22)) حقيقة الفتوحات الإسلامية ..
بقلم : أبو حب الله ..
في هذه المرة : لاحظ الشيخ (محمد) والشيخ (عبد الله) ومستر (فيليب) : إنخفاضا ًكبيرا ًجدا ًفي عدد الذين يرفعون أيديهم في القاعة !!!!..
بل ولن نكون كاذبين إذا قدّرنا عدد مَن يرفع يده في القاعة بأنهم : صاروا أقل من خمسة عشر شخصا ً!!!..
وهنا : ابتسم الشيخ (محمد) قائلا ً:
يبدو أن أسئلتك آنسة (جوليان) بالفعل :
كانت تمثل كثيرا ًمن التساؤلات التي كانت في رؤوس باقي الحاضرين !!!...
والآن :
دعونا نختر الأستاذ الجالس في الصف الخامس أمامي هنا ....
فليتفضل ....
وهنا : تناول ميكروفون المنضدة : رجل ٌفي أواخر الخمسينات من عمره .. تبدو عليه علامات الوقار بالرغم من قلة اهتمامه الملحوظة بمظهره .....
فمال إلى الأمام قائلا ً:
مرحبا ًشيخ (عبد الله) ... مرحبا ًشيخ (محمد) ...
اسمي هو (كارليتون موليز) ....
وأنا صحفي ومفكر في الجريدة الرسمية هنا بالمدينة ...
وأثناء الشهر الماضي .. وأثناء الأزمة السابقة المتمثلة في هجوم الكثير من الكتاب والصحفيين على الإسلام ونبي الإسلام :
التزمت الصمت التام !!!... مما أثار حفيظة الكثير من قرائي وأصدقائي !!!..
وأما سبب صمتي :
فسوف أعلنه لأول مرة هنا أمامكم الآن .. وأمام جميع الحاضرين هنا في القاعة ...
ثم صمت مستر (كارليتون) للحظة ثم قال :
فأنا في طريقي لأن أ ُشهر إسلامي قريبا ً!!!!...
وهنا : سمع الشيخ (عبد الله) بعض اللغط الغير مفهوم في القاعة ..
مع بعض شهقات المفاجأة من بعض الحاضرين ....
فواصل مستر (كارليتون) قائلا ً:
وبالطبع لم يكن هذا القرار فجائيا ً... بل هو نتيجة بحث وتروي ومطالعة : لكثير من الكتب عن الإسلام وعن نبي الإسلام (محمد) صلى الله عليه وسلم ....
والحق الذي أ ُعلنه للجميع بدوري هو : أن هذا الدين بالفعل : هو الرسالة الوحيدة من الله للإنسان :
والتي لم يطلها (التحريف) !!!...
كما أني أستغل هذا الموقف : لأشكرك شيخ (محمد) :
أن أحضرت لنا مثل هذا الشيخ (العبقري) في نظري : الشيخ (عبد الله) المحترم !!!....
والذي لمست من كلامه بالفعل :
أن المؤمن الذي يدعو إلى الله على علم : هو وحده الذي عنده جواب لكل سؤال !!!..
بل وهو وحده الذي يستطيع أن يتعامل مع (قلوب الناس) ويعالجها : بطريقة تثبت لنا أن (الأطباء النفسيين) :
هم بحاجة ماسة لكي يتعلموا الكثير عن (الإيمان بالله) وعن (الإسلام) !!!!...
وهنا : صفق بعض الحاضرين لهذا الكلام القيم من مستر (كارليتون) .. والذين شعروا بانفعال الرجل الصادق في كل حروف كلماته ....
فواصل مستر (كارليتون) كلامه قائلا ً:
ولكي لا أ ُطيل عليكم ...
فعندما لم يتبق للسؤال سوى ما يقارب العشرين شخصا ًفي القاعة : وكما لاحظت من خلال صورتهم على الشاشة :
فقد تساءلت بداخلي : ما هو الشيء الذي يمكن أن يكون تساؤل هؤلاء الأشخاص حوله ؟؟؟..
فقد لاحظت أن الله : قد بارك كثيرا ًفي هذه الندوة .. بل وفي وقتها أيضا ً: فشملت بالفعل تقريبا ً:
الرد على كل (الشبهات) التي يثيرها الجاهلون ضد الإسلام ...
ثم فجأة .. وجدت النقطة التي لم يتم السؤال عنها بعد .... والتي أرجو أن تكون بإجابتك عليها أيها الشيخ (عبد الله) : تكون قد انتهيت من هذه الندوة : (المرهقة لك بالتأكيد) !!!...
ولذلك .. فسوف أتوجه بسؤالي لك عن :
حقيقة وضع (الفتوحات الإسلامية) في الدين .. وفي شرع الله ...
هل هي بالفعل كما يصفها الجاهلون : بأنها كانت من أجل (فرض) الإسلام على سائر الأمم ؟؟..
أم أن لها تفسيرا ًآخرا ًمن تفسيراتك (الحكيمة) لشرع الإسلام ؟؟؟...
كما أرجو أن توضح لنا سريعا ً: لماذا يتم قتل (المرتد) عن الإسلام في دينكم : طالما تقولون أنكم لا تفرضونه على أحد ؟؟!!! أرجو الإفادة ....
وشكرا ً....
وهنا قال الشيخ (محمد) مبتسما ً:
الحق مستر (كارليتون) : أن اختياري للشيخ العزيز (عبد الله) : هو توفيق ٌمن عند الله تعالى وحده ...
فأنا نفسي : قد استفدت كثيرا ًمنه هذه الليلة ...
بل وأتمنى من الله تعالى : أن يُعينني على نشر كل ما قاله الشيخ في هذه الندوة : وتكراره في غيرها من الندوات التي سأقوم بها قريبا ًفي جميع أنحاء العالم إن شاء الله ....
والآن : نترك الإجابة للشيخ (عبد الله) على هذا السؤال ... فليتفضل :
وهنا : أخذ الشيخ (عبد الله) نفسا ًعميقا ً.. ثم نظر في ساعته وهو يقول مبتسما ً:
من السنن الإسلامية التي حثنا عليها النبي الخاتم (محمد) : هي عدم السهر ليلا ًبغير ضرورة ..
وذلك لكي يستطيع المسلم أداء صلاة (الفجر) بسهولة !!!....
والساعة الآن : الثانية عشرة تقريبا ً!!!...
ولكن : أدعو الله تعالى أن يكون في تأخيرنا وسهرنا هذا الليلة : خيرا ًكثيرا ًلي ولكم بإذن الله ...
وأما بالنسبة لمدحك لي مستر (كارليتون) : فأنا أشكرك كثيرا ًعلى حسن ظنك بي ..
كما أدعو الله تعالى أن يهديك إلى الصواب دوما ً.. وأن يبارك لك في كل ما تكتبه ... ومَن يدري :
ربما سمعنا أو قرأنا عنك قريبا ًأنك قد أصبحت : مفكرا ًإسلاميا ً!!!..
مَن يدري !!!..
وأما بالنسبة لسؤالك عن (حقيقة الفتوحات الإسلامية) ...
فسوف أجيبك عليه في أربعة نقاط مختصرة لضيق الوقت :
الأولى : وهي حق الله تعالى في نشر دينه الصحيح في الأرض ..
والثانية : هي أن المسلم : يفتح الأرض لنشر وتمكين دعوة الإسلام : ولكن لا يجبر غيره عليها ..
والثالثة : هي أن أذكر لكم مثالا ًواحدا ًمن آحاديث النبي وتعاليمه للمسلمين في الحروب ..
والرابعة : هي أن أذكر لكم : آراء المنصفين من بلادكم عن (الفتوحات الإسلامية) ...
>> فأما النقطة الأولى :
بداية : أعتقد أن سؤالك مستر (كارليتون) : لا ينصب على جهاد المسلمين للدفاع عن أرضهم :
فهذا حقٌ : مكفول ٌلكل البشر في الدفاع عن أراضيهم : وتوافق عليه كل المحافل الرسمية في العالم ..
ولكن سؤالك وكما فهمت : ينصب على النوع الآخر من الجهاد لدى المسلمين وهو :
الجهاد خارج بلاد الإسلام : لنشر دعوة عبادة الله عز وجل في الأرض ..
وهي التي تختلط لدى الكثيرين بمفاهيم (التعدي) و(الاحتلال) و(الجبر على اعتناق الأديان) وغيرها من مظاهر الظلم الأممي الذي نعرفه ..
وعليه أقول لك مستر (كارليتون) :
لا خلاف بين العقلاء أبدا ًكما قلنا في أنه يجب : مُحاربة المعتدي : لإعادة الحق إلى أصحابه ..
فإذا فهمنا هذا .. وعلمنا أن الله تعالى الذي (خلق هذه الأرض وكل ما عليها) : أنه :
هو الوحيد المستحق للعبادة ...
فسوف نفهم بذلك أن (المعتدي الحقيقي) هو :
كل مَن يعبد غير الله تعالى : (على أرض الله) !!!.. أو حتى يشرك بالله تعالى شيئا ً: (على أرض الله) !!!..
ولهذا :
فقد فرض الله تعالى (الجهاد) و(فتح الأرض) : على كل المؤمنين به !!!....
واقرأوا مثل ذلك الكثير والكثير في العهد القديم عندكم : في أوامر الله لـ (موسى) ولـ (داود) عليهما السلام وغيرهما ....
فكذلك أيضا ً: كان أمر الله تعالى لنبيه الخاتم (محمد) وأمته :
بأن يفتحوا الأرض جميعا ًأمام دين الله تعالى الحق ... بحيث تنتشر الدعوة إلى الدين الإسلامي في أرض الله تعالى :
ليَعلم به جميع البشر : ثم يختارون بعد ذلك بكل حرية بين الكفر والإيمان ....!
وبالطبع : لو شاء الله تعالى أن ينتصر (بنفسه) من الكافرين والمشركين به : لفعل ذلك بكل سهولة ...!
ولكن شاءت حكمته أن : يبتلي المؤمن والكافر بهذه الحرب الدائمة بين الخير والشر على الأرض !!!..
فالمؤمن : له أجره !!!.. والكافر : عليه عقابه !!!...
