6)) الحوض الجيني .. العقبة الكئود !!..
بقلم أبو حب الله
بعد أن أخذنا جولة ًسريعة ًفي المشاركة السابقة عن مشكلة انتقال الأسماك إلى البر باختصار (ولي عودة في المشاركة القادمة لتفصيل بعض ذلك أيضا ً) ..
سنتعرض في هذه المشاركة لعقبة كئود ثانية في سبيل القول بالتطور بالطفرات : قد استعصى على التطوريين تزييفها هي الأخرى : وانكشفت أكاذيبهم التي نسجوها حولها : وحاولوا إكسابها لباسا ًعلميا ً: فخزلهم العلم حتى في هذه !!!..
ولكن مرة أخرى وقبل البدء :
تعالوا نستعرض في عجالة العقبة الكئود السابقة وهي : عدم وجود ولو حفرية انتقالية واحدة : تدعم سيناريوهات التطوريين الخيالية عن التحول من نوع من كائنات حية : إلى الآخر !!..
-----
فقد وجد علماء الحفريات والمتحجرات : أن الكائنات الحية المختلفة : قد ظهرت بصورة مفاجئة وبصورتها التي نعرفها اليوم : فيما يُعرف عند علماء الجيولوجيا باسم "الانفجار الكَمبَري" !!..
Cambrian Explosion !!.. وهو ليس انفجارا ًطبعا ًبالمعنى المعروف ولكن : ترمز كلمة انفجار إلى ذلك الظهور المفاجيء للكائنات الحية كما قلنا بل : خصوا من ذلك العصر جزءا ًمنه مقداره 5 مليون سنة تقريبا ًلظهور الكائنات الحية : وهو يعتبر زمنا ًقصيرا ًجدا ًمن وجهة نظر التطور وسيناريوهاته الموضوعة لمليارات ومئات ملايين السنين !!..
فقبل هذا العصر : لم يكن هناك أي أثر في الحفريات عن أي كائنات : ما عدا بعض الكائنات وحيدة الخلية : أو الكائنات متعددة الخلايا البسيطة : وهي المعنية بعملياتها الحيوية لتمهيد الحياة في البر والبحر للكائنات الحية بعد ذلك (وفي الحديث الشهير في صحيح مسلم : أن الله تعالى مهد الأرض أولا ًبالتربة والجبال والشجر والنور : ثم خلق فيها الدواب كلها مرة ًواحدة : ثم خلق آدم أخيرا ًعليه السلام) ..
ويؤكد هذه المعلومات عن العصر الكمبري وظهور الكائنات الحية فيه فجأة بدون أية حفريات أو متحجرات لكائنات بينية أو انتقالية كل ٌمن :
Stephen C. Meyer ... P. A. Nelson ... Paul Chien وذلك في مقال نشر لهم في عام 2001م !!..
< وفي المشاركات القادمة بإذن الله تعالى : سوف أعرض لكم صور متحجرات لمختلف الكائنات الحية برا ًوبحرا ًوجوا ً: من نفس الحقب الزمنية من ملايين ومئات الملايين من السنين >
كما نشرت أيضا ًمجلة Science News عن الإنفجار الكمبري أنه يُعتبر :
" شَرَك الموت لنظرية التطور " حيث قالت :
" إن الكائنات التي ظهرت في العصر الكمبري : ظهرت فجأة !!.. وبنفس الصورة المعقدة التي نراها اليوم !!.. وأنها ظهرت متباينة : ومتميزة عن بعضها تماما ً: كما نراها اليوم " !!..
صورة تبين شجرة التطور المزعومة التي من المفترض أن تكون عليها الكائنات الحية : حيث تبدأ بكائن حي واحد في الأسفل (وهو الأقدم في الزمن) : ثم مع مرور مئات الملايين من السنين : تتشعب وتتنوع وتتطور إلى كل الكائنات الحية التي نعرفها !!
وأما في الصورة التالية :
فسنرى ما كشفت عنه سجلات الحفريات والمتحجرات المكتشفة فعلا ًلكل الكائنات الحية : حيث نرى أن النوع الواحد يظهر فجأة على خط التنوع الأفقي من الأسفل :
ثم يظل ثابتا ًعلى نوعه لمئات الملايين من السنين وإلى اليوم !!
ومن العجيب أننا نرى كائنات تنقرض : لأسباب بيئية متنوعة : وأخيرا ًبسبب الإنسان .. ولكننا أبدا ًلم ولن نرى في حياتنا كائنات تتطور لأخرى !!..
ومن هنا .. كانت العقبة الكئود للدارونيين وللمؤمنين بالتطور البيولوجي هي : مطالبتهم بأن يفسروا لنا في ضوء نظريتهم : كيف أمكن لكل هذه الكائنات الكثيرة المتنوعة : أن توجد هكذا فجأة ؟!!.. وبكامل تعقيدها (ونحن نرفض وصف أحدها بالبدائي : فكلها معقدة حتى الوحيدة الخلية منها : فيها نظام تغذية وهضم وفرز مواد وإخراج وتكاثر وحركة !!) .. بل : وكيف وجدت كل هذه المخلوقات بتباينها : من دون وجود (جد أعلى) مشترك لهم جميعا ً!!..
فأما المكابرين المعاندين فلا يرون في ذلك بأسا ً: حتى لو أضحكوا عليهم العالم (مثل المدعوRoger Lewin) : فهو ما زال يقول أن هذا الظهور الفجائي من أهم أحداث التطور !!.. (ألم أقل لكم أن التطور : هو عقيدة الإلحاد التي لو انهدمت : لم يبقى لهم سوى الاعتراف بالله تعالى الخالق الباريء المصور : اللهم إلا الذين سينسبون الخلق ساعتها إلى كائنات فضائية مثلا ً: وساعتها : يدخلون في دائرة مغلقة لا نهاية لها ولا أول تتساءل : ومن خلق الذي خلقهم) ؟!!..
بل وحتى ريتشارد داوكينز نفسه : عالِم الحيوان من جامعة أوكسفورد Oxford University zoologist : Richard Dawkins : وهو من أشد المدافعين عن نظرية التطور لإلحاده :
يعترف بهذه الحقيقة وهي أنه في طبقات الأرض المعبرة عن العصر الكمبري : توجد بالفعل كائنات حية في مرحلة متقدمة من التعقيد والتميز : دون ظهور أي دليل على تاريخ تطورها !!.. فهذه الكائنات تظهر فجأة : كما لو كانت قد أُنبِتت في هذا العصر !...
< ومع ذلك : هو من أشد المعارضين والمهاجمين لفكرة التطور بالطفرات ! >
وأما Phillip Johnson : وهو أيضا ًمن مؤيدي الدارونية والتطور المتدرج مثل داوكينز : فهو لم يملك نفسه من الاعتراف بالتناقض بين هذه الحقيقة الجيولوجية عن عصر الانفجار الكمبري : وبين فرضية التطور إذ يقول :
" إن نظرية التطور : تفترض وجود مخروط في اتجاه الزيادة في التنوع (يعني رأس المخروط المدببة : هو الجد الأعلى للكائنات الحية : وكلما اتجهنا للطرف الآخر الواسع للمخروط : زاد التنوع بين الكائنات) أما تلك الحقيقة الجيولوجية : فكأنما قلبت المخروط رأسا ًعلى عقب !!.. حيث بدأت الشعب كلها سويا ً!!.. ومنها ما اختفى حاليا ً(أي انقرض) " !!!..
--- مداعبة جديدة للجينات ---
بعد كل هذه الطرق المسدودة : انخرط التطوريون للبحث عن طريق آخر : يثبتون فيه تطور الشعب القريبة من بعضها عن بعضها !!!..
فقاموا أولا ًبتغيير التعبير الدارج : "تحمل صفات متشابهة جدا" بقولهم :
"تحمل شفرات جينية : متشابهة جدا ًمن بعضها" !!..
