مذكرات أبو دفتر !
بقلم : أبو حب الله ..
بعض أحداث هذه القصة : قد حدث بالفعل ..
وبعضها : ((( استوحيته ))) من أحداثٍ : قد وقعت بالفعل ..
وبعضها : ليس بمستبعد ٍ: وقوعه بالفعل !!..
---------------
تمهيــــــد ...
رغم أن القول الأقوى في تفسير قول الله عز وجل :
" ن .. والقلم وما يسطرون " : هو القسم بأول مخلوقات الله القلم :
والقسم بما تكتبه الملائكة الكرام ...
إلا أني شعرت دوما ًأن الرأي الآخر الأضعف : له تأثيرٌ في نفسي
كبير !!!!..
حيث ستظل الكتابة دائما ًوأبدا ً:
هي من أهم ما يتركه الإنسان في حياته أو حتى من بعد مماته :
مؤثرة ًفي نفسه أو في الآخرين :
إن خيرا ًفخير .. وإن شرا ًفشر !!!..
وأما الله تعالى : فهو من وراء كل ذلك : محيط !!!...
بل وحتى إذا نسيَ الإنسان الكاتب نفسه : ما كتبته يده :
فإن الله تعالى أبدا ً: لا ينساه !!!..
" يوم يبعثهم الله جميعا ً: فينبئهم بما عملوا : أحصاه الله :
ونسوه !!!.. والله على كل شيء : شهيد " .. المُجادلة – 6 ..
-----
الموقف الأول : ولادة الفكرة !!!..
------------
إخواني وأخواتي ...
كثير منكم لا يعرفني .. فأنا فرد ٌمسلم ٌمن أمة الملياري
مسلم !!!...
وكثير من طلبة العلم الديني الشرعي أيضا ً: لا يعرفني :
لأني واحد من عشرات الآلاف من طلبة العلم في بلادنا !!..
وأما الله تعالى وحده :
فيعرفني !!!..
يعرفني كمسلم : أحبه وأحب دينه حبا ًجما ً!!!..
ويعرفني كمسلم :
لم يتتبع دروس العلم لمجرد (العلم) ...
ولكن : دروس العلم للـ (العمل) !!!..
فإن ثمرة العلم الديني الشرعي يا إخواني :
هي : حُسن (دعوة الناس) للخير وللحق !!!!..
والله تعالى يعرفني كمسلم أيضا ً:
لا يتمعر وجهه قط .. ولا تحترق نفسه قط .. ولا يُعاني قط :
إلا من رؤية المعاصي مُنتشرة في بلاد المسلمين !!..
فلا يشعر بالغصة في حلقة :
لا للمال .. ولا للنفس .. ولا لنتائج مباريات كرة القدم !!!!...
وقد وهبني الله تعالى :
قدرة ًكبيرة ًعلى صياغة المعاني وإبرازها بسهولة ....
بل قد وهبني عز وجل قدرة ًعلى الكتابة :
بأقوى التعبيرات والاستدلالات والمنطق والحمد لله ...
حتى أني عُرفت بذلك بين زملائي وأصدقائي منذ زمن بعيد !!..
حتى أنهم كثيرا ًما كانوا يلجأون إليّ لكتابة : جميع
الخطابات أو الشكاوى أو الإلتماسات ..... إلخ ..!
وكان كل ذلك هو : حَجر البداية ....
---------------
ومع قدرتي الكبيرة على الإقناع والرد : الحُجة بالحُجة :
إلا أني كنت أعجز في كثير من المواقف عن الجهر
بكلمة الحق أو النصح للمسلمين !!!..
فالنساء والمتبرجات في الشوارع والنواصي والمحلات مثلا ً:
كان يمنعني من الحديث معهن : حيائي !!!..
والموظفين المُرتشين في السر والمُقصرين وغيرهم :
لم أكن أحب فضحهم على الملأ من قِبل نصحهم في السر أولا ً..
وهكذا .............
فنظرت في أمري .. وفي العلم الذي يسره لي ربي :
فوجدت أني كالتاجر صاحب البضاعة الجيدة ولكنها للأسف :
مقفولٌ عليها !!!..
فلم يكسب من ورائها إلى الآن : فلسا ًواحدا ً!!!!...
بل ولم يستفد الناس من بضاعته هذه : شيئا ًيبقى !!!..
وكل ذلك :
لتخاذل وتقصير مني في التفكير والتحايل على توصيل الحق
للناس !!!!....
فلــُمت نفسي لذلك لوما ًكثيرا ًساعتها .....
وتذكرت رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ومدى تحمله لتبعات جهره وأصحابه بالحق !!!...
ومدى تحمله للأذى البدني والمعنوي من جراء ذلك !!!..
فقلت في نفسي : ما أضعفني !!!!..
فتوجهت إلى الله تعالى بضعفي هذا ودعوته أن يهديني لطريقةٍ :
أنصح بها إخواني المسلمين وأخواتي وأعظهم :
بدون أية عوائق أو حزازيات !!!...
فما أسرع ما أجابني الله تعالى بمنه وكرمه (ولعل ذلك
لإخلاصي النية في ذلك الطلب لوجه الله وحده) :
وكانت هذه الليلة هي : ليلة ولادة الفكرة !!!...
-----
الموقف الثاني : مع النساء .....
------------
" أختي في الله ..
إن كان ما تلبسينه : يُرضي عنك ربك الذي خلقك :
فهنيئا ًلك الجنة : إذا أنت متِ في ذلك العمر الصغير ..
وإن كان ما تلبسينه :
فيه معصية لربك الذي خلقك ..
وفيه طاعة للشيطان الذي يُحب فتنة الرجال والشباب
بك وبما تلبسينه :
فماذا ستقولين لربك : إذا أنت متِ في هذه السن الصغيرة :
لمرض ٍأو حادثٍ .. أو حتى فجأة ًوبلا سبب : وما أكثره في
هذا الزمان !!!..
أختي في الله : توبي في حياتك ...
قبل أن لا تكون توبة بعد الممات ....!!
((شروط التوبة : ترك الذنب فورا ً.. الندم عليه .. عزيمة
عدم الرجوع إليه مرة أخرى)) " ..
--------------
هذه إخواني : كانت أول رسالة خططتها بيدي :
تنفيذا ًللفكرة التي هداني إليها ربي !!!...
حيث راعيت فيها : أن تكون موجزة وقصيرة إلى حد كبير ...
وذلك حتى يسهل كتابتها في صفحة واحدة بحجم دفتري
الصغير .. مع وضعي لشروط التوبة في أسفل الورقة :
لعل الله تعالى أن ينفع بها ....!
فكتبت من هذه الورقة : ثلاث نسخ في دفتري ..
ثم أخذته بيدي ونزلت إلى الشارع !!!....
>>> وأما أولى المدعوات :
فكانت هذه الشابة هناك : والتي ترتدي جيبة قصيرة فوق الركبة ..
ومن تحتها (استرتش أسود) : يُجسم رجليها !!!..
(وهي الموضة هذه الأيام في مصر : لعن الله أصحابها
ومَن يروجون لها عن علم ٍبالبيع أو الإعلان أو التسويق) ..
فأخذت نفسا ًعميقا ً.. ودعوت الله تعالى بالبركة والتوفيق ..
ودعوته أيضا ًبالحماية من الغواية بها أو بأمثالها !!!...
ثم ذهبت إليها .. وفي ثوان ٍمعدودات :
قلت الجملة التالية التي تدربت عليها كثيرا ًمن قبل :
(السلام عليكم .. أختي في الله .. تفضلي هذه الورقة) ..
وما أن أخذتها الشابة في تعجب :
حتى وليت عنها منصرفا ًومبتعدا ًفي عكس اتجاهها طبعا ً!!..
وأما هي :
فليس من الصعب تخيل ردة فعلها وقتذاك :
المفاجأة .. الخوف والريبة أو التعجب من هذا الشاب المُلتحي ..
ثم الاستجابة لطلبه الغريب ...
وطبعا ً: وعندما تصل لنهاية الرسالة القصيرة .. وعندما
تستوعب كلماتها :
أكون قد ابتعدت عنها كثيرا ًأو اختفيت عن ناظريها !!..
وأما نتيجة ما فعلته ساعتها :
فعلمها عند الله تعالى وحده .....
(اللهم اهد شباب المسلمين وفتيات المسلمين) ..
وأما الورقتان الأ ُخرتان :
فقد أكرمني الله تعالى برؤية نتيجتهما ....
والتي لم يُرد الله تعالى أن يبتليني وقتها بالرفض ..
بل كانت نتيجتهما المُبشرة بالخير :
دافعا ًوعونا ًلي على الاستمرار والتطوير في هذه الفكرة الدعوية :
وخصوصا ًفي وقت بدايتها وولادتها كما رأيتم ..
>>> فكانت الورقة الثانية :
من نصيب فتاة شابة : ترتدي أيضا ًبنطلونا ًضيقا ًجدا ًمن (الجينز):
أتعجب بالفعل : كيف أدخلته في رجليها مع كل هذا الضيق !!..
وكانت ترتدي من فوقه : (بوطا ً) يصل إلى الركبة ..
(وهي الموضة أيضا ًهذه الأيام في مصر : لعن الله أصحابها
ومن يروجون لها عن علم ٍبالبيع أو الإعلان أو التسويق) ..
