1)) الندوة ...
بقلم : أبو حب الله ..
تعالت أصوات الجماهير في القاعة .. والذين وصل عددهم لما يقارب الأربعة آلاف شخص :
ملأوا الطابقين الأرضي والعلوي منها !!!..
حيث هذه هي المرة الأولى التي يقام فيها مثل هذه الندوة في مدينتهم ...
والتي لم يشك أي منهم في انتشار خبرها في اليوم التالي حتما ًفي جميع صحف المدينة .. بل وفي الكثير من الصحف الأوروبية أيضا ً!!!...
وهنا .. دخل إلى المنصة رجلان .. الأول : يعرفه الناس جميعا ً.. فهو حاكم المدينة : المستر (فيليب جونز) .. وأما الآخر : فأيضا ًالكثير من الحاضرين يعرفه .. وخصوصا ًمنذ أحداث الأسبوعيين الأخيرين ... إنه الشيخ : (محمد إبراهيم) .. أو المستر : (كليرك جود) سابقا ً... أحد أشهر أطباء القلب في المدينة .. والذي أسلم منذ ثلاثة أعوام .. واتخذ لنفسه هذا الاسم ..
جلس الرجلان على المنصة الطويلة ذات الثلاثة مقاعد .. ثم ما لبث أن رفع الشيخ (محمد) هاتفه المحمول ليرد على مكالمة قصيرة ... والتي على أثرها : بدأ يَعُـد العدة لاستقبال الشخص الثالث على المنصة ..
فقام بتشغيل الميكروفون الموضوع أمامه وقال :
الإخوة والأخوات الأعزاء ... أرجو من حضراتكم التزام الهدوء والصمت إذا سمحتم .. فقد انتهى الشيخ (عبد الله) من ختم (الصلاة) ... وهو حاليا ًفي طريقه إلى المنصة .. فأرجو أن يرى منا جميعا ً: أسلوبا ًحضاريا ًيليق بمدينتنا وبلدتنا هذه ...
وبالفعل .. بدأت الأصوات داخل القاعة الضخمة بطابقيها : تخفت سريعاً إلى أن ساد الصمت فجأة ...
حيث شرعت مجموعة كبيرة من الحاضرين في إعداد أدوات التسجيل الخاصة بها ..
فبعضهم : أمسك بدفتر ٍوقلم ٍصغير ٍ.. والآخر : أخرج مُسجلا ًصغيرا ً.. والثالث : استعد للتسجيل بكاميرة تصوير فيديو صغيرة معه !!!!..
في حين قرر باقي الحاضرين : الاكتفاء بالمشاهدة والاستماع فقط بدون تسجيل ..
وهنا .. دلف إلى القاعة الشيخ المُسلم المُـنتظر .. الشيخ (عبد الله بن سعيد) ...
وهو داعية إسلامي مشهورٌ جدا ًفي بلاده ... وله مجهودات كثيرة خارج بلاده أيضا ً.. والتي كان من ثمرتها منذ ثلاث سنوات : إسلام الشيخ الجالس بجواره الآن .. الشيخ (محمد إبراهيم) نفسه !!!...
وعلى الفور :
قام الحاضرون بتحية الشيخ ... والذي جلس مبتسما ًلحين ينتهي مُقدم الندوة الشيخ (محمد) من مقدمته الصغيرة ..
لقد كانت القاعة في تلك الليلة : غاية في النظام .. وهي التي لم يعرفها أهل المدينة إلا :
كـ (قاعة حفلات ومسرحيات) فقط منذ إنشائها !!... وهذه هي المرة الأولى التي يشاهدونها على هذه الصورة !!... حيث من بين كل صفي مقاعد :
تم تحويل أحدهما إلى منضدة أمام الصف الآخر !!!.. مع وجود ميكروفونا ًمتحركا ًعلى كل منضدة لسهولة تواصل الحاضرين مع المُحاضر ..