ولكن هذا الخيط المتهالك : قد انهار هو الآخر مع زيادة الاكتشافات الجينية في الكائنات الحية !!..
حيث اكتشف علماء الجينات أن ما كان يسميهم الداروينيون والتطوريون في شجرة تطورهم المزعومة بـ (أقارب حميمين تطوروا من بعضهم البعض) : اكتشفوا أنهم في أشد التباين جينيا ً!!!..
ففي مقال منشور في عام 2000م في :Proceedings of the National Academy of Sciences, USA : يوضح أن تحاليل الـ DNA الأخيرة : أدت إلى إعادة ترتيب الشعب المختلفة للحيوانات : والتي كانت تعتبر كائنات متوسطة في الماضي حيث يقول المقال :
" إن تحليل تتابع الـ DNA : يُملِي تأويلا ًجديدا ًللكائنات في الشجرة الجينية !!.. فشعب الحيوانات التي كانت تعتبر ممثلة لمراحل متتالية متدرجة من التعقيد : والتي تبدأ من قاعدة الكائنات متعددة الخلايا : انتقلت في التصنيف الجديد إلى أماكن أعلى : في منتصف الشجرة !!.. وهذا بالطبع يلغي أي كائنات متوسطة " !!..
وفي نفس المقال أيضا ً: ألمح بعض العلماء الدارونيين إلى الحقيقة بأن :
" بعض الكائنات التي كانت تعتبر انتقالية بين مجموعات مثل الإسفنجيات (sponges) : واللواسع (Cnidarians) : والمُشطيات (ctenophores) : الكائنات الانتقالية بين هذه المجموعات : لا يمكن اعتبارها كذلك بعد الآن !!.. حيث ثبت أنها مختلفة اختلافا ًجينيا ًكبيرا ً" !!..
-------
وهنا ...
وقبل أن ندخل مباشرة ًللحديث عن الحوض الجيني المميز لكل كائن حي :
نتعرض لمثال ٍفاشل ٍآخر من أمثلة التطوريين التي ملأوا بها الكتب كذبا ًوتدليسا ًوخيالا ًوافتراضات !!.. ألا وهو :
ادعائهم تطور الفقاريات : من الحبليات ..
< يعتقد التطوريون أن اللافقاريات : تطورت للحبليات : ثم تطورت للفقاريات >
>> فالحبليات :
هي كائنات يظهر فيها جهاز عصبي : يتكون من مخ وحبل شوكي .. وهي مجموعة شاملة تحوي من ضمنها الفقاريات ..
>> والفقاريات :
تحتوي بدورها على مجموعة من الطائفات Classes : مثل الأسماك والبرمائيات والزواحف والطيوروالثدييات ..
>>
وأما أقدم الكائنات التي تم التعرف عليها من الحبليات : فهو كائن الـ Pikaia .. وهو كائن بحري : يتميز بجسم طويل : يشبه الدودة ...
يقول الدكتور مصطفى كورو (وهو عالم أحياء تركي مؤيد لنظرية التطور) يقول في كتاب له عن الفقاريات :
" مما لا شك فيه (ولاحظوا : ينفي الشك : ثم سيعلن في الكلام القادم عن : عدم وجود دليل واحد على ما يقول) : أن الحبليات قد تطورت من اللافقاريات .. إلا أن عدم وجود كائنات انتقالية بين اللافقاريات والحبليات : يفتح مجالا ًأمام الكثير من الناس لوضع افتراضاتهم " !!..
فبالله عليكم : هل هذا أسلوب كلام علمي منطقي ؟!!!..
يبدأ كلامه بـ " مما لا شك فيه " : ثم ينفي وجود دليل على ما يقول !!..
فماذا يكون الشك إذا لم يكن في هذا شك ؟!!..
بل يقول في موضع آخر من نفس الكتاب :
" إن كل الآراء التي ذكرتها عن أصل الفقاريات (يعني تطورها من الحبليات) : يتم مقابلتها بشك كبير !!.. لأنها : غير مبنية على سجل الحفريات " !!!..
فيالتعاسة هؤلاء الداروينيون والتطوريون الغارقون في الأحلام !!!..
فهم يبحثون الآن عن : حفريات لكائنات لافقارية : تطورت منها الحبليات !
ويبحثون أيضا ًعن : حفريات لكائنات فقارية انتقالية بين الطائفات الفقارية المختلفة :
ليستطيعوا القول بأنها تطورت من بعضها البعض !!!..
فلا وجدوا هذا !!.. ولا وجدوا ذاك ..
ولكن ما زال الكفر بالإله الخالق هو الكفر !!.. وما زال الإلحاد هو الإلحاد !!!..
وكلما أرادوا اختراع حُجة جديدة يدارون بها على فشلهم :
أضحكوا العقلاء عليهم !!!..
فقد ادعوا مثلا ًأن الكائنات الانتقالية بين اللافقاريات والحبليات : لا تظهر في الحفريات لأنها ذات أجسام رخوة !!!..
في حين يعلم القاصي والداني من علم المتحجرات : وجود ألاف حفريات الكائنات اللافقارية الرخوة في العصر الكمبري نفسه (وكما سأعرض عليكم بالصور قريبا ًبإذن الله تعالى) !!.. وذلك مثل الحفريات التي تم العثور عليها في منطقة Burgess Shale في كندا !!.. فما الذي يجعل الكائنات (الانتقالية أو البينية) خصيصا ًهي التي لا تظهر ؟!!..
< نفس المأساة في خذلان الحفريات والمتحجرات الدائم لهم > !
حيث من المعلوم أن الكائنات اللافقارية الرخوة التركيب : تتحول إلى حفريات ويظل جسمها كاملا ًدون تحلل : إذا ما تمت تغطيتها بالطين فجأة : مع وجود كمية قليلة جدا ًمن الأوكسجين ...
وحتى ما ادعاه التطوريون الكذابون من أن أوائل كائنات الحبليات مثل الـ Pikaia : هي التي تطورت إلى الأسماك : فانهدم هو الآخر مع خذلان السجل الحفري لهم من جديد !!..
حيث ظهرت كل أنواع الأسماك المعروفة في يومنا هذا : ظهرت حفرياتها كما هي مرة واحدة مكتملة التركيب كما نعرفها اليوم ومنذ العصر الكمبري !!!..
وفي هذا يعترف Robert Carroll بالعجز الذي تعانيه نظرية التطور فيما يتعلق بأصل الأنواع المختلفة في أوائل الفقاريات فيقول :
" حتى الآن : ليس لدينا دليل على طبيعة الانتقال بين الرأس حبليات cephalocordates (يعني الحبليات ذوات رأس واضحة) : والحيوانات ذوات الجمجمة Craniates !!.. فإن أوائل الفقاريات المعروفة : هي لديها بالفعل صفات مكتملة مثل ذوات الجمجمة !!.. وهذا محفوظ في سجل الحفريات !!.. كما لا يوجد أيضا ًدليل من الحفريات على : كيفية نشأة الفقاريات ذوات الفك jawed vertebrates " !!..
ونختم هذه النقطة بتساؤلات وتعجبات عالم حفريات آخر مؤيد للتطور هو Gerald T. Todd .. حيث يذكر في كتاب له باسم "تطور الرئة : وأصل الأسماك العظمية" فيقول :
" إن كل نوع من الأقسام الثلاثة للأسماك العظمية : يظهر في سجل الحفريات في الوقت ذاته !!.. إن هذه الكائنات : تحتوي بالفعل على أشكال ظاهرية متباينة !!.. وفيهم حراشف كثيرة !!.. كيف نشأت ؟!!.. ماذا جعلهم يتنوعون بهذا الشكل الكبير ؟!!.. كيف أصبح فيهم كل هذه الحراشف ؟!!.. ولماذا ليس هناك أي أثر لأي كائن انتقالي " ؟!!!..
