5)) لماذا خلق الله الإنسان ؟!!..
بقلم : أبو حب الله ..
أدار الشيخ (محمد) عينيه في القاعة هذه المرة وهو يقول :
لقد استضفنا سؤالين من (رجلين) حتى الآن .. فلنستضف هذه المرة سؤالا ًمن (امرأة) ...
هممممم .. لنختر هذه الشابة في طرف الصف الرابع هناك .. نعم .. تفضلي ..
وعلى الفور : تركزت الأضواء والكاميرات عليها .. وامتلأت الشاشة الكبيرة خلف المنصة بصورتها : وهي تتلقى ميكروفون المنضدة بهدوء ثم تقول :
الشيخ (محمد) .. الشيخ (عبد الله) .. مرحبا ًبكم .. أعرفكم بنفسي :
اسمي (ماري) .. آنسة ..
وقد قمت منذ سنوات قلائل بجعل جل اهتمامي هو : دراسة الفلسفات والديانات (الشرقية) !!.. حيث أني أرى في (روحانيتها) : علاجا ًناجحا ًللـ (مادية) الطاغية في عالمنا (الغربي) اليوم !!!..
والتي يقف الإنسان الغربي أمامها حائرا ً: لا يعرف معها (هدفا ً) لهذه الحياة !!!..
وذلك برغم كل ما تقدمه لنا (الحضارة الحديثة) من كل سبل الراحة !!!!...
مما أدى في نهاية الأمر لقيام كثير من الناس (وخاصة الشباب) : بالانتحار !!!...
وكان منهم (أخي) للأسف ...
وبالرغم من قراءتي في كثير من الديانات والفلسفات الشرقية .. إلا أن (الإسلام) : ما زال لدي مجهولا ًحتى هذه اللحظة !!!.. حيث هناك شيء ما : يصدني دوما ًعن القراءة أو البحث فيه !!!.. ولعل هذا الشيء هو :
(الصورة القبيحة) التي يزرعها (الإعلام) و(الكنيسة) فينا منذ الصغر في هذه البلاد !!!..
ولكني لاحظت في الأونة الأخيرة : اهتماما ًغير عاديا ًبدينكم من جهة الشباب والصغار على وجه الخصوص !!!.. بل وهناك أعدادا ًكثيرة تدخل فيه أسبوعيا ً: أكثر حتى من (الأرقام الرسمية) التي تنشرها بعض الصحف !!!..
أنا أعلم هذا جيدا ً....
فلا يكاد بيت ويخلو من إسلام : أحد أفراده !.. أو قريبا ًلهم !.. أو زميل عمل أو دراسة !.. أو حتى أحد جيرانهم !!..
ولذلك .. فقد رأيتها فرصة عظيمة لأن آتي إليكم الليلة : لأسألكم سؤالا ًواحدا ً:
حيث أن هذا السؤال : هو عندي كل شيء !!!..
وسؤالي هو :
لماذا خلق الله الإنسان : من وجهة نظر دينكم ؟؟.. وشكرا ً...
كان يبدو من صوت (ماري) : الانفعال الشديد في كل كلمة نطقت بها !!!.. فبدا الأمر وكأنما قد استحضرت ذكريات (أخيها) المنتحر وهي تتكلم !!!.. مما جعل الحاضرين ينظرون إليها نظرة عطف وشفقة .. بل وانتقلت إليهم :
نفس لهفتها في معرفة إجابة هذا السؤال !!!...
وهنا .. انتقلت العيون جميعا ًإلى الشيخ (عبد الله) الذي تنهد وقال :
بداية ً.. آسف كثيرا ًآنسة (ماري) لما حدث لـ (أخيك) ...
ولقد سألتِ سؤالا ً: حار فيه بالفعل : الكثير من (الفلاسفة) و(المفكرين) قديما ًوحديثا ً!!!...
بل وضلّ فيه : كل مَن ليس على فطرة الإسلام لله عز وجل !!!..
وخصوصا ًالذين لا يؤمنون بـ (الحياة بعد الموت) .. ولا بـ (الثواب) و(العقاب) على ما يفعلونه في هذه الدنيا !!!...
فأنتجوا لنا بذلك : أنواعا ًعديدة من الأفكار والفلسفات الفاسدة !!!..