وأما خلف المنصة الرئيسية : فقد تم تنصيب شاشتي عرض كبيرتين .. إحداهما : شاشة خاصة لعرض صورة المُحاضر فقط طوال الندوة .. والأخرى : لعرض صور الحاضرين من خلال عدسات مُخرج الندوة المنتشرة في أنحاء القاعة ..
ومن هنا : فلم يجد الحاضرون أية صعوبة في تعرف شكل وملامح الشيخ المسلم :
حتى مع بُعد مكانهم عنه ...
فهو شيخ : سمح الوجه (على عكس ما كان يتوقع معظم الحاضرين) .. بل ويبدو لمَن ينظر إليه :
أنه بشوشٌ مبتسمٌ على الدوام !!!.. كما أن ملامحه أيضا ً: كانت شرقية تماما ً..
يعتقد من يراه أنه : في أواخر الأربعينات من عمره ... له لحية كبيرة : يختفي جانباها مع جانبي وجهه خلف (الغترة) البيضاء التي يلبسها مع جلبابه الأبيض ..
الأمر الذي جعل منظره العام : يوحي بـ (البساطة) في وضوح !!!.. مما جعل الحاضرين يشعرون بالراحة التامة تجاهه منذ أول وهلة ..
أنهى الشيخ (محمد) مقدمته السريعة ... والتي ذكر فيها بعض المعلومات عن الشيخ (عبد الله) .. وكيف أنه أتى لهم بهذا الشيخ الذي : لا يكل ولا يمل من الحديث عن (الدين) وعن (الله) عز وجل وعن رسوله (محمد) !!!!..
ثم ترك الميكروفون للشيخ (عبد الله) ...
والذي أخرج شيئا ًيشبه السيجار من جيبه !!!.. ثم أخذ يمسح به فمه وأسنانه جيدا ً!!!...
وذلك قبل أن يقول بلغة إنجليزية سليمة :
في البداية : أحييكم بتحية الإسلام : السلام عليكم جميعا ً...
ثم أتوجه بالشكر لحاكم المدينة مستر (فيليب جونز) : على حسن استقباله لي .. وعلى مجهوداته الكبيرة لتيسير وصولي إلى هنا بينكم الآن .. ولحجز هذه القاعة الكبيرة لهذه الندوة ..
ثم أشكر أخي العزيز : الشيخ الدكتور (محمد) على هذه الدعوة الكريمة .. والتي أرجو من الله تعالى أن يكتبها لي وله في ميزان حسناتنا يوم القيامة ..
وأحمد الله تعالى الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا ً... والذي من رحمته :
أن خلق الإنسان ولم يتركه !!!.. بل أرسل له رسله وأنبيائه : يُعلمونه أمور دينه .. ويُخبرونه بمرادات ربه منه .. وليتعلم منهم أيضا ً: كيف يعيش في هذه الدنيا !!!.. وليتعلم منهم أيضا ً: كيف يطيع ربه عز وجل في كل شيء : حتى ينجو من العذاب الأبدي الأليم : في الحياة .. وبعد الموت ...
فأشهد أن الله (وحده) : لا إله إلا هو .. وأنه (وحده) : المُستحق للعبادة والطاعة : لا أشرك به أحدا ً!!..
كما أشهد أن (محمدا ً) صلى الله عليه وسلم : خاتم أنبيائه .. وآخر رسله إلى البشر !!!.. وأنه :
(عبده) و(رسوله) ... وأنه : خلقا ًمِمن خلق !!!...
وأشهد أن (آدم) عليه السلام : خلقه الله تعالى من (تراب وماء) !!!.. ونفخ فيه من روحه :
فهو (عبد) الله و(رسوله) أيضا ً: خلقه الله تعالى (من غير أب ولا أم) .. وهو على كل شيء قدير !!!..
كما أشهد أن (عيسى) عليه السلام : خلقه الله تعالى من (تراب وماء) أيضا ً.. ونفخ فيه من روحه ...
