الأحد، 2 أكتوبر 2011

14)) تفرق اليهود والنصارى والمسلمين ..
بقلم : أبو حب الله ..


وهنا .. أحب الشيخ (عبد الله) أن يتلاعب بمشاعر مسز (دوري سبنسر) الرافعة يدها في الصف الأول !!!..
وذلك : جزاء جرأتها في (عدم احترام) طلبهم في إعلانات الندوة ..
فقال الشيخ (عبد الله) :

أعتقد أن علينا أن نختار في هذه المرة : إحدى السيدات شيخ (محمد) ...
وذلك : حتى لا يتهمنا أحد الناس بتهمةٍ : نحن بريئون منها !!!....
وسوف أختارها أنا في هذه المرة إذا سمحت ...

وفي هذه اللحظة : تعمد الشيخ (عبد الله) أن يختار امرأة قريبة جدا ًمن موضع مسز (دوري) :
بدون الالتفات إليها !!!...
وبالفعل .. قال وهو يشير بيده :
فلتتفضل الأخت التي في جانب الصف الثالث من هذه الناحية ..

وما هي إلا ثوان : حتى انتقل الميكروفون إلى سيدة : يبدو أنها قد تجاوزت الخمسين من عمرها بقليل ... حيث أخذت الميكروفون وقالت :

اسمي (ساشيتا كيرك فين) .. وبالطبع : أنا أ ُسجل لك أيها الشيخ المسلم : نجاحك الباهر في (زعزعة إيماننا بديننا) كمسيحيين منذ المولد !!!...
بل وأتوقع أيضا ً: أن العديد من الحاضرين هنا في القاعة الآن : يُـفكر جديا ًفي مسألة الدخول في دينكم الإسلام !!!..
ومن هنا : وبحكم درايتي بالكثير عن الإسلام .. فأرغب في سؤالك سؤالا ًواحدا ً: سوف يساعد كل مَن يفكر في دخول الإسلام على اختيار (مذهبا ً) من (المذاهب العديدة) لديكم !!!..
فسؤالي هو :
إذا رغبت مثلا ًفي دخول دينكم ... فإلى أي (مذاهبكم وفرقكم) المختلفة الكثيرة سأنتمي ؟؟!!..
هل سأكون من : أهل السنة !!.. أم من الشيعة !!.. أم من الصوفية !!.. أم من الإخوان !!.. أم من القرآنيين !!.. أم من الخوارج !!.. أم من المعتزلة !!.. إلى آخر ذلك من الفرق : والتي لا تخفى على عالم خبير مثلك بالطبع ..!
مع العلم بأن كل فرقة من هذه الفرق :
قد تنقسم أيضا ًللعديد والعديد من (الفرق الداخلية) فيما بينها !!!!...
فما هي نصيحتك لي وللحاضرين في هذا الشأن ؟؟..
وشكرا ً...

بالطبع : لم يخف على الشيخ (عبد الله) الهدف الخفي من وراء سؤال مسز (ساشيتا) !!!...
وهو : محاولة تشويه شكل الإسلام بإعطائه (نفس الصورة المهزوزة) التي أثبتها الشيخ في دينهم في هذه الندوة !!...

ولهذا ... فقد ابتسم الشيخ قائلا ً:

سؤالك بسيط جدا ًمسز (ساشيتا) !!!.. ولكن بالرغم من بساطته : فهو مهم جدا ًبالفعل :
لكل من يُفكر جديا ًفي اعتناق الإسلام ....

ولكن .. وقبل أن أبدأ في الإجابة عليه .. أود أولا ًأن أوضح (فارقا ًهاما ً) بين نوعين من الاختلاف في الدين :
نوع (مقبول) .. ونوع (مرفوض تماما ً) ...

فأما النوع المقبول من الخلاف :
فهو كاختلاف : شكل وترتيب وحجم (أوراق) : نوع معين من الشجر !!!.. حيث مع اختلاف شكل وترتيب وحجم هذه (الأوراق) من شجرة إلى أخرى : إلا أنهم ما زالوا في النهاية : يُمثلون (نوعا ًواحدا ً) من الشجر !!.. ألا وهي : (شجرة الإسلام) : والتي يعرفها كل من يراها : مهما اختلف شكل وترتيب وحجم (أوراقها) !!!..