وبالطبع بلوزة قصيرة .. مع حجاب بالكاد يُداري شعر الرأس :
وإن كان ينحسر عن رقبتها وجزءٍ من صدرها !!.. ولن أتحدث
بالطبع عن تجسيم كل عوراتها المغلظة والغير مغلظة !!!!...
وكانت الفتاة الشابة : تعمل في أحد المحلات :
وكانت كثيرا ًما تخرج على عتبة المحل وبابه وقت الفراغ :
فتلفت بذلك أنظار الشارع بأكمله إليها !!!..
حتى أنه كثيرا ًما كانت تصطدم بعض السيارات ببعضها :
لانشغال السائقين بالنظر والحملقة فيها !!!..
والغريب في الأمر :
هو أن كل هؤلاء المتبرجات كما معروف : مُحجبات !!!!...
(لعن الله من أوهمهن عن علم بأن حجاب المرأة : هو ستر شعرها فقط)
فأخذتُ نفسا ًعميقا ً... وتقدمت إليها وأنا لا أبالي بنظرة
الناس الذين في المنطقة إليّ ..!
والذين لم يتحرك واحدٌ منهم لنصيحتها بالمعروف طوال
الأسابيع الماضية منذ ظهورها !!!..
فقلت لنفسي أنه (وعلى أقل تقدير) :
لن يتوقع أحدهم مثلا ًمن ملتح ٍمثلي :
أن ذاهب لمثلها : ليُغازلها أو ليتودد إليها !!!!...
بل الغرض معروفٌ إن شاء الله ....
وبالفعل :
تكرر نفس الموقف السابق في ثوان معدودات ...
وتلقت مني هي أيضا ًالورقة باستغراب !!!!....
وأما المفاجأة :
فهي أنها وبحمد الله تعالى : قد التزمت كثيرا ًفي لباسها منذ
اليوم الثاني مباشرة (والفضل لله وحده : مُقلب القلوب) ..
وطبعا ًهي لم تلبس (إسدالا ًأو نقابا ًمثلا ًأو خمارا ً) :
ولكن ما لبسته بعد ذلك في الأيام التالية :
كان يُعد : (ماء ً) مُقارنة بـ (نار) الفتنة التي كانت تشعلها كل
يوم في قلوب الرجال والشباب من حولها !!!...
فالحمد لله الذي كف على يديّ هذه الفتنة وأوقفها ..
وخصوصا ًبعدما لاحظت أنها قد تركت المحل نهائيا ًبعد
شهر من هذا الموقف تقريبا ً:
(هداها الله وأصلح حالها هي ومن مثلها من الجهال) ..
>>> وأما الورقة الثالثة :
فقد احترت فيمن أعطيها لها !!!...
فالمتبرجات من حولي : كثير للأسف !!.. وكلما نويت أن
أعطيها لواحدة : جرحت نظري أخرى : أشد منها سفورا ً
وجرأة على التعري والتكشف !!!..
(وجرحت نظري : أي أني لا أتعمد النظر إلى العورات)
وأما أكثر ما شغل تفكيري في هذا اليوم :
هو : إلى مَن يجب أن أهتم بوعظها أكثر :
هل هن الفتيات الصغيرات اللاتي صار أباء وأمهات الإسلام
يتساهلون في تلبيسهن كل عاري وضيق على الموضة
بحجة الصغر ؟؟..
أم الشابات والنساء الكبيرات اللاتي يفتن الرجال والشباب
في الشارع والدراسة والعمل والمواصلات ؟؟!!..
أم أتوجه بمثل هذه الورقة للشابة والمرأة
والطفلة والفتاة جميعا ًعلى حد سواء ؟؟..
أم أن تبديد هذا المجهود مع الفتيات الصغيرات اللاتي
ربما لن يفهمن المغزى جيدا ً:
ليس له داعي الآن ؟؟؟!!..
وخصوصا ًوأن أهليهم للأسف : قد يكونون هم العقبة
في استجابة طفلتهم للستر والعفاف :
بدلا ًمن أن يكونوا هم الساعين لسترها وعفافها !!..
فوجدت أن الشابة أو المرأة أيضا ً:
قد يكون من ورائها للأسف :
زوجا ًأو أبا ً(ديوثا ً) لا يغار : لا يرى في كل ما تفعله
وتلبسه : أي غضاضة !!!.. بل على العكس (أخزاه الله) :
قد يفتخر بها وبجمالها وتبرجها بين معارفه والناس !!..
وهكذا أخذتني الأفكار في هذه المسألة بعيدا ً...
فما انتبهت منها إلا على رائحة عطر ٍ:
شديدة الفوحان !!!..
فتلفت وأنا في السيارة الأجرة :
فوجدت راكبة ًجديدة ً: وقد دخلت السيارة لتوها ...
والغريب أن هذه الفتاة الشابة :
وبرغم كل ما حملته من فتنة في لباسها الضيق
وعطرها الفواح :
إلا أنك تشعر أنها (مدفوعة إلى ذلك من أبويها) !!!..
ولا أعرف كيف شعرت أنا بذلك ولاحظته !!!..
لعله من اهتمامها الشديد بعدم لمس الشاب الجالس
بجوارها !!!.. أو لعله بسبب طريقتها المحترمة في
إفساح الطريق للنازل والمار بجوارها حتى لا يحتك
بها !!!... لا أدري ...
ولكن شيءٌ ما بداخلي يُخبرني بأن والديها :
هما (الراعي الرسمي) لهذه المهزلة !!!...
وعندما قامت بإخبار السائق بأنها ستنزل عند (الجامعة) :
قلت في نفسي : هكذا بان الأمر ووضح !!!..
(خاب وخسر كل من يرى في الجامعات والكليات :
سوقا ًمفتوحا ًلبناته : لاصطياد عرسان المستقبل : بكل
الطرق وكافة السبل الملتوية) !!!..
فما كان مني إلا أن نزلت من ورائها .. وذلك بالرغم
من بقاء محطتين كاملتين على بيتي !!!...
وفي ثوان ٍمعدودات : كنت قد أعطيتها الورقة ومضيت ..
فما كان إلا أن أكرمني الله تعالى بنتيجة ذلك :
من بعد ثلاثة أيام فقط !!..
حيث بعد نزولي من السيارة الأجرة وتوجهي إلى بيتي :
وجدت مَن نزلت ورائي من السيارة بدورها هذه المرة .. ثم وقفت
بجواري فجأة وهي تقول في ارتباك وحياء شديدين :
(جزاك الله خيرا ًعلى الورقة) !!!...
ثم انصرفت لتركب الإتجاه الراجع لسيارات هذا الطريق !!..
وتعجبت أنا : إنها هي هي الفتاة !!!...
لقد عرفتها من صوتها (وأكدت هي ذلك بذكر الورقة !) ....
إنها هي هي : وقد ارتدت (إسدالا ً) و(نقابا ً) :
يستران وجهها وبدنها وتفاصيل جسدها المسلم الغالي عن
العيون !!!..
ولعل الله تعالى قد هدى والديها على يديّ ويديها برسالتي ..
أو لعلها قد خاضت معركة ًحامية ًمن أجل ذلك !!!..
لا أعرف !!.. ولكن المهم : أني دعوت لها كثيرا ً:
أن يُكرمها الله تعالى بالزوج الصالح الذي يصونها وتصونه ..
-----
الموقف الثالث : مع الموظفين ...
------------
مع انتهاء الموقف السابق :
نظرت يمينا ًويسارا ً: فحمدت الله عز وجل أن زوجتي لم ترنِ
وقتها (فهي الوحيدة المنقبة التي ستعرف أن مَن كلمتني للتو :
ليست هي زوجتي بالطبع !!.. وساعتها :
أعتقد أني ما كنت لأعيش لكتابة هذه المذكرات لكم الآن) ..
وما أن تناولت طعام الغداء :
إلا وجلست أفكر في (تقييم) التجربة الأولى لهذه الفكرة
الدعوية المباركة بإذن الله تعالى !!!...
يـــــــــــــــــــا الـــلـــــــه ...
كم أثر فيّ موقف الفتاة الثالثة تأثيرا ًكبيرا ً...
فبرغم التزام فتاة المحل الثانية إلى حد كبير بعد الرسالة في لباسها ..
إلا أني كنت أتمنى من الله تعالى أن أراها تلبس (الإسدال) ..
وكنت أعرف أن هذا لن يأتي بين يوم ٍوليلة ٍبالطبع ..
بل وقد يستغرق أسابيعا ًأو شهورا ًأو أكثر ..
فإذ بالله تعالى الكريم العظيم : يُحقق لي ما أتمنى !!!..
فأرى الفتاة الثالثة وقد التزمت بـ (الإسدال) و(النقاب) !!..
بل وأكثر من ذلك :
أن المحطتين اللتين زدتهما في طريقي من أجل إعطائها
الورقة : قد زادتهم هي أيضا ًفي طريقها لشكري !!..
فيــــــا الـــــلــــــه .. ما أكرمك وألطفك بي !!!..
فأنا أعلم أنه ليس بالضرورة نجاح الفكرة في أولها ...
ولكن الله تعالى : كان كريما ًمعي ...
فلم تضربني مثلا ًإحدى الشابات الثلاث أو تشتمني
وسط الطريق !!!...
وإلى آخر تلك الأفكار المزعجة : والتي بثها الشيطان
في نفسي لصرفي وتثبيطي عن الفكرة !!!..
فالحمد لله رب العالمين !!!!..