يقول الله تعالى في القرآن الكريم :
" ولو يشاء الله : لانتصر منهم !!!.. ولكن : ليبلوَ بعضكم ببعض " !!!.. محمد – 4 ..
أقول ذلك فقط :
حتى لا يظنن ظان ٌأن الله تعالى عاجزٌ عن استرداد الدعوة إلى دينه في جميع أرضه : وحاشاه !!..
>> وأما النقطة الثانية :
فهي كما قلت لكم : أنه بعد نشر المسلمين للدين الخاتم في كل الأرض : فعلى الناس حينها أن يختاروا لأنفسهم (بكل حرية) : إما الإيمان .. وإما الكفر !!!...
لأن الإيمان بالله تعالى : لا يأتي أبدا ًبـ (القهر) و(الجبر) !!!... وذلك لأن الإيمان : هو عمل ٌ(قلبي) ...
ولذلك يقول الله تعالى في القرآن :
" لا إكراه في الدين : قد تبين الرشد من الغي .. فمَن يكفر بالطاغوت (أي كل ما يُعبد من دون الله أو معه) .. ويؤمن بالله : فقد استمسك بالعروة الوثقى : لا انفصام لها " .. البقرة – 256 ..
كما يقول أيضا ًعز وجل :
" وقل : الحق من ربكم .. فمن شاء فليؤمن .. ومن شاء فليكفر !!.. إنا أعتدنا للظالمين نارا ً: أحاط بهم سرادقها .. وإن يستغيثوا : يُغاثوا بماءٍ كالمهل : يشوي الوجوه !!!.. بئس الشراب : وساءت مرتفقا ً " !!!.. الكهف – 29 ...
فهذه الآيات ومثلها الكثير في القرآن وفي حديث النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم :
تنفي شبهة (جبر) الناس على الدخول في الإسلام !!!!...
وإنما : قد خيرهم الله تعالى بعد أن أوصل إليهم الدعوة بدينه الحق الخاتم : بين البقاء في الكفر : مع دفع الجزية :
وبين الدخول في الإسلام .. وخصوصا ًبعد أن خلص جميع هذه البلاد والأمم من (سطوة) و(سيطرة) سادتها (الجبابرة) على الناس .. واستعباد هؤلاء الناس باسم الدين كـ :
اليهودية والنصرانية والوثنية والمجوسية وعباد الأصنام والكواكب وغيرهم ....
ذلك الاستعباد الذي وصل قديما ًلذبح الأبرياء من الفتيات والأطفال والبشر : (قربانا ً) لتلك الآلهة المزعومة !!..
وهي الجرائم التي ما زالت تـُـفعل في زمننا الحاضر أيضا ًللأسف : في بعض المناطق من الصين وغيرها !!..
فهل عرفت البشرية في تاريخها : مثل هذا الخير العميم من قبل ؟؟!!..
هل علمتم مَن أنقذ (الملايين) من ظلم وطغيان البشر : مثل المسلمين ؟!!.. بل :
هل علمتم مَن أنقذ (ملايين) الناس من عذاب (جهنم) إلى نعيم (الجنة) : مثل المسلمين ؟؟!!..
فالحمد لله الذي حقق وعده وبشاراته لجميع أنبيائه من قبل : في نشر أمة الإسلام لهذا الدين الحق العظيم في جميع الأرض !!.... وهي البشارات التي قد عرضت عليكم جانبا ًمنها منذ قليل من العهد القديم ...
ولذلك .. فإن رسول الله الخاتم (محمد) يحذركم جميعا ًفيقول في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم :
" والذي نفس محمد بيده (وهي صيغة للقسم بالله تعالى : فهو وحده الذي أنفسنا بيده) : لا يسمع بي أحد ٌمن هذه الأمة : يهودي ولا نصراني .. ثم يموت ولم يؤمن بالذي أ ُرسلت به : إلا كان من أصحاب النار " !!!..
ولذلك .. ولإغاظة الله تعالى لليهود والنصارى : والذين لم يؤمنوا بهذا الدين الحق الظاهر الواضح وضوح النور .. بل ولم يؤمنوا بنبيه الخاتم (محمد) : والمكتوب أوصافه في كتبهم : فقد فرض الله تعالى عليهم أن يدفعوا (جزية ً) : تبكيتا ًلهم .. وإذلالا ًلهم : بسبب كفرهم بهذا النبي الخاتم ورسالته ... فيقول الله تعالى :
" قاتلوا (أي أيها المسلمون المجاهدون الفاتحون للأرض) الذين :
1)) لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ..
2)) ولا يُحرمون ما حرم الله ورسوله ..
3)) ولا يدينون دين الحق :
من الذين أوتوا الكتاب (أي اليهود والنصارى) :
حتى يُعطوا الجزية عن يد ٍ: وهم صاغرون " !!!.. التوبة – 29 ..
ولكن .. وبالرغم من غضب الله تعالى عليهم .. إلا أنه قد وضع في هذه (الجزية) أيضا ً:
رحمة لهم !!.. حيث أنه لم يجعلها : كبيرة !!!... بل هي في الحقيقة : أقل بكثير جدا ًجدا ًإذا ما قورنت بما يدفعه المسلم نفسه في زكاته السنوية !!!...
كما أن من يدفعها من اليهود والنصارى : كان يضمن بها : حماية المسلمين له من أي عدوان خارجي !!!..
لذا : فكانت تسقط تلقائيا ًمن عليهم : إذا عجز المسلمون عن حمايتهم أو خرجوا من أرضهم !!..
بل : وقد كان الحكام المسلمون أيضا ً: يُسقطون هذه (الجزية) عن الفقراء من (اليهود) و(النصارى) !!!...
بل وكان يتم إعطاء هؤلاء الفقراء من (بيت مال المسلمين) أيضا ً!!!!..
فتلاحظون بذلك أن هذه (الجزية) : الهدف الرئيسي منها كما قلت لكم هو فقط : رمزية (إذلال) الكافرين بالله تعالى وبرسوله الحق !!!....
ولا يمكن القول إطلاقا ًبأنها كانت : نوعا ًمن أنواع الضغط عليهم ليدخلوا في الإسلام !!!....
وذلك لصغر قيمتها الشديد ...
فقد كانت ثابتة القيمة (5 أو 15 أو 25 مثلا ًعلى حسب حال الذي ستؤخذ منه) .. فلو افترضنا أن هناك نصرانيا ًغنيا ًيملك ما قيمته من عملته : مليون .. فهو لن يدفع أكثر من 25 من هذه المليون كل عام : في هذه الجزية !!.. أما لو قارنا هذا مع مسلم ٍغني ٍيملك أيضا ًما قيمته من عملته مليونا ً: فهو مُطالبٌ في الإسلام بدفع زكاةٍ كل عام ٍبسبب غناه : وهي تساوي : 2.5 % من ماله !!!.. أي كلما زاد ماله : زادت قيمة هذه الـ 2.5 % !!.. وبمعنى آخر : في حين سيدفع النصراني الغني : 25 من عملته : عن المليون أو أكثر : سيدفع المسلم الغني : 25.000 من ذات العملة !!!.. بل : وستزيد بزيادة ماله أيضا ً!!!.. فهل تصدقون هذا ؟!!!..
ولذلك : فقد بقي الكثير من اليهود والنصارى في بلاد الإسلام : على دينهم !!!.. وهذا ما سوف تسمعونه بعد قليل بشهادة المنصفين من غير المسلمين أنفسهم !...
بل ولعل من أقوى الأدلة على أنه لا دخل للقوة في دخول الناس في الإسلام :
هو أن الإسلام نفسه : ظل مُضطهدا ًفي (مكة) منذ بدايته .. ولمدة ثلاثة عشر عاما ً: ولم يحارب المسلمون في هذه المدة الطويلة : ولو حربا ًواحدة !!!.. ولو حتى للدفاع عن أنفسهم لضعفهم !!!..
ولكنه وبالرغم من ذلك كله :
قد استطاع أن يضم إليه الكثير من الناس : من (مكة) .. وحتى من خارجها !!!!..
كما أن هناك مناطق شاسعة من العالم : قد دخلت بأكملها في دين الإسلام بدون إراقة ولو قطرة دم واحدة !!!..
سواء كان ذلك في (أسيا) أو في (أفريقيا) أو حتى في (أوروبا) !!!..
فبلد كامل كـ(إندونيسيا) مثلا ً: قد دخلها الإسلام بسبب رؤيتهم فقط لـ : (أخلاق التجار المسلمين) !!!..
ولعل من أقوى الأدلة على ذلك أيضا ً: هو ما يحدث الآن في جميع أنحاء العالم !!!..
حيث أن الإسلام وبالإحصائيات الرسمية : هو الديانة الأولى (الأكثر والأسرع انتشارا ً) على وجه الأرض !!!..
في حين أنكم تجدون المسلمين : مظلومون ومحتلون في مشارق الأرض ومغاربها !!!.. فكيف ينتشر الإسلام إذا ً الآن برأيكم ؟؟؟!!!..
هل بالقوة أو بالسيف أو بالحرب كما فعلت الكنيسة في (أوروبا) وفي (محاكم التفتيش) في (الأندلس) ؟؟!!!..
لا أعتقد أن عاقلا ًصادقا ًسيقول هذا أبدا ًبالنظر لحال المسلمين اليوم وقوتهم العسكرية !!....
أليس كذلك ؟؟؟!!...
وأما بالنسبة لمسألة حكم الإسلام بقتل (المرتد) عنه مستر (كارليتون) :
فهذا فيه بعض الحِكم الكبيرة : والتي لن أستطيع الخوض فيها الآن .. ولكن يكفيني فقط أن أذكر لكم :
سببا ًواحدا ً.. وحكمة واحدة : تدعو لقتل هذا (المرتد) بعد رفضه (الاستتابة) بالفعل ...
وهذا السبب وهذه الحكمة هي :
ألا يتلاعب أعداء الإسلام بالمسلمين وغيرهم عن طريق : اعتناقهم للإسلام لفترة من الزمن : ثم ارتدادهم عنه :
وذلك لـ (تشكيك الناس في الدين وتنفيرهم منه) !!!!...