فهناك ملايين الحفريات لللافقاريات .. وهناك ملايين الحفريات للأسماك .. إلا أنه لا يوجد :
ولا حفرية واحدة لأي كائن انتقالي ....!
------
كيف أرادوا الطفرات أن تحل لهم المشكلات ؟!!..
لقد رأينا في المشاركة السابقة عن معضلة انتقال الأسماك إلى البر :
المشاكل التالية تشريحيا ًحيث :
>> لابد وأن تتغير الخياشيم : إلى رئات حتى تستطيع التنفس في البر !
>> ولابد وأن تكتسب الزعانف صفات الأرجل : حتى تستطيع أن تحمل وزن الجسم !
بما يتطلبه ذلك أيضا ًمن تغيير في العظام والعضلات معا ً..
>> ولابد وأن تتغير الكلية وكل أجزاء الجهاز الإخراجي : حتى تعمل في بيئة البر بدلا ًمن البحر !
(أصلا ًيوجد اختلاف بين إخراج أسماك المياه العاذبة : والمياه المالحة : فما بالنا بالبر) !!..
>> ولابد للجلد أن يكتسب ملمسا ًوتركيبا ًمتغيرا ً: ليمنع فقد الماء من الجسم !!..
ومن غير أن تقع هذه التغييرات (( معا ً)) وفي وقت ٍواحد للسمكة : فلن تستطيع العيش على البر إلا لدقائق معدودات كما هو مشاهد !!!..
حيث من بعد استبعاد فرضية ديمرسوي نصير التطور التركي عن تحول وتحور أعضاء السمكة بالاستخدام والبيئة الخارجية (نفس نظرية توريث الصفات المكتسبة الساذجة للامارك) :
فلن يبقى أمام التطوريين والداروينيين كما قلنا إلا :
الحل السحري : الطفرات !!!..
ولكن :
ماذا لو لم تستطع مجموعة الأسماك المهاجرون الأوائل من البحر إلى البر : ماذا لو لم يستطيعوا عمل هذه التعديلات (أو تحدث فيهم هذه الطفرات الكثيرة المتنوعة الغاية في الكمال والتصميم) : في سرعة في أجسامهم ؟!! (على الأقل كما قلنا الجهاز التنفسي والإخراجي والهيكلي) ..
إنهم سيموتون حتما ًوبلا شك : وقبل أن تكتمل ولو قصة نجاح واحدة !!..
إذ لا بد وأن تحدث هذه الطفرات : بسرعة .. وبالتحديد .. وبدقة .. وفي وقت واحد .. والأهم :
أن تحدث وتكتمل جميعا ًفي سمكة واحدة : حتى تستطيع النجاة وتوريثها للأجيال التالية !!!..
فهل الأمر حقا ً: بهذه السخافة والسطحية والابتذال العلمي ؟!!..
وهنا ...
يصطدم ذلك الكلام المتهافت مع ما وقف عليه علم الجينات من أن الطفرات :
>> عشوائية !!..
>> غير محددة !!..
>> وتتم على زمن بعيد وأجيال مديدة (ولذلك يستخدمون في دراساتهم وأبحاثهم ذبابة الدروسوفيلا أو ذبابة الفاكهة : لقصر أجيالها ومزايا أخرى تساعد على سرعة ملاحظة تأثير طفراتهم الصناعية عليها : ولكن بعد 90 عاما ً: وألاف الأجيال : لم يحصلوا على طفرة واحدة مفيدة !) ..
>> كما أن الطفرات (وهي خطأ في التركيب الجيني للكائن الحي) : هي ضارة بالأصل وتتمثل في إفساد صفة معينة : ولا علاقة لها أبدا ًفي إيجاد أي عضو جديد !!!..
ولهذا : فهذه الصورة (التقليدية) لتفسير التطور بالطفرات : لم يعد يتبناها أي عالم أحياء أو جينات محترم !!!..
فهل يئس التطوريين والداروينيين ؟!! (وتذكروا أن البديل هو الاعتراف بالخالق عز وجل) أقول :
لا ...!
فقد افترضوا (كالعادة : افتراضات) : افترضوا تفسيرا ًجديدا ًأسموه :
"التكيف المُسبَق" Pre-adaptation !!!..
وهو يعني أن السمكة : تكتسب أولا ً(أي وهي في الماء) : الصفات التي ستحتاج إليها على البر :
قبل أن تشعر حتى بمدى حاجتها لهذه الصفات بعد !!!!... (أرأيتم الذكاء !)
أو باختصار لمَن لم يستوعب معنى (التكيف المسبق) هو :
أن تتجهز السمكة (جينيا ًبالطفرات على فترات طويلة من الزمن) : بما سوف تحتاجه على البر : قبل أن تشعر أنها ستحتاجه !!!!!!!!!..
وهذا الاستخفاف العلمي بعقول العوام والبسطاء من مخادعي التطور :
تهدمه مباديء نظرية التطور نفسها (هكذا وبكل بساطة) !!!..
إذ أن وجود صفات الكائنات البرية في الكائنات البحرية :
يُعد عيبا ًفي السمكة وليس ميزة !!!..
وعليه : ففكرة الانتقاء الطبيعي : ستمنع هذه الأسماك التي لم تتكيف تماما ًللعيش في الماء : ستمنعها من البقاء كما نص دارون !!!..
حيث أنها ستكون كائنات مَعيبة ضعيفة بالنسبة للأسماك الأخرى غيرها !!..
لأنه من البديهي لأي طفل صغير أن :
صفات الحيوانات البرية : تكون ميزة في الحيوان لو كان يعيش على البر !
وتكون نفسها عيبا ًلو كان يمتلكها وهو يعيش في البحر ...!
ولهذا كله :
فإن آخر قشة بات يقولها علماء التطور الأجلاء في محافلهم (العلمية) هو أن هذا التحول من البحر إلى البر وهذا الانتقال هو :
" معجزة فريدة من الطبيعة !!.. ولا يمكن اختبار كيفية حدوثها " !
ولهذا يرد عليهم Henry Gee محرر مجلة Nature بقوله :
" إن القصص المعتادة عن التطور : وعن (الحلقات المفقودة) : ليس لها مذاق ........ إلى أن قال : إذا كانت قصتكم عن كيف أن مجموعة من الأسماك زحفت على البر : وتطورت لها أرجل : فأنت مُجبَر على أن ترى مثل هكذا عملية تحدث مرة واحدة : ولا تتكرر !!.. فهذه الطريقة الوحيدة لإحكام القصة........." !!!!
ويعترف Robert Carroll أيضا ًبأنه :
" لا يوجد لا في سجل الحفريات : ولا في نتائج دراسات تطور الأنواع الحيوانية حاليا ً: ما يعطي صورة كاملة عن : كيفية تطور الأرجل المزدوجة في رباعيات الأقدام " !!!..
مفاجأة !!..
وبهذه المعلومات البسيطة والواضحة في نفس الوقت أيضا ً:
نقف على تفاهة ما رسمه الداروينيون والتطوريون من تصورات لانتقال حيوانات البر إلى الجو أيضا ً!!.. أي : إلى طيور !!!..
فمن جهة التأثر بالبيئة في التغيير إلى طيور : فهي فرضية ساقطة !
ومن جهة الطفرات العمياء : فهي عاجزة تماما ًعن تفسير الكمال الرهيب والدقة المدهشة في خلقة الطيور (خفة العظام - جهاز تنفسي خاص - روعة في تكوين الريش ومناسبته لوظيفة الطيران .. إلخ)
وأما من جهة (التكيف المسبق) :
فالسؤال ما زال قائما ً:
كيف يُتخيل بقاء حيوان : وقد تحورت قدماه الأماميتان إلى ريش ؟!!..
فلا هما ظلا قدمين كباقي أقدام الحيوانات يستخدمهما بكفاءة !!..