وعند ذلك :
قمت لصلاة سجدة شكر لله عز وجل : أن مضت هذه الأيام
وهذه المواقف على سلام .. وأن ملأ الله تعالى قلبي رضا ً
بما فعلت ...
وعند ذلك :
سألتني زوجتي عن سر هذه السجدة !!!..
فسكت للحظات وأنا أتخير : هل أخبرها بما حدث :
أم أحتفظ بعمل الخير سرا ًبيني وبين ربي ؟؟...
ثم ما لبثت أن تذكرت وقوفي مع الشابة الأولى المتبرجة
في الطريق .. والثانية أمام المحل ..
والثالثة التي نزلت ورائها من السيارة لأعطيها ورقة !!..
فعلمت أنه لو وصلت هذه الأخبار لزوجتي :
لكان فيها هلاكي حتما ًإذا لم تعرف السبب !!!...
وقاني الله وإياكم شر المرأة الغاضبة ..!
وبالفعل :
أخبرت زوجتي بالأمر كله ....
وبرغم غضبها وغيرتها ومؤاخذتها عليّ :
إلا أنها لم تستطع لومي على ذلك من الناحية الشرعية !!!..
فهي تعلم مدى حزني على تفشي المعاصي والجهر بها ..
ومدى حزني على كشف عورات المسلمين ..
وقد طلبت منها مرارا ًوتكرارا ً:
أن تقوم بهذا الواجب عني مع بنات جنسها : فلم تفعل !!..
(يبدو أن النساء : أكثر خوفا ًعلى كرامتهن من أن تمتهن في
مثل هذه المواقف !!!..)
ولا شك أن ذلك من تلبيس إبليس عليهن إلا من رحم ربي ..
حتى الأخت الداعية التي تذهب إليها زوجتي في المسجد :
قلت لها أن تبلغها هذا الواجب الدعوي هي وباقي
الأخوات :
ولكن للأسف : كلهن مثل زوجتي : نساء !!!!..
يرهبن من الدعوة المباشرة في الطريق بعكس الرجال ..
فلم تملك زوجتي ساعتها ملامتي :
وخصوصا ًوقد حمّـلتها وباقي المسلمات الملتزمات :
جزءا ًمن وزر انتشار هذه الموضات الفاسدة المفسدة
في مصر .. وفي بلادنا الإسلامية !!!..
وبعد أن هدأ النقاش قليلا ً...
أرادت زوجتي تغيير الموضوع (وهي نقطة إيجابية عند
أية زوجة فطنة : حتى تغلق الباب أمام الجدال والخصام) ..
فحدثتني عن (عمها) .. وكيف يعاني من تعرقل إجراءات
(تعلية) الدور الرابع في بيته رسميا ً...
وأنه لا يعرف كيف يتصرف في هذه البلد التي انتشرت
فيها مصيبة (الرشوة) بين الموظفين :
انتشار النار في الهشيم إلا من رحم ربي !!!!...
وما هي إلا ثوان ٍمعدودات : حتى نظرت لي زوجتي نظرة ً
ذات مغزى : وضحكت ....!
وعلى الفور : تناولت قلمي ودفتري لأكتب ثلاث نسخ من
الصفحة التالية :
" أخي في الله .. إن كان رزقك في يدك :
فاكفر بالله تعالى : لأنه أخبرنا أنه الرزاق !!!...
وإن كنت تعلم أن الرزق بيد الله وحده : فاقرأ الحديث التالي
لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يخاف النار علينا فيقول :
" أيها الناس : اتقوا الله ..
وأجملوا في الطلب (أي أحسنوا في طلب الرزق والسعي إليه) ..
فإن نفسا ًلن تموت : حتى تستوفي رزقها : وإن أبطأ عنها !!..
فاتقوا الله .. وأجملوا في الطلب :
خذوا ما حل .. ودعوا ما حرم " !!!..
رواه ابن ماجة .. ومثله عند البيهقي وابن حبان والحاكم :
وصححه الألباني ...
وإن كنت تعلم أن الله هو الرزاق : فاقرأ الحديث التالي أيضا ً
لرسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي يخاف النار علينا فيقول :
" لعن الله الراشي والمرتشي " ..
واللعن : هو الطرد من رحمة الله والعياذ بالله !!!..
رواه أبو داود وابن ماجة والترمذي وصححه الألباني ..
فأخي بالله :
لماذا تحكم على نفسك أن يتغذى جسدك على السحت والحرام ؟؟
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي يخاف النار علينا :
" كل جسد نبت من السحت : فالنار أولى به " !!..
رواه البيهقي والطبراني وصححه الألباني ..
أخي الكريم :
قليل ٌبالحلال : يطرح الله فيه البركة :
خيرٌ من كثير الحرام : والذي يُلقي بصاحبه في النار يوم القيامة ..!
((شروط التوبة : ترك الذنب فورا ً.. الندم عليه .. عزيمة
عدم الرجوع إليه مرة أخرى)) " ..
------
الموقف الرابع : مع النصارى !!!..
------------
بالطبع : كانت خطتي مع عم زوجتي :
أن أسبقه أولا ًبيوم ٍأو يومين : لإعطاء هذه الورقة لهؤلاء
الموظفين : والذين يعرف فيهم هذا الذنب العظيم ..
ثم يذهب هو من بعد ذلك بيوم أو يومين ..
وذلك لكي أ ُزيل الحرج من نفوسهم .. ولكي أتجنب نزعة
العناد التي تتولد في لحظات الإحراج الشديدة ..
وأيضا ًليتأكدوا أن نصيحتي لهم : إنما هي خالصة لوجه الله ..
وبالفعل .. قمت بتطبيق الثلاث ورقات :
وذلك لكي تستغرق وقتا ًفي فتحها وقراءتها :
أكون في خلاله قد خرجت من الحجرة تماما ً...
ثم توجهت إلى مكتبهم في هذه الإدارة ...
وبالرغم من بعض الزحام في الغرفة ...
إلا أنني (وبابتسامة مطمئنة) : أعطيت الورقة لكل منهم :
وانصرفت على الفور ...
فما كان من عم زوجتي إلا وقد اتصل بنا هاتفيا ًبعد أسبوع
من هذا الموقف (لظروف سفر عطلته عن الذهاب قبل ذلك) :
وذلك ليشكرني شكرا ًكثيرا ًويدعو لي !!!..
بل وقد أخبرني أنهم قد قاموا بكتابة الورقة على الكمبيوتر
وطباعتها : ثم قاموا بتعليقها في الغرفة !!!...
بل وقد لاحظ أيضا ً(وتزامنا ًمع تغيير المعاملة) :
أن اثنين منهم : لم يحلقوا ذقنهم من ساعتها !!!...
ولعل الله تعالى قد كتب لهم الهداية على يدي ....!
فخررت ساجدا ًلله تعالى للمرة الثانية ....
وعندما علمت زوجتي بالخبر السار :
أخذت تثني عليّ ثناءً : يبعث الغرور في النفس !!!..
فأسكتها بلطف ...
وأوضحت لها أنه : ما أنا وما أكتبه :
إلا سببا ًمن أسباب الله تعالى لهداية من يريد ...!
وأنه هو وحده : مُقلب القلوب وهاديها !!!...
ثم قمت .. فكتبت الآية التالية :
" إنك لا تهدي من أحببت : ولكن الله : يهدي من يشاء " ..
القصص – 56 ..
ثم قمت بلصق الورقة أنا أيضا ًأمام سريري الخاص في حجرة
النوم !!!!....
------
بعد ذلك : توالت الرسائل والكتابات بخط يدي في هذا
الدفتر المُبارك ...
بل وقد صنعت (نموذجا ً) لكل حالة وموقف :
أستنسسخ منه عند الحاجة ....
وصار دفتري يمتليء بهذه النماذج الكثيرة ...
وصار الناس لا يرونني غالبا ً: إلا وأنا أقوم بإعطاء الأوراق
للمقصرين من حولي من هذا الدفتر !!!...
حتى صار يُلقبني بعض من حولي بلقب :
(أبو دفتر) !!!...
وتنوعت بعد ذلك ردود الفعل : تنوعا ًكبيرا ًمع كثرة
الرسائل وكثرة تنوع أنماط البشر الذين أعطيتهموها !!!..
فكان منهم : مَن يتعمد قراءتها بسرعة غريبة قبل أن أنصرف :
فينادي عليّ ويُكلمني في ساعتها !!!..
ومنهم : مَن كان يُكلمني في اليوم التالي إذا رآني ...
وأما من أطرف المواقف :
فهما موقفين مع اثنين من النصارى :
شابة متبرجة جدا ًجدا ً: وقد نزلت ورائها من (الميني باص)
وأعطيتها ورقة ًمن الدفتر ...
والآخر :
هو رجل صاحب محل ٌلبيع الأدوات والأجهزة الرياضية :
وللأسف :
كانت واجهة المحل الزجاجية : تمتليء بصور النساء الشبه
عاريات :
والتي يملأ الغرب بهم دوما ًإعلاناتهم عن أي شيء !!..
>>> فالشابة النصرانية : وقبل أن تفتح الورقة قالت :
يا شيخ : أنا مسيحية !!!..
(والصواب أن يُقال : نصرانية كما وصفهم الله ورسوله)
وكأنها شعرت بأن في هذه الورقة ما يمس الدين بالطبع !!..
وإلا : فماذا سيريد ملتحي مثلي من متبرجة نصرانية مثلها !!..
فقلت لها في هدوء :
افتحيها واقرأيها إن شئتي ...