وهي خدعة قديمة لليهود : قد فضحها الله تعالى لنبيه الخاتم (محمد) عندما نقل له مخططاتهم الدنيئة فقال :
" وقالت طائفة ٌمن أهل الكتاب : آمنوا بالذي أ ُنزل على الذين آمنوا وجه النهار (أي أول النهار) ..
واكفروا آخره : لعلهم يرجعون (أي لعل هذا الفعل يُذبذب الناس عن الدخول في الإسلام فيرجعون عنه) " !!!... آل عمران – 72 ...
ولهذا : فعلى غير المسلم أن يتدبر ويدرس الإسلام جيدا ً: وذلك قبل أن يعتنقه .. لأنه بمجرد اعتناقه :
سوف تجري عليه أحكام الإسلام !!!.. ومنها حكم (الردة) إذا لم يتب ....
سكت الشيخ (عبد الله) للحظة .. ثم شرب شربة صغيرة من الماء وهو يقول :
>> وأما النقطة الثالثة :
فسوف أعرض لكم فيها : حديثا ًواحدا ًللنبي الخاتم (محمد) : يدل على رحمة الله تعالى بعباده :
حتى في أوقات (الحرب) !!!!... ويوضح لنا أيضا ً: جانبا ًهاما ًمن جوانب (رحمة) النبي الخاتم (محمد) : لم يأت ذكره في حديثي مع الآنسة (جوليان) ....
ألا وهو : (رحمة) النبي الخاتم (محمد) : في الحرب !!!..
ففي الحديث الصحيح : أنه كان إذا أمّر أميرا ً(أي عين قائدا ً) على جيش ٍأو سرية :
" أوصاه في خاصته بتقوى الله (أي أن يخاف الله في نفسه) .. ومَن معه من المسلمين خيرا ً" !!..
ثم كان يقول لهم :
" اغزوا باسم الله .. وفي سبيل الله .. وقاتلوا من كفر بالله ..
اغزوا ولا تغدروا .. ولا تغلوا (أي تسرقوا ما لا يحل لكم) .. ولا تمثلوا (والمُـثلة هي : تشويه المقتول أثناء قتله أو بعد القتل) .. ولاتقتلوا وليدا ً" !!!.. رواه مسلم في صحيحه ..
فهل سمعتم بـ (قائدٍ رحيم ٍ) ينصح مثل هذه النصائح العملية مثل هذا النبي الخاتم (محمد) ؟؟!!!..
حيث أن ما قاله في هذا الحديث :
هو الشرع الذي عمل به أصحابه والمسلمون من بعده بالفعل في فتوحاتهم جميعها ....
والتي طبقوا فيها (عمليا ً) : أسمى معاني (أخلاق الفروسية) التي لم يعرفها العالم أبدا ً: كما عرفها وذاقها على أيدي المسلمين !!!...
>> وهنا : يأتي موعدنا مع النقطة الرابعة والأخيرة ..
والتي سأعرض عليكم فيها :
الكثير من شهادة المنصفين (الغير المسلمين) أنفسهم : لصالح (الفتوحات الإسلامية) !!!..
فاسمعوا معي : الحقائق التي يُخفيها عنكم الإعلام (الكاره للإسلام) في بلادكم !!!...
يقول (ول ديورانت) في كتابه (قصة الحضارة – 12/131) :
" لقد كان أهل الذمة المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون : يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح : لا نجد لها نظيراً في البلاد المسيحية في هذه الأيام !!!!..
فلقد كانوا : أحرارا ًفي ممارسة شعائر دينهم .. واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم " !!!..
ويقول أيضا في نفس الكتاب السابق :
" وكان اليهود في بلاد الشرق الأدنى : قد رحبوا بالعرب الذين حرروهم من ظلم حكامهم السابقين .. وأصبحوا يتمتعون بـ : (كامل الحرية) في حياتهم وممارسة شعائر دينهم ..
وكان المسيحيون : أحرارا ً في الاحتفال بأعيادهم .. وكان الحجاج المسيحيون : يأتون أفواجا ً آمنين لزيارة الأضرحة المسيحية في فلسطين .. وأصبح المسيحيون (يقصد في بلاد الإسلام) والذين خرجوا على كنيسة الدولة البيزنطية (أي على حكم الكنيسة بروما) .. والذين كانوا يلقون صورا ًمن الاضطهاد على يد بطاركة القسطنطينية وأورشليم والاسكندرية وإنطاكيا : أصبح هؤلاء الآن :
أحرارا ًآمنين : تحت حكم المسلمين " !!!!!..
واسمعوا أيضا ً ما يقوله (توماس آرنولد) في كتابه (الدعوة إلى الإسلام – 99) :
" لم نسمع عن أية محاولة مُدبرة لإرغام غير المسلمين على قبول الإسلام !!!.. أو حتى عن أي اضطهاد منظم : قصد به المسلمون استئصال الدين المسيحي " !!!!!...
فهذه الشهادات المنصفة من هؤلاء المؤرخين والدارسين حقا ًللحضارة الإسلامية وتاريخها :
تعكس لكم بصدق : حقيقة هذا الدين الإسلامي العظيم : والذي لم ولن يُرغم أحدا ًعلى الدخول فيه !!!..
وقد جاء عن (روبرتسن) في كتابه الشهير : (تاريخ شارلكن) قوله :
" إن المسلمين وحدهم : هم الذين جمعوا بين (الغيرة لدينهم) .. وبين (روح التسامح) نحو :
أتباع الأديان الأخرى !!!.. وأنهم مع امتشاقهم السيوف نشرا ًلدينهم :
فقد تركوا (كل مَن لم يرغب في هذا الدين) : أحرارا ًفي التمسك بتعاليمهم الدينية " !!!..
وقريبا ًمن معنى هذا الكلام أيضا ً: هو قول الراهب (ميشود) في كتابه (رحلة دينية في الشرق) :
" ومن المؤسف أن (تقتبس) الشعوب النصرانية من المسلمين : (التسامح) !!!.. والذي هو :
آية الإحسان بين الأمم ... واحترام عقائد الآخرين .. وعدم فرض أي معتقد عليهم بالقوة " !!!!...
وأما الغريب : فهو ما نقله (أيه إس ترتون) في كتابه (أهل الذمة في الإسلام – 159) من شهادة البطريك (عيشو يابه) الذي تولى منصب (البابوية) حتى عام (657هـ) بقوله :
" إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم : يعاملوننا كما تعرفون !!!..
إنهم ليسوا بأعداء للنصرانية !!.. بل يمتدحون ملتنا !!!.. ويوقرون قديسينا وقسسنا !!!.. ويمدون يد العون إلى كنائسنا وأديرتنا " !!!!..
فهل رأيتم عظمة مثل هذه العظمة الإسلامية في التعامل مع (الآخر) ؟؟!!..
هل رأيتم دينا ً: يصلح فيه أن يعيش الجميع في (حرية معتقد) : مثل دين الإسلام العظيم ؟؟!!.
واسمعوا لقول المفكر الأسباني (بلاسكوا أبانيز) في كتابه (ظلال الكنيسة) وهو يتحدث عن الفتح الإسلامي لـ (الأندلس) فيقول :
" لقد أحسنت (أسبانيا) : استقبال أولئك الرجال الذين قدموا إليها من القارة الإفريقية (يعني المسلمين) .. حيث أسلمت لهم القرى بأكملها بغير مقاومة ولا عداء !!!.. حيث ما كانت تقترب كوكبة من فرسان العرب من إحدى القرى : حتى تفتح لها القرية الأبواب !!!.. وتتلقاها بالترحاب !!!.. فكانت غزواتهم (أي فتوحات المسلمين في الأندلس) : غزوات (تمدين وحضارة) !!!.. ولم تكن غزوات (فتح ٍوقهر) !!!.. ولم يتخل أبناء تلك الحضارة (أي الإسلامية) زمنا ًعن فضيلة : (حرية الاعتقاد) !!!.. وهي الدعامة التي تقوم عليها :
كل عظمة حقيقية للشعوب !!!... حيث كانوا يقبلون في المدن التي ملكوها :
كنائس النصارى .. وبيع اليهود (جمع بيعة وهي من أماكن عبادة اليهود) .. ولم يخاف المسجد من معابد الأديان الأخرى التي سبقته : بل عرف لها حقها !!!... واستقر إلى جانبها : غير حاسد لها !!!.. ولا راغب في السيادة عليها " !!!...
ووالله : إن مثل هذه الشهادات (المنصفة) من غير المسلمين أنفسهم :
لتكفي لدحض الشبهات التي يروجها الجهال والمغرضين حول أن الإسلام : (قد انتشر بالسيف) !!!!...
حيث لم يجدوا غير هذه الحُجة الواهية المكذوبة : ليبرروا بها للعالم : سرعة انتشار الإسلام المذهلة في بلادهم !!!..
واسمعوا لما يقوله المؤرخ الإنجليزي السير (توماس أرنولد) مرة أخرى في كتابه (الدعوة إلى الإسلام - 51) :
" لقد عامل المسلمون المنتصرون : العرب المسيحيين :
بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة !!.. واستمر هذا التسامح : في القرون المتعاقبة !!!.. ونستطيع أن نحكم بحق : أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام (أي في بلاد العرب) : قد اعتنقته عن :
(اختيار ٍوإرادة حرة) !!!...
وأن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين :
لخير شاهد على هذا التسامح " !!!!..
وتقول المستشرقة الألمانية (زيغريد هونكه) في كتابها (شمس العرب تسطع على الغرب – 364) :
" العرب : (لم يفرضوا) على الشعوب (المغلوبة) : الدخول في الإسلام !!!.. فالمسيحيون والزرادشتية واليهود الذين عانوا من قبل الإسلام : (أبشع أمثلة للتعصب الديني وأفظعها) : سمح لهم المسلمون جميعا ً: ممارسة شعائر دينهم دون أي عائق يمنعهم !!!!...
بل وترك المسلمون لهم : بيوت عبادتهم وأديرتهم وكهنتهم وأحبارهم :
دون أن يمسوهم بأدنى أذى !!!!..
أو ليس هذا منتهى التسامح ؟!!!.. أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال ؟.. ومتى ؟!!.. " ..
وبالفعل : لا أستطيع إلا أن أكرر تساؤل هذه المستشرقة الصادقة :
" أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال ؟.. ومتى ؟!!.. " ..