ولذلك : فهو (عبد) الله و(رسوله) أيضا ً!!!.. وكلمته التي ألقاها إلى (مريم) .. فخلقه بها (من غير أب) .. وهو على كل شيء قدير !!!...
كانت الكلمات : تنساب من بين شفتي الشيخ :
قوية وسلسة وواضحة .. بل وتوحي بثبات عقيدة قائلها .. وإيمانه الراسخ بكل كلمةٍ فيها !!!..
مما جعلها : تنفذ إلى قلوب الجالسين سريعا ًفي غرابة !!.. والذين على الرغم من سماعهم لمثل هذا الكلام لأول مرة في حياتهم : إلا أن كل كلمة سمعوها منه : كانت تتردد بداخلهم تردد الصدى في الوادي !!!.. فشعروا وكأنهم : يعرفون هذه المعاني من قبل !!!.. أو كأن هذه المعاني أمامهم دوما ً: ولكن بينهم وبينها ضباب كثيف !!!..
وبالرغم من تصريح الشيخ المسلم بعقيدته في (عيسى) عليه السلام بدون تردد ولا مُداراة .. وإعلانه للجميع أنه عبد الله ورسوله .. إلا أن الأسلوب الذي استخدمه الشيخ : كان منطقيا ًمُقنعا ًذكيا ً: لا يترك لأحد الحاضرين الفرصة لأن يأخذ عليه شيء !....
وذلك لأنه ذكر لهم أولا ً: مَن هو أكثر إعجازا ًفي خلقه من (عيسى) عليه السلام .. ألا وهو (آدم) عليه السلام !!!... والذي خلقه الله بدون أب ولا أم !!!..
صفٌ واحدٌ فقط من الحاضرين هو الذي ماجت فيه قلوب أصحابه من هذه المقدمة القوية الصريحة .. إنه الصف الأول من القاعة .. والذي جلس فيه خليط ٌمن رجال الكنيسة الكبرى بوسط المدينة .. مع بعض رجال الدين .. مع قادة بعض المنظمات (النسائية) أيضا ً.. وأخيرا ً: قادة بعض الجمعيات الأخرى مثل جمعيات (حقوق الشواذ) وغيرهم !!!...
وهو الصف الذي يعرفه الشيخ (محمد) كثيرا ً.. والذي كان يرقب ردات فعل أصحابه على وجوههم أثناء كلام الشيخ ... وذلك لأنهم : هم السبب الرئيسي في إقامة هذه الندوة كما سنرى الآن !....
حيث ما أن انتهى الشيخ من مقدمته الصغيرة حتى واصل كلامه قائلا ً:
أما بعد ..
فقد دعاني الأخ الشيخ (محمد إبراهيم) لحضور هذه الندوة .. والتي قام بتنظيمها هنا في مدينتكم ... وبالرغم من وصول دعوته إليّ قبل أسبوعين .. إلا أنه لم يمكنني الحضور قبل الآن بسبب بعض المشاغل والارتباطات ..
وأما سبب الندوة الذي لا يخفى على معظمكم ..
فهو أنه منذ بداية هذا الشهر .. ومع كثرة المتحولين للإسلام في بلادكم : فقد قامت إحدى أشهر الصحف المحلية لديكم هنا بكتابة بعض المواضيع اليومية الكاذبة : لـ (التشنيع) على الإسلام !!!.. ولـ (تشويه) صورته !!!..
بالإضافة إلى وصف الصحيفة لـ (الإسلام) بأنه : من أكثر الأديان (تزمتا ً) و(نفورا ًمن الحوار) مع الآخرين !!!..
واستدل رئيس تحرير الصحيفة على هذه الاتهامات بـ : الإحجام الملحوظ لكثير من الدول الإسلامية عن المشاركة الرسمية في بعض (المؤتمرات العالمية) .. وذلك مثل : مؤتمرات المطالبة بحقوق (المرأة) و(الشواذ) و(المرتدين عن الدين) !!!!.... وأيضا ًالمؤتمرات التي تتعلق بحرية (التنصير) في بلاد الإسلام بلا قيود !!!..