ففتحتها وتعمدت قراءتها بصوت منخفض لتؤكد لي أنها تقرأ ..
ثم ابتسمت ابتسامة هادئة بدورها وهي تقول :
كلام جميل من شيخ محترم مثلك ...
ولكن وكما تقولون عندكم في الإسلام :
لكم دينكم : ولي دين !!!..
فلم أضطرب .. ولم أهتز .. ولم أقلق ...
بل : لقد أوقعها الله تعالى بجبل ٍأصم ٍ: وإن شئت قل :
بموسوعة دينية (نصرانية) متنقلة !!!...
فتحدثت معها بإيجاز ٍشديد ٍعن بعض نصوص الستر والحشمة
في العهدين القديم والجديد الذين معهم ...!
كما أحرجتها بعقد مقارنة سريعة بين ما ترتديه الآن :
وما كانت عليه مثلا ً(مريم) عليها السلام من الستر والعفة
والاحتشام : والتي لا تجد كنيسة أو ديرا ً: إلا وتملؤه صورها
أو تماثيلها التي تؤكد ذلك !!!!...
وفي ذلك الوقت : انضمت زميلة لها نصرانية في الحديث :
لا أعرف من أين أتت !!!...
ثم ما لبث أن وقف بعض (المستمعين) من المارة في الشارع :
على مقربة منا لتحري ماذا يدور من حوار بيننا !!...
فأطال كل ذلك زمن الموقف الذي كان مُخططا ًله ألا يتجاوز
الثواني المعدودات ككل مرة !!!!...
ولكنها مشيئة الله عز وجل ....
حيث تطرقت في الحديث معهما إلى تحريم الصور والتماثيل
(وخاصة في المعابد والكنائس ودور العبادة) : والذي يجدونه في
وصايا الله لـ (بني إسرائيل) في العهد القديم !!!..
ودفعنا ذلك للحديث عن باقي شرع الله الذي عندهم في كتبهم
ولا يعملون به !!!..
مثل تحريم الخمر والربا ولحم الخنزير ...... إلخ ..
وكل ذلك الحوار :
حاولت قدر الإمكان إيجازه :
وأنا ناظر إلى الأرض أو إلى أي مكان غير مكان الفتاتين
المتبرجتين : مما أحرجهما : ودفعهما أكثر لاحترامي والإعجاب
بمعلوماتي الكثيرة المُفاجئة لهما في دينهم !!!...
وما إن أديت ما يُمليه عليّ ضميري (وقد تصببت عرقا ً
حياءً من الوقوف مع مثليهما بالطبع) : إلا وأسرعت بالإنصراف !!!...
ولا أعرف إلى الآن : ماذا فعلت الفتاتان بكلامي ؟؟!!..
(فاللهم ضاعف لي الثواب والأجر واهدهما للإسلام) ..
>>> وأما الرجل النصراني صاحب المحل :
فعندما ناداني في اليوم التالي داخل المحل ليقول لي
أنه (نصراني) :
فدخلت وتحدثت معه حديثا ً:
لم يبتعد كثيرا ًعما كنت حادثت فيه الشابتين النصرانيتين
من قبل ....
وبفضل الله تعالى :
تم إغلاق المحل إلى يومنا هذا !!.. والعجيب أنه مرّ على ذلك
أكثر من شهرين إلى الآن : ولم يفتح بدلا ًمنه محلا ًآخر !!..
ولا أعرف ماذا حدث بالضبط ؟؟!!!..
------
الموقف الأخير : لن تتوقف القصة ..
ولن يتوقف الأجر !!!...
------------
إخواني ....
لقد كتبت عددا ًمن الورقات : لم أ ُحصيه :
ولكن الله تعالى يعلمه ...
ورقات ٌعن : ترك الصلاة :
أهديتها لأقارب وزملاء وجيران ..
وأيضا ًلأصحاب محلات : رأيتهم يتقاعسون عن الصلاة ...
وورقات ٌ: لأصحاب محلات التصوير الفوتوغرافي :
والذين زادوا على صور الأفراح ذات الصدور العارية (واللحم
الرخيص على أهله) والتي يملأون بها واجهات محلاتهم :
زادوا عليها موضة وضع الصور الخليعة التي يُماثلون بها صور
الفاسقات من :
المغنيات والممثلات وعارضات الأزياء :
فـيُغرون الفتيات والشابات للتشبه بهن .. والتصوير مثلهن !!..
بل : وبنفس أوضاعهن !!.. وبنفس أشكالهن !!...
وكل ذلك بملابس :
لا تصح رؤيتها أصلا ًإلا في غرف النوم بين الزوج وزوجته !!..
وورقات ٌ: أعطيتها لأصحاب ملابس (اللا نجري) النسائية !!!..
والذين قلبوا واجهات محلاتهم : سوقا ًلعرض العورات : وإثارة الشهوات !
ولم يتفكر أحدهم مثلا ً: كيف كانت تفعل به مثل هذه الصور أو التماثيل
العارية أو الشبه عارية : عندما كان مراهقا ًأو شابا ًأو عازبا ً!!!..
ناهيك عن قتل الحياء ببطيءٍ لدى المسلمين : مع اعتياد هذه المشاهد !!
وورقات ٌ: لبعض مشايخ الأوقاف الذين يملأون دين المسلمين
بالأكاذيب الدينية والأحاديث المكذوبة على النبي :
والذين عينتهم الأوقاف أئمة للمساجد وخطباء لصلوات الجمع ..
وورقات ٌ: لعشرات المُدخنين من حولي :
ممن أعرفهم .. وممن لا أعرفهم ...
وخصوصا ًسائقي الميكروبصات والأجرة .. أو في الاجتماعات
المغلقة التي يريد المُدخن فيها قتلنا بدخانه !!!..
وورقات ٌ: قمت بإعطائها لشباب وشابات :
أثناء جلوسهم وخلوتهم المُحرمة معا ً..!
أو حتى في أثناء سيرهم الخادش للحياء في الطريق !!!..
بل ومع الجرأة التي صرت أكتسبها مع الأيام :
استطعت أن أعطي بعض هذه الأوراق لأزواج ٍ:
يمشون مع زوجاتهم في ملابسهم الكاسية العارية !!!..
-----------------
وأما أكثر ما أثلج الله تعالى به صدري :
فهو قيام بعض الفتيات أو الشابات (لا أعلم : فهن كثر) :
بكتابة ورقاتي إليهن على الكمبيوتر : ثم طباعتها :
ثم تعليقها في الشوارع وعلى الحوائط وفي بعض الجامعات !!..
فيـــــا الــــلـــــــه ....
يا له من ثواب مضاعف : أعجز عن شكر الله تعالى عليه :
وهو الذي ألهمني الفكرة وأعانني عليها !!!!..
وبالطبع : لم تكن التجربة كلها (عسلا ً) .. بل قد ذقت بعض
(المُر) فيها أيضا ً: ولكن الله تعالى سلم ..
ولم يزل الله تعالى يرد عني كيد الشيطان وتثبيطه ..
بل : ولم تزدني المتاعب إلا مثابرة ً.. ولم تزدني المتاعب إلا
خبرة ًفي كيفية دعوة الناس بالحسنى والتلطف معهم !!!..
حيث تبين لي (( حرفيا ً)) صدق الذي لا ينطق عن الهوى عندما قال :
" ما كان الرفق في شيءٍ : إلا زانه .. وما نــُــزع من شيء ٍ: إلا شانه " !!..
صحيح الجامع الصغير للألباني (5654) .. وقوله أيضا ً:
" إن الله رفيق ٌ: يحب الرفق . ويعطي على الرفق : ما لا يعطي على العنف !
وما لا يعطي على ما سواه " !!!.. رواه مسلم ..
وأما الفائدة الكبرى التي أرجوها بحق من وراء ذلك كله :
فهو أن (أعذر) نفسي عند الله يوم القيامة :
وذلك إذا سألني فقال كما يحكي لنا رسولنا الكريم :
" إن الله ليسأل العبد يوم القيامة (أي عن كل شيء) ..
حتى يقول : ما منعك إذ رأيت المنكر أن تنكره ؟؟...
فإذا لقن الله عبدا ًحُجته قال :
يا رب : رجوتك .. وفرقت من الناس " !!!...
رواه ابن ماجة وصححه الألباني في الصحيحة (2/929) ..
فاللهم لقنا حُجتنا ... واغفر لنا تفريطنا في أمر دينك ..
وتجاوز عنا :
تقاعسنا في إنكار المنكر ولو بالكلام أو حتى الكتابة ....
وتقبل مني هذا (الإعذار) .....
ولعل الله تعالى : يكتب البركة في هذه الطريقة الدعوية
العظيمة اليسيرة على من يسرها الله له ...
والتي إن انتشرت في بلاد الإسلام :
لساعدت في إحياء ونشر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
بعيدا ًعن العوائق النفسية وعراقيل الشيطان !!!....
فهل تشاركونني في مثل هذا الأجر والثواب المضاعف بإذن الله ؟؟؟...
دفتري في يدي .. ومع صغر سني :
أ ُطارد في بلادي : الذنوب المهالك !!!..
بالعلم : لا بالجهل : أدعو قومي ..
فاللهم زد لي في العلم وبــارك !!!..
و(ن.. وما يسطرون) : قسَمُ ربـي :
طريق الدعاة لكل ســــالك !!!..
فهل تشاركوني ثـــــواب ربي :
بأن تشاركوني في فعـــل ذلك !!!..