وهذا الاختلاف يُمثله في الإسلام :
بعض الاختلافات : (الفقهية) في بعض الأمور والأحكام ..
فعندنا مثلا ً: نوع من (الزكاة) المفروضة مرة في العام : قبل العيد السنوي للمسلمين بعد انتهاء شهر الصوم ..
فأما النبي الخاتم (محمد) : فكان يُخرجها دوما ًمن (الطعام) : فيعطيها للمساكين في ذلك العيد : حتى لا يُضطروا للسؤال في أيام عيد المسلمين .. وحتى يُطهر بها نفوس المسلمين ..
وأما بعض (رجال الدين) بعد ذلك : وبعد انتشار الإسلام في (مدنيات) كثيرة : يختلف فيها نمط الحياة عن الذي كان يعيشه الناس في عهد رسول الله الخاتم (محمد) .. كما تختلف فيها أيضا ً: (معايير حاجات المساكين) في عيد المسلمين من بين حاجتهم (للطعام) أو لـ (اللباس الجديد) أو لـ (المال) نفسه :
فقد خرج (رجال الدين) هؤلاء برأي ٍآخر : (بجانب) ما كان يفعله رسول الله الخاتم (محمد) ...
ألا وهو : (إمكانية) إعطاء المساكين : قيمة (الطعام) من (المال) : لنترك لأحدهم (حرية اختيار) شراء ما (يحتاجه) بالفعل : فإذا احتاج (طعاما ً) : فسيشتري (طعاما ً).. وإذا احتاج (لباسا ًجديدا ً) : فسيشتريه ... وهكذا ..
فمثل هذا الخلاف في ديننا : هو مقبول : ولا غضاضة أبدا ًفيه ...

وأما الاختلاف الغير مقبول :
فهو الاختلاف في : (العقيدة) نفسها !!!..
أي الاختلاف في هذه المرة في (نوع الشجرة) نفسها (وليس في شكل وترتيب وحجم الأوراق فقط) !!!..
مما يعني أنه ستكون أمامنا (شجرة) : مختلفة تماما ًعن شجرة (الإسلام) التي نعرفها :
سواء في (الجذور) أو (الساق) أو (الفروع) أو (الثمار) !!!..

ومن هنا أقول لك مسز (ساشيتا) : أن ما قلتيه من وجود (مذاهب وفرق) كثيرة في الإسلام :
هو شيء نعرفه بالفعل !!!..
ولا يعني ذلك بالطبع أنه صوابا ً... لأن (الفرقة) دوما ًوالابتعاد عن (الحق) : هي من فعل (الشيطان) ...
لأن (طريق الحق) دوما ً: واحد ...
و(الشيطان) وحده : هو الذي يعمل على إبعاد وتشتيت الناس عن هذا (الطريق) : إلى (طرق أخرى كثيرة) تبعد عنه ....
وأما العجيب : فهو أن نبينا الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم : قد نبأنا من قبل عن هذه الفرقة فقال :

افترقت اليهود على : إحدى وسبعين فرقة .. فواحدة في الجنة : وسبعين في النار !!..
وافترقت النصارى على : اثنتين وسبعين فرقة .. فواحدة في الجنة : وإحدى وسبعين في النار !!..
والذي نفسي بيده :
لتفترقن أمتي على : ثلاث وسبعين فرقة !!!... فواحدة في الجنة : وثنتين وسبعين في النار !!.
قيل يا رسول الله : من هم ؟؟.. قال : هم الجماعة 
" !!!...
سلسلة الآحاديث الصحيحة للألباني (3/1492) ...

فالذي وقع في رسالة (محمد) صلى الله عليه وسلم : هو نفسه الذي وقع في رسالة كل ٍمن :
(موسى) و(عيسى) عليهما السلام !!!...