وإزاء الكثير من الافتراءات والشبهات التي أثارتها الصحيفة .. قام أخي الدكتور (محمد) بالرد عليها ما استطاع لذلك سبيلا ً... ولكن الهجمة كانت أكبر منه بكثير .. وعلى الفور قام بمراسلتي .. وصارحني بنيته في إقامة مثل هذه الندوة هنا في مدينتكم ... وذلك : ليضع بين أيديكم شيخا ًمُسلما ً: لا يهرب ولا يفرّ من الحوار !!!...
لأننا معشر العلماء والدعاة إلى الله : نرى أن (الحوار مع الآخرين) : هو أفضل وسيلة لبلوغ دعوة الدين الصحيحة إلى الناس كافة ..
والحوار الذي أعنيه هنا .. هو الحوار الذي يتحقق فيه الآتي :
1)) الاحتفاظ بـ (الهوية الإسلامية) أثناء الحوار بدون (تمييع) ...
2)) وبدون (مداهنة للآخرين) أيضا ًفي عقائد الدين الإسلامي الواضحة ...
3)) وبدون أدنى (مساومة) على (ثوابت الدين) التي : (لا) و(لن) تتغير بإذن الله تعالى ...
ومن هنا ... فقد قام الأخ الدكتور (محمد) مع فريقه الصغير : بمجهود كبير لتنظيم مثل هذه الندوة .. حيث قاموا بالإعلان عن استقبال جميع الشخصيات من جميع المنظمات والحركات المعروفة هنا الليلة .. بل ومن رجال الدين أيضا ً: وذلك لإتاحة الفرصة للجميع للحوار .. ولمعرفة بالفعل :
حقيقة ما تم نشره في الأسابيع الماضية عن الإسلام :
هل كان حقا ًفعلا ً؟؟.. أم أنه قد امتلأ بالأكاذيب والافتراءات العديدة على الإسلام والمسلمين ؟؟...
كانت كلمات الشيخ قوية تمتليء بالتحدي .. والغريب أن بشاشة وجهه لم تفارقه لحظة في أثناء هذا الكلام !!!..
مما أعطى الجميع انطباعا ًبقوة منطقه .. وبأنه فعلا ًلم يأت لـ (الصراع) .. وإنما جاء لـ (الحوار) .. وللرغبة حقيقية في (بيان الحق) لهم ..
فواصل الشيخ كلامه قائلا ً:
ولعل معظم الحاضرين يتساءل الآن عن كيفية سير هذه الندوة ..
والذي اتفقت عليه مع أخي الدكتور (محمد) ومستر (فيليب) هو :
طالما أن الهدف من هذه الندوة هو (الحوار) : إذا ً... فلنجعلها جميعها للحوار !!!.. ولا نضيع وقتها الثمين في أي شيء آخر !!!..
حيث سنترك الفرصة سانحة لكل مَن يُريد بالقاعة : في أن يطرح عليّ سؤالا ًواحدا ً..
ولا تخافوا من الوقت .. فقد استأذنا المسؤلين هنا في زيادة وقت الندوة عن (الثلاث ساعات) إذا استلزم الأمر !!!..
كما أني سأحاول أن (أتوسع في إجابة كل سؤال على قدر الإمكان) : لأشمل بذلك بعض النواحي الأخرى المتعلقة به في ديننا الإسلام ...
وبهذه الصورة : سوف نستعرض معا ًإجابة العديد من الأسئلة إن شاء الله ...
والتي من خلالها : ستتعرفون أكثر على (الإسلام) .. وعلى نبي الرحمة (محمد) صلى الله عليه وسلم ..
كما ستشاهدون بأنفسكم : كيف يُحاور المسلم الناس من حوله .. لتخرجوا أنتم بالحكم النهائي في هذه المسألة !..
وليبدأ أخي الدكتور (محمد) في اختيار أول السائلين الآن على بركة الله ...