بل إننا في عصرنا الحاضر (عصر حقوق الإنسان القوي .. ومنظمات حقوق الإنسان الضعيف المكذوبة) :
نشاهد ونسمع في كل يوم : انتهاكات الغرب المستمرة لبلاد المسلمين بكل وحشية !!!!...
من تعذيب وتشريد وقتل الأبرياء من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال !!!!...
وما الذي يحدث في (فلسطين) و(العراق) وما قبل ذلك وما سيأتي منكم ببعيد !!!..
فيا ليت الغرب عامل بلادنا : كما عامل المسلمون بلادكم حين فتحها !!!!....
ويا ليته لم يحاول فرض (النصرانية المُحرفة المشركة بالله) :
على المسلمين بالقوة وبالغش وبالخداع وباستغلال الحاجات والفقر كما يفعل الآن في بلادنا !!!!...
واستمعوا للتصريح المنصف التالي أيضا ً..
والذي أدلى به المستشرق (دوزي) في كتابه (نظرات في تاريخ الإسلام) حيث قال :
" إن تسامح ومعاملة المسلمين الطيبة لأهل الذمة : أدى إلى إقبالهم على الإسلام !!!..
حيث أنهم رأوا فيه من اليسر والبساطة : ما لم يألفوه في دياناتهم السابقة " !!!!!..
وأقول : سبحان الله !!!.. وهل يدخل آلاف الناس في الإسلام الآن (في بلادكم وسائر دول العالم) :
إلا لنفس هذه الأسباب ؟؟!!!...
يقول (غوستاف لوبون) في كتابه (حضارة العرب – 127) :
" إن القوة : لم تكن عاملا ًفي انتشار القرآن !!!.. فقد ترك العرب : الناس (المغلوبين) :
أحرارا ًفي أديانهم !!!!.. فإذا حدث أن اعتنقت بعض الشعوب النصرانية الإسلام ..
واتخذت اللغة العربية لغة لها :
فإنما ذلك بسبب ما كان يتصف به العرب الغالبون من (العدل) الذي لم يكن للناس عهد بمثله من قبل !!!.. ولِـما كان عليه الإسلام من (السهولة) التي لم تعرفها الأديان الأخرى " !!!..
فسبحان الله !!!.. ألا ترون معي (اتفاق هؤلاء المؤرخين المتخصصين جميعا ً) على عظمة هذا الدين !!!..
واتفاقهم أيضا ًعلى أنه : لم ينتشر أبدا ًبالقوة !!!.. بل بمخالطة شعوب الأرض له ولتعاليمه الإلهية السامية !!!..
حيث يقول (غوستاف لوبون) أيضا ً:
" وما جهله المؤرخون (أي الذين يهاجمون الإسلام عن جهل ٍوسطحيةٍ وأخبار ٍمكذوبه سابقة) : هو أن (حِلم) العرب الفاتحين .. و(تسامحهم) :
كان من (الأسباب السريعة) في اتساع فتوحاتهم !!.. وفي سهولة : (اقتناع) كثير من الأمم بدينهم وبلغتهم !!!!..
والحق : أن الأمم لم تعرف : (فاتحين) (رحماء) و(متسامحين) : مثل العرب !!!.. ولا دينا ًسمحا ً:
مثل دينهم " !!!!....
ويُلخص كل هذه الحقائق الباهرة أيضا ً: المؤرخ (ول ديورانت) في كتابه (قصة الحضارة) بقوله :
" وبسبب منهج (التسامح الديني) الذي كان ينتهجه المسلمون الأولون :
اعتنق الدين الجديدَ : (معظم) المسيحيين !!!.. و(جميع) الزرادشتيين والوثنيين :
إلا عدد ٌقليل ٌمنهم !!!.. واستحوذ الدين الإسلامي : على قلوب (مئات الشعوب) في البلدان الممتدة من : (الصين وأندنوسيا) شرقا ً: إلى (مراكش والأندلس) غربا ً!!!!..
فاستحوذ الإسلام على خيالهم !!!.. وسيطر على أخلاقهم !!!.. وصاغ لهم حياتهم !!!.. وبعث فيهم آمالا ً: تخفف عنهم بؤس الحياة ومتاعبها " !!!!..
فهل تدبرتم معي هذه المعاني العظيمة في كلمات هؤلاء المنصفين من بني جلدتك ومن بلادكم ؟؟!!..
وأقسم بالله العظيم : أنكم ستجدون (تطابقا ً) مذهلا ًبين هذه الأقوال المنصفة : وبين وصف الله تعالى للنبي الخاتم (محمد) وأمته في العهدين القديم والجديد : وفي بشارات الله تعالى بانتشار هذا الدين في كل الأرض : ودخول الناس فيه أفواجا ً!!!!...
يقول (روبرتسون) في كتابه (تاريخ شارلكن) : وهو يقارن جيوش الإسلام : بجيوش الكنيسة الرومانية في العصور الوسطى وفي عصور الحملات الصليبية الغاشمة على بلاد الإسلام والقدس : والتي كان يقف من ورائها البابا والمجمعات الكنسية بالاكاذيب والتحريضات الدموية الباطلة : حيث يقول ذلك المؤرخ الصادق :
" لكنا : لم نعلم أبدا ً للإسلام :
1)) مُجمعا ًدينيا ًمتسلطا ً!!!!...
2)) ولا : رُسلا ًوراء الجيوش !!!..
3)) ولا : رهبانية بعد الفتح !!!..
فلم يُكره الإسلام أحدا ًعلى اعتناقه بـ (السيف) ولا حتى بـ (اللسان) !!!.. بل دخل القلوب عن :
(شوق ٍ) و(اختيار) !!!.. وكان ذلك : بسب ما جاء في القرآن من الحث على :
(حُسن التأثير) و (الأخذ بالأسباب) " !!!!...
سكت الشيخ (عبد الله) قليلا ًوهو يُقلب الأوراق التي كان يقرأ منها أمامه .. ثم قال :
والشهادات المنصفة لهذا الدين : هي كثيرة جدا ًقديما ًوحديثا ًوالحمد لله مستر (كارليتون) !!...
ولكني سأختم معكم الآن بخبر قصير :
يدلكم على مدى ملائمة الشرع الإسلامي لكل شيء في حياة البشر جميعا ًعلى اختلافهم !!!..
وذلك لأنه كما أخبرتكم : هو شرع الله الكامل : والذي لم يتحرف أو يتغير !!!!...
ففي هذا الخبر القصير : يتحدث الدكتور (فيليب) في كتابه (تاريخ العرب) عن :
" رغبة أهل الذمة (وهم غير المسلمين في بلاد الإسلام) في : (التحاكم) إلى التشريع الإسلامي !!!.. واستئذانهم للسلطات الدينية في أن تكون : (مواريثهم) : حسب ما قرره الإسلام " !!!!..
فالحمد لله الذي جعلنا من أهل الإيمان به !!...
والحمد لله الذي جعلنا مسلمين !!!...
والآن ...
هل هذه الإجابة تكفي لهذه النقطة مستر (كارليتون) ؟؟!!!..
فانتقلت العيون لمستر (كارليتون) وهو يجيب :
الحق شيخ (عبد الله) :
أنني برغم سماعي وقراءتي من قبل للعديد من الآراء لدحض هذه الشبهات عن (الفتوحات الإسلامية) : إلا أنني وللمرة الأولى صراحة ً: أسمعها بكل هذا الوضوح والتفصيل والدفاع الرائعين :
والذين يسدون فم كل مَن يتحدث بهذه الأكاذيب والافتراءات عن الإسلام مرة ًأخرى !!!...
بل : أوأخبركم بشيءٍ ؟..
لقد غيرت رأيي في قرار تأخير إسلامي الذي حدثتكم عنه !!...
وذلك لأنه : لا أحد يعلم متى يموت !!.... ولذلك :
فيسعدني أن أكون (أول مَن يعلن إسلامه من الحاضرين) في هذه القاعة الليلة !!.. والذين بالمناسبة : أتوقع أن يكون عددهم كثيرا ًبالفعل بعد انتهاء هذه الندوة الممتعة المؤثرة !!!!...
وها أنا ذا أشهد أمامكم جميعا ً: بأنه :
لا إله إلا الله .. لا شريك له .. وأن (محمدا ً) : رسول الله الخاتم للبشر جميعا ً....!
وهنا : تهلل وجه كل ٍمن الشيخ (عبد الله) والشيخ (محمد) بالفرح العميم ... وأخذا يُكرران في سعادة غامرة : الله أكبر ... الله أكبر ....
اللهم تقبل ... اللهم تقبل !!!...
وتمنوا لو كان مستر (كارليتون) قريبا ًمنهما الآن : لكانا توجها إليه واحتضناه وهنآه بهذا الفوز العظيم !!!..
وأما معظم الحاضرين في القاعة : فقد شعروا بشعور ٍغريب ٍ: لم يشعروا به من قبل !!!..
ولن يشعر به : إلا مَن حضر إنسانا ًفسمعه وشاهده : وهو يدخل في دين الله عز وجل بالشهادتين !!..
بل وقد اقشعرت أبدانهم مع نطق مستر (كارليتون) لشهادة الإسلام بلغتهم !!!.. وتساءل كل ٌمنهم في نفسه :
هل حان الوقت للاعتراف بهذه الحقيقة (والتي لم يعد لإنكارها أي معنى) :
وخصوصا ًبعد كل هذا الكلام الذي استمعوه في هذه الندوة ؟؟!!.. أم لا ؟!!..
هل حان الوقت للاعتراف كما اعترف مستر (كارليتون) بأنه حقا ً:
لا إله إلا الله .. لا شريك له .. وأن (محمدا ً) : رسول الله الخاتم للبشر جميعا ً....!
فأحس معظم الحاضرين ساعتها باضطراب ٍكبير .. وتردد ٍوحيرة : عصفت بتفكيرهم لثوان ٍقليلة ...
حيث قطعها عليهم الشيخ (عبد الله) وهو يقول :
والآن ... وحتى لا نضيع وقت هذه الندوة المباركة بإذن الله تعالى ...
أدعو أخي الشيخ (محمد) لأن يختار لنا سائلا ًجديدا ً....