ولكن مع فارق مهم جدا ً... وهو أن (الفرقة الناجية) من (اليهود) و(النصارى) : لم يعد لها وجود الآن !!!...
حيث إن واحدا ًمن أهم شروطها هو :
الإيمان بـ (النبي الخاتم) عند ظهوره !!!.. ولذلك : فيكون كاذبا ًمن يدّعي اليوم من اليهود والنصارى أنه من الفرقة الناجية : وهو لم يدخل الإسلام بعد !!!.. أو لم يؤمن حتى بالنبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم !!!....

وأما الفرقة الوحيدة الناجية في الإسلام : فقد وصفها وبينها لنا رسولنا (محمد) صلى الله عليه وسلم ببعض الأوصاف التي لا تنطبق إلا عليها ...
ففي الحديث الذي ذكرته لكم الآن .. قال عنها أنها هي : " الجماعة " .. وفي رواية أخرى صححيحة لنفس الحديث قال : " هي ما أنا عليه وأصحابي " ...
أي أن هذه الفرقة : هي التي تتبع (الجماعة) التي كان عليها رسول الله (محمد) وصحابته من بعده ..
وهي الفرقة التي : لم تغير شيئا ًمن (الدين) عما كانوا عليه : لا بالإضافة .. ولا بالترك ...

ومن هنا يتبين لك مسز (ساشيتا) : أن مَن لديه أدنى دراية بـ (عقيدة وتاريخ الإسلام) بالفعل : يستطيع (وبكل سهولة) :
أن يعرف الفرقة الوحيدة الناجية فيه : وينضم إليها ...
ألا وهي فرقة : (أهل السنة والجماعة) ....

ومن هنا يتبين لك أن كل مَن دخل الإسلام بـ : نية (إفساده) وبث (أفكار الكفر والشرك) فيه :
فقد فضحه لنا رسولنا الكريم بوصفه للفرقة الناجية ...!
بل ويفضحه أيضا ً: نوع الشجرة التي أخرجها لنا : لأنها حتما ً: مختلفة تماما ًعن شجرة الإسلام المعروفة !!!...

فمن يقول مثلا ًأن الله تعالى : له (شريك في حكمه وقضائه) .. أو أنه : (يحل في بشر أو حيوان أو جماد) :
فإسلامه مردود عليه !!!.. وذلك مثل الكثير من فرق (الشيعة الباطنية) كـ (الرافضة) و(الدروز) وغيرها .. وكبعض الطرق والفلسفات (الصوفية) الضالة أيضا ً..

ومَن دخل الإسلام مثلا ً: ثم يدّعي أنه (يؤمن بالقرآن وحده) : ولا يؤمن بـ (آحاديث النبي) : فإسلامه أيضا ً:
مردود عليه !!!.. لأن الله تعالى : قد قسم شرعه ودينه بين (القرآن) و(سنة) النبي (محمد) .. فمن كفر بأحدهما :
فقد عصى الله تعالى !!!.. ويمثل ذلك فرق ٌمثل : (الشيعة الروافض) .. و(القرآنيين) ومن شابههم ...

ومَن دخل الإسلام : ثم ادّعى أن القرآن الذي بين أيدينا : (ناقص أو محرف) .. أو أنه (ليس القرآن الحقيقي) :
فأيضا ًإسلامه : مردود عليه !!!... وذلك مثل فرق (الشيعة) المختلفة ...

ومَن يدّعي أيضا ً: ألوهية النبي (محمد) .. أو أحد أصحابه .. أو أي إنسان آخر .. أو حتى يصفهم بالأوصاف الإلهية مثل : (القدرة المطلقة) .. أو (العلم المطلق) أو (علم الغيب) .. أو (المغفرة للناس) .. أو (استجابة دعائهم) .... إلى آخر ذلك من الأفكار (الشركية) و(الوثنية) :
فإسلامه أيضا ً: مردود عليه !!!.. وذلك مثل الكثير من فرق (الشيعة) و(الصوفية) وغيرهم ..