بقلم : أبو حب الله ..
تعالت أصوات الجماهير في القاعة .. والذين وصل عددهم لما يقارب الأربعة آلاف شخص :
ملأوا الطابقين الأرضي والعلوي منها !!!..
حيث هذه هي المرة الأولى التي يقام فيها مثل هذه الندوة في مدينتهم ...
والتي لم يشك أي منهم في انتشار خبرها في اليوم التالي حتما ًفي جميع صحف المدينة .. بل وفي الكثير من الصحف الأوروبية أيضا ً!!!...
وهنا .. دخل إلى المنصة رجلان .. الأول : يعرفه الناس جميعا ً.. فهو حاكم المدينة : المستر (فيليب جونز) .. وأما الآخر : فأيضا ًالكثير من الحاضرين يعرفه .. وخصوصا ًمنذ أحداث الأسبوعيين الأخيرين ... إنه الشيخ : (محمد إبراهيم) .. أو المستر : (كليرك جود) سابقا ً... أحد أشهر أطباء القلب في المدينة .. والذي أسلم منذ ثلاثة أعوام .. واتخذ لنفسه هذا الاسم ..
جلس الرجلان على المنصة الطويلة ذات الثلاثة مقاعد .. ثم ما لبث أن رفع الشيخ (محمد) هاتفه المحمول ليرد على مكالمة قصيرة ... والتي على أثرها : بدأ يَعُـد العدة لاستقبال الشخص الثالث على المنصة ..
فقام بتشغيل الميكروفون الموضوع أمامه وقال :
الإخوة والأخوات الأعزاء ... أرجو من حضراتكم التزام الهدوء والصمت إذا سمحتم .. فقد انتهى الشيخ (عبد الله) من ختم (الصلاة) ... وهو حاليا ًفي طريقه إلى المنصة .. فأرجو أن يرى منا جميعا ً: أسلوبا ًحضاريا ًيليق بمدينتنا وبلدتنا هذه ...
وبالفعل .. بدأت الأصوات داخل القاعة الضخمة بطابقيها : تخفت سريعاً إلى أن ساد الصمت فجأة ...
حيث شرعت مجموعة كبيرة من الحاضرين في إعداد أدوات التسجيل الخاصة بها ..
فبعضهم : أمسك بدفتر ٍوقلم ٍصغير ٍ.. والآخر : أخرج مُسجلا ًصغيرا ً.. والثالث : استعد للتسجيل بكاميرة تصوير فيديو صغيرة معه !!!!..
في حين قرر باقي الحاضرين : الاكتفاء بالمشاهدة والاستماع فقط بدون تسجيل ..
وهنا .. دلف إلى القاعة الشيخ المُسلم المُـنتظر .. الشيخ (عبد الله بن سعيد) ...
وهو داعية إسلامي مشهورٌ جدا ًفي بلاده ... وله مجهودات كثيرة خارج بلاده أيضا ً.. والتي كان من ثمرتها منذ ثلاث سنوات : إسلام الشيخ الجالس بجواره الآن .. الشيخ (محمد إبراهيم) نفسه !!!...
وعلى الفور :
قام الحاضرون بتحية الشيخ ... والذي جلس مبتسما ًلحين ينتهي مُقدم الندوة الشيخ (محمد) من مقدمته الصغيرة ..
لقد كانت القاعة في تلك الليلة : غاية في النظام .. وهي التي لم يعرفها أهل المدينة إلا :
كـ (قاعة حفلات ومسرحيات) فقط منذ إنشائها !!... وهذه هي المرة الأولى التي يشاهدونها على هذه الصورة !!... حيث من بين كل صفي مقاعد :
تم تحويل أحدهما إلى منضدة أمام الصف الآخر !!!.. مع وجود ميكروفونا ًمتحركا ًعلى كل منضدة لسهولة تواصل الحاضرين مع المُحاضر ..