فليتفضل ....
بقلم : أبو حب الله ..
في هذه المرة : لاحظ الشيخ (محمد) والشيخ (عبد الله) ومستر (فيليب) : إنخفاضا ًكبيرا ًجدا ًفي عدد الذين يرفعون أيديهم في القاعة !!!!..
بل ولن نكون كاذبين إذا قدّرنا عدد مَن يرفع يده في القاعة بأنهم : صاروا أقل من خمسة عشر شخصا ً!!!..
وهنا : ابتسم الشيخ (محمد) قائلا ً:
يبدو أن أسئلتك آنسة (جوليان) بالفعل :
كانت تمثل كثيرا ًمن التساؤلات التي كانت في رؤوس باقي الحاضرين !!!...
والآن :
دعونا نختر الأستاذ الجالس في الصف الخامس أمامي هنا ....
فليتفضل ....
وهنا : تناول ميكروفون المنضدة : رجل ٌفي أواخر الخمسينات من عمره .. تبدو عليه علامات الوقار بالرغم من قلة اهتمامه الملحوظة بمظهره .....
فمال إلى الأمام قائلا ً:
مرحبا ًشيخ (عبد الله) ... مرحبا ًشيخ (محمد) ...
اسمي هو (كارليتون موليز) ....
وأنا صحفي ومفكر في الجريدة الرسمية هنا بالمدينة ...
وأثناء الشهر الماضي .. وأثناء الأزمة السابقة المتمثلة في هجوم الكثير من الكتاب والصحفيين على الإسلام ونبي الإسلام :
التزمت الصمت التام !!!... مما أثار حفيظة الكثير من قرائي وأصدقائي !!!..
وأما سبب صمتي :
فسوف أعلنه لأول مرة هنا أمامكم الآن .. وأمام جميع الحاضرين هنا في القاعة ...
ثم صمت مستر (كارليتون) للحظة ثم قال :
فأنا في طريقي لأن أ ُشهر إسلامي قريبا ً!!!!...
وهنا : سمع الشيخ (عبد الله) بعض اللغط الغير مفهوم في القاعة ..
مع بعض شهقات المفاجأة من بعض الحاضرين ....
فواصل مستر (كارليتون) قائلا ً:
وبالطبع لم يكن هذا القرار فجائيا ً... بل هو نتيجة بحث وتروي ومطالعة : لكثير من الكتب عن الإسلام وعن نبي الإسلام (محمد) صلى الله عليه وسلم ....
والحق الذي أ ُعلنه للجميع بدوري هو : أن هذا الدين بالفعل : هو الرسالة الوحيدة من الله للإنسان :
والتي لم يطلها (التحريف) !!!...
كما أني أستغل هذا الموقف : لأشكرك شيخ (محمد) :
أن أحضرت لنا مثل هذا الشيخ (العبقري) في نظري : الشيخ (عبد الله) المحترم !!!....
والذي لمست من كلامه بالفعل :
أن المؤمن الذي يدعو إلى الله على علم : هو وحده الذي عنده جواب لكل سؤال !!!..
بل وهو وحده الذي يستطيع أن يتعامل مع (قلوب الناس) ويعالجها : بطريقة تثبت لنا أن (الأطباء النفسيين) :
هم بحاجة ماسة لكي يتعلموا الكثير عن (الإيمان بالله) وعن (الإسلام) !!!!...
وهنا : صفق بعض الحاضرين لهذا الكلام القيم من مستر (كارليتون) .. والذين شعروا بانفعال الرجل الصادق في كل حروف كلماته ....
فواصل مستر (كارليتون) كلامه قائلا ً:
ولكي لا أ ُطيل عليكم ...
فعندما لم يتبق للسؤال سوى ما يقارب العشرين شخصا ًفي القاعة : وكما لاحظت من خلال صورتهم على الشاشة :
فقد تساءلت بداخلي : ما هو الشيء الذي يمكن أن يكون تساؤل هؤلاء الأشخاص حوله ؟؟؟..
فقد لاحظت أن الله : قد بارك كثيرا ًفي هذه الندوة .. بل وفي وقتها أيضا ً: فشملت بالفعل تقريبا ً:
الرد على كل (الشبهات) التي يثيرها الجاهلون ضد الإسلام ...
ثم فجأة .. وجدت النقطة التي لم يتم السؤال عنها بعد .... والتي أرجو أن تكون بإجابتك عليها أيها الشيخ (عبد الله) : تكون قد انتهيت من هذه الندوة : (المرهقة لك بالتأكيد) !!!...
ولذلك .. فسوف أتوجه بسؤالي لك عن :
حقيقة وضع (الفتوحات الإسلامية) في الدين .. وفي شرع الله ...
هل هي بالفعل كما يصفها الجاهلون : بأنها كانت من أجل (فرض) الإسلام على سائر الأمم ؟؟..
أم أن لها تفسيرا ًآخرا ًمن تفسيراتك (الحكيمة) لشرع الإسلام ؟؟؟...
كما أرجو أن توضح لنا سريعا ً: لماذا يتم قتل (المرتد) عن الإسلام في دينكم : طالما تقولون أنكم لا تفرضونه على أحد ؟؟!!! أرجو الإفادة ....
وشكرا ً....
وهنا قال الشيخ (محمد) مبتسما ً:
الحق مستر (كارليتون) : أن اختياري للشيخ العزيز (عبد الله) : هو توفيق ٌمن عند الله تعالى وحده ...
فأنا نفسي : قد استفدت كثيرا ًمنه هذه الليلة ...
بل وأتمنى من الله تعالى : أن يُعينني على نشر كل ما قاله الشيخ في هذه الندوة : وتكراره في غيرها من الندوات التي سأقوم بها قريبا ًفي جميع أنحاء العالم إن شاء الله ....
والآن : نترك الإجابة للشيخ (عبد الله) على هذا السؤال ... فليتفضل :
وهنا : أخذ الشيخ (عبد الله) نفسا ًعميقا ً.. ثم نظر في ساعته وهو يقول مبتسما ً:
من السنن الإسلامية التي حثنا عليها النبي الخاتم (محمد) : هي عدم السهر ليلا ًبغير ضرورة ..
وذلك لكي يستطيع المسلم أداء صلاة (الفجر) بسهولة !!!....
والساعة الآن : الثانية عشرة تقريبا ً!!!...
ولكن : أدعو الله تعالى أن يكون في تأخيرنا وسهرنا هذا الليلة : خيرا ًكثيرا ًلي ولكم بإذن الله ...
وأما بالنسبة لمدحك لي مستر (كارليتون) : فأنا أشكرك كثيرا ًعلى حسن ظنك بي ..
كما أدعو الله تعالى أن يهديك إلى الصواب دوما ً.. وأن يبارك لك في كل ما تكتبه ... ومَن يدري :
ربما سمعنا أو قرأنا عنك قريبا ًأنك قد أصبحت : مفكرا ًإسلاميا ً!!!..
مَن يدري !!!..
وأما بالنسبة لسؤالك عن (حقيقة الفتوحات الإسلامية) ...
فسوف أجيبك عليه في أربعة نقاط مختصرة لضيق الوقت :
الأولى : وهي حق الله تعالى في نشر دينه الصحيح في الأرض ..
والثانية : هي أن المسلم : يفتح الأرض لنشر وتمكين دعوة الإسلام : ولكن لا يجبر غيره عليها ..
والثالثة : هي أن أذكر لكم مثالا ًواحدا ًمن آحاديث النبي وتعاليمه للمسلمين في الحروب ..
والرابعة : هي أن أذكر لكم : آراء المنصفين من بلادكم عن (الفتوحات الإسلامية) ...
>> فأما النقطة الأولى :
بداية : أعتقد أن سؤالك مستر (كارليتون) : لا ينصب على جهاد المسلمين للدفاع عن أرضهم :
فهذا حقٌ : مكفول ٌلكل البشر في الدفاع عن أراضيهم : وتوافق عليه كل المحافل الرسمية في العالم ..
ولكن سؤالك وكما فهمت : ينصب على النوع الآخر من الجهاد لدى المسلمين وهو :
الجهاد خارج بلاد الإسلام : لنشر دعوة عبادة الله عز وجل في الأرض ..
وهي التي تختلط لدى الكثيرين بمفاهيم (التعدي) و(الاحتلال) و(الجبر على اعتناق الأديان) وغيرها من مظاهر الظلم الأممي الذي نعرفه ..
وعليه أقول لك مستر (كارليتون) :
لا خلاف بين العقلاء أبدا ًكما قلنا في أنه يجب : مُحاربة المعتدي : لإعادة الحق إلى أصحابه ..
فإذا فهمنا هذا .. وعلمنا أن الله تعالى الذي (خلق هذه الأرض وكل ما عليها) : أنه :
هو الوحيد المستحق للعبادة ...
فسوف نفهم بذلك أن (المعتدي الحقيقي) هو :
كل مَن يعبد غير الله تعالى : (على أرض الله) !!!.. أو حتى يشرك بالله تعالى شيئا ً: (على أرض الله) !!!..
ولهذا :
فقد فرض الله تعالى (الجهاد) و(فتح الأرض) : على كل المؤمنين به !!!....
واقرأوا مثل ذلك الكثير والكثير في العهد القديم عندكم : في أوامر الله لـ (موسى) ولـ (داود) عليهما السلام وغيرهما ....
فكذلك أيضا ً: كان أمر الله تعالى لنبيه الخاتم (محمد) وأمته :
بأن يفتحوا الأرض جميعا ًأمام دين الله تعالى الحق ... بحيث تنتشر الدعوة إلى الدين الإسلامي في أرض الله تعالى :
ليَعلم به جميع البشر : ثم يختارون بعد ذلك بكل حرية بين الكفر والإيمان ....!
وبالطبع : لو شاء الله تعالى أن ينتصر (بنفسه) من الكافرين والمشركين به : لفعل ذلك بكل سهولة ...!
ولكن شاءت حكمته أن : يبتلي المؤمن والكافر بهذه الحرب الدائمة بين الخير والشر على الأرض !!!..
فالمؤمن : له أجره !!!.. والكافر : عليه عقابه !!!...