وحفاظا ًعلى وقت الندوة الثمين ..
فسوف أخبرك مسز (ساشيتا) بما يجب أن (يؤمن به) مَن يريد الالتحاق بـ (الفرقة الناجية) في الإسلام ...
فهو أولا ً:
يجب عليه الإيمان بأنه :
(صنعة) الله تعالى !!!.. فهو (عبدٌ) لله تعالى الذي خلقه !!!.. و(العبد) دوما ً: مأمور بـ (طاعة) سيده ...
ويؤمن بأن (الله) تعالى : (رب) و(إله) : (كامل) في جميع صفاته .. (مُنزه) عن أي نقيصة أو عيب :
كما وضحت لكم من قبل ...
فالله تعالى : لا ينام !!!.. ولا يغفل عن مخلوقاته قط !!!.. وهو وحده : الذي خلقنا !!!..
وهو وحده : الذي يرزقنا !!!.. وهو وحده : الذي يحيينا ويميتنا !!!.. وهو وحده : الذي يستجيب دعاءنا .. وقادر على حمايتنا ونصرنا !!!... وهو وحده: العالم بجميع أحوالنا : الظاهر منها والباطن !!!..

كما أنه لا يجوز لنا أبدا ً: أن نشبه الله تعالى بأحوالنا وصفاتنا ..
فكل ما سنتخيله عن الله عز وجل : فلنعلم أنه ليس كذلك !.. بالضبط : كما شرحت لكم من قبل !!!..

كما يؤمن بأن الله تعالى : قد فرض علينا عبادات : لا يصح الإسلام إلا بها !!!.. وهي :
النطق بشهادة أنه : لا إله إلا الله .. وأن : محمد رسول الله ..
وإقام الصلاة المفروضة : في اليوم خمس مرات في مواقيتها ...
وإخراج الزكاة السنوية من الغني للفقير : كما بينها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وصوم شهر (رمضان) في كل عام : أيضا ًبالتفصيل الذي بينه لنا رسول الله (محمد) ..
وحج بيت الله تعالى في (مكة) : لمن استطاع : ولو مرة واحدة في العمر ...

وبالطبع : فإن أفضل حال لتأدية هذه العبادات : هو أن يؤديها المسلم : وكأنه يرى الله تعالى أمامه !!!... فإن لم يك ُيرى الله : فهو يقينا ً: يعرف أن الله تعالى يراه !!!.. فليؤديها إذا ً: على أحسن ما يكون !!!..

ثم يؤمن بنبيه الخاتم (محمد) .. وأنه (وككل الأنبياء من قبله) : عبد لله .. ونبيه ورسوله : إلى الناس ... وأنه :
لا يملك لنفسه ولا لغيره : نفعا ًولا ضرا ً.. ولا يعلم شيئا ًمن الغيب : إلا ما شاء الله أن يطلعه عليه ...
ثم يؤمن بجميع الرسل الذين أرسلهم الله تعالى من قبل ... ويؤمن بجميع كتبهم التي أعطاها الله تعالى لهم (قبل التحريف بالطبع) ...

ثم يؤمن بأن لله تعالى : (ملائكة) ... وأن له : (جنة) و(نار) : قد خلقهما الله تعالى : ليجازي بهما (المؤمنين) و(الكافرين) من عباده : بعد الممات وبعد الحساب ...

كما يؤمن بأن لله تعالى : (قضاءً) و(قدرا ً) : بالغي الحكمة في تسيير حياة كل المخلوقات ..
فيجب أن نؤمن دوما ًبوجود الحكمة من (قضاء) الله تعالى و(قدره) في كل شيء ...
ونؤمن بأن أحكامه وشرعه وحلاله وحرامه في رسالته الخاتمة للبشر : هم (صالحين) لكل مكان ٍوزمان ٍمن بعد مكان وزمان النبي صلى الله عليه وسلم ..

فهذا : هو منهج (الفرقة الناجية) في الإسلام باختصار .. وهي الفرقة الوحيدة التي : تعظم كلام الله عز وجل (القرآن) .. وتعظم (السنة) الصحيحة :
وهي كلام رسول الله (محمد) وأفعاله وموافقاته التي صحت نسبتها إليه ...

وبذلك : أرجو أن أكون قد أجبت على سؤالك مسز (ساشيتا) ...
وعذرا ًلعدم التطويل بقدر استطاعتي : حفاظا ًعلى وقت الندوة ....

وليختر لنا الآن الشيخ (محمد) : سائلا ًآخر ... 

فليتفضل ...

الزوار