الأحد، 30 أكتوبر 2011

5)) كيف انتقلت الأسماك إلى البر ؟!..
بقلم أبو حب الله

وقبل أن نتناول هذا الموضوع الشيق (وهو أحد العقبات الكئود أمام التطور المزعوم) ..
نريد تلخيص الحوائط المسدودة الثلاث التي سدت على التطوريين كذبهم !

فالكائنات الانتقالية :
وبأي صورة كانت سواء التي تخيلها دارون أو التي ادعاها الداروينيون الجدد :
فلا هذا ولا ذاك تم العثور على أي دليل ٍعليها حتى اليوم !!!!!..

والانتخاب الطبيعي :
ثبت علميا ًومنطقيا ًوعمليا ًفشله في خلق التنوع الدقيق وكمال الخلق والغائية في كل كائن حيّ على حده : بغير فاعل خارجي وعقل مدبر !..

والطفرات والجينات :
تكسرت هي الأخرى على صخرة الاكتشافات البيولوجية الحديثة للتعقيد والكمال في خلق أي كائن حي .. فانهدمت بدورها على حقائق (التصميم الذكي) لأصغر عضو في أي كائن حي ! سواء في التعقيد وكمال الوظائف في كائنات الخلية الواحدة واشتمالها على أنظمة للتغذية والفلترة والانتقاء والهضم والإخراج والتكاثر : ومرورا ًبروعة تصميم أجنحة الطيور والعين الحيوانية أو حتى البشرية وغيرها من الأعضاء : وانتهاءً بالتكامل في أجهزة وأعضاء أي كائن حي : والتي لا يُـتخيل مطلقا ًأنها يمكن أن تتكون على فترات : إذا لم يكن خلقها مباشرا ًوفي وقت واحد في ذات الكائن الواحد : لكي تستطيع أن تعمل أولا ً: وأن تتكامل في عملها بينها وبين بعضها البعض في الجسم الواحد ثانيا ً!!!!..
------

والآن ...
كيف يُقدم لنا التطوريون تفسير انتقال الأسماك للعيش على البر ؟!!..

أقول ..

مَن يقرأ (سذاجات) تفكيرات التطوريين لتفسير عشرات المعضلات في نظرياتهم :
يقف على مدى الفقر العلمي الذي وصلوا إليه لدرجة أن يقصوا لنا قصصا ًأشبه بمشاهد التحول في أفلام الخيال أو الخيال العلمي !!!..

فكما تعرضنا من قبل لفضح استغلالهم لحفرية طائر عادي (اسموه : أركيوبتركس) : زعموا أنه الحلقة المفقودة بين الديناصورات أو الكائنات البرية وبين الطيور :



صورة حفرية للطائر أركيوبتركس ..


 صورة تخيلية للتطور المزعوم من البر إلى الجو : ومعه قمة تجاهل التفاصيل التي أوكلوها بكل سذاجة وسطحية للزمن والصدف أو الطفرة أو الانتخاب !!!..

فعلى هذا .. فموعدنا اليوم أيضا ًمع استغلال مشابه لحفرية إحدى الأسماك (وهي سمكة الكويلاكنث) : زعموا أنها هي الأخرى الحلقة المفقودة بين الأسماك وكائنات البر ذوات الأربعة أقدام !!!..



 صورة حقيقية لسمكة كويلاكنث أو كوالاكنت coelacanth ...
وهي التي ادعوا أنها ((( منقرضة ))) أي لم يعد لها وجود حي اليوم !!!..





صورة توضح التطور المزعوم بين السمكة وكائنات البر ..
(وسوف أعرض لكم في مرات قادمة بإذن الله تعالى من كتاب أطلس الخلق : صور أحفوريات ومستحاثات لجميع أنواع الكائنات الحية : من نفس الحقب الزمنية من مئات ملايين السنين : وعدم تغييرها في شيء عن الموجودة اليوم !!)

وأما القصة باختصار ...
فهي أشبه ما يكون (وبلا أدنى مبالغة) بالكاريكاتير التالي :



وحقيقتها .. أن علماء التطور البيولوجي المزعوم :
لا يبحثون (علميا ً) عن أدلة على الكائنات البينية للتطور ..
ولكنهم يبحثون (بحث الغارق عن طوق نجاة) عن أي شيء يُشبه ما يريدون !!..
بغض النظر عن تخطي عشرات العوائق المنطقية قبل حتى العلمية !!!!..

فالسمكة التي رأيتموها بالأعلى :
قد وجدوا لها حفرية ً: قالوا أنها تعود إلى 70 مليون سنة ...
ورأوا أن ذيلها وزعانفها ممتلئة : فقالوا أنها بدايات أقدام !!!..
وادعوا فيها أجساما ًملحوظة : قالوا عنها رئة بدائية !!.. وقالوا عنها مخا ًكبيرا ً... إلى آخر ذلك مما قالوه عنها أو زادوه فيها لتحقيق ما يريدونه من كشفهم المثير !!!..

وبالفعل : قاموا (وعلى الفور كعادتهم) : بمليء عشرات الكتب والمجلات العلمية والدوريات البحثية بخبر العثور على الكائن الانتقالي (المنقرض) بين كائنات البحر والبر !!!..
وملأوا المتاحف بعشرات الرسومات لكيفية هذا التنقل والتحول لهذه السمكة (المعجزة) !!!..

وصار التطوريون يُعظمون هذا الدليل وهذه الحفرية : كأحد أطواق النجاة (الحقيقية) هذه المرة : في تلك الفترة من بدايات القرن الماضي : بدلا ًمن الأكاذيب المتهافتة الأخرى التي باتت تنفضح عنهم كل يوم كما سنرى بعد !!..