والتي أدى معظمها لدعوة واحدة : ألا وهي : استمتاع الإنسان بهذه الحياة الدنيا : بقدر ما يستطيع !!!.. حيث تركته يطلق العنان لشهواته : حتى لو كانت (حراما ً) أو بها (إيذاءٌ للآخرين) !!!..
وحتى الأفكار والمذاهب (السوداوية) التي ترى أن الإنسان دوما ًهو : (كائن مظلوم) !!!.. وأنه :
(لا يدري ما يُفعل به في هذه الدنيا) !!.. ولا (لماذا أتى) !!.. ولا (إلى أين يسير) !!...
فقد أدت أيضا ًلنفس النتيجة !!!.. ألا وهي : دعوة الإنسان لتلبية جميع شهواته : قبل أن يقضي عليه الموت !!!..
ذلك العدو اللدود لهم : والذي : لا مفر منه !!!..
وكانت نتيجة كل هذه الأفكار والفلسفات من بعض العقول المريضة : أن البشرية لم تجني من ورائها إلا :
الخراب والدمار : لـ (الفرد) و(المجتمع) على حد سواء !!!..
وأعتقد آنسة (ماري) أن (أخاك) : قد كان ضحية أحد هذه الاتجاهات والأفكار الفاسدة في الحياة !!...
وخصوصا ً: مع وجود (الضعف الديني) السائد في مجتماعتكم للأسف ...
وهنا .. انتقلت عيون الحاضرين من الشاشة الخاصة بالشيخ (عبد الله) : إلى الشاشة الأخرى التي تصدرتها صورة (ماري) : وهي توميء برأسها في أسف بمعنى : (نعم) !!!..
وهنا .. واصل الشيخ كلامه (وقد نجح في وضع يده على أول مكان للألم) فقال :
وأقسم بالله : أنك لسوف تتعجبين إذا علمتي أن دين الله تعالى (الإسلام) :
هو الوحيد الذي يحمل في طياته : (إجابة) هذا السؤال : بأبسط صورة !!.. وبأقل عبارة !!!!..
حتى أن طفلا ًمسلما ًصغيرا ًيحفظ كلام الله تعالى (القرآن) : يستطيع أن يُجيبك بكل بساطة عن هذا السؤال الذي هلك فيه (الفلاسفة) و(المفكرين) من قبل !!.. بل : وكثير من (رجال الدين) أيضا ً!!!..
وهنا .. سرت حركة قلقة قصيرة بين أشخاص الصف الأول ... والذين كان معظمهم : من رجالات الدين النصراني بالمدينة !!!....
ولكن الشيخ لم يتوقف ولم يلتفت إليهم .. بل واصل كلامه قائلا ً:
هناك آية صغيرة في (القرآن الكريم) من كلام رب العالمين يقول فيها :
" وما خلقت الجن والإنس : إلا ليعبدون " !!!!... الذاريات - 56 ..
هكذا وبكل بساطة : يُجيب رب العالمين على سؤالك آنسة (ماري) !!!!...
فلقد خلقنا الله تعالى لغرض واحد فقط .. وهذا الغرض هو : (وظيفتي) .. و(وظيفتك) !.. بل و(وظيفة) كل الحاضرين في هذه القاعة !!!... ألا وهو : (عبادة الله عز وجل) !!!...
و(العبادة) في مفهوم الإسلام : ليست هي (الشعائر والطقوس) التعبدية الظاهرة فقط : كالصلاة والصوم .... إلخ ..
لا ...
بل معنى (العبادة) هو : (طاعة) الله تعالى في كل ما أمرنا به .. و(الانتهاء) عن كل ما نهانا عنه !!... وذلك في جميع شئون حياتنا !!!....
فقيام (الحاكم) بواجباته من العدل وغيره كما أمره الله به : هو عبادة لله !!!..
وكذلك (القاضي) أيضا ً!!.. وكذلك (الجندي) في المعركة أو ساحات القتال !!!..
وقيام (الأب) بواجباته كما أمره الله بها نحو زوجته وأولاده : هو عبادة لله !!!..
وقيام (الزوجة) أيضا ًبواجباتها التي أمرها الله بها تجاه زوجها وأولادها : هي عبادة لله !!!..
والتزام (المرأة أو الشابة) بستر جسدها ومفاتنها كما أمرها الله به : هو عبادة لله !!!..