ولا هما قد صارا جناحين يصلحان للطيران !!..
فهل بالله عليكم : هل هذا (فائدة) ؟!.. أم (عيب) يقتضي من الانتقاء الطبيعي التخلص منه وفق نظرية دارون نفسها !!!.. بل ومنطقا ًوعقلا ًوعلما ًأيضا ً!!!..
بقلم أبو حب الله
بعد أن أخذنا جولة ًسريعة ًفي المشاركة السابقة عن مشكلة انتقال الأسماك إلى البر باختصار (ولي عودة في المشاركة القادمة لتفصيل بعض ذلك أيضا ً) ..
سنتعرض في هذه المشاركة لعقبة كئود ثانية في سبيل القول بالتطور بالطفرات : قد استعصى على التطوريين تزييفها هي الأخرى : وانكشفت أكاذيبهم التي نسجوها حولها : وحاولوا إكسابها لباسا ًعلميا ً: فخزلهم العلم حتى في هذه !!!..
ولكن مرة أخرى وقبل البدء :
تعالوا نستعرض في عجالة العقبة الكئود السابقة وهي : عدم وجود ولو حفرية انتقالية واحدة : تدعم سيناريوهات التطوريين الخيالية عن التحول من نوع من كائنات حية : إلى الآخر !!..
-----
فقد وجد علماء الحفريات والمتحجرات : أن الكائنات الحية المختلفة : قد ظهرت بصورة مفاجئة وبصورتها التي نعرفها اليوم : فيما يُعرف عند علماء الجيولوجيا باسم "الانفجار الكَمبَري" !!..
Cambrian Explosion !!.. وهو ليس انفجارا ًطبعا ًبالمعنى المعروف ولكن : ترمز كلمة انفجار إلى ذلك الظهور المفاجيء للكائنات الحية كما قلنا بل : خصوا من ذلك العصر جزءا ًمنه مقداره 5 مليون سنة تقريبا ًلظهور الكائنات الحية : وهو يعتبر زمنا ًقصيرا ًجدا ًمن وجهة نظر التطور وسيناريوهاته الموضوعة لمليارات ومئات ملايين السنين !!..
فقبل هذا العصر : لم يكن هناك أي أثر في الحفريات عن أي كائنات : ما عدا بعض الكائنات وحيدة الخلية : أو الكائنات متعددة الخلايا البسيطة : وهي المعنية بعملياتها الحيوية لتمهيد الحياة في البر والبحر للكائنات الحية بعد ذلك (وفي الحديث الشهير في صحيح مسلم : أن الله تعالى مهد الأرض أولا ًبالتربة والجبال والشجر والنور : ثم خلق فيها الدواب كلها مرة ًواحدة : ثم خلق آدم أخيرا ًعليه السلام) ..
ويؤكد هذه المعلومات عن العصر الكمبري وظهور الكائنات الحية فيه فجأة بدون أية حفريات أو متحجرات لكائنات بينية أو انتقالية كل ٌمن :
Stephen C. Meyer ... P. A. Nelson ... Paul Chien وذلك في مقال نشر لهم في عام 2001م !!..
< وفي المشاركات القادمة بإذن الله تعالى : سوف أعرض لكم صور متحجرات لمختلف الكائنات الحية برا ًوبحرا ًوجوا ً: من نفس الحقب الزمنية من ملايين ومئات الملايين من السنين >
كما نشرت أيضا ًمجلة Science News عن الإنفجار الكمبري أنه يُعتبر :
" شَرَك الموت لنظرية التطور " حيث قالت :
" إن الكائنات التي ظهرت في العصر الكمبري : ظهرت فجأة !!.. وبنفس الصورة المعقدة التي نراها اليوم !!.. وأنها ظهرت متباينة : ومتميزة عن بعضها تماما ً: كما نراها اليوم " !!..
صورة تبين شجرة التطور المزعومة التي من المفترض أن تكون عليها الكائنات الحية : حيث تبدأ بكائن حي واحد في الأسفل (وهو الأقدم في الزمن) : ثم مع مرور مئات الملايين من السنين : تتشعب وتتنوع وتتطور إلى كل الكائنات الحية التي نعرفها !!
وأما في الصورة التالية :
فسنرى ما كشفت عنه سجلات الحفريات والمتحجرات المكتشفة فعلا ًلكل الكائنات الحية : حيث نرى أن النوع الواحد يظهر فجأة على خط التنوع الأفقي من الأسفل :
ثم يظل ثابتا ًعلى نوعه لمئات الملايين من السنين وإلى اليوم !!
ومن العجيب أننا نرى كائنات تنقرض : لأسباب بيئية متنوعة : وأخيرا ًبسبب الإنسان .. ولكننا أبدا ًلم ولن نرى في حياتنا كائنات تتطور لأخرى !!..
فأما المكابرين المعاندين فلا يرون في ذلك بأسا ً: حتى لو أضحكوا عليهم العالم (مثل المدعوRoger Lewin) : فهو ما زال يقول أن هذا الظهور الفجائي من أهم أحداث التطور !!.. (ألم أقل لكم أن التطور : هو عقيدة الإلحاد التي لو انهدمت : لم يبقى لهم سوى الاعتراف بالله تعالى الخالق الباريء المصور : اللهم إلا الذين سينسبون الخلق ساعتها إلى كائنات فضائية مثلا ً: وساعتها : يدخلون في دائرة مغلقة لا نهاية لها ولا أول تتساءل : ومن خلق الذي خلقهم) ؟!!..
بل وحتى ريتشارد داوكينز نفسه : عالِم الحيوان من جامعة أوكسفورد Oxford University zoologist : Richard Dawkins : وهو من أشد المدافعين عن نظرية التطور لإلحاده :
يعترف بهذه الحقيقة وهي أنه في طبقات الأرض المعبرة عن العصر الكمبري : توجد بالفعل كائنات حية في مرحلة متقدمة من التعقيد والتميز : دون ظهور أي دليل على تاريخ تطورها !!.. فهذه الكائنات تظهر فجأة : كما لو كانت قد أُنبِتت في هذا العصر !...
< ومع ذلك : هو من أشد المعارضين والمهاجمين لفكرة التطور بالطفرات ! >
وأما Phillip Johnson : وهو أيضا ًمن مؤيدي الدارونية والتطور المتدرج مثل داوكينز : فهو لم يملك نفسه من الاعتراف بالتناقض بين هذه الحقيقة الجيولوجية عن عصر الانفجار الكمبري : وبين فرضية التطور إذ يقول :
" إن نظرية التطور : تفترض وجود مخروط في اتجاه الزيادة في التنوع (يعني رأس المخروط المدببة : هو الجد الأعلى للكائنات الحية : وكلما اتجهنا للطرف الآخر الواسع للمخروط : زاد التنوع بين الكائنات) أما تلك الحقيقة الجيولوجية : فكأنما قلبت المخروط رأسا ًعلى عقب !!.. حيث بدأت الشعب كلها سويا ً!!.. ومنها ما اختفى حاليا ً(أي انقرض) " !!!..
--- مداعبة جديدة للجينات ---
بعد كل هذه الطرق المسدودة : انخرط التطوريون للبحث عن طريق آخر : يثبتون فيه تطور الشعب القريبة من بعضها عن بعضها !!!..
فقاموا أولا ًبتغيير التعبير الدارج : "تحمل صفات متشابهة جدا" بقولهم :
"تحمل شفرات جينية : متشابهة جدا ًمن بعضها" !!..
ولكن هذا الخيط المتهالك : قد انهار هو الآخر مع زيادة الاكتشافات الجينية في الكائنات الحية !!..
حيث اكتشف علماء الجينات أن ما كان يسميهم الداروينيون والتطوريون في شجرة تطورهم المزعومة بـ (أقارب حميمين تطوروا من بعضهم البعض) : اكتشفوا أنهم في أشد التباين جينيا ً!!!..