وأما خلف المنصة الرئيسية : فقد تم تنصيب شاشتي عرض كبيرتين .. إحداهما : شاشة خاصة لعرض صورة المُحاضر فقط طوال الندوة .. والأخرى : لعرض صور الحاضرين من خلال عدسات مُخرج الندوة المنتشرة في أنحاء القاعة ..
ومن هنا : فلم يجد الحاضرون أية صعوبة في تعرف شكل وملامح الشيخ المسلم :
حتى مع بُعد مكانهم عنه ...
فهو شيخ : سمح الوجه (على عكس ما كان يتوقع معظم الحاضرين) .. بل ويبدو لمَن ينظر إليه :
أنه بشوشٌ مبتسمٌ على الدوام !!!.. كما أن ملامحه أيضا ً: كانت شرقية تماما ً..
يعتقد من يراه أنه : في أواخر الأربعينات من عمره ... له لحية كبيرة : يختفي جانباها مع جانبي وجهه خلف (الغترة) البيضاء التي يلبسها مع جلبابه الأبيض ..
الأمر الذي جعل منظره العام : يوحي بـ (البساطة) في وضوح !!!.. مما جعل الحاضرين يشعرون بالراحة التامة تجاهه منذ أول وهلة ..
أنهى الشيخ (محمد) مقدمته السريعة ... والتي ذكر فيها بعض المعلومات عن الشيخ (عبد الله) .. وكيف أنه أتى لهم بهذا الشيخ الذي : لا يكل ولا يمل من الحديث عن (الدين) وعن (الله) عز وجل وعن رسوله (محمد) !!!!..
ثم ترك الميكروفون للشيخ (عبد الله) ...
والذي أخرج شيئا ًيشبه السيجار من جيبه !!!.. ثم أخذ يمسح به فمه وأسنانه جيدا ً!!!...
وذلك قبل أن يقول بلغة إنجليزية سليمة :
في البداية : أحييكم بتحية الإسلام : السلام عليكم جميعا ً...
ثم أتوجه بالشكر لحاكم المدينة مستر (فيليب جونز) : على حسن استقباله لي .. وعلى مجهوداته الكبيرة لتيسير وصولي إلى هنا بينكم الآن .. ولحجز هذه القاعة الكبيرة لهذه الندوة ..
ثم أشكر أخي العزيز : الشيخ الدكتور (محمد) على هذه الدعوة الكريمة .. والتي أرجو من الله تعالى أن يكتبها لي وله في ميزان حسناتنا يوم القيامة ..
وأحمد الله تعالى الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا ً... والذي من رحمته :
أن خلق الإنسان ولم يتركه !!!.. بل أرسل له رسله وأنبيائه : يُعلمونه أمور دينه .. ويُخبرونه بمرادات ربه منه .. وليتعلم منهم أيضا ً: كيف يعيش في هذه الدنيا !!!.. وليتعلم منهم أيضا ً: كيف يطيع ربه عز وجل في كل شيء : حتى ينجو من العذاب الأبدي الأليم : في الحياة .. وبعد الموت ...
فأشهد أن الله (وحده) : لا إله إلا هو .. وأنه (وحده) : المُستحق للعبادة والطاعة : لا أشرك به أحدا ً!!..
كما أشهد أن (محمدا ً) صلى الله عليه وسلم : خاتم أنبيائه .. وآخر رسله إلى البشر !!!.. وأنه :
(عبده) و(رسوله) ... وأنه : خلقا ًمِمن خلق !!!...
وأشهد أن (آدم) عليه السلام : خلقه الله تعالى من (تراب وماء) !!!.. ونفخ فيه من روحه :
فهو (عبد) الله و(رسوله) أيضا ً: خلقه الله تعالى (من غير أب ولا أم) .. وهو على كل شيء قدير !!!..
كما أشهد أن (عيسى) عليه السلام : خلقه الله تعالى من (تراب وماء) أيضا ً.. ونفخ فيه من روحه ...
