام : بغير اقتناع ولا تمحيص حقيقي ؟!!..
دخول مَن يعبد النصر والقوة والمنعة والقوة الخارقة : وليس دخول مَن يعبد الله عز وجل ؟!!..
ثم :
وأين الابتلاء هنا للمؤمنين والكافرين على السواء ؟!!..
يقول عز وجل :
" ذلك : ولو يشاء الله : لانتصر منهم (أي بنفسه من غير أن يُصيب المؤمن أي أذى من حرب ٍونحوه)
ولكن (أي جعل الحروب سجالا ًبين المؤمنين والكافرين) : ليبلوَ بعضكم ببعض " !!..
أيضا ًمن عجيب قولهم : لماذا جرى في الكعبة والحرم بعض القتالات عبر التاريخ : وسُرق الحجر
الأسود : ونرى ساحة الطواف وهي غارقة في السيول والمطر .. إلخ إلخ إلخ :
أليس الله بقادر على أن يمنع كل ذلك ؟!!..
وأقول مثل سابقه :
وماذا بعد ؟!!..
مشكلة هؤلاء كما قلنا أنهم فصلوا الغاية : ونظروا للتفاصيل ليحكموا عليها !!..
هو الابتلاء والحكمة البالغة إذ :
ماذا لو كان الحرم أو الحجر الأسود أو البيت : هي أشياء فوق الطبيعة الخارقة : فأين البتلاء والتمحيص
هنا بين المؤمن والكافر ؟!!..
بل : وهل كان من الصعب أصلا ًعلى الله تعالى (وحاشاه) : أن يجعل مثل هذا المكان : آية ًخارقة ؟!..
يقول عز من قائل :
" إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية : فظلت أعناقهم لها خاضعين " !!!.. ويقول أيضا ً:
" ولو شاء ربك : لآمن مَن في الأرض : كلهم جميعا ً(ولكنه في هذه الحالة لن يكون إيمانا ًمن حرية
اختيارهم : وهو ليس مراد الله تعالى وإلا : فعنده الملائكة : يؤمنون ولا يكفرون : ويُطيعون ولا يعصون) !!..
أفأنت تـُكره الناسَ : حتى يكونوا مؤمنين " ؟!!!..
فالله تعالى لا يريد إكراه الناس على الإيمان به : " لا إكراه في الدين : قد تبين الرشد من الغيّ " !!..
وإنما هو فقط يُريدهم أن يؤمنوا به بعقولهم وحرية اختيارهم لـ (الرشد) : وتركهم لـ (الغي) !!..
فهذه هي الاستجابة المُثلى من كل عاقل يُحب الخير : لنداء الفطرة التي أودعها الله فيه :
" ونفس ٍوما سواها : فألهمها فجورها وتقواها .. قد أفلح مَن زكاها .. وقد خاب مَن دساها " !!..
وشيءٌ عجيب ٌآخر :
تجدهم يُكذبون وصف الله نفسه بالرحمة : متخذين في ذلك أحكاما ًقاصرة ًلابتلاء الله لبعض خلقه ومخلوقاته
في الدنيا : كموت جنين أو طفل ٍصغير .. مذابح .. مجازر .. مظالم .... إلخ
والصواب : أنك لو آمنت بالله تعالى : فآمن بكلامه وقم بتصديقه : فلا حاجة له بالكذب لو تعقل !!..
وإنما الأشياء التي تراها :
فهي في الدنيا ابتلاء لأصحابها تارة : أو لمَن لهم علاقة بهم تارة ًأخرى : أو للمؤمنين عموما ًفي تصديقهم بربهم
تارة ثالثة !!..
ثم في الآخرة : لا يظلم ربك أحدا ً!!.. بل ربما تمنيت من جميل إحسان الله لهؤلاء الضحايا ورفعة منازلهم :
أنك كنت منهم في الدنيا : تلك الدنيا ذات العمر الذي لا قياس له : بجوار الخلود !!!..