ففي مقال منشور في عام 2000م في :Proceedings of the National Academy of Sciences, USA : يوضح أن تحاليل الـ DNA الأخيرة : أدت إلى إعادة ترتيب الشعب المختلفة للحيوانات : والتي كانت تعتبر كائنات متوسطة في الماضي حيث يقول المقال :
" إن تحليل تتابع الـ DNA : يُملِي تأويلا ًجديدا ًللكائنات في الشجرة الجينية !!.. فشعب الحيوانات التي كانت تعتبر ممثلة لمراحل متتالية متدرجة من التعقيد : والتي تبدأ من قاعدة الكائنات متعددة الخلايا : انتقلت في التصنيف الجديد إلى أماكن أعلى : في منتصف الشجرة !!.. وهذا بالطبع يلغي أي كائنات متوسطة " !!..
وفي نفس المقال أيضا ً: ألمح بعض العلماء الدارونيين إلى الحقيقة بأن :
" بعض الكائنات التي كانت تعتبر انتقالية بين مجموعات مثل الإسفنجيات (sponges) : واللواسع (Cnidarians) : والمُشطيات (ctenophores) : الكائنات الانتقالية بين هذه المجموعات : لا يمكن اعتبارها كذلك بعد الآن !!.. حيث ثبت أنها مختلفة اختلافا ًجينيا ًكبيرا ً" !!..
-------
وهنا ...
وقبل أن ندخل مباشرة ًللحديث عن الحوض الجيني المميز لكل كائن حي :
نتعرض لمثال ٍفاشل ٍآخر من أمثلة التطوريين التي ملأوا بها الكتب كذبا ًوتدليسا ًوخيالا ًوافتراضات !!.. ألا وهو :
ادعائهم تطور الفقاريات : من الحبليات ..
< يعتقد التطوريون أن اللافقاريات : تطورت للحبليات : ثم تطورت للفقاريات >
>> فالحبليات :
هي كائنات يظهر فيها جهاز عصبي : يتكون من مخ وحبل شوكي .. وهي مجموعة شاملة تحوي من ضمنها الفقاريات ..
>> والفقاريات :
تحتوي بدورها على مجموعة من الطائفات Classes : مثل الأسماك والبرمائيات والزواحف والطيوروالثدييات ..
>>
وأما أقدم الكائنات التي تم التعرف عليها من الحبليات : فهو كائن الـ Pikaia .. وهو كائن بحري : يتميز بجسم طويل : يشبه الدودة ...
يقول الدكتور مصطفى كورو (وهو عالم أحياء تركي مؤيد لنظرية التطور) يقول في كتاب له عن الفقاريات :
" مما لا شك فيه (ولاحظوا : ينفي الشك : ثم سيعلن في الكلام القادم عن : عدم وجود دليل واحد على ما يقول) : أن الحبليات قد تطورت من اللافقاريات .. إلا أن عدم وجود كائنات انتقالية بين اللافقاريات والحبليات : يفتح مجالا ًأمام الكثير من الناس لوضع افتراضاتهم " !!..
فبالله عليكم : هل هذا أسلوب كلام علمي منطقي ؟!!!..
يبدأ كلامه بـ " مما لا شك فيه " : ثم ينفي وجود دليل على ما يقول !!..
فماذا يكون الشك إذا لم يكن في هذا شك ؟!!..
بل يقول في موضع آخر من نفس الكتاب :
" إن كل الآراء التي ذكرتها عن أصل الفقاريات (يعني تطورها من الحبليات) : يتم مقابلتها بشك كبير !!.. لأنها : غير مبنية على سجل الحفريات " !!!..
فيالتعاسة هؤلاء الداروينيون والتطوريون الغارقون في الأحلام !!!..
فهم يبحثون الآن عن : حفريات لكائنات لافقارية : تطورت منها الحبليات !
ويبحثون أيضا ًعن : حفريات لكائنات فقارية انتقالية بين الطائفات الفقارية المختلفة :
ليستطيعوا القول بأنها تطورت من بعضها البعض !!!..
فلا وجدوا هذا !!.. ولا وجدوا ذاك ..
ولكن ما زال الكفر بالإله الخالق هو الكفر !!.. وما زال الإلحاد هو الإلحاد !!!..
وكلما أرادوا اختراع حُجة جديدة يدارون بها على فشلهم :
أضحكوا العقلاء عليهم !!!..
فقد ادعوا مثلا ًأن الكائنات الانتقالية بين اللافقاريات والحبليات : لا تظهر في الحفريات لأنها ذات أجسام رخوة !!!..
في حين يعلم القاصي والداني من علم المتحجرات : وجود ألاف حفريات الكائنات اللافقارية الرخوة في العصر الكمبري نفسه (وكما سأعرض عليكم بالصور قريبا ًبإذن الله تعالى) !!.. وذلك مثل الحفريات التي تم العثور عليها في منطقة Burgess Shale في كندا !!.. فما الذي يجعل الكائنات (الانتقالية أو البينية) خصيصا ًهي التي لا تظهر ؟!!..
< نفس المأساة في خذلان الحفريات والمتحجرات الدائم لهم > !
حيث من المعلوم أن الكائنات اللافقارية الرخوة التركيب : تتحول إلى حفريات ويظل جسمها كاملا ًدون تحلل : إذا ما تمت تغطيتها بالطين فجأة : مع وجود كمية قليلة جدا ًمن الأوكسجين ...
وحتى ما ادعاه التطوريون الكذابون من أن أوائل كائنات الحبليات مثل الـ Pikaia : هي التي تطورت إلى الأسماك : فانهدم هو الآخر مع خذلان السجل الحفري لهم من جديد !!..
حيث ظهرت كل أنواع الأسماك المعروفة في يومنا هذا : ظهرت حفرياتها كما هي مرة واحدة مكتملة التركيب كما نعرفها اليوم ومنذ العصر الكمبري !!!..
وفي هذا يعترف Robert Carroll بالعجز الذي تعانيه نظرية التطور فيما يتعلق بأصل الأنواع المختلفة في أوائل الفقاريات فيقول :
" حتى الآن : ليس لدينا دليل على طبيعة الانتقال بين الرأس حبليات cephalocordates (يعني الحبليات ذوات رأس واضحة) : والحيوانات ذوات الجمجمة Craniates !!.. فإن أوائل الفقاريات المعروفة : هي لديها بالفعل صفات مكتملة مثل ذوات الجمجمة !!.. وهذا محفوظ في سجل الحفريات !!.. كما لا يوجد أيضا ًدليل من الحفريات على : كيفية نشأة الفقاريات ذوات الفك jawed vertebrates " !!..
ونختم هذه النقطة بتساؤلات وتعجبات عالم حفريات آخر مؤيد للتطور هو Gerald T. Todd .. حيث يذكر في كتاب له باسم "تطور الرئة : وأصل الأسماك العظمية" فيقول :
" إن كل نوع من الأقسام الثلاثة للأسماك العظمية : يظهر في سجل الحفريات في الوقت ذاته !!.. إن هذه الكائنات : تحتوي بالفعل على أشكال ظاهرية متباينة !!.. وفيهم حراشف كثيرة !!.. كيف نشأت ؟!!.. ماذا جعلهم يتنوعون بهذا الشكل الكبير ؟!!.. كيف أصبح فيهم كل هذه الحراشف ؟!!.. ولماذا ليس هناك أي أثر لأي كائن انتقالي " ؟!!!..
فهناك ملايين الحفريات لللافقاريات .. وهناك ملايين الحفريات للأسماك .. إلا أنه لا يوجد :
ولا حفرية واحدة لأي كائن انتقالي ....!
------
كيف أرادوا الطفرات أن تحل لهم المشكلات ؟!!..