يقول الله تعالى في القرآن الكريم :
" ولو يشاء الله : لانتصر منهم !!!.. ولكن : ليبلوَ بعضكم ببعض " !!!.. محمد – 4 ..
أقول ذلك فقط :
حتى لا يظنن ظان ٌأن الله تعالى عاجزٌ عن استرداد الدعوة إلى دينه في جميع أرضه : وحاشاه !!..
>> وأما النقطة الثانية :
فهي كما قلت لكم : أنه بعد نشر المسلمين للدين الخاتم في كل الأرض : فعلى الناس حينها أن يختاروا لأنفسهم (بكل حرية) : إما الإيمان .. وإما الكفر !!!...
لأن الإيمان بالله تعالى : لا يأتي أبدا ًبـ (القهر) و(الجبر) !!!... وذلك لأن الإيمان : هو عمل ٌ(قلبي) ...
ولذلك يقول الله تعالى في القرآن :
" لا إكراه في الدين : قد تبين الرشد من الغي .. فمَن يكفر بالطاغوت (أي كل ما يُعبد من دون الله أو معه) .. ويؤمن بالله : فقد استمسك بالعروة الوثقى : لا انفصام لها " .. البقرة – 256 ..
كما يقول أيضا ًعز وجل :
" وقل : الحق من ربكم .. فمن شاء فليؤمن .. ومن شاء فليكفر !!.. إنا أعتدنا للظالمين نارا ً: أحاط بهم سرادقها .. وإن يستغيثوا : يُغاثوا بماءٍ كالمهل : يشوي الوجوه !!!.. بئس الشراب : وساءت مرتفقا ً " !!!.. الكهف – 29 ...
فهذه الآيات ومثلها الكثير في القرآن وفي حديث النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم :
تنفي شبهة (جبر) الناس على الدخول في الإسلام !!!!...
وإنما : قد خيرهم الله تعالى بعد أن أوصل إليهم الدعوة بدينه الحق الخاتم : بين البقاء في الكفر : مع دفع الجزية :
وبين الدخول في الإسلام .. وخصوصا ًبعد أن خلص جميع هذه البلاد والأمم من (سطوة) و(سيطرة) سادتها (الجبابرة) على الناس .. واستعباد هؤلاء الناس باسم الدين كـ :
اليهودية والنصرانية والوثنية والمجوسية وعباد الأصنام والكواكب وغيرهم ....
ذلك الاستعباد الذي وصل قديما ًلذبح الأبرياء من الفتيات والأطفال والبشر : (قربانا ً) لتلك الآلهة المزعومة !!..
وهي الجرائم التي ما زالت تـُـفعل في زمننا الحاضر أيضا ًللأسف : في بعض المناطق من الصين وغيرها !!..
فهل عرفت البشرية في تاريخها : مثل هذا الخير العميم من قبل ؟؟!!..
هل علمتم مَن أنقذ (الملايين) من ظلم وطغيان البشر : مثل المسلمين ؟!!.. بل :
هل علمتم مَن أنقذ (ملايين) الناس من عذاب (جهنم) إلى نعيم (الجنة) : مثل المسلمين ؟؟!!..
فالحمد لله الذي حقق وعده وبشاراته لجميع أنبيائه من قبل : في نشر أمة الإسلام لهذا الدين الحق العظيم في جميع الأرض !!.... وهي البشارات التي قد عرضت عليكم جانبا ًمنها منذ قليل من العهد القديم ...
ولذلك .. فإن رسول الله الخاتم (محمد) يحذركم جميعا ًفيقول في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم :
" والذي نفس محمد بيده (وهي صيغة للقسم بالله تعالى : فهو وحده الذي أنفسنا بيده) : لا يسمع بي أحد ٌمن هذه الأمة : يهودي ولا نصراني .. ثم يموت ولم يؤمن بالذي أ ُرسلت به : إلا كان من أصحاب النار " !!!..
ولذلك .. ولإغاظة الله تعالى لليهود والنصارى : والذين لم يؤمنوا بهذا الدين الحق الظاهر الواضح وضوح النور .. بل ولم يؤمنوا بنبيه الخاتم (محمد) : والمكتوب أوصافه في كتبهم : فقد فرض الله تعالى عليهم أن يدفعوا (جزية ً) : تبكيتا ًلهم .. وإذلالا ًلهم : بسبب كفرهم بهذا النبي الخاتم ورسالته ... فيقول الله تعالى :
" قاتلوا (أي أيها المسلمون المجاهدون الفاتحون للأرض) الذين :
1)) لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ..
2)) ولا يُحرمون ما حرم الله ورسوله ..
3)) ولا يدينون دين الحق :
من الذين أوتوا الكتاب (أي اليهود والنصارى) :
حتى يُعطوا الجزية عن يد ٍ: وهم صاغرون " !!!.. التوبة – 29 ..
ولكن .. وبالرغم من غضب الله تعالى عليهم .. إلا أنه قد وضع في هذه (الجزية) أيضا ً:
رحمة لهم !!.. حيث أنه لم يجعلها : كبيرة !!!... بل هي في الحقيقة : أقل بكثير جدا ًجدا ًإذا ما قورنت بما يدفعه المسلم نفسه في زكاته السنوية !!!...
كما أن من يدفعها من اليهود والنصارى : كان يضمن بها : حماية المسلمين له من أي عدوان خارجي !!!..
لذا : فكانت تسقط تلقائيا ًمن عليهم : إذا عجز المسلمون عن حمايتهم أو خرجوا من أرضهم !!..
بل : وقد كان الحكام المسلمون أيضا ً: يُسقطون هذه (الجزية) عن الفقراء من (اليهود) و(النصارى) !!!...
بل وكان يتم إعطاء هؤلاء الفقراء من (بيت مال المسلمين) أيضا ً!!!!..
فتلاحظون بذلك أن هذه (الجزية) : الهدف الرئيسي منها كما قلت لكم هو فقط : رمزية (إذلال) الكافرين بالله تعالى وبرسوله الحق !!!....
ولا يمكن القول إطلاقا ًبأنها كانت : نوعا ًمن أنواع الضغط عليهم ليدخلوا في الإسلام !!!....
وذلك لصغر قيمتها الشديد ...
فقد كانت ثابتة القيمة (5 أو 15 أو 25 مثلا ًعلى حسب حال الذي ستؤخذ منه) .. فلو افترضنا أن هناك نصرانيا ًغنيا ًيملك ما قيمته من عملته : مليون .. فهو لن يدفع أكثر من 25 من هذه المليون كل عام : في هذه الجزية !!.. أما لو قارنا هذا مع مسلم ٍغني ٍيملك أيضا ًما قيمته من عملته مليونا ً: فهو مُطالبٌ في الإسلام بدفع زكاةٍ كل عام ٍبسبب غناه : وهي تساوي : 2.5 % من ماله !!!.. أي كلما زاد ماله : زادت قيمة هذه الـ 2.5 % !!.. وبمعنى آخر : في حين سيدفع النصراني الغني : 25 من عملته : عن المليون أو أكثر : سيدفع المسلم الغني : 25.000 من ذات العملة !!!.. بل : وستزيد بزيادة ماله أيضا ً!!!.. فهل تصدقون هذا ؟!!!..
ولذلك : فقد بقي الكثير من اليهود والنصارى في بلاد الإسلام : على دينهم !!!.. وهذا ما سوف تسمعونه بعد قليل بشهادة المنصفين من غير المسلمين أنفسهم !...
بل ولعل من أقوى الأدلة على أنه لا دخل للقوة في دخول الناس في الإسلام :
هو أن الإسلام نفسه : ظل مُضطهدا ًفي (مكة) منذ بدايته .. ولمدة ثلاثة عشر عاما ً: ولم يحارب المسلمون في هذه المدة الطويلة : ولو حربا ًواحدة !!!.. ولو حتى للدفاع عن أنفسهم لضعفهم !!!..
ولكنه وبالرغم من ذلك كله :
قد استطاع أن يضم إليه الكثير من الناس : من (مكة) .. وحتى من خارجها !!!!..
كما أن هناك مناطق شاسعة من العالم : قد دخلت بأكملها في دين الإسلام بدون إراقة ولو قطرة دم واحدة !!!..
سواء كان ذلك في (أسيا) أو في (أفريقيا) أو حتى في (أوروبا) !!!..
فبلد كامل كـ(إندونيسيا) مثلا ً: قد دخلها الإسلام بسبب رؤيتهم فقط لـ : (أخلاق التجار المسلمين) !!!..
ولعل من أقوى الأدلة على ذلك أيضا ً: هو ما يحدث الآن في جميع أنحاء العالم !!!..
حيث أن الإسلام وبالإحصائيات الرسمية : هو الديانة الأولى (الأكثر والأسرع انتشارا ً) على وجه الأرض !!!..
في حين أنكم تجدون المسلمين : مظلومون ومحتلون في مشارق الأرض ومغاربها !!!.. فكيف ينتشر الإسلام إذا ً الآن برأيكم ؟؟؟!!!..
هل بالقوة أو بالسيف أو بالحرب كما فعلت الكنيسة في (أوروبا) وفي (محاكم التفتيش) في (الأندلس) ؟؟!!!..
لا أعتقد أن عاقلا ًصادقا ًسيقول هذا أبدا ًبالنظر لحال المسلمين اليوم وقوتهم العسكرية !!....
أليس كذلك ؟؟؟!!...
وأما بالنسبة لمسألة حكم الإسلام بقتل (المرتد) عنه مستر (كارليتون) :
فهذا فيه بعض الحِكم الكبيرة : والتي لن أستطيع الخوض فيها الآن .. ولكن يكفيني فقط أن أذكر لكم :
سببا ًواحدا ً.. وحكمة واحدة : تدعو لقتل هذا (المرتد) بعد رفضه (الاستتابة) بالفعل ...
وهذا السبب وهذه الحكمة هي :
ألا يتلاعب أعداء الإسلام بالمسلمين وغيرهم عن طريق : اعتناقهم للإسلام لفترة من الزمن : ثم ارتدادهم عنه :
وذلك لـ (تشكيك الناس في الدين وتنفيرهم منه) !!!!...