ثم بعد سنوات .. وتحديدا ًفي 22 ديسمبر عام 1938م ..
وقعت الصدمة (وكالعادة أيضا ً) !!..

فقد اصطاد أحد الصيادين من أعماق المحيط الهادي : إحدى أسماك الـ coelacanth : والتي كان يؤكد التطوريون للناس أنها منقرضة !!!...

وكانت هذه إحدى أكبر وأشهر صدمات الدارونيين في القرن الماضي !!.. حتى إن عالم الكيمياء بجامعة رودس J. L. B. Smith والرئيس الشرفي لمتاحف أسماك جنوب إنجلترا قال عنها :
" لو أني قابلت ديناصورا ًيسير في الشارع : لما كانت دهشتي أشد من دهشتي الآن " !!..



  يظهر في الصورة J. L. B. Smith مع سمكة coelacanth الثانية التي تم اصطيادها من جزر القمر في أوائل الستينات ..

و في السنوات التي تلت هذا الاكتشاف (ومع تطور طرق الصيد للأعماق) : تم اصطياد حوالي 200 سمكة coelacanth من أماكن مختلفة من العالم !!..

وأما العلماء : فلم يفوتوا هذه الفرصة العظيمة لرؤية ما زعمه الدارونيون والتطوريون من ادعاءات عن الرئة والمخ .. إلخ إلخ

فبحثوا فعلا ًعن الرئة : فوجدوها مثانة هوائية مملوءة بالدهون !!..
وبحثوا عن المخ الكبير : فلم يجدوه أصلا ً!!...

وأما المفاجأة الكبرى :
فقد كان الدارونيون يعتبرون أسماك الـ coelacanth هي أكثر الأسماك ( قربا ًمكانيا ً) من سطح الماء للانتقال للعيش على الأرض !!.. (ويجب عليهم قول ذلك حتما ًليتماشى مع قفزة التطور المزعومة من البحر للبر) !!..



 ولكن العلماء اكتشفوا أنها أسماك تعيش أصلا ًفي أعماق المحيطات (وهذا سبب عدم اصطيادها إلا منذ أربعينيات القرن الماضي) !!.. واعترفوا بأن أقصى مسافة تقتربها تلك السمكة من سطح البحر هي عمق 180 متر !!!!


صور توضح حقيقة سمكة الكوالاكنت ووجود أكثر من حفرية لها تمتد لأكثر من 400 مليون سنة وإلى اليوم : لم تتغير !!..

و هكذا ... انهارت كذبة وفرضية أخرى مزعومة للتطور بكائناته الانتقالية الخرافية !!..
-------
ولكن يبقى السؤال :

ما هي عوائق تفسير التطوريين لانتقال الكائنات الحية من البحر إلى البر ؟!!!..
أقول :

>>>>
منهم مَن يفسر ذلك بالتحور للأعضاء !!.. ثم انتقال ذلك التحور (وراثيا ً) عبر الجينات !!..
وهذه فيها من المغالطة والسفاهة المنطقية والعلمية : ما لنظرية لامارك عن عنق الزرافة وطوله لو تتذكرون !
إذ :
الصفات المكتسبة من البيئة الخارجية والتأثر بها : لا تنتقل عبر الوراثة والجينات !!!..

وأمثلة القائلين بتلك السذاجات من (أنصار التطور) هو : ديمرسوي ..
وهو واحد من أشهر أعلام نظرية التطور في تركيا يقول :
" ربما تكون ذيول الأسماك التي تحتوي على رئة : قد تحولت إلى أرجل للبرمائيات : عندما زحفت هذه الأسماك في ماء فيه وحل " !!!..

والنص باللغة الإنجليزية هو :
"Maybe the fins of lunged fish changed into amphibian feet as they crept through muddy water."

ولا تعليق !!..

>>>>
ومن التطوريين مَن ينسب ذلك الانتقال من البحر إلى البر : للطفرات الجينية !
ويعتمد في ذلك على بعض الصفات لدى البرمائيات مثلا ًمثل الضفدع وغيره ..
وما قد يكون سلف ٌلها من الأسماك !!!..
وهذا التفسير :
قد لا يقف على حقيقة (سطحيته) العوام والبسطاء للأسف !!!..
بل وقد ينخدعون بالكلام المنمق للتطوريين في تفسير ذلك بكل خبث ودهاء !!!..
ويتناسون أن على الطفرات أن تحل (وفي وقت واحد) : المطالب التالية مثلا ً:

1- إيجاد رئة
2- و كلية تتكيف مع الحياة على البر
3- و أيضا بنفس الطريقة لابد وأن تتحول الزعانف إلى أرجل
4- و يتغير الجلد ليصبح مناسبا لحياة البر

5- وتتغير العظام والعضلات لتستطيع حمل الجسم ...

فالأمر ليس ببساطة قفزة تخرج بها سمكة إلى البر : ثم تتكيف أو تكون مُعدة مسبقا ً(بالطفرات) (Pre-adaptation) للعيش على البر !!!..


 
 وأما هدم ذلك الزعم عن الطفرات الجينية (والحديث عن الحوض الجيني للكائنات الحية) :
فأتركها للمشاركة القادمة بإذن الله تعالى ...

والله المستعان ..

< ملحوظة : سيأتي في المشاركة البعد القادمة بإذن الله تعالى : تفصيلات أكثر عن استحالة انتقال المائيات للبرمائيات .. والبرمائيات للزواحف >

يُـتبع إن شاء الله ..

الزوار