أترك لكم الإجابة .....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
وبعضها : ((( استوحيته ))) من أحداثٍ : قد وقعت بالفعل ..
وبعضها : ليس بمستبعد ٍ: وقوعه بالفعل !!..
---------------
تمهيــــــد ...
رغم أن القول الأقوى في تفسير قول الله عز وجل :
" ن .. والقلم وما يسطرون " : هو القسم بأول مخلوقات الله القلم :
والقسم بما تكتبه الملائكة الكرام ...
إلا أني شعرت دوما ًأن الرأي الآخر الأضعف : له تأثيرٌ في نفسي
كبير !!!!..
حيث ستظل الكتابة دائما ًوأبدا ً:
هي من أهم ما يتركه الإنسان في حياته أو حتى من بعد مماته :
مؤثرة ًفي نفسه أو في الآخرين :
إن خيرا ًفخير .. وإن شرا ًفشر !!!..
وأما الله تعالى : فهو من وراء كل ذلك : محيط !!!...
بل وحتى إذا نسيَ الإنسان الكاتب نفسه : ما كتبته يده :
فإن الله تعالى أبدا ً: لا ينساه !!!..
" يوم يبعثهم الله جميعا ً: فينبئهم بما عملوا : أحصاه الله :
ونسوه !!!.. والله على كل شيء : شهيد " .. المُجادلة – 6 ..
-----
الموقف الأول : ولادة الفكرة !!!..
------------
إخواني وأخواتي ...
كثير منكم لا يعرفني .. فأنا فرد ٌمسلم ٌمن أمة الملياري
مسلم !!!...
وكثير من طلبة العلم الديني الشرعي أيضا ً: لا يعرفني :
لأني واحد من عشرات الآلاف من طلبة العلم في بلادنا !!..
وأما الله تعالى وحده :
فيعرفني !!!..
يعرفني كمسلم : أحبه وأحب دينه حبا ًجما ً!!!..
ويعرفني كمسلم :
لم يتتبع دروس العلم لمجرد (العلم) ...
ولكن : دروس العلم للـ (العمل) !!!..
فإن ثمرة العلم الديني الشرعي يا إخواني :
هي : حُسن (دعوة الناس) للخير وللحق !!!!..
والله تعالى يعرفني كمسلم أيضا ً:
لا يتمعر وجهه قط .. ولا تحترق نفسه قط .. ولا يُعاني قط :
إلا من رؤية المعاصي مُنتشرة في بلاد المسلمين !!..
فلا يشعر بالغصة في حلقة :
لا للمال .. ولا للنفس .. ولا لنتائج مباريات كرة القدم !!!!...
وقد وهبني الله تعالى :
قدرة ًكبيرة ًعلى صياغة المعاني وإبرازها بسهولة ....
بل قد وهبني عز وجل قدرة ًعلى الكتابة :
بأقوى التعبيرات والاستدلالات والمنطق والحمد لله ...
حتى أني عُرفت بذلك بين زملائي وأصدقائي منذ زمن بعيد !!..
حتى أنهم كثيرا ًما كانوا يلجأون إليّ لكتابة : جميع
الخطابات أو الشكاوى أو الإلتماسات ..... إلخ ..!
وكان كل ذلك هو : حَجر البداية ....
---------------
ومع قدرتي الكبيرة على الإقناع والرد : الحُجة بالحُجة :
إلا أني كنت أعجز في كثير من المواقف عن الجهر
بكلمة الحق أو النصح للمسلمين !!!..
فالنساء والمتبرجات في الشوارع والنواصي والمحلات مثلا ً:
كان يمنعني من الحديث معهن : حيائي !!!..
والموظفين المُرتشين في السر والمُقصرين وغيرهم :
لم أكن أحب فضحهم على الملأ من قِبل نصحهم في السر أولا ً..
وهكذا .............
فنظرت في أمري .. وفي العلم الذي يسره لي ربي :
فوجدت أني كالتاجر صاحب البضاعة الجيدة ولكنها للأسف :
مقفولٌ عليها !!!..
فلم يكسب من ورائها إلى الآن : فلسا ًواحدا ً!!!!...
بل ولم يستفد الناس من بضاعته هذه : شيئا ًيبقى !!!..
وكل ذلك :
لتخاذل وتقصير مني في التفكير والتحايل على توصيل الحق
للناس !!!!....
فلــُمت نفسي لذلك لوما ًكثيرا ًساعتها .....
وتذكرت رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ومدى تحمله لتبعات جهره وأصحابه بالحق !!!...
ومدى تحمله للأذى البدني والمعنوي من جراء ذلك !!!..
فقلت في نفسي : ما أضعفني !!!!..
فتوجهت إلى الله تعالى بضعفي هذا ودعوته أن يهديني لطريقةٍ :
أنصح بها إخواني المسلمين وأخواتي وأعظهم :
بدون أية عوائق أو حزازيات !!!...
فما أسرع ما أجابني الله تعالى بمنه وكرمه (ولعل ذلك
لإخلاصي النية في ذلك الطلب لوجه الله وحده) :
وكانت هذه الليلة هي : ليلة ولادة الفكرة !!!...
-----
الموقف الثاني : مع النساء .....
------------
" أختي في الله ..
إن كان ما تلبسينه : يُرضي عنك ربك الذي خلقك :
فهنيئا ًلك الجنة : إذا أنت متِ في ذلك العمر الصغير ..
وإن كان ما تلبسينه :
فيه معصية لربك الذي خلقك ..
وفيه طاعة للشيطان الذي يُحب فتنة الرجال والشباب
بك وبما تلبسينه :
فماذا ستقولين لربك : إذا أنت متِ في هذه السن الصغيرة :
لمرض ٍأو حادثٍ .. أو حتى فجأة ًوبلا سبب : وما أكثره في
هذا الزمان !!!..
أختي في الله : توبي في حياتك ...
قبل أن لا تكون توبة بعد الممات ....!!
((شروط التوبة : ترك الذنب فورا ً.. الندم عليه .. عزيمة
عدم الرجوع إليه مرة أخرى)) " ..
--------------
هذه إخواني : كانت أول رسالة خططتها بيدي :
تنفيذا ًللفكرة التي هداني إليها ربي !!!...
حيث راعيت فيها : أن تكون موجزة وقصيرة إلى حد كبير ...
وذلك حتى يسهل كتابتها في صفحة واحدة بحجم دفتري
الصغير .. مع وضعي لشروط التوبة في أسفل الورقة :
لعل الله تعالى أن ينفع بها ....!
فكتبت من هذه الورقة : ثلاث نسخ في دفتري ..
ثم أخذته بيدي ونزلت إلى الشارع !!!....
>>> وأما أولى المدعوات :
فكانت هذه الشابة هناك : والتي ترتدي جيبة قصيرة فوق الركبة ..
ومن تحتها (استرتش أسود) : يُجسم رجليها !!!..
(وهي الموضة هذه الأيام في مصر : لعن الله أصحابها
ومَن يروجون لها عن علم ٍبالبيع أو الإعلان أو التسويق) ..
فأخذت نفسا ًعميقا ً.. ودعوت الله تعالى بالبركة والتوفيق ..
ودعوته أيضا ًبالحماية من الغواية بها أو بأمثالها !!!...
ثم ذهبت إليها .. وفي ثوان ٍمعدودات :
قلت الجملة التالية التي تدربت عليها كثيرا ًمن قبل :
(السلام عليكم .. أختي في الله .. تفضلي هذه الورقة) ..
وما أن أخذتها الشابة في تعجب :
حتى وليت عنها منصرفا ًومبتعدا ًفي عكس اتجاهها طبعا ً!!..
وأما هي :
فليس من الصعب تخيل ردة فعلها وقتذاك :
المفاجأة .. الخوف والريبة أو التعجب من هذا الشاب المُلتحي ..
ثم الاستجابة لطلبه الغريب ...
وطبعا ً: وعندما تصل لنهاية الرسالة القصيرة .. وعندما
تستوعب كلماتها :
أكون قد ابتعدت عنها كثيرا ًأو اختفيت عن ناظريها !!..
وأما نتيجة ما فعلته ساعتها :
فعلمها عند الله تعالى وحده .....
(اللهم اهد شباب المسلمين وفتيات المسلمين) ..
وأما الورقتان الأ ُخرتان :
فقد أكرمني الله تعالى برؤية نتيجتهما ....
والتي لم يُرد الله تعالى أن يبتليني وقتها بالرفض ..
بل كانت نتيجتهما المُبشرة بالخير :
دافعا ًوعونا ًلي على الاستمرار والتطوير في هذه الفكرة الدعوية :
وخصوصا ًفي وقت بدايتها وولادتها كما رأيتم ..
>>> فكانت الورقة الثانية :
من نصيب فتاة شابة : ترتدي أيضا ًبنطلونا ًضيقا ًجدا ًمن (الجينز):
أتعجب بالفعل : كيف أدخلته في رجليها مع كل هذا الضيق !!..
وكانت ترتدي من فوقه : (بوطا ً) يصل إلى الركبة ..
(وهي الموضة أيضا ًهذه الأيام في مصر : لعن الله أصحابها
ومن يروجون لها عن علم ٍبالبيع أو الإعلان أو التسويق) ..
وبالطبع بلوزة قصيرة .. مع حجاب بالكاد يُداري شعر الرأس :
وإن كان ينحسر عن رقبتها وجزءٍ من صدرها !!.. ولن أتحدث
بالطبع عن تجسيم كل عوراتها المغلظة والغير مغلظة !!!!...