لقد رأينا في المشاركة السابقة عن معضلة انتقال الأسماك إلى البر :
المشاكل التالية تشريحيا ًحيث :
>> لابد وأن تتغير الخياشيم : إلى رئات حتى تستطيع التنفس في البر !
>> ولابد وأن تكتسب الزعانف صفات الأرجل : حتى تستطيع أن تحمل وزن الجسم !
بما يتطلبه ذلك أيضا ًمن تغيير في العظام والعضلات معا ً..
>> ولابد وأن تتغير الكلية وكل أجزاء الجهاز الإخراجي : حتى تعمل في بيئة البر بدلا ًمن البحر !
(أصلا ًيوجد اختلاف بين إخراج أسماك المياه العاذبة : والمياه المالحة : فما بالنا بالبر) !!..
>> ولابد للجلد أن يكتسب ملمسا ًوتركيبا ًمتغيرا ً: ليمنع فقد الماء من الجسم !!..
ومن غير أن تقع هذه التغييرات (( معا ً)) وفي وقت ٍواحد للسمكة : فلن تستطيع العيش على البر إلا لدقائق معدودات كما هو مشاهد !!!..
حيث من بعد استبعاد فرضية ديمرسوي نصير التطور التركي عن تحول وتحور أعضاء السمكة بالاستخدام والبيئة الخارجية (نفس نظرية توريث الصفات المكتسبة الساذجة للامارك) :
فلن يبقى أمام التطوريين والداروينيين كما قلنا إلا :
الحل السحري : الطفرات !!!..
ولكن :
ماذا لو لم تستطع مجموعة الأسماك المهاجرون الأوائل من البحر إلى البر : ماذا لو لم يستطيعوا عمل هذه التعديلات (أو تحدث فيهم هذه الطفرات الكثيرة المتنوعة الغاية في الكمال والتصميم) : في سرعة في أجسامهم ؟!! (على الأقل كما قلنا الجهاز التنفسي والإخراجي والهيكلي) ..
إنهم سيموتون حتما ًوبلا شك : وقبل أن تكتمل ولو قصة نجاح واحدة !!..
إذ لا بد وأن تحدث هذه الطفرات : بسرعة .. وبالتحديد .. وبدقة .. وفي وقت واحد .. والأهم :
أن تحدث وتكتمل جميعا ًفي سمكة واحدة : حتى تستطيع النجاة وتوريثها للأجيال التالية !!!..
فهل الأمر حقا ً: بهذه السخافة والسطحية والابتذال العلمي ؟!!..
وهنا ...
يصطدم ذلك الكلام المتهافت مع ما وقف عليه علم الجينات من أن الطفرات :
>> عشوائية !!..
>> غير محددة !!..
>> وتتم على زمن بعيد وأجيال مديدة (ولذلك يستخدمون في دراساتهم وأبحاثهم ذبابة الدروسوفيلا أو ذبابة الفاكهة : لقصر أجيالها ومزايا أخرى تساعد على سرعة ملاحظة تأثير طفراتهم الصناعية عليها : ولكن بعد 90 عاما ً: وألاف الأجيال : لم يحصلوا على طفرة واحدة مفيدة !) ..
>> كما أن الطفرات (وهي خطأ في التركيب الجيني للكائن الحي) : هي ضارة بالأصل وتتمثل في إفساد صفة معينة : ولا علاقة لها أبدا ًفي إيجاد أي عضو جديد !!!..
ولهذا : فهذه الصورة (التقليدية) لتفسير التطور بالطفرات : لم يعد يتبناها أي عالم أحياء أو جينات محترم !!!..
فهل يئس التطوريين والداروينيين ؟!! (وتذكروا أن البديل هو الاعتراف بالخالق عز وجل) أقول :
لا ...!
فقد افترضوا (كالعادة : افتراضات) : افترضوا تفسيرا ًجديدا ًأسموه :
"التكيف المُسبَق" Pre-adaptation !!!..
وهو يعني أن السمكة : تكتسب أولا ً(أي وهي في الماء) : الصفات التي ستحتاج إليها على البر :
قبل أن تشعر حتى بمدى حاجتها لهذه الصفات بعد !!!!... (أرأيتم الذكاء !)
أو باختصار لمَن لم يستوعب معنى (التكيف المسبق) هو :
أن تتجهز السمكة (جينيا ًبالطفرات على فترات طويلة من الزمن) : بما سوف تحتاجه على البر : قبل أن تشعر أنها ستحتاجه !!!!!!!!!..
وهذا الاستخفاف العلمي بعقول العوام والبسطاء من مخادعي التطور :
تهدمه مباديء نظرية التطور نفسها (هكذا وبكل بساطة) !!!..
إذ أن وجود صفات الكائنات البرية في الكائنات البحرية :
يُعد عيبا ًفي السمكة وليس ميزة !!!..
وعليه : ففكرة الانتقاء الطبيعي : ستمنع هذه الأسماك التي لم تتكيف تماما ًللعيش في الماء : ستمنعها من البقاء كما نص دارون !!!..
حيث أنها ستكون كائنات مَعيبة ضعيفة بالنسبة للأسماك الأخرى غيرها !!..
لأنه من البديهي لأي طفل صغير أن :
صفات الحيوانات البرية : تكون ميزة في الحيوان لو كان يعيش على البر !
وتكون نفسها عيبا ًلو كان يمتلكها وهو يعيش في البحر ...!
ولهذا كله :
فإن آخر قشة بات يقولها علماء التطور الأجلاء في محافلهم (العلمية) هو أن هذا التحول من البحر إلى البر وهذا الانتقال هو :
" معجزة فريدة من الطبيعة !!.. ولا يمكن اختبار كيفية حدوثها " !
ولهذا يرد عليهم Henry Gee محرر مجلة Nature بقوله :
" إن القصص المعتادة عن التطور : وعن (الحلقات المفقودة) : ليس لها مذاق ........ إلى أن قال : إذا كانت قصتكم عن كيف أن مجموعة من الأسماك زحفت على البر : وتطورت لها أرجل : فأنت مُجبَر على أن ترى مثل هكذا عملية تحدث مرة واحدة : ولا تتكرر !!.. فهذه الطريقة الوحيدة لإحكام القصة........." !!!!
ويعترف Robert Carroll أيضا ًبأنه :
" لا يوجد لا في سجل الحفريات : ولا في نتائج دراسات تطور الأنواع الحيوانية حاليا ً: ما يعطي صورة كاملة عن : كيفية تطور الأرجل المزدوجة في رباعيات الأقدام " !!!..
مفاجأة !!..
وبهذه المعلومات البسيطة والواضحة في نفس الوقت أيضا ً:
نقف على تفاهة ما رسمه الداروينيون والتطوريون من تصورات لانتقال حيوانات البر إلى الجو أيضا ً!!.. أي : إلى طيور !!!..
فمن جهة التأثر بالبيئة في التغيير إلى طيور : فهي فرضية ساقطة !
ومن جهة الطفرات العمياء : فهي عاجزة تماما ًعن تفسير الكمال الرهيب والدقة المدهشة في خلقة الطيور (خفة العظام - جهاز تنفسي خاص - روعة في تكوين الريش ومناسبته لوظيفة الطيران .. إلخ)
وأما من جهة (التكيف المسبق) :
فالسؤال ما زال قائما ً:
كيف يُتخيل بقاء حيوان : وقد تحورت قدماه الأماميتان إلى ريش ؟!!..
فلا هما ظلا قدمين كباقي أقدام الحيوانات يستخدمهما بكفاءة !!..
ولا هما قد صارا جناحين يصلحان للطيران !!..
فهل بالله عليكم : هل هذا (فائدة) ؟!.. أم (عيب) يقتضي من الانتقاء الطبيعي التخلص منه وفق نظرية دارون نفسها !!!.. بل ومنطقا ًوعقلا ًوعلما ًأيضا ً!!!..