------
وأخيرا ً...
مَن يفهم هذا النوع من الخطأ الذي اخترته لكم اليوم :
لن يصعب عليه بعد ذلك ترك الكثير من الأفكار التي (والله) نضحك عليها : أن تصدر من مسلم سابق :
أو مسلم حالي لم يرتوي من القرآن والسنة بقطرة :
ولا يعلم أصلا ًغاية الله من خلقه المعلونة في كتابه :
ثم هو يعترض على التفاصيل : غير قاريء ولا عالم ٍبالغايات الحكيمة لله منها ...
يُـتبع إن شاء الله ..
في إحدى المرات .. والولد الصغير يجلس أمام أمه التي تقوم بتنقية الأرز من الشوائب :
تعجب مما تفعله أمه (ولا يفهمه لصغر سنه) : والذي استغرق منها ما يقارب الثلث أو النصف الساعة !!..
وتعهد أنه في المرة القادمة : سوف يساعدها ..
وبعد أيام ..
وعندما جلست الأم لتنقية الأرز .. وقامت بتكويم الأرز في أحد شقي الصينية : تمهيدا ًلتنقيته أثناء نقله
مجموعة مجموعة إلى الشق الآخر :
وقبل أن تبدأ قال لها الولد فرحا ً:
أمي أمي .. دعيني أساعدك !!.. فأنا أعرف كيف أقوم بما تقومين به في وقت ٍومجهود ٍأقل !!..
فابتسمت الأم .. وأعطته الصينية ..
فما كان منه إلا أن نقل كومة الأرز من الشق التي فيه : إلى الشق الآخر مباشرة في ثوان !!!..
وأخبرها أن مثل هذه الطريقة الجديدة : ستوفر عليها كثيرا ًمن الوقت والجهد !!..
فلم تتماسك الأم نفسها من الضحك .....!
---
إن الحكم على تفاصيل عملية ما أو شكل ما أو إجراء ما :
لا ينبغي أبدا ًأن يتم فصله عن الغاية الموضوعة لها ابتداء ً!!.. وإلا : لأتينا بأشياء أو أسئلة مضحكة !!..
ومَن لا يعرف : يسأل ..
فليس من العيب أن يسأل الإنسان عن شيء ٍ: لا يعلمه ..
---
فهذا مدرس الرياضيات : وفي القرن الواحد والعشرين : يُصر على أن يُجري تلاميذه عمليات الضرب
والقسمة القصيرة منها والمُطولة : بأنفسهم : بدون استخدام الآلة الحاسبة !!!..
فعندما ينظر أحدنا إلى هذا التصرف : وبغير أن يسأل هذا المدرس عن غايته من فعله هذا :
فيقينا ًسيصف هذا المدرس بالتخلف والرجعية والجمود عن التطور ومواكبة العصر الحديث و .. و ....
فهل فعلا ًهذا هو الحكم الصائب على هذا المدرس ؟!!..
إن المدرس يُريد قبل أن يعتمد التلاميذ على الآلة الحاسبة في الحساب : أن يُعلمهم (عمليا ً) مباديء وأ ُسس
الرياضيات أولا ً: وكيف يقومون بإجراء عمليات حسابية بأنفسهم وإلا :
فهل من الجيد أو المفيد أو اللائق : أن تجد محاسبا ًفي الثلاثين أو الأربعين من عمره :
وإذا قابلته مسألة حسابية بسيطة : وهو بغير موبايل ولا آلة حاسبة ولا كمبيوتر :
أن تجده أجهل من إنسان الغاب والقبائل البدائية ؟!!..
---
كثير ٌهي الأمثلة من حياتنا التي يتكرر فيها مثل هذا الخطأ عند مَن لا علم له بالغايات من الكثير من الأشياء !
فهلا أعاد كل ٌمنا : النظر في مفاهيمه وأحكامه المنقوصة المغلوطة ؟!!..