والتزام (التاجر) بالصدق والأمانة : وترك الغش والكذب كما أمره الله به : هو عبادة لله !!!..
وكذلك بر (الأبناء) للأباء والأمهات وكبار السن كما أمر الله به : هو عبادة لله !!!..
وهكذا أخت (ماري) في جميع شئون الحياة ...
فحياة المؤمن الذي يؤمن حقا ًبالله : هي عبارة عن (استشعار دائم) منه لـ (مراقبة) الله تعالى له !!!.. ومراعاة منه لـ (اطلاع) الله الدائم عليه !!!...
وذلك لأن الله تعالى : لا ينام ولا يتعب : ولو للحظة من اللحظات !!!!...
فهو الله في وقت العمل !!.. وهو الله في وقت النوم !!.. وهو الله في وقت الإجازة واللعب !!..
ومن هنا : فقد يتساءل الحاضرون :
وهل لله تعالى (أوامر ونواهي) في كل تفاصيل حياتنا كما ذكرت بهذه الصورة ؟؟!!..
والحق أقول لكم :
إن كل أمة في كل عصر من العصور الماضية : فقد أنزل الله تعالى لها شرعا ًلتعمل به ..!
وكان هذا الشرع :
يعتمد في أساسه على المبادئ العامة التي تحفظ على الناس : حياتهم .. وأموالهم .. وأعراضهم .. ودينهم ...
فكانت : غاية في البساطة والاختصار : بما يناسب بساطة الحياة وقلة تعقيداتها في هذه الأزمان الماضية ....
ولكن :
ولعلم الله تعالى المُسبق بما ستصير إليه البشرية كما هي عليه اليوم :
من تعقيد وتشابك في : المعاملات التجارية .. والأخلاق .. والأفكار .. والمذاهب .. وأنماط الحياة والعمل وغيره :
فقد أخبر سبحانه وتعالى بمقدم (النبي الخاتم) :
صاحب (الشريعة الكاملة) للبشر !!!.. والتي : ستكفيهم من وقت نزوله : وإلى قيام الساعة !!!!..
لقد أخبر الله تعالى بذلك .. وأمر جميع رسله وأنبيائه بالتبشير بهذا النبي أيضا ًصاحب (الشريعة الكاملة) !!!..
وذلك : ليستعد الناس في كل مكان وزمان لاستقبال رسالته الخاتمة !!...
والحق أقول لكم :
أن هذا الرسول الخاتم : قد جاء بالفعل وأنتم لا تعلمون !!!..
لقد أرسله الله تعالى بالحق والفصل والحكم في كل شيء من أمور الحياة !!!... بل وأخبرنا أيضا ًعما بعد الموت من الحساب والثواب والعقاب !!!!...
لقد أرسل الله تعالى معه (شرعا ًكاملا ً) متمثلٌ في :
1)) القرآن الكريم : وهو كلام الله تعالى بنفسه : وهو كتاب المسلمين المقدس ... وهو الذي لا يجوز تغيير ولو لحرف واحد منه !!!..
2)) السُـنة : وهي جميع الأقوال والأفعال والموافقات التي قام بها النبي الخاتم (محمد) في حياته ... وهي التي يجوز التغيير في بعض ألفاظها أو حروفها أثناء الوعظ والإرشاد ..
وفي هذين المصدرين العظيمين للشرع الإسلامي : يجد الإنسان تفاصيل كل شيء يحتاجه في هذه الحياة !!..
بدءا ًمن آداب قضاء حاجته وكيفية الطهارة منها !!!.. ومرورا ًبآداب حُسن معاشرة الزوج لزوجته وأولاده !!!..
وانتهاءً بتفاصيل العبادات المختلفة التي أخبرتكم بها الآن !!!.. لنجد أننا بذلك أمام دين ٍكامل ٍ: بجميع تفاصيل القواعد العامة للآداب والأخلاق والمعاملات بين الناس !!.. كما في الزواج والتجارة !!!.. ومثل آداب السير في الشارع أو في الطريق !!!.. وآداب الطعام والشراب واللباس !!!.. وآداب العالم والمتعلم !!!....
إلى آخر ذلك من جميع مناحي حياة الإنسان المختلفة !!!..
والسؤال : هل يعلم أحد الحاضرين الجالسين أمامي هنا الآن :
(دينا ً) أو (فلسفة ً) أو (مذهبا ً) ما من المذاهب : فيه تفاصيل مثل ما ذكرت لكم أو حتى بعضها ؟؟؟!!...