فيديو لـ سمكة الوحل Mudskipper: بقيت حفرياتها مئات الملايين من السنين كما سنرى بإذن الله تعالى : كما هي لم تتغير عما نعرفها اليوم !!..
فلماذا لم تتحول إلى حيوان ذو أربعة أقدام ؟!!!..
ولماذا لا نرى لها حفريات انتقالية على البر أو حتى في الوحل أو تحت الماء ؟!!..
وكيف ستتغلب على فقد جسمها للماء ومشاكل التنفس والبقاء مدة طويلة في البر ؟!!..
وهل ستتحول زعانفها تلك التي تمشي بها يوما ً(وبقدرة قادر) : إلى تفاصيل أذرع البرمائيات أو الزواحف أو الثدييات المعروفة هكذا بغير خالق ولا التكامل المعروف بين العظام والمفاصل والعضلات والأربطة < والتفاصيل في المشاركة القادمة بإذن الله >
ولماذا لم يتحور جهازها التنفسي إلى مثيل البرمائيات مثل الضفادع مثلا ً: أو الرئة الكاملة مثل الزواحف والثدييات ؟!!..
< بل وسنرى في المشاركة القادمة أيضا ً: معضلة جديدة خاصة ببيض البرمائيات والزواحف !!.. حيث سنرى كيف أن البيض نفسه عند التطوريين : سيحتاج هو الآخر لبيض انتقالي !! >
فلماذا لم تتحول إلى حيوان ذو أربعة أقدام ؟!!!..
ولماذا لا نرى لها حفريات انتقالية على البر أو حتى في الوحل أو تحت الماء ؟!!..
وكيف ستتغلب على فقد جسمها للماء ومشاكل التنفس والبقاء مدة طويلة في البر ؟!!..
وهل ستتحول زعانفها تلك التي تمشي بها يوما ً(وبقدرة قادر) : إلى تفاصيل أذرع البرمائيات أو الزواحف أو الثدييات المعروفة هكذا بغير خالق ولا التكامل المعروف بين العظام والمفاصل والعضلات والأربطة < والتفاصيل في المشاركة القادمة بإذن الله >
ولماذا لم يتحور جهازها التنفسي إلى مثيل البرمائيات مثل الضفادع مثلا ً: أو الرئة الكاملة مثل الزواحف والثدييات ؟!!..
< بل وسنرى في المشاركة القادمة أيضا ً: معضلة جديدة خاصة ببيض البرمائيات والزواحف !!.. حيث سنرى كيف أن البيض نفسه عند التطوريين : سيحتاج هو الآخر لبيض انتقالي !! >
وهذا فيديو أيضا ًالسمك الطائر Flying fish: بقيت حفرياته لمئات ملايين السنين هو أيضا ًوكما نعرفه اليوم أيضا ًلم يتغير !!.. ولم يتحول لطير في يوم من الأيام < وسوف نرى حفرياته هو الآخر > !!..
وهذه سمكة الضفدع Frog fish: صاحبة أسرع حركة بين الكائنات الحية !!..
وهذه سمكة اليد Hand fish: والتي تمشي بزعانفها في قاع المحيط عند استراليا ..
فسبحان الذي قال عن نفسه في قرآنه الكريم :
" الذي أعطى كل شيءٍ خلقه (أي صورته وتكوينه) : ثم هدى (أي هداه لاستخدامه لبقائه ووظيفته) " !!!..
وإني لأعذر دارون مثلا ًعندما يعلن عن دهشته البالغة وعجزه في كتابه (أصل الأنواع) : عن مجرد تفسير الأسماك ذات الشحنات الكهربية المضيئة ؟!!.. كيف تطورت !!.. وعن ماذا تطورت ؟!..
ثم يعود مرة أخرى ليغرق في الافتراضات والافتراضات ..
حيث كل معضلة ٍعنده تهون : في سبيل بقاء نظريته نصيرة الإلحاد !!..
وإني لأتساءل :
ما بالنا بالإعجاز الباهر في الأخطبوط وقدرته على التخفي والتلون والمحاكاة ؟!!..
وهذا الأخطبوط octopus هو الآخر :
ألا يذكرنا ذلك بتلون الحرباء أيضا ً؟!.. تلك المعجزات الحية :
والآن ...
وبعد هذا الفاصل من الفيديوهات التي تنتزع منا كلمة (سبحان الله) ولو رغما ًعنا :
تعالوا ننتقل معا ًأخيرا ًللتعريف بـ (الحوض الجيني) لكل كائن حي ..
الحوض الجيني genetic pool
من إحدى الألعاب التي لعبها دارون في كتابه ونظريته : هي لعبة أن :
(التنوع) في صفات النوع الواحد من الكائنات الحية : سيقوده حتما ًإلى (التطور) !!..
هكذا بكل سذاجة وبساطة : (يفترض) : ما لم يره هو ولا أحد بعينيه !!!..
وهذا هو الثابت في نظريته وكتابه بأكمله كما قلنا : < الافتراضات > ..
ومما أعطاه دارون لنا كأمثلة على هذه اللعبة الساذجة :
هو ما لاحظه عند مُربي الماشية : وذلك عندما كانوا يقومون بتزويج الأنواع المختلفة منها : ليحصلوا على أجيال جديدة ذات صفات متنوعة .. فافترض دارون أن نتيجة مثل هكذا تزويج : أنه سيؤدي في المستقبل حتما ً< وبمساعدة السياف مسرور : الانتقاء الطبيعي > إلى تطورها !!!..
وذلك بالإضافة إلى مثال الطيور التي لاحظها في جزر (جالاباجوس) ..!
ونعود بالذاكرة لما رأينا من قبل من اتفاق علماء (الداروينية الجدد) في النصف الأول من القرن الماضي : على إلباس كل الأفكار الداروينية والتطورية : لبسة العلم المزيفة : ثم بثها في الكتب والمراجع في شتى العلوم : على أنها مسلمات علمية :
فكان مما قاموا به بكل خبث ودهاء هو :
أنهم قاموا بتسمية تنوع صفات الكائن الحي الواحد بـ : (التطور الأصغر) أو (microevolution) وذلك في إشارة منهم إلى أنه يقود (علميا ً) إلى التطور الأكبر أو التام وهو : (macroevolution) !!..
وبالفعل : تم تثبيت هذه المصطلحات كمصطلحات (علمية) (بيولوجية) قسرا ً: في المراجع العالمية وقنوات الإعلام الإلحادي بالطبع !!!..
وأقول (قسرا ً) : لأن كثيرا ًمن المخدوعين من أبناء جلدتنا من المسلمين بنظرية التطور المفروضة على مدارسنا وجامعاتنا : لا يعلمون حقيقة المجهود الإلحادي العالمي لتنحية كل قائل بنظرية التصميم الذكي كنظرية مضادة لنظرية دارون التافهة منطقا ًوعلما ً!!!..
بل :
ولا يدري هؤلاء المخدوعون بأن الإلحاد العالمي على أتم الاستعداد لطرد دكاترة جامعات من مناصبهم إذا خاضوا في نقد ونقض نظرية التطور البيولوجي المزعومة !!!..
وقد تم نشر الفيلم الوثائقي الأجنبي (المطرودون Expelled) عام 2008م : ليفضح هذه الممارسات للتعمية على نواقض الداروينية والتطور : وما يلاقيه علماء الحق ودكاترة الجامعات من الاضطهاد : إذا هم أعلنوا القول بنظرية التصميم الذكي (والتي تقود إلى الإيمان بالله عز وجل في الغرب) ..
وهذا رابط تعريفي بالفيلم من الويكيبديا :
http://en.wikipedia.org/wiki/Expelle...igence_Allowed
والمهم ...
عمل التطوريون المخادعون على نشر هذه المفاهيم الخيالية الافتراضية الساقطة منطقا ًوعلما ً: وهي أن تنوع الصفات في الكائن الواحد : يقود إلى التطور !!..