ولذلك : فهو (عبد) الله و(رسوله) أيضا ً!!!.. وكلمته التي ألقاها إلى (مريم) .. فخلقه بها (من غير أب) .. وهو على كل شيء قدير !!!...
كانت الكلمات : تنساب من بين شفتي الشيخ :
قوية وسلسة وواضحة .. بل وتوحي بثبات عقيدة قائلها .. وإيمانه الراسخ بكل كلمةٍ فيها !!!..
مما جعلها : تنفذ إلى قلوب الجالسين سريعا ًفي غرابة !!.. والذين على الرغم من سماعهم لمثل هذا الكلام لأول مرة في حياتهم : إلا أن كل كلمة سمعوها منه : كانت تتردد بداخلهم تردد الصدى في الوادي !!!.. فشعروا وكأنهم : يعرفون هذه المعاني من قبل !!!.. أو كأن هذه المعاني أمامهم دوما ً: ولكن بينهم وبينها ضباب كثيف !!!..
وبالرغم من تصريح الشيخ المسلم بعقيدته في (عيسى) عليه السلام بدون تردد ولا مُداراة .. وإعلانه للجميع أنه عبد الله ورسوله .. إلا أن الأسلوب الذي استخدمه الشيخ : كان منطقيا ًمُقنعا ًذكيا ً: لا يترك لأحد الحاضرين الفرصة لأن يأخذ عليه شيء !....
وذلك لأنه ذكر لهم أولا ً: مَن هو أكثر إعجازا ًفي خلقه من (عيسى) عليه السلام .. ألا وهو (آدم) عليه السلام !!!... والذي خلقه الله بدون أب ولا أم !!!..
صفٌ واحدٌ فقط من الحاضرين هو الذي ماجت فيه قلوب أصحابه من هذه المقدمة القوية الصريحة .. إنه الصف الأول من القاعة .. والذي جلس فيه خليط ٌمن رجال الكنيسة الكبرى بوسط المدينة .. مع بعض رجال الدين .. مع قادة بعض المنظمات (النسائية) أيضا ً.. وأخيرا ً: قادة بعض الجمعيات الأخرى مثل جمعيات (حقوق الشواذ) وغيرهم !!!...
وهو الصف الذي يعرفه الشيخ (محمد) كثيرا ً.. والذي كان يرقب ردات فعل أصحابه على وجوههم أثناء كلام الشيخ ... وذلك لأنهم : هم السبب الرئيسي في إقامة هذه الندوة كما سنرى الآن !....
حيث ما أن انتهى الشيخ من مقدمته الصغيرة حتى واصل كلامه قائلا ً:
أما بعد ..
فقد دعاني الأخ الشيخ (محمد إبراهيم) لحضور هذه الندوة .. والتي قام بتنظيمها هنا في مدينتكم ... وبالرغم من وصول دعوته إليّ قبل أسبوعين .. إلا أنه لم يمكنني الحضور قبل الآن بسبب بعض المشاغل والارتباطات ..
وأما سبب الندوة الذي لا يخفى على معظمكم ..
فهو أنه منذ بداية هذا الشهر .. ومع كثرة المتحولين للإسلام في بلادكم : فقد قامت إحدى أشهر الصحف المحلية لديكم هنا بكتابة بعض المواضيع اليومية الكاذبة : لـ (التشنيع) على الإسلام !!!.. ولـ (تشويه) صورته !!!..
بالإضافة إلى وصف الصحيفة لـ (الإسلام) بأنه : من أكثر الأديان (تزمتا ً) و(نفورا ًمن الحوار) مع الآخرين !!!..
واستدل رئيس تحرير الصحيفة على هذه الاتهامات بـ : الإحجام الملحوظ لكثير من الدول الإسلامية عن المشاركة الرسمية في بعض (المؤتمرات العالمية) .. وذلك مثل : مؤتمرات المطالبة بحقوق (المرأة) و(الشواذ) و(المرتدين عن الدين) !!!!.... وأيضا ًالمؤتمرات التي تتعلق بحرية (التنصير) في بلاد الإسلام بلا قيود !!!..