وحتى لا أ ُطيل عليكم ..
فسأكتفي هذه المرة بضرب مثال واحد فقط (أو هي عدة أمثلة ولكن في إطار واحد فقط) ألا وهو :
أهم ما في هذه الحياة وهو شرع الله عز وجل وأحكامه ومخلوقاته ..
>>> المثال :
لقد صار من أكثر النوادر التي يلقاها المرء في قراءته للملاحدة واللادينيين :
هو اعتراضاتهم على تفاصيل أشياء لله عز وجل : بعد أن فصلوها تماما ًعن غاياتها !!!..
فجاءت كلماتهم مضحكة مُبكية : وهم لا يشعرون !!!..
فهذا سائل يسأل : لماذا خلق الله المرض ؟!!!.. لماذا خلق الله الفقر ؟!!.. لماذا سمح بالحروب ؟!!!..
فنقول له : وهل جاء في الدين أن الله تعالى قد خلق الدنيا للتنعم ؟!!!..
أم أنه سبحانه : خلقها وهو يعلم بما وضعه فيها من اختبارات كثيرة ومتنوعة لبني البشر على تنوعهم :
لإظهار حقائقهم ؟!!!.. وحقيقة إيمانهم التي يسهل على كل أحد قولها باللسان بغير دليل ؟!!..
يقول عز وجل عن نفسه سبحانه :
" الذي خلق الموت والحياة : ليبلوكم : أيكم أحسن عملا ً" !!.. ويقول :
" أحسبَ الناس أن يُتركوا أن يقولوا أمنا : وهم لا يفتنون ؟!!.. ولقد فتنا الذين من قبلهم : فلنعلمن
الذين صدقوا (أي علما ًتقوم به الحُجة عليهم وإلا : فالله يعلم حقيقتهم) : ولنعلمن الكاذبين " !!..
ويقول سبحانه أيضا ً:
" ولنبلونكم بشيء ٍمن : الخوف .. والجوع .. ونقص ٍمن الأموال .. والأنفس .. والثمرات : وبشر
الصابرين !!.. الذين إذا أصابتهم مصيبة ٌقالوا : إنا لله : وإنا إليه راجعون !!.. أولئك عليهم صلوات ٌ
من ربهم ورحمة : وأولئك هم المهتدون " !!..
إذا ً: فكل ما يعترض عليه الملاحدة واللادينيين (وكأنه يتم بغير إرادة الله وعلمه وتقديره) : هو أصلا ً
مقدور ٌبقدر الله : مُراد ٌبإرادته الكونية سبحانه للابتلاء الذي كتبه بحكمته علينا لإظهار المؤمن من
الكافر إظهارا ً: تقوم به الحُجة على كل فريق ٍفي الجنة أو في النار !!!..
أيضا ً...
ومن غريب أحكامهم التي يتندرون بها هي : لماذا لا ينصر الله تعالى المسلمين والمؤمنين به في كل
وقت ٍوحين !!.. أقول :
وماذا لو نصر الله تعالى كل مسلم ومؤمن في كل وقت ٍوحين ؟!!.. ألن يكون ذلك دافعا ًلدخول
الكفار والمنافقون في الإسلام : بغير اقتناع ولا تمحيص حقيقي ؟!!..
دخول مَن يعبد النصر والقوة والمنعة والقوة الخارقة : وليس دخول مَن يعبد الله عز وجل ؟!!..
ثم :
وأين الابتلاء هنا للمؤمنين والكافرين على السواء ؟!!..
يقول عز وجل :
" ذلك : ولو يشاء الله : لانتصر منهم (أي بنفسه من غير أن يُصيب المؤمن أي أذى من حرب ٍونحوه)
ولكن (أي جعل الحروب سجالا ًبين المؤمنين والكافرين) : ليبلوَ بعضكم ببعض " !!..
