الأحد، 2 أكتوبر 2011

السلطان الذي رُفضت شهادته !!..

نحن الآن في مدينة (بورصة) : في عهد السلطان العثماني (بايزيد الأول) .. 
والملقب بـ : (الصاعقة) !!.. وهو السلطان المسلم الفاتح الكبير.. فاتح بلاد (البلغار) و(البوسنة) و(سلانيك) و(ألبانيا) .. 
وهو أيضا ًالسلطان الذي سجل انتصاراً ساحقاً على الجيوش الصليبية .. والتي دعا إلى حشدها البابا (بونيفاتيوس التاسع) :
لطرد المسلمين من أوروبا .. والتي اشتركت فيها : خمس عشرة دولة أوروبية : كانت (إنجلترا) و(فرنسا) و(المجر) من بينها !
فانتصر بفضل الله عليهم جميعا ً: وذلك في المعركة التاريخية المشهورة والدامية .. معركة (نيجبولي) 1396 م ..

هذا السلطان المسلم الفاتح : 
طـُلبَ منه في أحد الأيام : حضوره للإدلاء بشهادة أمام القاضي والعالم العثماني : (شمس الدين فناري) ...
فدخل السلطان المحكمة .. ووقف أمام القاضي : وقد عقد يديه أمامه : مثله مثل أي شاهد عاديّ !!..
فرفع القاضي بصره إلى السلطان بدوره .. وأخذ يتطلع إليه بنظرات لوم ٍقبل أن يقول له :

لا يمكن قبول شهادتك !!.. فأنت لا تشهد صلاة الجماعة !!.. ومن لا يشهد صلاة الجماعة دون عذر شرعي :
يُمكن أن يكذب في شهادته
 " !!!..

نزلت كلمات القاضي نزول الصاعقة على رؤوس الحاضرين في المحكمة !!.. كان هذا اتهاماً كبيراً بل : 
إهانة ًكبيرة ًللسلطان (بايزيد) أمام كل الحضور !!.. والذين تسمروا في أماكنهم .. وقد حبسوا أنفاسهم :
وقد تخيل بعضهم أنه ربما طار رأس القاضي بإشارة واحدة من السلطان : جزاء ما قال !!.. 
ولكن السلطان الفاتح : لم يقل شيئاً !!.. بل استدار وخرج من المحكمة : بكل هدوء ........!

وفي اليوم نفسه : أصدر السلطان (بايزيد) أمراً ببناء جامع : ملاصق لقصره !!.. وعندما تم تشييد الجامع : 
بدأ السلطان يؤدي صلواته في الجماعة !!!..
------- 
هذا ما سجله المؤرخ التركي (عثمان نزار) في كتابه : (حديقة السلاطين) !!.. والمؤلف قبل مئات السنين .. 
وحقا ً...
عندما كان المسلمون يملكون أمثال هؤلاء العلماء : ملكوا أمثال هؤلاء السلاطين !...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

الزوار