الأحد، 2 أكتوبر 2011

سؤال وإجابة بخصوص هل هناك أمل ؟!..

بقلم : أبو حب الله (منتدى التوحيد) ..

> السؤال <

أخي أبا حب الله
والله لقد بكيت وانا أقرأ هذه القصص
كم هو جميل ديننا...كم هو عظيم شرعنا...
لكني في الآونة الأخيرة بدات أفقد الأمل في أن نعود الى ديننا ونتنسك به وبشرعه كما فعل الأقدمون
ومما يفقدني الأمل أكثر سوء فهمي لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم"لا يأتي زمان إلا و الذي بعده شر"
أرجو أن تجيبني يا اخي بأسلوبك الطيب هذا
و جزاك الله خيرا

> الإجابة <

أولا ً:
أدعو الله عز وجل أن يجمعك مع مَن تحب من الأولين والآخرين ...
آميـــــــــن ...

ثانيا ً:
بالنسبة لعودة الأمة إلى سابق العهد :
فذلك إذا تحقق فينا كأفراد : سيتحقق على أيدينا كجماعات أخي !
والآن :
ما الذي يمنعني ويمنعك ويمنع إخواننا أو أخواتنا من الاقتداء بالسلف
الصالح : كلٌ حسب أقرب قدوة إليه ؟!!!..

الغني : يقتدي بمَن كان غنيا ًمن الصحابة : وليفعل مثلما فعل !!!!..
والقوي : كذلك ..
والشجاع : كذلك ..
والداعي الذي لديه حُسن كلام ٍومنطق ٍوقبول : كذلك ..
والعالم الذي لا يبخل بعلمه ووقته وجهده : ويخشى الله : كذلك ..
والقاضي : كذلك ..
والجندي : كذلك ..
والذي يبتليه الله بولاية أمر ٍمن الأمور : كذلك ..
والأب والأم : كذلك ..
والمعلم والمعلمة : كذلك ..
والشاب والشابة : والفتى والفتاة : كذلك ..
والتاجر والصانع والزارع والمهندس والطبيب والعامل وغيرهم : كذلك ..

فهل ترى مانعا ًأخي في تأسينا (كأفراد) : بسلف أمتنا الصالح !!!..

فإذا لم تر في ذلك مانعا ً(وكلٌ حسب استطاعته وظروف بلده وقيودها) :
فتاكد أن التغيير آتٍ أخي والله لا محالة !!!..
هذا هو وعد الحق : والذي لا ينطق إلا بالحق :

إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ : حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ " الرعد 11..

وعندها أخي :
يتكون جيلٌ (وموجودٌ عددٌ منه الآن) : هو الذي سيرفع راية الإسلام
مع المهدي وعيسى بن مريم عليهما السلام في ملاحم النهاية 
!!..

فاعمل أخي أن تكون منهم ...
فإن عجزت : فاجعل إخوانك الصغار أو أبناءك أو أطفال حيك وشارعك
منهم !!!..
ووالله : قد قضيت أياما ًمعدودات في أحد المساجد أ ُعلم أطفالا ًصغارا ً
القرآن وأ ُبسطه لهم وأشرحه (وكنت آنذاك في المرحلة الجامعية) :
فوجدت أن مر السنين الطوال لم يمح ذكراي من عقولهم وقلوبهم حتى اليوم !
وأخبرني غير واحد منهم (وقد صار أطول مني قامة ً) :
كم أنه تأثر بتلك (( الأيام المعدودات )) في حياته حتى اللحظة !!!...

وسبحان الله العظيم أخي ........!

يعني (( قليل المجهود )) منا في الدعوة بإخلاص : كلٌ حسب علمه واستطاعته :
يأتي بالثمار الطيبة العظيمة التي يُبارك الله فيها عز وجل !!!..

فعلام اليأس والتقوقع والنظرة التشاؤمية التي يصد بها الشيطان المسلم
عن العمل :

لاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ : إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ : الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ "
يوسف 87 ...

وأما بالنسبة للحديث الذي ذكرته أخي :
فهو لم يُشر بوجهٍ من الوجوه لاختفاء الخيرية من الأمة الإسلامية !!..
بل المعنى الظاهر منه هو :
أنه بمرور الزمن : تتزايد المحن التي تنصب على الأمة :
وتزداد نسبة المتخلفين في الطريق !!..
وأما أهل الحق ...
وأما أهل الخير ...
فهم في ثباتٍ أخي !!!..
لأنهم (وبكل بساطة) : متصلون بالصمد الذي لن يُضيعهم !!!..
وهم متواجدون في كل زمان ٍومكان !!..
وقد أثنى الله تعالى عليهم : وأشار إلى وصفهم وصفاتهم في قرآنه :
كما أخبرنا رسوله الكريم أيضا ًعنهم في سنته !!..
بل :
ولعظيم المحن والبلايا المتزايدة مع الأيام على أمتنا :
والتي يُمحص الله تعالى بها الفئة التي ستحمل النصر القادم :
فقد قال عنهم رسولنا الخاتم وهو يُحادث أصحابه يوما ًقائلا ً:

يأتي على أمتي زمان : الصابر فيهم على دينه : كالقابض على الجمر " !
رواه الترمذي وصححه الألباني .. وقال أيضا ً:

وددت أني لقيت إخواني !.. فقال أصحابه : أو ليس نحن إخوانك ؟!..
قال : أنتم أصحابي .. ولكن إخواني : الذين آمنوا بي : ولم يروني 
" .....
سلسلة الأحاديث الصحيحة (6/2/2888) .. وقال أيضا ًفي جزء صحيح
من حديث :

.... فإن من ورائكم : أيام الصبر .. الصبر فيهن : مثل القبض على
الجمر !!.. للعامل فيهن : مثل أجر خمسين رجلا ًيعملون مثل عمله 
" ..
(مكان النقاط فقرات ضعيفة) ..
رواه ابن ماجه والترمذي وأبو داود وصححه الألباني لغيره بزيادة :
قيل يا رسول الله : أجر خمسين رجلا ً: منا أو منهم ؟!!.. قال :
بل أجر خمسين منكم
 " !!!...

والمعنى :
أن في تلك الأيام : سيتضاعف أجر المسلم الملتزم بدينه وشرع ربه :
خمسين ضعفا ًليقترب من ميزان أجور الصحابة : وليس بأفضل منهم !

فلا تتشاءم أخي ....

فالخير باقيٌ من حولك : ما دام فيك أنت الخير .....!

هذه هي الدنيا ...
وأما عما قريب : فنتلاقى في يوم الخير الأكبر بإذن الله ..
يوم توفى كل نفس ما عملت ..
ويمن علينا الكريم المنان برحمته ومغفرته وتجاوزه وعفوه ومضاعفته للحسنات ..

اللهم آميـــــــن ..

الزوار