أيضا ًمن عجيب قولهم : لماذا جرى في الكعبة والحرم بعض القتالات عبر التاريخ : وسُرق الحجر
الأسود : ونرى ساحة الطواف وهي غارقة في السيول والمطر .. إلخ إلخ إلخ :
أليس الله بقادر على أن يمنع كل ذلك ؟!!..
وأقول مثل سابقه :
وماذا بعد ؟!!..
مشكلة هؤلاء كما قلنا أنهم فصلوا الغاية : ونظروا للتفاصيل ليحكموا عليها !!..
هو الابتلاء والحكمة البالغة إذ :
ماذا لو كان الحرم أو الحجر الأسود أو البيت : هي أشياء فوق الطبيعة الخارقة : فأين البتلاء والتمحيص
هنا بين المؤمن والكافر ؟!!..
بل : وهل كان من الصعب أصلا ًعلى الله تعالى (وحاشاه) : أن يجعل مثل هذا المكان : آية ًخارقة ؟!..
يقول عز من قائل :
" إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية : فظلت أعناقهم لها خاضعين " !!!.. ويقول أيضا ً:
" ولو شاء ربك : لآمن مَن في الأرض : كلهم جميعا ً(ولكنه في هذه الحالة لن يكون إيمانا ًمن حرية
اختيارهم : وهو ليس مراد الله تعالى وإلا : فعنده الملائكة : يؤمنون ولا يكفرون : ويُطيعون ولا يعصون) !!..
أفأنت تـُكره الناسَ : حتى يكونوا مؤمنين " ؟!!!..
فالله تعالى لا يريد إكراه الناس على الإيمان به : " لا إكراه في الدين : قد تبين الرشد من الغيّ " !!..
وإنما هو فقط يُريدهم أن يؤمنوا به بعقولهم وحرية اختيارهم لـ (الرشد) : وتركهم لـ (الغي) !!..
فهذه هي الاستجابة المُثلى من كل عاقل يُحب الخير : لنداء الفطرة التي أودعها الله فيه :
" ونفس ٍوما سواها : فألهمها فجورها وتقواها .. قد أفلح مَن زكاها .. وقد خاب مَن دساها " !!..
وشيءٌ عجيب ٌآخر :
تجدهم يُكذبون وصف الله نفسه بالرحمة : متخذين في ذلك أحكاما ًقاصرة ًلابتلاء الله لبعض خلقه ومخلوقاته
في الدنيا : كموت جنين أو طفل ٍصغير .. مذابح .. مجازر .. مظالم .... إلخ
والصواب : أنك لو آمنت بالله تعالى : فآمن بكلامه وقم بتصديقه : فلا حاجة له بالكذب لو تعقل !!..
وإنما الأشياء التي تراها :
فهي في الدنيا ابتلاء لأصحابها تارة : أو لمَن لهم علاقة بهم تارة ًأخرى : أو للمؤمنين عموما ًفي تصديقهم بربهم
تارة ثالثة !!..
ثم في الآخرة : لا يظلم ربك أحدا ً!!.. بل ربما تمنيت من جميل إحسان الله لهؤلاء الضحايا ورفعة منازلهم :
أنك كنت منهم في الدنيا : تلك الدنيا ذات العمر الذي لا قياس له : بجوار الخلود !!!..
------
وأخيرا ً...
مَن يفهم هذا النوع من الخطأ الذي اخترته لكم اليوم :
لن يصعب عليه بعد ذلك ترك الكثير من الأفكار التي (والله) نضحك عليها : أن تصدر من مسلم سابق :
أو مسلم حالي لم يرتوي من القرآن والسنة بقطرة :
ولا يعلم أصلا ًغاية الله من خلقه المعلونة في كتابه :
ثم هو يعترض على التفاصيل : غير قاريء ولا عالم ٍبالغايات الحكيمة لله منها ...
يُـتبع إن شاء الله ..