وهي خدعة قديمة لليهود : قد فضحها الله تعالى لنبيه الخاتم (محمد) عندما نقل له مخططاتهم الدنيئة فقال :
" وقالت طائفة ٌمن أهل الكتاب : آمنوا بالذي أ ُنزل على الذين آمنوا وجه النهار (أي أول النهار) ..
واكفروا آخره : لعلهم يرجعون (أي لعل هذا الفعل يُذبذب الناس عن الدخول في الإسلام فيرجعون عنه) " !!!... آل عمران – 72 ...
ولهذا : فعلى غير المسلم أن يتدبر ويدرس الإسلام جيدا ً: وذلك قبل أن يعتنقه .. لأنه بمجرد اعتناقه :
سوف تجري عليه أحكام الإسلام !!!.. ومنها حكم (الردة) إذا لم يتب ....
سكت الشيخ (عبد الله) للحظة .. ثم شرب شربة صغيرة من الماء وهو يقول :
>> وأما النقطة الثالثة :
فسوف أعرض لكم فيها : حديثا ًواحدا ًللنبي الخاتم (محمد) : يدل على رحمة الله تعالى بعباده :
حتى في أوقات (الحرب) !!!!... ويوضح لنا أيضا ً: جانبا ًهاما ًمن جوانب (رحمة) النبي الخاتم (محمد) : لم يأت ذكره في حديثي مع الآنسة (جوليان) ....
ألا وهو : (رحمة) النبي الخاتم (محمد) : في الحرب !!!..
ففي الحديث الصحيح : أنه كان إذا أمّر أميرا ً(أي عين قائدا ً) على جيش ٍأو سرية :
" أوصاه في خاصته بتقوى الله (أي أن يخاف الله في نفسه) .. ومَن معه من المسلمين خيرا ً" !!..
ثم كان يقول لهم :
" اغزوا باسم الله .. وفي سبيل الله .. وقاتلوا من كفر بالله ..
اغزوا ولا تغدروا .. ولا تغلوا (أي تسرقوا ما لا يحل لكم) .. ولا تمثلوا (والمُـثلة هي : تشويه المقتول أثناء قتله أو بعد القتل) .. ولاتقتلوا وليدا ً" !!!.. رواه مسلم في صحيحه ..
فهل سمعتم بـ (قائدٍ رحيم ٍ) ينصح مثل هذه النصائح العملية مثل هذا النبي الخاتم (محمد) ؟؟!!!..
حيث أن ما قاله في هذا الحديث :
هو الشرع الذي عمل به أصحابه والمسلمون من بعده بالفعل في فتوحاتهم جميعها ....
والتي طبقوا فيها (عمليا ً) : أسمى معاني (أخلاق الفروسية) التي لم يعرفها العالم أبدا ً: كما عرفها وذاقها على أيدي المسلمين !!!...
>> وهنا : يأتي موعدنا مع النقطة الرابعة والأخيرة ..
والتي سأعرض عليكم فيها :
الكثير من شهادة المنصفين (الغير المسلمين) أنفسهم : لصالح (الفتوحات الإسلامية) !!!..
فاسمعوا معي : الحقائق التي يُخفيها عنكم الإعلام (الكاره للإسلام) في بلادكم !!!...
يقول (ول ديورانت) في كتابه (قصة الحضارة – 12/131) :
" لقد كان أهل الذمة المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون : يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح : لا نجد لها نظيراً في البلاد المسيحية في هذه الأيام !!!!..
فلقد كانوا : أحرارا ًفي ممارسة شعائر دينهم .. واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم " !!!..
ويقول أيضا في نفس الكتاب السابق :
" وكان اليهود في بلاد الشرق الأدنى : قد رحبوا بالعرب الذين حرروهم من ظلم حكامهم السابقين .. وأصبحوا يتمتعون بـ : (كامل الحرية) في حياتهم وممارسة شعائر دينهم ..
وكان المسيحيون : أحرارا ً في الاحتفال بأعيادهم .. وكان الحجاج المسيحيون : يأتون أفواجا ً آمنين لزيارة الأضرحة المسيحية في فلسطين .. وأصبح المسيحيون (يقصد في بلاد الإسلام) والذين خرجوا على كنيسة الدولة البيزنطية (أي على حكم الكنيسة بروما) .. والذين كانوا يلقون صورا ًمن الاضطهاد على يد بطاركة القسطنطينية وأورشليم والاسكندرية وإنطاكيا : أصبح هؤلاء الآن :
أحرارا ًآمنين : تحت حكم المسلمين " !!!!!..
واسمعوا أيضا ً ما يقوله (توماس آرنولد) في كتابه (الدعوة إلى الإسلام – 99) :
" لم نسمع عن أية محاولة مُدبرة لإرغام غير المسلمين على قبول الإسلام !!!.. أو حتى عن أي اضطهاد منظم : قصد به المسلمون استئصال الدين المسيحي " !!!!!...
فهذه الشهادات المنصفة من هؤلاء المؤرخين والدارسين حقا ًللحضارة الإسلامية وتاريخها :
تعكس لكم بصدق : حقيقة هذا الدين الإسلامي العظيم : والذي لم ولن يُرغم أحدا ًعلى الدخول فيه !!!..
وقد جاء عن (روبرتسن) في كتابه الشهير : (تاريخ شارلكن) قوله :
" إن المسلمين وحدهم : هم الذين جمعوا بين (الغيرة لدينهم) .. وبين (روح التسامح) نحو :
أتباع الأديان الأخرى !!!.. وأنهم مع امتشاقهم السيوف نشرا ًلدينهم :
فقد تركوا (كل مَن لم يرغب في هذا الدين) : أحرارا ًفي التمسك بتعاليمهم الدينية " !!!..
وقريبا ًمن معنى هذا الكلام أيضا ً: هو قول الراهب (ميشود) في كتابه (رحلة دينية في الشرق) :
" ومن المؤسف أن (تقتبس) الشعوب النصرانية من المسلمين : (التسامح) !!!.. والذي هو :
آية الإحسان بين الأمم ... واحترام عقائد الآخرين .. وعدم فرض أي معتقد عليهم بالقوة " !!!!...
وأما الغريب : فهو ما نقله (أيه إس ترتون) في كتابه (أهل الذمة في الإسلام – 159) من شهادة البطريك (عيشو يابه) الذي تولى منصب (البابوية) حتى عام (657هـ) بقوله :
" إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم : يعاملوننا كما تعرفون !!!..
إنهم ليسوا بأعداء للنصرانية !!.. بل يمتدحون ملتنا !!!.. ويوقرون قديسينا وقسسنا !!!.. ويمدون يد العون إلى كنائسنا وأديرتنا " !!!!..
فهل رأيتم عظمة مثل هذه العظمة الإسلامية في التعامل مع (الآخر) ؟؟!!..
هل رأيتم دينا ً: يصلح فيه أن يعيش الجميع في (حرية معتقد) : مثل دين الإسلام العظيم ؟؟!!.
واسمعوا لقول المفكر الأسباني (بلاسكوا أبانيز) في كتابه (ظلال الكنيسة) وهو يتحدث عن الفتح الإسلامي لـ (الأندلس) فيقول :
" لقد أحسنت (أسبانيا) : استقبال أولئك الرجال الذين قدموا إليها من القارة الإفريقية (يعني المسلمين) .. حيث أسلمت لهم القرى بأكملها بغير مقاومة ولا عداء !!!.. حيث ما كانت تقترب كوكبة من فرسان العرب من إحدى القرى : حتى تفتح لها القرية الأبواب !!!.. وتتلقاها بالترحاب !!!.. فكانت غزواتهم (أي فتوحات المسلمين في الأندلس) : غزوات (تمدين وحضارة) !!!.. ولم تكن غزوات (فتح ٍوقهر) !!!.. ولم يتخل أبناء تلك الحضارة (أي الإسلامية) زمنا ًعن فضيلة : (حرية الاعتقاد) !!!.. وهي الدعامة التي تقوم عليها :
كل عظمة حقيقية للشعوب !!!... حيث كانوا يقبلون في المدن التي ملكوها :
كنائس النصارى .. وبيع اليهود (جمع بيعة وهي من أماكن عبادة اليهود) .. ولم يخاف المسجد من معابد الأديان الأخرى التي سبقته : بل عرف لها حقها !!!... واستقر إلى جانبها : غير حاسد لها !!!.. ولا راغب في السيادة عليها " !!!...
ووالله : إن مثل هذه الشهادات (المنصفة) من غير المسلمين أنفسهم :
لتكفي لدحض الشبهات التي يروجها الجهال والمغرضين حول أن الإسلام : (قد انتشر بالسيف) !!!!...
حيث لم يجدوا غير هذه الحُجة الواهية المكذوبة : ليبرروا بها للعالم : سرعة انتشار الإسلام المذهلة في بلادهم !!!..
واسمعوا لما يقوله المؤرخ الإنجليزي السير (توماس أرنولد) مرة أخرى في كتابه (الدعوة إلى الإسلام - 51) :
" لقد عامل المسلمون المنتصرون : العرب المسيحيين :
بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة !!.. واستمر هذا التسامح : في القرون المتعاقبة !!!.. ونستطيع أن نحكم بحق : أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام (أي في بلاد العرب) : قد اعتنقته عن :
(اختيار ٍوإرادة حرة) !!!...
وأن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين :
لخير شاهد على هذا التسامح " !!!!..
وتقول المستشرقة الألمانية (زيغريد هونكه) في كتابها (شمس العرب تسطع على الغرب – 364) :
" العرب : (لم يفرضوا) على الشعوب (المغلوبة) : الدخول في الإسلام !!!.. فالمسيحيون والزرادشتية واليهود الذين عانوا من قبل الإسلام : (أبشع أمثلة للتعصب الديني وأفظعها) : سمح لهم المسلمون جميعا ً: ممارسة شعائر دينهم دون أي عائق يمنعهم !!!!...
بل وترك المسلمون لهم : بيوت عبادتهم وأديرتهم وكهنتهم وأحبارهم :
دون أن يمسوهم بأدنى أذى !!!!..
أو ليس هذا منتهى التسامح ؟!!!.. أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال ؟.. ومتى ؟!!.. " ..
وبالفعل : لا أستطيع إلا أن أكرر تساؤل هذه المستشرقة الصادقة :
" أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال ؟.. ومتى ؟!!.. " ..