فاصطدموا هذه المرة بعلماء الجينات والميكروبيولوجي والـ DNA !!!!!!...
>>>>>>
حيث اكتشف علماء الجينات أن كل نوع من الكائنات الحية : لديه ما يسمى بالحوض الجيني الخاص به (genetic pool) .. فإذا أردنا تشبيهه بمثال قريب من اسمه :
فكل كائن حي له حوض بالفعل : يمتليء بالمعلومات الجينية : ويختلف عن الكائن الحي الآخر الذي قد يكون في الحوض المجاور له !!!..
نعم ...
الموضوع (تمثيليا ً) أشبه بحمام سباحة (عميق) لكل كائن حي : ولهذا الحوض السباحة العميق حدود منيعة (أو حوائط تحيط به) : تمنع خروج المعلومات الجينية منه : إلى ما جواره من أحواض الكائنات الأخرى !!.. هكذا بكل بساطة !!!!..
نعم ... قد تختلف أشكال وتصميمات هذه الأحواض (وهو الاختلاف بين أنواع الكائنات الحية) : قربا ًأو بعدا ً(كإمكانية تهجين بعض الحيوانات القريبة التكوين مثل الحصان 64 كروموسوم : والحمار 62 كروموسوم : للحصول على البغل 63 كروموسوم : ويكون عقيما ً) ولكن : لا تتعدى معلومات أحدها إلى الآخر !!!..
ومنها ما يتنوع بين الأفراد من نفس النوع الواحد : وتلك توجد في المنتصف : بعيدا ًهي الأخرى عن الحدود المنيعة للحوض نفسه (أي تختلف ولكن في نفس الحوض ولا تخرج عنه) !!!..
>>>>>>
وعلى ذلك :
فلكي نقول بخروج أو ظهور نوع جديد من الكائنات الحية : فيجب عليه أن يكون له بدوره : حوضه الخاص وحدوده المنيعة الجديدة من الصفات التي لا يختلط بها حتى جيرانه المقربون !!!..
والتنوع بين أفراد النوع الواحد : يوجد بسبب التنوع في ترتيب نيوكليدات الجينات الخاصة به وطريقة التعبير عنها ..
(لمزيد من التفاصيل يرجى البحث عن وقراءة Single Nucleotide Polymorphisms و اختصاره SNPs) ..
ولكن ذلك التنوع كما قلنا في أفراد النوع الواحد : لا يبلغ أبدا ًالحد الذي يجعله يتعدى حوائط وحدود الحوض الجيني الخاص به !!.. وهذا الثبات في المعلومات الجينية للنوع الواحد من الكائنات الحية هو ما يعرف بـ :
(الاستقرار الجيني genetic stability) !!!..
الحوض الجيني : يحفظ لكل نوع من الكائنات الحية خصوصيته ..
وإليكم مثالا ًآخرا ًلتوضيح الفرق بين التنوع بين أفراد الكائن الواحد : وبين التطور المزعوم (أي إيجاد كائن جديد) .. أقول :
حيث نفترض أن الإنسان مثلا ً: هو شجرة النخل !!!..
نعم .. أوراقها معروفة وشكلها مميز وفريد ..
فمهما تغير ترتيب أوراقها في ملايين الأوضاع ومهما تغير ميل جذوعها :
فمَن يراها سيعرف حتما ً أنها نخلة !!!.. (فهذا هو الحوض الجيني لها) ..
ولنفترض أن البقر هو شجر البرتقال !!.. وأن القردة العليا هي شجر الخوخ !!.. وأن الزراف هو شجر العنب !!.. وأن سمك السلمون هو شجر التوت !!.. وأن الضفادع هي شجر الموز !!..
والسؤال : هل مهما تنوعت أشجار كل نوع فيها على حدة : هل يُعد ذلك خروجا ًعن النوع نفسه أبدا ًلغيره ؟!!!!!..
أعتقد أن الإجابة واضحة ولا تحتاج لمزيد شرح !!!..
وعليه : فإذا كانت هناك بعض الأحواض الجينية القريبة والمجاورة لبعضها البعض (أحواض الزواحف مثلا ً) : فبرغم أن الحوض الواحد فيها لا يختلط بجاره القريب : فما بالنا بمَن يريد أن يخبرنا عن اختلاط الحوض منها : بحوض يبعد عنه مسافات شاسعة !!!.. (كمن يريد القول باختلاط الزواحف بالطيور مثلا ً) !!!..
فلا شك أن هذا هو من الجنون بمكان : وليس من علم الجينات في شيء لمَن يعلم !!..
< ونظرية صدف وعشوائية دارون والتطور البيولوجي كلها أصلا ًجنون !! >
وفي النهاية >>>>>> سقوط آخر للداروينية والتطورية المزعومة !!..
ولعلكم تعرفون الآن : سر تمسك الداروينيين والتطوريين البيولوجيين بأمل حياتهم الذي يدورون يدورون ثم يرجعون إليه وهو :
السجل الحفري (fossil record) المتوهم لملايين الكائنات الانتقالية التي يزعمون أنها عاشت في الماضي واختفت !!..
ويجب أن يقولوا اختفت : لأن أبسط تخيل لزعمهم عن التنوع الذي يؤدي إلى تطور بمثل حجم الانتقال من البحر إلى البر مثلا ً: أو من البر إلى الجو :
فذلك يعني أن علينا أن نجد ملايين الكائنات التي لا تنتمي لأسماك صرفة : ولا لبرمائيات أو زواحف أو ثدييات صرفة : ولا حتى لطيور صرفة : وإنما : خليط بين كل ذلك لا معنى له ولا لون ولا رائحة !!..
وهو ما يكذبه الواقع المشاهد اليوم :
من التمايز الثابت والملحوظ لكل نوع من أنواع الكائنات الحية : مهما وقع التنوع بداخله !!..
يعترف بذلك العالِم المؤيد للتطور Robert Carroll في كتابه Patterns and Processes of Vertebrate Evolution فيقول :
" على الرغم من وجود عدد لا يمكن إدراكه من الأنواع التي تعيش على الأرض في يومنا هذا : فإن هذه الكائنات : لا تـُمثل طيفا ًمتكاملا ًيحوي في وسطه مرحل انتقالية واضحة !!.. بل على العكس : فإن جميع الكائنات الحية : يمكن تمييزها في مجموعات كبيرة : منفصلة بشكل واضح جدا ً!!.. مع وجود عدد قليل جدا ًمن التراكيب (الأعضاء) المتوسطة : أو أساليب الحياة المتوسطة " !!..
< ويعني بالأعضاء المتوسطة : أعضاء توجد في أجسام الأنواع المختلفة وهناك بينها حد أدنى من التشابه >
والنص باللغة الإنجليزية :
Although an almost incomprehensible number of species inhabit Earth today, they do not form a continuous spectrum of barely distinguishable intermediates. Instead, nearly all species can be recognized as belonging to a relatively limited number of clearly distinct major groups, with very few illustrating intermediate structures or ways of life.
وفي المشاركة القادمة بإذن الله تعالى :
نحن على موعد مع النظر في سجل التاريخ الأحفوري بالصور !!!..
حيث لأول مرة ننظر إلى أحفوريات ومستحاثات نباتات وكائنات أولية بسيطة وأسماك وزواحف وبرمائيات وثدييات وطيور وحشرات : عاشت كلها في عصور واحدة متزامنة من العصور الجيولوجية القديمة :
والأعجب من ذلك أنها :
لا تختلف في قليل ولا كثير عن مثيلاتها اليوم !!!..
< أي بعد مئات الملايين من السنين كما سنرى إن شاء الله >
وهو نفس ما قرأتموه معي من أقوال علماء الغرب أنفسهم حتى الآن ..!
والله المستعان ..
وهو وحده الهادي إلى سواء السبيل ..