الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

المقدمة ... 


بقلم : هشام البوزيدي ..
أو : هشام بن الزبير (منتدى التوحيد) ..


نشأت هذه الفصول أول مرة في منتدى التوحيد لمحاورة المذاهب الفكرية المعاصرة, حيث أتيحت لي الفرصة للغوص في متاهات عقل الملحد العربي, والحق أن المنتدى يوفر ظروفا عازلة تؤمن فيها الأعراض الجانبية لمخالطة ضحايا هذه الُّلوثة الموسومة بالإلحاد. بل إنني حظيت بمحاورة زملاء أبي الإلحاد واقعا في الغرفة الصوتية للمنتدى, مما جعل فكرة هذه اليوميات تنضج شيئا فشيئا حتى استوت أو كادت. ومن اللطائف أن اسم بطل هذه الكوميديا الإلحادية ليس اختراعا أدبيا صرفا, بل إني استمعت لأبي الإلحاد في الغرفة الصوتية بالفعل, لقد كان هناك وكان هذا اسمه, فلم يبق لي لا أن أجمع خيوط هذه النحلة )الإنترنيتية( العجيبة لأنسج منها ما تقرأونه على هذه الصحائف.

إن الإلحاد الإلكتروني في العالم العربي الإسلامي ظاهرة لا يمكن استيعابها بشكل كامل ,فيما يبدو لي, إن أخذناها مأخذ الجد, فإن رفقاء أبي الإلحاد لا يمثلون مدرسة فكرية تقارع الحجة بالحجة وتعرض لمسائل العقيدة الإسلامية بوسائل النقد العلمي حتى يواجَهوا بمثل ذلك. بل إن القوم قد تحزبوا في عالمهم الوهمي ليشنوا هجومهم الشرس على ديننا بأحقر الوسائل, فهم لا يتورعون عن الكذب والتدليس وتحقير الملة الحنيفية وتسفيه أصولها العظيمة. لهذا كله فإن هذه الكوميديا الإلحادية مرآة أضعها أمام هؤلاء الساخرين ليروا ملامح نحلتهم العرجاء وليعلموا أنهم إن سخروا بنا بما ليس فينا فإنا لن نسخر بهم إلا بما هو فيهم. وأصدقكم القول أني لا أعلم شيئا أعظم تهافتا من الإلحاد, فما أخصبه من أرض للتناقض والتضارب وما أحراه بالسخرية والتحقير. ولو قدر للجهل أن يتمثل رجلا لما كان إلا ملحدا.

وختاما أنبه إلى أن هذه النصوص كتبت على عجل على شاشة الحاسوب, فما أحوجها إلى التنقيح, لكني أضعها بين أيديكم في نسختها المؤقتة هاته وأنتم ممن قيل فيهم: (وعين الرضا عن كل عيب كليلة.) وأؤجل التهذيب ريثما تكتمل جميع الفصول. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل,
وكتبه هشام بن الحسين بن الزبير صبيحة الأحد المكمل للثلاثين من شعبان سنة 1432هـ.

الزوار