وهنا : نظر الحاضرون لبعضهم البعض يمينا ًويسارا ًوأماما ًووراءا ًوعلى الشاشات :
فكان الابتسام والتعجب والصمت هو الجواب !!!..
فواصل الشيخ قائلا ً:
لعل بعضكم يتعجب الآن ويتساءل :
وما الذي يجعل (الرب) يتدخل في كل هذه الأمور والتفاصيل الحياتية للإنسان : ويجعلها من الدين ؟؟!!..
والحق أقول لكم :
إن هذا الأمر في حد ذاته :
يدلنا على أن هذا الدين (الإسلام) : هو حقا ًمن عند الله تعالى : خالق هذا الإنسان !!!!..
ودعوني أوضح لكم ذلك المعنى بمثال :
عندما يوفق الله تعالى أحد العلماء مثلا ًلاختراع (آلة ٍما) لـ (هدف ٍما) ... فهل يصنعها ذلك العالم : ثم يتركها للناس وهو يقول لهم : لقد صنعتها : وعليكم أنتم الآن أن تستنبطوا الهدف منها وكيفية عملها ؟!!..
أم أنه (ولحرصه على اختراعه وآلته) : يُخبر الناس عن جميع تفاصيلها وطريقة عملها الصحيحة : ليصونونها ويحافظون عليها ؟!!!.. بل :
ويُعطيهم (شرحا ًكاملا ً) أيضا ًعن : الغرض منها بالضبط : وكيفية تحقيقه ؟!!..
أعتقد أن الإجابة المنطقية : معروفة لدينا جميعا ً....
والآن آنسة (ماري) .. لو افترضنا أنك استطعت صنع آلة (ميكانيكية) صغيرة : ثم وضعتيها بقاعة المدرسة : وتركتيها (من غير اهتمام) وخرجت :
هل ستلومين أصحابك ساعتها : عندما (يعبثون بها) : لمحاولة تشغيلها أو معرفة الهدف منها ؟؟!!..
بل هل ستستطيعين لومهم إذا ما تسبب (عبثهم الجاهل هذا) في : فساد هذه الآلة الصغيرة ؟؟!!..
أعتقد أن الإجابة هي : لا بالطبع !!....
إذا ً: فلماذا لم نقبل على أنفسنا فكرة : (صنع الشيء ثم تركه) :
ثم نقبلها على الله تعالى : (الحكيم) (الخبير) (خالق) هذا الكون العظيم ؟؟!!!..
هل يُعقل أن يخلق الله تعالى الإنسان :
ثم يتركه بدون أن يُخبره عن (سبب وجوده) ؟!.. أو حتى عن (كيفية عمله) في هذه الحياة ؟؟!!!...
والحق أقول لكي آنسة (ماري) :
إن العَالم ليبحث الآن عن (الإسلام) : بحث المريض الذي أوشك على الموت : عن (الدواء) !!!...
فهو الدين الوحيد الذي لديه : (إجابة على كل سؤال) !!!....
وهو الدين الوحيد الذي : لا مكان فيه للـ (غموض) أو (الأسرار الكهنوتية الخاصة) !!!... بل هو الدين الوحيد الذي يحث الإنسان دوما ًعلى : (السؤال وطلب العلم الديني والدنيوي) !!!..
بل ويدفعه دوما للاستزادة في معرفة : كل ما يستطيع عقلنا البشري الخوض فيه : بلا أدنى خوف أو ترهيب !!!....
وأما أن يشغل الإنسان نفسه وعقله بما هو عاجز أصلا ًعن إدراكه : فهو مرفوض تماما ًفي دين الله تعالى !!...
وذلك مثل أن يحاول أحد الناس مثلا ً: أن يدرك حقيقة (ذات الله تعالى) نفسه !!!..
فما أعجز مثل هذا الإنسان !!!....
حيث يبحث عن (ماهية ذات الله تعالى) : في الوقت الذي لم يستطع التوصل فيه لـ (ماهية) مخلوقات الله تعالى أو حقيقتها يقينا ً!!!... وذلك مثل (الروح) مثلا ً!!.. ومثل (النجوم والمجرات) !!.. بل وسائر المخلوقات بما فيها حتى (الذرات) و(الإلكترونات الصغيرة) !!!...