وكانت الفتاة الشابة : تعمل في أحد المحلات :
وكانت كثيرا ًما تخرج على عتبة المحل وبابه وقت الفراغ :
فتلفت بذلك أنظار الشارع بأكمله إليها !!!..
حتى أنه كثيرا ًما كانت تصطدم بعض السيارات ببعضها :
لانشغال السائقين بالنظر والحملقة فيها !!!..
والغريب في الأمر :
هو أن كل هؤلاء المتبرجات كما معروف : مُحجبات !!!!...
(لعن الله من أوهمهن عن علم بأن حجاب المرأة : هو ستر شعرها فقط)
فأخذتُ نفسا ًعميقا ً... وتقدمت إليها وأنا لا أبالي بنظرة
الناس الذين في المنطقة إليّ ..!
والذين لم يتحرك واحدٌ منهم لنصيحتها بالمعروف طوال
الأسابيع الماضية منذ ظهورها !!!..
فقلت لنفسي أنه (وعلى أقل تقدير) :
لن يتوقع أحدهم مثلا ًمن ملتح ٍمثلي :
أن ذاهب لمثلها : ليُغازلها أو ليتودد إليها !!!!...
بل الغرض معروفٌ إن شاء الله ....
وبالفعل :
تكرر نفس الموقف السابق في ثوان معدودات ...
وتلقت مني هي أيضا ًالورقة باستغراب !!!!....
وأما المفاجأة :
فهي أنها وبحمد الله تعالى : قد التزمت كثيرا ًفي لباسها منذ
اليوم الثاني مباشرة (والفضل لله وحده : مُقلب القلوب) ..
وطبعا ًهي لم تلبس (إسدالا ًأو نقابا ًمثلا ًأو خمارا ً) :
ولكن ما لبسته بعد ذلك في الأيام التالية :
كان يُعد : (ماء ً) مُقارنة بـ (نار) الفتنة التي كانت تشعلها كل
يوم في قلوب الرجال والشباب من حولها !!!...
فالحمد لله الذي كف على يديّ هذه الفتنة وأوقفها ..
وخصوصا ًبعدما لاحظت أنها قد تركت المحل نهائيا ًبعد
شهر من هذا الموقف تقريبا ً:
(هداها الله وأصلح حالها هي ومن مثلها من الجهال) ..
>>> وأما الورقة الثالثة :
فقد احترت فيمن أعطيها لها !!!...
فالمتبرجات من حولي : كثير للأسف !!.. وكلما نويت أن
أعطيها لواحدة : جرحت نظري أخرى : أشد منها سفورا ً
وجرأة على التعري والتكشف !!!..
(وجرحت نظري : أي أني لا أتعمد النظر إلى العورات)
وأما أكثر ما شغل تفكيري في هذا اليوم :
هو : إلى مَن يجب أن أهتم بوعظها أكثر :
هل هن الفتيات الصغيرات اللاتي صار أباء وأمهات الإسلام
يتساهلون في تلبيسهن كل عاري وضيق على الموضة
بحجة الصغر ؟؟..
أم الشابات والنساء الكبيرات اللاتي يفتن الرجال والشباب
في الشارع والدراسة والعمل والمواصلات ؟؟!!..
أم أتوجه بمثل هذه الورقة للشابة والمرأة
والطفلة والفتاة جميعا ًعلى حد سواء ؟؟..
أم أن تبديد هذا المجهود مع الفتيات الصغيرات اللاتي
ربما لن يفهمن المغزى جيدا ً:
ليس له داعي الآن ؟؟؟!!..
وخصوصا ًوأن أهليهم للأسف : قد يكونون هم العقبة
في استجابة طفلتهم للستر والعفاف :
بدلا ًمن أن يكونوا هم الساعين لسترها وعفافها !!..
فوجدت أن الشابة أو المرأة أيضا ً:
قد يكون من ورائها للأسف :
زوجا ًأو أبا ً(ديوثا ً) لا يغار : لا يرى في كل ما تفعله
وتلبسه : أي غضاضة !!!.. بل على العكس (أخزاه الله) :
قد يفتخر بها وبجمالها وتبرجها بين معارفه والناس !!..
وهكذا أخذتني الأفكار في هذه المسألة بعيدا ً...
فما انتبهت منها إلا على رائحة عطر ٍ:
شديدة الفوحان !!!..
فتلفت وأنا في السيارة الأجرة :
فوجدت راكبة ًجديدة ً: وقد دخلت السيارة لتوها ...
والغريب أن هذه الفتاة الشابة :
وبرغم كل ما حملته من فتنة في لباسها الضيق
وعطرها الفواح :
إلا أنك تشعر أنها (مدفوعة إلى ذلك من أبويها) !!!..
ولا أعرف كيف شعرت أنا بذلك ولاحظته !!!..
لعله من اهتمامها الشديد بعدم لمس الشاب الجالس
بجوارها !!!.. أو لعله بسبب طريقتها المحترمة في
إفساح الطريق للنازل والمار بجوارها حتى لا يحتك
بها !!!... لا أدري ...
ولكن شيءٌ ما بداخلي يُخبرني بأن والديها :
هما (الراعي الرسمي) لهذه المهزلة !!!...
وعندما قامت بإخبار السائق بأنها ستنزل عند (الجامعة) :
قلت في نفسي : هكذا بان الأمر ووضح !!!..
(خاب وخسر كل من يرى في الجامعات والكليات :
سوقا ًمفتوحا ًلبناته : لاصطياد عرسان المستقبل : بكل
الطرق وكافة السبل الملتوية) !!!..
فما كان مني إلا أن نزلت من ورائها .. وذلك بالرغم
من بقاء محطتين كاملتين على بيتي !!!...
وفي ثوان ٍمعدودات : كنت قد أعطيتها الورقة ومضيت ..
فما كان إلا أن أكرمني الله تعالى بنتيجة ذلك :
من بعد ثلاثة أيام فقط !!..
حيث بعد نزولي من السيارة الأجرة وتوجهي إلى بيتي :
وجدت مَن نزلت ورائي من السيارة بدورها هذه المرة .. ثم وقفت
بجواري فجأة وهي تقول في ارتباك وحياء شديدين :
(جزاك الله خيرا ًعلى الورقة) !!!...
ثم انصرفت لتركب الإتجاه الراجع لسيارات هذا الطريق !!..
وتعجبت أنا : إنها هي هي الفتاة !!!...
لقد عرفتها من صوتها (وأكدت هي ذلك بذكر الورقة !) ....
إنها هي هي : وقد ارتدت (إسدالا ً) و(نقابا ً) :
يستران وجهها وبدنها وتفاصيل جسدها المسلم الغالي عن
العيون !!!..
ولعل الله تعالى قد هدى والديها على يديّ ويديها برسالتي ..
أو لعلها قد خاضت معركة ًحامية ًمن أجل ذلك !!!..
لا أعرف !!.. ولكن المهم : أني دعوت لها كثيرا ً:
أن يُكرمها الله تعالى بالزوج الصالح الذي يصونها وتصونه ..
-----
الموقف الثالث : مع الموظفين ...
------------
مع انتهاء الموقف السابق :
نظرت يمينا ًويسارا ً: فحمدت الله عز وجل أن زوجتي لم ترنِ
وقتها (فهي الوحيدة المنقبة التي ستعرف أن مَن كلمتني للتو :
ليست هي زوجتي بالطبع !!.. وساعتها :
أعتقد أني ما كنت لأعيش لكتابة هذه المذكرات لكم الآن) ..
وما أن تناولت طعام الغداء :
إلا وجلست أفكر في (تقييم) التجربة الأولى لهذه الفكرة
الدعوية المباركة بإذن الله تعالى !!!...
يـــــــــــــــــــا الـــلـــــــه ...
كم أثر فيّ موقف الفتاة الثالثة تأثيرا ًكبيرا ً...
فبرغم التزام فتاة المحل الثانية إلى حد كبير بعد الرسالة في لباسها ..
إلا أني كنت أتمنى من الله تعالى أن أراها تلبس (الإسدال) ..
وكنت أعرف أن هذا لن يأتي بين يوم ٍوليلة ٍبالطبع ..
بل وقد يستغرق أسابيعا ًأو شهورا ًأو أكثر ..
فإذ بالله تعالى الكريم العظيم : يُحقق لي ما أتمنى !!!..
فأرى الفتاة الثالثة وقد التزمت بـ (الإسدال) و(النقاب) !!..
بل وأكثر من ذلك :
أن المحطتين اللتين زدتهما في طريقي من أجل إعطائها
الورقة : قد زادتهم هي أيضا ًفي طريقها لشكري !!..
فيــــــا الـــــلــــــه .. ما أكرمك وألطفك بي !!!..
فأنا أعلم أنه ليس بالضرورة نجاح الفكرة في أولها ...
ولكن الله تعالى : كان كريما ًمعي ...
فلم تضربني مثلا ًإحدى الشابات الثلاث أو تشتمني
وسط الطريق !!!...
وإلى آخر تلك الأفكار المزعجة : والتي بثها الشيطان
في نفسي لصرفي وتثبيطي عن الفكرة !!!..
فالحمد لله رب العالمين !!!!..
وعند ذلك :
قمت لصلاة سجدة شكر لله عز وجل : أن مضت هذه الأيام
وهذه المواقف على سلام .. وأن ملأ الله تعالى قلبي رضا ً
بما فعلت ...