وإزاء الكثير من الافتراءات والشبهات التي أثارتها الصحيفة .. قام أخي الدكتور (محمد) بالرد عليها ما استطاع لذلك سبيلا ً... ولكن الهجمة كانت أكبر منه بكثير .. وعلى الفور قام بمراسلتي .. وصارحني بنيته في إقامة مثل هذه الندوة هنا في مدينتكم ... وذلك : ليضع بين أيديكم شيخا ًمُسلما ً: لا يهرب ولا يفرّ من الحوار !!!...
لأننا معشر العلماء والدعاة إلى الله : نرى أن (الحوار مع الآخرين) : هو أفضل وسيلة لبلوغ دعوة الدين الصحيحة إلى الناس كافة ..
والحوار الذي أعنيه هنا .. هو الحوار الذي يتحقق فيه الآتي :
1)) الاحتفاظ بـ (الهوية الإسلامية) أثناء الحوار بدون (تمييع) ...
2)) وبدون (مداهنة للآخرين) أيضا ًفي عقائد الدين الإسلامي الواضحة ...
3)) وبدون أدنى (مساومة) على (ثوابت الدين) التي : (لا) و(لن) تتغير بإذن الله تعالى ...
ومن هنا ... فقد قام الأخ الدكتور (محمد) مع فريقه الصغير : بمجهود كبير لتنظيم مثل هذه الندوة .. حيث قاموا بالإعلان عن استقبال جميع الشخصيات من جميع المنظمات والحركات المعروفة هنا الليلة .. بل ومن رجال الدين أيضا ً: وذلك لإتاحة الفرصة للجميع للحوار .. ولمعرفة بالفعل :
حقيقة ما تم نشره في الأسابيع الماضية عن الإسلام :
هل كان حقا ًفعلا ً؟؟.. أم أنه قد امتلأ بالأكاذيب والافتراءات العديدة على الإسلام والمسلمين ؟؟...
كانت كلمات الشيخ قوية تمتليء بالتحدي .. والغريب أن بشاشة وجهه لم تفارقه لحظة في أثناء هذا الكلام !!!..
مما أعطى الجميع انطباعا ًبقوة منطقه .. وبأنه فعلا ًلم يأت لـ (الصراع) .. وإنما جاء لـ (الحوار) .. وللرغبة حقيقية في (بيان الحق) لهم ..
فواصل الشيخ كلامه قائلا ً:
ولعل معظم الحاضرين يتساءل الآن عن كيفية سير هذه الندوة ..
والذي اتفقت عليه مع أخي الدكتور (محمد) ومستر (فيليب) هو :
طالما أن الهدف من هذه الندوة هو (الحوار) : إذا ً... فلنجعلها جميعها للحوار !!!.. ولا نضيع وقتها الثمين في أي شيء آخر !!!..
حيث سنترك الفرصة سانحة لكل مَن يُريد بالقاعة : في أن يطرح عليّ سؤالا ًواحدا ً..
ولا تخافوا من الوقت .. فقد استأذنا المسؤلين هنا في زيادة وقت الندوة عن (الثلاث ساعات) إذا استلزم الأمر !!!..
كما أني سأحاول أن (أتوسع في إجابة كل سؤال على قدر الإمكان) : لأشمل بذلك بعض النواحي الأخرى المتعلقة به في ديننا الإسلام ...
وبهذه الصورة : سوف نستعرض معا ًإجابة العديد من الأسئلة إن شاء الله ...
والتي من خلالها : ستتعرفون أكثر على (الإسلام) .. وعلى نبي الرحمة (محمد) صلى الله عليه وسلم ..
كما ستشاهدون بأنفسكم : كيف يُحاور المسلم الناس من حوله .. لتخرجوا أنتم بالحكم النهائي في هذه المسألة !..
وليبدأ أخي الدكتور (محمد) في اختيار أول السائلين الآن على بركة الله ...