بل إننا في عصرنا الحاضر (عصر حقوق الإنسان القوي .. ومنظمات حقوق الإنسان الضعيف المكذوبة) :
نشاهد ونسمع في كل يوم : انتهاكات الغرب المستمرة لبلاد المسلمين بكل وحشية !!!!...
من تعذيب وتشريد وقتل الأبرياء من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال !!!!...
وما الذي يحدث في (فلسطين) و(العراق) وما قبل ذلك وما سيأتي منكم ببعيد !!!..
فيا ليت الغرب عامل بلادنا : كما عامل المسلمون بلادكم حين فتحها !!!!....
ويا ليته لم يحاول فرض (النصرانية المُحرفة المشركة بالله) :
على المسلمين بالقوة وبالغش وبالخداع وباستغلال الحاجات والفقر كما يفعل الآن في بلادنا !!!!...
واستمعوا للتصريح المنصف التالي أيضا ً..
والذي أدلى به المستشرق (دوزي) في كتابه (نظرات في تاريخ الإسلام) حيث قال :
" إن تسامح ومعاملة المسلمين الطيبة لأهل الذمة : أدى إلى إقبالهم على الإسلام !!!..
حيث أنهم رأوا فيه من اليسر والبساطة : ما لم يألفوه في دياناتهم السابقة " !!!!!..
وأقول : سبحان الله !!!.. وهل يدخل آلاف الناس في الإسلام الآن (في بلادكم وسائر دول العالم) :
إلا لنفس هذه الأسباب ؟؟!!!...
يقول (غوستاف لوبون) في كتابه (حضارة العرب – 127) :
" إن القوة : لم تكن عاملا ًفي انتشار القرآن !!!.. فقد ترك العرب : الناس (المغلوبين) :
أحرارا ًفي أديانهم !!!!.. فإذا حدث أن اعتنقت بعض الشعوب النصرانية الإسلام ..
واتخذت اللغة العربية لغة لها :
فإنما ذلك بسبب ما كان يتصف به العرب الغالبون من (العدل) الذي لم يكن للناس عهد بمثله من قبل !!!.. ولِـما كان عليه الإسلام من (السهولة) التي لم تعرفها الأديان الأخرى " !!!..
فسبحان الله !!!.. ألا ترون معي (اتفاق هؤلاء المؤرخين المتخصصين جميعا ً) على عظمة هذا الدين !!!..
واتفاقهم أيضا ًعلى أنه : لم ينتشر أبدا ًبالقوة !!!.. بل بمخالطة شعوب الأرض له ولتعاليمه الإلهية السامية !!!..
حيث يقول (غوستاف لوبون) أيضا ً:
" وما جهله المؤرخون (أي الذين يهاجمون الإسلام عن جهل ٍوسطحيةٍ وأخبار ٍمكذوبه سابقة) : هو أن (حِلم) العرب الفاتحين .. و(تسامحهم) :
كان من (الأسباب السريعة) في اتساع فتوحاتهم !!.. وفي سهولة : (اقتناع) كثير من الأمم بدينهم وبلغتهم !!!!..
والحق : أن الأمم لم تعرف : (فاتحين) (رحماء) و(متسامحين) : مثل العرب !!!.. ولا دينا ًسمحا ً:
مثل دينهم " !!!!....
ويُلخص كل هذه الحقائق الباهرة أيضا ً: المؤرخ (ول ديورانت) في كتابه (قصة الحضارة) بقوله :
" وبسبب منهج (التسامح الديني) الذي كان ينتهجه المسلمون الأولون :
اعتنق الدين الجديدَ : (معظم) المسيحيين !!!.. و(جميع) الزرادشتيين والوثنيين :
إلا عدد ٌقليل ٌمنهم !!!.. واستحوذ الدين الإسلامي : على قلوب (مئات الشعوب) في البلدان الممتدة من : (الصين وأندنوسيا) شرقا ً: إلى (مراكش والأندلس) غربا ً!!!!..
فاستحوذ الإسلام على خيالهم !!!.. وسيطر على أخلاقهم !!!.. وصاغ لهم حياتهم !!!.. وبعث فيهم آمالا ً: تخفف عنهم بؤس الحياة ومتاعبها " !!!!..
فهل تدبرتم معي هذه المعاني العظيمة في كلمات هؤلاء المنصفين من بني جلدتك ومن بلادكم ؟؟!!..
وأقسم بالله العظيم : أنكم ستجدون (تطابقا ً) مذهلا ًبين هذه الأقوال المنصفة : وبين وصف الله تعالى للنبي الخاتم (محمد) وأمته في العهدين القديم والجديد : وفي بشارات الله تعالى بانتشار هذا الدين في كل الأرض : ودخول الناس فيه أفواجا ً!!!!...
يقول (روبرتسون) في كتابه (تاريخ شارلكن) : وهو يقارن جيوش الإسلام : بجيوش الكنيسة الرومانية في العصور الوسطى وفي عصور الحملات الصليبية الغاشمة على بلاد الإسلام والقدس : والتي كان يقف من ورائها البابا والمجمعات الكنسية بالاكاذيب والتحريضات الدموية الباطلة : حيث يقول ذلك المؤرخ الصادق :
" لكنا : لم نعلم أبدا ً للإسلام :
1)) مُجمعا ًدينيا ًمتسلطا ً!!!!...
2)) ولا : رُسلا ًوراء الجيوش !!!..
3)) ولا : رهبانية بعد الفتح !!!..
فلم يُكره الإسلام أحدا ًعلى اعتناقه بـ (السيف) ولا حتى بـ (اللسان) !!!.. بل دخل القلوب عن :
(شوق ٍ) و(اختيار) !!!.. وكان ذلك : بسب ما جاء في القرآن من الحث على :
(حُسن التأثير) و (الأخذ بالأسباب) " !!!!...
سكت الشيخ (عبد الله) قليلا ًوهو يُقلب الأوراق التي كان يقرأ منها أمامه .. ثم قال :
والشهادات المنصفة لهذا الدين : هي كثيرة جدا ًقديما ًوحديثا ًوالحمد لله مستر (كارليتون) !!...
ولكني سأختم معكم الآن بخبر قصير :
يدلكم على مدى ملائمة الشرع الإسلامي لكل شيء في حياة البشر جميعا ًعلى اختلافهم !!!..
وذلك لأنه كما أخبرتكم : هو شرع الله الكامل : والذي لم يتحرف أو يتغير !!!!...
ففي هذا الخبر القصير : يتحدث الدكتور (فيليب) في كتابه (تاريخ العرب) عن :
" رغبة أهل الذمة (وهم غير المسلمين في بلاد الإسلام) في : (التحاكم) إلى التشريع الإسلامي !!!.. واستئذانهم للسلطات الدينية في أن تكون : (مواريثهم) : حسب ما قرره الإسلام " !!!!..
فالحمد لله الذي جعلنا من أهل الإيمان به !!...
والحمد لله الذي جعلنا مسلمين !!!...
والآن ...
هل هذه الإجابة تكفي لهذه النقطة مستر (كارليتون) ؟؟!!!..
فانتقلت العيون لمستر (كارليتون) وهو يجيب :
الحق شيخ (عبد الله) :
أنني برغم سماعي وقراءتي من قبل للعديد من الآراء لدحض هذه الشبهات عن (الفتوحات الإسلامية) : إلا أنني وللمرة الأولى صراحة ً: أسمعها بكل هذا الوضوح والتفصيل والدفاع الرائعين :
والذين يسدون فم كل مَن يتحدث بهذه الأكاذيب والافتراءات عن الإسلام مرة ًأخرى !!!...
بل : أوأخبركم بشيءٍ ؟..
لقد غيرت رأيي في قرار تأخير إسلامي الذي حدثتكم عنه !!...
وذلك لأنه : لا أحد يعلم متى يموت !!.... ولذلك :
فيسعدني أن أكون (أول مَن يعلن إسلامه من الحاضرين) في هذه القاعة الليلة !!.. والذين بالمناسبة : أتوقع أن يكون عددهم كثيرا ًبالفعل بعد انتهاء هذه الندوة الممتعة المؤثرة !!!!...
وها أنا ذا أشهد أمامكم جميعا ً: بأنه :
لا إله إلا الله .. لا شريك له .. وأن (محمدا ً) : رسول الله الخاتم للبشر جميعا ً....!
وهنا : تهلل وجه كل ٍمن الشيخ (عبد الله) والشيخ (محمد) بالفرح العميم ... وأخذا يُكرران في سعادة غامرة : الله أكبر ... الله أكبر ....
اللهم تقبل ... اللهم تقبل !!!...
وتمنوا لو كان مستر (كارليتون) قريبا ًمنهما الآن : لكانا توجها إليه واحتضناه وهنآه بهذا الفوز العظيم !!!..
وأما معظم الحاضرين في القاعة : فقد شعروا بشعور ٍغريب ٍ: لم يشعروا به من قبل !!!..
ولن يشعر به : إلا مَن حضر إنسانا ًفسمعه وشاهده : وهو يدخل في دين الله عز وجل بالشهادتين !!..
بل وقد اقشعرت أبدانهم مع نطق مستر (كارليتون) لشهادة الإسلام بلغتهم !!!.. وتساءل كل ٌمنهم في نفسه :
هل حان الوقت للاعتراف بهذه الحقيقة (والتي لم يعد لإنكارها أي معنى) :
وخصوصا ًبعد كل هذا الكلام الذي استمعوه في هذه الندوة ؟؟!!.. أم لا ؟!!..
هل حان الوقت للاعتراف كما اعترف مستر (كارليتون) بأنه حقا ً:
لا إله إلا الله .. لا شريك له .. وأن (محمدا ً) : رسول الله الخاتم للبشر جميعا ً....!
فأحس معظم الحاضرين ساعتها باضطراب ٍكبير .. وتردد ٍوحيرة : عصفت بتفكيرهم لثوان ٍقليلة ...
حيث قطعها عليهم الشيخ (عبد الله) وهو يقول :
والآن ... وحتى لا نضيع وقت هذه الندوة المباركة بإذن الله تعالى ...
أدعو أخي الشيخ (محمد) لأن يختار لنا سائلا ًجديدا ً....
فليتفضل ....