وعند ذلك :
سألتني زوجتي عن سر هذه السجدة !!!..
فسكت للحظات وأنا أتخير : هل أخبرها بما حدث :
أم أحتفظ بعمل الخير سرا ًبيني وبين ربي ؟؟...
ثم ما لبثت أن تذكرت وقوفي مع الشابة الأولى المتبرجة
في الطريق .. والثانية أمام المحل ..
والثالثة التي نزلت ورائها من السيارة لأعطيها ورقة !!..
فعلمت أنه لو وصلت هذه الأخبار لزوجتي :
لكان فيها هلاكي حتما ًإذا لم تعرف السبب !!!...
وقاني الله وإياكم شر المرأة الغاضبة ..!
وبالفعل :
أخبرت زوجتي بالأمر كله ....
وبرغم غضبها وغيرتها ومؤاخذتها عليّ :
إلا أنها لم تستطع لومي على ذلك من الناحية الشرعية !!!..
فهي تعلم مدى حزني على تفشي المعاصي والجهر بها ..
ومدى حزني على كشف عورات المسلمين ..
وقد طلبت منها مرارا ًوتكرارا ً:
أن تقوم بهذا الواجب عني مع بنات جنسها : فلم تفعل !!..
(يبدو أن النساء : أكثر خوفا ًعلى كرامتهن من أن تمتهن في
مثل هذه المواقف !!!..)
ولا شك أن ذلك من تلبيس إبليس عليهن إلا من رحم ربي ..
حتى الأخت الداعية التي تذهب إليها زوجتي في المسجد :
قلت لها أن تبلغها هذا الواجب الدعوي هي وباقي
الأخوات :
ولكن للأسف : كلهن مثل زوجتي : نساء !!!!..
يرهبن من الدعوة المباشرة في الطريق بعكس الرجال ..
فلم تملك زوجتي ساعتها ملامتي :
وخصوصا ًوقد حمّـلتها وباقي المسلمات الملتزمات :
جزءا ًمن وزر انتشار هذه الموضات الفاسدة المفسدة
في مصر .. وفي بلادنا الإسلامية !!!..
وبعد أن هدأ النقاش قليلا ً...
أرادت زوجتي تغيير الموضوع (وهي نقطة إيجابية عند
أية زوجة فطنة : حتى تغلق الباب أمام الجدال والخصام) ..
فحدثتني عن (عمها) .. وكيف يعاني من تعرقل إجراءات
(تعلية) الدور الرابع في بيته رسميا ً...
وأنه لا يعرف كيف يتصرف في هذه البلد التي انتشرت
فيها مصيبة (الرشوة) بين الموظفين :
انتشار النار في الهشيم إلا من رحم ربي !!!!...
وما هي إلا ثوان ٍمعدودات : حتى نظرت لي زوجتي نظرة ً
ذات مغزى : وضحكت ....!
وعلى الفور : تناولت قلمي ودفتري لأكتب ثلاث نسخ من
الصفحة التالية :
" أخي في الله .. إن كان رزقك في يدك :
فاكفر بالله تعالى : لأنه أخبرنا أنه الرزاق !!!...
وإن كنت تعلم أن الرزق بيد الله وحده : فاقرأ الحديث التالي
لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يخاف النار علينا فيقول :
" أيها الناس : اتقوا الله ..
وأجملوا في الطلب (أي أحسنوا في طلب الرزق والسعي إليه) ..
فإن نفسا ًلن تموت : حتى تستوفي رزقها : وإن أبطأ عنها !!..
فاتقوا الله .. وأجملوا في الطلب :
خذوا ما حل .. ودعوا ما حرم " !!!..
رواه ابن ماجة .. ومثله عند البيهقي وابن حبان والحاكم :
وصححه الألباني ...
وإن كنت تعلم أن الله هو الرزاق : فاقرأ الحديث التالي أيضا ً
لرسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي يخاف النار علينا فيقول :
" لعن الله الراشي والمرتشي " ..
واللعن : هو الطرد من رحمة الله والعياذ بالله !!!..
رواه أبو داود وابن ماجة والترمذي وصححه الألباني ..
فأخي بالله :
لماذا تحكم على نفسك أن يتغذى جسدك على السحت والحرام ؟؟
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي يخاف النار علينا :
" كل جسد نبت من السحت : فالنار أولى به " !!..
رواه البيهقي والطبراني وصححه الألباني ..
أخي الكريم :
قليل ٌبالحلال : يطرح الله فيه البركة :
خيرٌ من كثير الحرام : والذي يُلقي بصاحبه في النار يوم القيامة ..!
((شروط التوبة : ترك الذنب فورا ً.. الندم عليه .. عزيمة
عدم الرجوع إليه مرة أخرى)) " ..
------
الموقف الرابع : مع النصارى !!!..
------------
بالطبع : كانت خطتي مع عم زوجتي :
أن أسبقه أولا ًبيوم ٍأو يومين : لإعطاء هذه الورقة لهؤلاء
الموظفين : والذين يعرف فيهم هذا الذنب العظيم ..
ثم يذهب هو من بعد ذلك بيوم أو يومين ..
وذلك لكي أ ُزيل الحرج من نفوسهم .. ولكي أتجنب نزعة
العناد التي تتولد في لحظات الإحراج الشديدة ..
وأيضا ًليتأكدوا أن نصيحتي لهم : إنما هي خالصة لوجه الله ..
وبالفعل .. قمت بتطبيق الثلاث ورقات :
وذلك لكي تستغرق وقتا ًفي فتحها وقراءتها :
أكون في خلاله قد خرجت من الحجرة تماما ً...
ثم توجهت إلى مكتبهم في هذه الإدارة ...
وبالرغم من بعض الزحام في الغرفة ...
إلا أنني (وبابتسامة مطمئنة) : أعطيت الورقة لكل منهم :
وانصرفت على الفور ...
فما كان من عم زوجتي إلا وقد اتصل بنا هاتفيا ًبعد أسبوع
من هذا الموقف (لظروف سفر عطلته عن الذهاب قبل ذلك) :
وذلك ليشكرني شكرا ًكثيرا ًويدعو لي !!!..
بل وقد أخبرني أنهم قد قاموا بكتابة الورقة على الكمبيوتر
وطباعتها : ثم قاموا بتعليقها في الغرفة !!!...
بل وقد لاحظ أيضا ً(وتزامنا ًمع تغيير المعاملة) :
أن اثنين منهم : لم يحلقوا ذقنهم من ساعتها !!!...
ولعل الله تعالى قد كتب لهم الهداية على يدي ....!
فخررت ساجدا ًلله تعالى للمرة الثانية ....
وعندما علمت زوجتي بالخبر السار :
أخذت تثني عليّ ثناءً : يبعث الغرور في النفس !!!..
فأسكتها بلطف ...
وأوضحت لها أنه : ما أنا وما أكتبه :
إلا سببا ًمن أسباب الله تعالى لهداية من يريد ...!
وأنه هو وحده : مُقلب القلوب وهاديها !!!...
ثم قمت .. فكتبت الآية التالية :
" إنك لا تهدي من أحببت : ولكن الله : يهدي من يشاء " ..
القصص – 56 ..
ثم قمت بلصق الورقة أنا أيضا ًأمام سريري الخاص في حجرة
النوم !!!!....
------
بعد ذلك : توالت الرسائل والكتابات بخط يدي في هذا
الدفتر المُبارك ...
بل وقد صنعت (نموذجا ً) لكل حالة وموقف :
أستنسسخ منه عند الحاجة ....
وصار دفتري يمتليء بهذه النماذج الكثيرة ...
وصار الناس لا يرونني غالبا ً: إلا وأنا أقوم بإعطاء الأوراق
للمقصرين من حولي من هذا الدفتر !!!...
حتى صار يُلقبني بعض من حولي بلقب :
(أبو دفتر) !!!...
وتنوعت بعد ذلك ردود الفعل : تنوعا ًكبيرا ًمع كثرة
الرسائل وكثرة تنوع أنماط البشر الذين أعطيتهموها !!!..
فكان منهم : مَن يتعمد قراءتها بسرعة غريبة قبل أن أنصرف :
فينادي عليّ ويُكلمني في ساعتها !!!..
ومنهم : مَن كان يُكلمني في اليوم التالي إذا رآني ...
وأما من أطرف المواقف :
فهما موقفين مع اثنين من النصارى :
شابة متبرجة جدا ًجدا ً: وقد نزلت ورائها من (الميني باص)
وأعطيتها ورقة ًمن الدفتر ...
والآخر :
هو رجل صاحب محل ٌلبيع الأدوات والأجهزة الرياضية :
وللأسف :
كانت واجهة المحل الزجاجية : تمتليء بصور النساء الشبه
عاريات :
والتي يملأ الغرب بهم دوما ًإعلاناتهم عن أي شيء !!..
>>> فالشابة النصرانية : وقبل أن تفتح الورقة قالت :
يا شيخ : أنا مسيحية !!!..
(والصواب أن يُقال : نصرانية كما وصفهم الله ورسوله)
وكأنها شعرت بأن في هذه الورقة ما يمس الدين بالطبع !!..
وإلا : فماذا سيريد ملتحي مثلي من متبرجة نصرانية مثلها !!..
فقلت لها في هدوء :
افتحيها واقرأيها إن شئتي ...
ففتحتها وتعمدت قراءتها بصوت منخفض لتؤكد لي أنها تقرأ ..