لأن أقصى ما يستطيعه البشر هو : معرفة هذه المخلوقات بوصفها : من خلال دراسة تأثيراتها وحركاتها !!...
ولكنه لا يعرف أبدا ً: (حقيقة تكوينها) أو (ما هيتها) !!!!..
فكيف سيعرف (حقيقة تكوين الله تعالى) الذي خلقها أو (ماهيته) ؟؟؟!!!..
وأيضا ً: ما أعجز هذا الإنسان : حينما ترك التفكير في زمن فعله والمطلوب منه عمله في حياته :
ليذهب ليتفكر فيما كان يفعله الله عز وجل قبل أن يخلقنا !!!..
ونسيَ أن الله تعالى خالق المكان : والذي نتج عن هذا المكان : الزمان : هو أصلا ًلا يحده زمان بمفهومنا !!..
بل : وإذا كان أحد الحاضرين هنا الآن (ولأنه لا يعرفني) فهو بالتأكيد يجهل تماما ً: ماذا كنت أفعل أنا بالأمس !
وعلى هذا : فإذا كان يجهل هذا بي : فما بالنا بالسؤال عن ماذا كان يفعل الله قبل أن يخلقنا ؟!!..
إنها حقا ً(سفسطة) : لم يأمرنا الله تعالى بها !!!..
ولهذا ..
فإن الله قد اختصر على الإنسان الطريق : وحتى لا نضيع أوقاتنا فيما لن نجد له إجابة ًأبدا ً!!.. فقال لنا عن نفسه في (القرآن الكريم) :
" ليس كمثله شيء " !!!... الشورى - 11 ..
أي أن :
أي صورة يتخيلها الإنسان عن الله تعالى : فليعلم مُقدما ًأنها : (ليست إلا خطأ) !!!..
ومن هنا : فلا يستطيع إنسان أن يصف الله تعالى : إلا بما أخبرنا به الله بنفسه عن نفسه !!....
ومن هنا يتبين لنا آنسة (ماري) : أن جميع هذه الأفكار والفلسفات والأديان التي جَعلت للإنسان في هذه الدنيا :
(هدفا ًآخرا ً) غير (طاعة الله تعالى وعبادته) : هي التي أودت بـ (أخيكي) وأمثاله إلى (الانتحار) !!!..
وهي التي كلما شرب منها أحد : لم يزدد إلا عطشا ً!!!.. ولم يزدد إلا شعورا ًبأن هناك شيئا ًناقصا ًفي حياته !!!..
أو بمعنى آخر : هي التي جعلته يشعر دوما ًبأنه : يستخدم نفسه الاستخدام الخطأ !!!...
تماما ً: كمن يستعمل (ملعقة طعام بلاستيكية صغيرة) : في (الحفر) في الصخر مثلا ً!!!..
أو كالذي يستعمل (مظلة المطر) : في حمل ونقل (الطين والحجارة الثقيلة) !!!...
فالنتيجة دوما ًواحدة آنسة (ماري) :
ألا وهي للأسف : دمار (الآلة) التي نستعملها في (غير مكانها) !!!!....
وعند هذه النقطة : تركزت عيون الحاضرين على (ماري) .. والتي بدأت تمسح بعض قطرات الدمع المتساقطة من خلف نظارتها الطبية ...
والتي بدأ يسمع الحاضرون صوتا ًخفيفا ًلبكائها أيضا ً.. فظنوا في هذه اللحظة :
أن هذه هي نهاية السؤال والإجابة ..
ولكنها فاجأت الجميع بسؤال ٍأخير ٍللشيخ : حاولت أن تلقيه باتزان ٍورزانة ٍفقالت :
ولكن شيخ (عبد الله) .. ما دمنا في (المسيحية) : نؤمن بـ (الله العظيم) مثلكم :
فلماذا لم نعرف مثل هذه الأشياء التي قلتها ؟؟!!!..
بل ولماذا انحرف أخي (إيزاك) أكثر وأكثر : كلما قرأ في ديننا أكثر وأكثر ؟؟!!..
ثم صمتت للحظات لتتمالك نفسها لكي لا تبكي ثم قالت :
عذرا ًلحساسية السؤال .. ولك مطلق الحرية في الإجابة أو السكوت إذا أردت !!...
وشكرا ً...