ثم ابتسمت ابتسامة هادئة بدورها وهي تقول :
كلام جميل من شيخ محترم مثلك ...
ولكن وكما تقولون عندكم في الإسلام :
لكم دينكم : ولي دين !!!..
فلم أضطرب .. ولم أهتز .. ولم أقلق ...
بل : لقد أوقعها الله تعالى بجبل ٍأصم ٍ: وإن شئت قل :
بموسوعة دينية (نصرانية) متنقلة !!!...
فتحدثت معها بإيجاز ٍشديد ٍعن بعض نصوص الستر والحشمة
في العهدين القديم والجديد الذين معهم ...!
كما أحرجتها بعقد مقارنة سريعة بين ما ترتديه الآن :
وما كانت عليه مثلا ً(مريم) عليها السلام من الستر والعفة
والاحتشام : والتي لا تجد كنيسة أو ديرا ً: إلا وتملؤه صورها
أو تماثيلها التي تؤكد ذلك !!!!...
وفي ذلك الوقت : انضمت زميلة لها نصرانية في الحديث :
لا أعرف من أين أتت !!!...
ثم ما لبث أن وقف بعض (المستمعين) من المارة في الشارع :
على مقربة منا لتحري ماذا يدور من حوار بيننا !!...
فأطال كل ذلك زمن الموقف الذي كان مُخططا ًله ألا يتجاوز
الثواني المعدودات ككل مرة !!!!...
ولكنها مشيئة الله عز وجل ....
حيث تطرقت في الحديث معهما إلى تحريم الصور والتماثيل
(وخاصة في المعابد والكنائس ودور العبادة) : والذي يجدونه في
وصايا الله لـ (بني إسرائيل) في العهد القديم !!!..
ودفعنا ذلك للحديث عن باقي شرع الله الذي عندهم في كتبهم
ولا يعملون به !!!..
مثل تحريم الخمر والربا ولحم الخنزير ...... إلخ ..
وكل ذلك الحوار :
حاولت قدر الإمكان إيجازه :
وأنا ناظر إلى الأرض أو إلى أي مكان غير مكان الفتاتين
المتبرجتين : مما أحرجهما : ودفعهما أكثر لاحترامي والإعجاب
بمعلوماتي الكثيرة المُفاجئة لهما في دينهم !!!...
وما إن أديت ما يُمليه عليّ ضميري (وقد تصببت عرقا ً
حياءً من الوقوف مع مثليهما بالطبع) : إلا وأسرعت بالإنصراف !!!...
ولا أعرف إلى الآن : ماذا فعلت الفتاتان بكلامي ؟؟!!..
(فاللهم ضاعف لي الثواب والأجر واهدهما للإسلام) ..
>>> وأما الرجل النصراني صاحب المحل :
فعندما ناداني في اليوم التالي داخل المحل ليقول لي
أنه (نصراني) :
فدخلت وتحدثت معه حديثا ً:
لم يبتعد كثيرا ًعما كنت حادثت فيه الشابتين النصرانيتين
من قبل ....
وبفضل الله تعالى :
تم إغلاق المحل إلى يومنا هذا !!.. والعجيب أنه مرّ على ذلك
أكثر من شهرين إلى الآن : ولم يفتح بدلا ًمنه محلا ًآخر !!..
ولا أعرف ماذا حدث بالضبط ؟؟!!!..
------
الموقف الأخير : لن تتوقف القصة ..
ولن يتوقف الأجر !!!...
------------
إخواني ....
لقد كتبت عددا ًمن الورقات : لم أ ُحصيه :
ولكن الله تعالى يعلمه ...
ورقات ٌعن : ترك الصلاة :
أهديتها لأقارب وزملاء وجيران ..
وأيضا ًلأصحاب محلات : رأيتهم يتقاعسون عن الصلاة ...
وورقات ٌ: لأصحاب محلات التصوير الفوتوغرافي :
والذين زادوا على صور الأفراح ذات الصدور العارية (واللحم
الرخيص على أهله) والتي يملأون بها واجهات محلاتهم :
زادوا عليها موضة وضع الصور الخليعة التي يُماثلون بها صور
الفاسقات من :
المغنيات والممثلات وعارضات الأزياء :
فـيُغرون الفتيات والشابات للتشبه بهن .. والتصوير مثلهن !!..
بل : وبنفس أوضاعهن !!.. وبنفس أشكالهن !!...
وكل ذلك بملابس :
لا تصح رؤيتها أصلا ًإلا في غرف النوم بين الزوج وزوجته !!..
وورقات ٌ: أعطيتها لأصحاب ملابس (اللا نجري) النسائية !!!..
والذين قلبوا واجهات محلاتهم : سوقا ًلعرض العورات : وإثارة الشهوات !
ولم يتفكر أحدهم مثلا ً: كيف كانت تفعل به مثل هذه الصور أو التماثيل
العارية أو الشبه عارية : عندما كان مراهقا ًأو شابا ًأو عازبا ً!!!..
ناهيك عن قتل الحياء ببطيءٍ لدى المسلمين : مع اعتياد هذه المشاهد !!
وورقات ٌ: لبعض مشايخ الأوقاف الذين يملأون دين المسلمين
بالأكاذيب الدينية والأحاديث المكذوبة على النبي :
والذين عينتهم الأوقاف أئمة للمساجد وخطباء لصلوات الجمع ..
وورقات ٌ: لعشرات المُدخنين من حولي :
ممن أعرفهم .. وممن لا أعرفهم ...
وخصوصا ًسائقي الميكروبصات والأجرة .. أو في الاجتماعات
المغلقة التي يريد المُدخن فيها قتلنا بدخانه !!!..
وورقات ٌ: قمت بإعطائها لشباب وشابات :
أثناء جلوسهم وخلوتهم المُحرمة معا ً..!
أو حتى في أثناء سيرهم الخادش للحياء في الطريق !!!..
بل ومع الجرأة التي صرت أكتسبها مع الأيام :
استطعت أن أعطي بعض هذه الأوراق لأزواج ٍ:
يمشون مع زوجاتهم في ملابسهم الكاسية العارية !!!..
-----------------
وأما أكثر ما أثلج الله تعالى به صدري :
فهو قيام بعض الفتيات أو الشابات (لا أعلم : فهن كثر) :
بكتابة ورقاتي إليهن على الكمبيوتر : ثم طباعتها :
ثم تعليقها في الشوارع وعلى الحوائط وفي بعض الجامعات !!..
فيـــــا الــــلـــــــه ....
يا له من ثواب مضاعف : أعجز عن شكر الله تعالى عليه :
وهو الذي ألهمني الفكرة وأعانني عليها !!!!..
وبالطبع : لم تكن التجربة كلها (عسلا ً) .. بل قد ذقت بعض
(المُر) فيها أيضا ً: ولكن الله تعالى سلم ..
ولم يزل الله تعالى يرد عني كيد الشيطان وتثبيطه ..
بل : ولم تزدني المتاعب إلا مثابرة ً.. ولم تزدني المتاعب إلا
خبرة ًفي كيفية دعوة الناس بالحسنى والتلطف معهم !!!..
حيث تبين لي (( حرفيا ً)) صدق الذي لا ينطق عن الهوى عندما قال :
" ما كان الرفق في شيءٍ : إلا زانه .. وما نــُــزع من شيء ٍ: إلا شانه " !!..
صحيح الجامع الصغير للألباني (5654) .. وقوله أيضا ً:
" إن الله رفيق ٌ: يحب الرفق . ويعطي على الرفق : ما لا يعطي على العنف !
وما لا يعطي على ما سواه " !!!.. رواه مسلم ..
وأما الفائدة الكبرى التي أرجوها بحق من وراء ذلك كله :
فهو أن (أعذر) نفسي عند الله يوم القيامة :
وذلك إذا سألني فقال كما يحكي لنا رسولنا الكريم :
" إن الله ليسأل العبد يوم القيامة (أي عن كل شيء) ..
حتى يقول : ما منعك إذ رأيت المنكر أن تنكره ؟؟...
فإذا لقن الله عبدا ًحُجته قال :
يا رب : رجوتك .. وفرقت من الناس " !!!...
رواه ابن ماجة وصححه الألباني في الصحيحة (2/929) ..
فاللهم لقنا حُجتنا ... واغفر لنا تفريطنا في أمر دينك ..
وتجاوز عنا :
تقاعسنا في إنكار المنكر ولو بالكلام أو حتى الكتابة ....
وتقبل مني هذا (الإعذار) .....
ولعل الله تعالى : يكتب البركة في هذه الطريقة الدعوية
العظيمة اليسيرة على من يسرها الله له ...
والتي إن انتشرت في بلاد الإسلام :
لساعدت في إحياء ونشر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
بعيدا ًعن العوائق النفسية وعراقيل الشيطان !!!....
فهل تشاركونني في مثل هذا الأجر والثواب المضاعف بإذن الله ؟؟؟...
دفتري في يدي .. ومع صغر سني :
أ ُطارد في بلادي : الذنوب المهالك !!!..
بالعلم : لا بالجهل : أدعو قومي ..
فاللهم زد لي في العلم وبــارك !!!..
و(ن.. وما يسطرون) : قسَمُ ربـي :
طريق الدعاة لكل ســــالك !!!..
فهل تشاركوني ثـــــواب ربي :
بأن تشاركوني في فعـــل ذلك !!!..
أترك لكم الإجابة .....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...